السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

لإسلام بحيرى رب يحميه!

لإسلام بحيرى رب يحميه!
لإسلام بحيرى رب يحميه!





كتب - وليد طوغان

على مواقع التواصل أسس نشطاء صفحات لدعم إسلام بحيرى.. إن جيت للحق نحن الذين فى حاجة لمزيد من الدعم من إسلام بحيرى.. ومزيد ممن يشبه إسلام بحيرى.. على الفيس بوك خافوا أن يأد المشايخ افكار بحيرى، وبرنامجه، ومساحات رحبة لإعادة التفكر فى الدين والعقيدة يلقى بها هنا تارة.. وهناك تارة أخرى.
لا خوف على بحيرى ولا هم يحزنون.. الزمن تغير.. ورد الفعل الاجتماعى أيضا تغير.. ظهر كثيرون فى حاجة إلى مزيد من الفهم بعدما اختزل بعضنا الدين فى قطع الرقاب، وإلزام النساء بالحجاب.. والنقاب، قبل وضعهم فى حفر.. ورجمهن باسم الله.. ومحبة رسول الله.
بعد خراب مالطة.. تبين كثيرون أن الإسلام ليس: «السلام عليكوا ردا على الموبايل»، تماما مثلما اكتشفوا أن الحريات ليست مجرد كلام «واغش» من حمدين صباحى، وأن الدول لا تبنى بأفكار «شباب ثورة» تركوا ندبات على وجه الوطن، باسم الحريات والحاجات والمحتاجات.. وأبوك السقا مات.
حلنا الوحيد مليون إسلام بحيرى.. الامل فى أنقاذنا ألوف من محمد اركون.. ومحمد جابر الانصارى.. ومحمد سعيد العشماوى.. والدكتور محمد شحرور.
مفاهيمنا العجيبة أدت بنا لكوارث.. لو استمرت.. فالمصائب اكبر.. والبلاوى بالزوفة.. شعوب عاطفية نحن، لا عقول نقدية.. ولا قدرة على «الوزن»، لذلك نتعامل مع الفكر الدينى، كما تعاطينا مع الرأى السياسى .. بنظريات مشجعى كرة القدم وأعضاء الاولتراس.. وصلنا إلى منتصف الطريق لستين داهية.
أصابنا عمى الألوان، فابتكرنا نظرياتنا فى الاسلام، كما طغت أهواءنا على السياسة.. النتيجة: داعش.. وجبهة النصرة، وجمعية السنة المحمدية.. وعلاء عبدالفتاح ومنى سيف.. وأحمد دومة.. والدكتور مصطفى الفقى!
لسنا أولى الباب.. ربما لذلك تلتوى بين أيدينا العقيدة، وتنكسر على عتباتنا رقبة الأفكار.
إليك هذه القصة عظيمة الدلالة: لما حاصر جيش «نابليون» القاهرة وضربوها بالمدافع من المقطم، اعتصم المصريون بالأزهر يقرأون صفحات من «صحيح البخارى»!
ويحكى الجبرتى أنه لما اقتحم الفرنسيون الأزهر، خاف المصريون على كتب الحديث أكثر من خوفهم على كتاب الله.. تساءل الفرنسيون وقتها عن سطوة الكتاب الذى يتوسل به المسلمون لله.. فينسون كتاب الله، ويلجئون لبشر كتب ما قيل إنه سنة رسول الله؟
التوسل لله بالبخارى ابتكار.. إشارة الى معنى المفهوم الدينى فى عقول المشايخ، وفى مفهوم مسلمين عوام، يؤمنون للآن بقصص عن «أولياء لله» كشف عنهم الحجاب؛ يموتون ويعودون، ويسافرون على سجاجيد طائرة ويسيرون على الماء.
أفكار من تلك مازالت حية تحت جلودنا.. نحن مجتمعات الإيمان على طريقة أفلام ماتريكس.. وعلى طائفة إسلام بحيرى اخرجنا من عثراتنا.. طائفة إسلام هم الأعلون.. لو كنتم تفقهون.
يرى عالم النفس الشهير «كارل يونج» أن «الارتجاج النفسى للمجتمعات؛ عادة ما يصاحبه اهتمامٌ بالطقوس أكثر من مضامين الأفكار نفسها..
وهذا ما حدث.. أعظم مشكلاتنا، كم سنن واحاديث وقصص غير مؤكدة، اشتهرت عن النبي؛ حولها التراث الشعبى إلى مسلمات لا تحتمل التأويل أو الرفض، فكانت «كوليرا»، عطلت مقاصد الله فى شريعة الله، وقلبت الدنيا، وقتلت، وذبحت، وفجرت، ونزل معها رسول الله، يطلب من مرسى امامة المسلمين.. ويعده بالنصر فى ميدان رابعة.
ثلاثة أرباع عقولنا، قصص وأخبار، عززت الفجوة بين المسلمين وغير المسلمين.. نتداول قبل الأكل وبعده.. ما نقول إنه أوامر نبوية، بينما «عنصرية» بين العرب وغير العرب.. و بين المسلمين وأصحاب الديانات الأخرى.
تعرف الى اين وصلت بنا القصة؟
الى تساؤلات عن صفة الجندى كيرلس فى حادث كرم القواديس.. شهيد أم لا؟
قمة « قلة الأصل» مع ان الدين لا يعرف «قلة الاصل».. احتكار المسلمين للجنة، ليست دينا.. وموت مواطن مصرى مسيحى «فطيس».. لا يمكن ان يكون من مقاصد الله فى دين الله.
لكن تقول لمين؟
بيننا أفكار من تلك، وسط 80 مليون محجبة، ومليون من «المشايخ»، وألوف من دعاة الاوقاف..
ماذا يفعل هؤلاء؟
يغالون فى الحلال وفى الحرام.. يطرحون فى «الأوكازيون» أحاديث نبوية عن فضل «الذباب» فى إناء المسلم، ومكارم «البقدونس».. وفوائد «بول الإبل»!
حتى صورة النبى نفسه تغيرت فى الذهنية الشعبية للمسلمين، فأضافوا لشخصه (ص) ما لم يضفه الإسلام.. قالوا إنه كان يعلم الغيب، وإنه كان يُوحى إليه منذ ميلاده حتى وفاته. قالوا إن الملائكة اختطفوه صغيرًا.. ففتحوا قلبه وأزالوا منه «نقطة الدنيا السوداء»، وأعتقد كثيرٌ منا أن بوله (ص) كان مصدرًا لشفاء الأمراض!
أزمتنا اجتماعية دينية.. ليست مشكلاتنا فى السياسة والديمقراطية.
كل ده وتقولى خايف على إسلام بحيرى؟ إسلام بحيرى له رب يحميه.. نحن وإسلام لنا رب اسمه الكريم!