الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

غضب قبطى من سفريات البابا الدائمة

غضب قبطى من سفريات البابا الدائمة
غضب قبطى من سفريات البابا الدائمة




تحقيق - روبير الفارس

أيام قليلة ويمر عامان على جلوس البابا تواضروس الثانى على كرسى مارمرقس بطريركا التى لم تكتمل صورته العامة بعد، ولكن لوحظ خلال هذين العامين الاهتمام الكبير الذى يبديه البابا للسفر للخارج بصورة أدهشت البعض وأزعجت البعض وبين مؤيدين يجدون سفر البابا أمرا طبيعيا لرعاية الاقباط فى الخارج، ومعارضين يعتبرون تكرار السفر أمراً مبالغا فيه وخاصة أنه يتم إما لبلاد لاتوجد بها رعية قبطية كبيرة مثل الدول الاسكندنافية أو دول بها أساقفة بالفعل يقومون بالرعاية، وأن هناك مشاكل فى الداخل تترك معلقة بلا حل وقد فجر قضية تكرار سفر البابا بيان ساخن أصدرته حركة شباب كريستيان لقضايا الاقباط الارثوذكس والتى تضم فى عضويتها عدة آلاف من شباب الاقباط وجاء فيه «نتقدم بالاحتجاج الرسمى على سفر قداسة البابا والسكرتارية الخاصة به سفرا متكررا بصورة مبالغ فيها بالخارج الامر الذى يترتب عليه إهدار أموال الكنيسة والانقطاع عن الرعية وشعب الايبارشيات لفترات طويلة بالشهور الطويلة غير المنطقى بأسلوب تزيين البيت من الخارج ومن الداخل خراب».


وفى البداية يقول الدكتور ماجد عزت: توجد علاقات قديمة تجمع ما بين الكنيسة المصرية القبطية والكنيسة الروسية الارثوذكسية لعدة أسباب منها: «المذهب الواحد المشترك ما بين الكنيستين وتشابه الطقوس إلى حد ما».
كما أن صلوات القداس تقترب من نفس قداس الكنيسة القبطية، وأيضا طقس العماد لا يختلف كثيرا عن الكنيسة المصرية بالغطس.
أما فى جانب العلاقات الاجتماعية فهناك جالية قبطية بروسيا من ضمنها أقباط نقادة «السودانيين» مع «المصريين» الاقباط فيشكلون جالية كبيرة وتسمح الحكومة الروسية للجالية بممارسة الشعائر الدينية عن طريق تأجير كنائس أو منحة لمدة زمنية لاقامة الصلاة ولكن بالفعل الكنيسة فى حاجة لكنائس أرثوذكسية لخدمة الجالية المصرية القبطية.
ويضيف الدكتور ماجد أما عن أسباب  التقارب فى الفترة الحالية ما بين الكنيستين الروسية والمصرية القبطية، ربما أعتقد أن موقف روسيا تجاه مصر وخاصة بعد ثورة 30 يونيو زاد من العلاقات بعد إعلان الاخيرة عن دعمها ومساندتها لمصر، وظهر ذلك فى مقابلة الرئيس الروسى «بوتين» للرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى.
والإعلان المستمر على استعداد لمساندة مصر، كما أن الجالية الروسية تنتشر بمصر وخاصة بالغردقة ويمارس بعضهم الصلاة بكنيستنا المصرية لانه لا يوجد فاصل فى الطقوس، وبجانبهم تلعب العلاقات الاجتماعية كزواج مصريين أقباط من الروس أو العكس وهكذا تستمر الحياة.
وكما تعلم ويعلم الجميع أن جميع من شاركوا فى صنع بيان 3 يوليو 2013 وغيرهم من الكتاب والصحفيين والمحررين... إلخ وعزل الرئيس السابق «محمد مرسى»، فهم تحت التهديد والدليل على ذلك التفجيرات التى تعرضت لها قواتنا المسلحة بسيناء وقد يكون سفر البابا من وقت للثانى ربما لاوضاع أمنية مرتبطة بسلامة البابا وأمنه بالفعل.
وهنا يمكن سرد واقعة حدثت فى19 مايو 2013 كان قداسة البابا «تواضروس» على موعد بدير السريان العامر بوادى النطرون لافتتاح مكتبة المخطوطات، وكان هناك بعض القناصل والاجانب فى انتظاره وكان سوف يتحرك من مريوط الى وادى النطرون ولكن لم يذهب لاحتياطات أمنية أبلغ بها، حيث كشف مخطط معد للتخلص منه وبالفعل لم يذهب، والآن الاوضاع ووجود قداسة البابا «تواضروس» بمصر يؤدى الى عبء كبير على الأمن، ولذلك قداسته من وقت للثانى يسافر الى كنيسته بالخارج كما تابعنا زيارته لألمانيا وكندا والآن روسيا.
ويضيف الدكتور ماجد السؤال الأهم هل هناك استفادة أو عائد من سفر البابا المتكرر؟ والاجابة نعم.
فمثلا هناك عائد على المستوى السياسى كما تابعنا من زيارة البابا للولايات المتحدة قبل كلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى بالأمم المتحدة وظهر كيف ساندت الجالية القبطية الرئيس والاستقبال الحافل، وعلى المستوى الاجتماعى متابعة الجالية وحل مشاكلها أو وضع أو شراء كنيسة للجالية القبطية وافتتاح كنائس جديدة وكليات ومراكز بحثية وربطهم بالوطن على المستوى الاقتصادى الزيارات تخلق حركة ونشاطا كدعوة للسياحة بمصر لرجال الاعمال المصريين لاستثمار أموالهم.
وأخيرا ما علينا إلا الدعوة لمصرنا الحبيبة بالأمن والأمان ولقداسة البابا «تواضروس» بالتوفيق والعودة لمصرنا سالما.
أما الكاتب باهر عادل فيقول توسم الشعب القبطى خيرا بمجئ البابا تواضروس، ولكن سرعان ما فاجئنا البابا بتصريحات سياسية من قبيل «نعم بتجيب النعم».. وهكذا!! والاكثر من ذلك سفر البابا المتكرر غير المبرر!! ما فائدة سفر البابا؟ فيخرج من كندا ليذهب الى روسيا؟! هل البابا كان يريد أن يقوم بجولات سياحية! وأن كان هذا السفر مبرر وله فائدة لا نعلمها نحن فعلى المتحدث الاعلامى الرسمى ـ الصامت ـ أن يخبرنا بما هى فوائد هذه السفريات المتكررة؟ ففى زيارة البابا إلى فيينا وإلى فنلندا لم يذكر أى أخبار مهمة تفيد عن جدوى هذه الزيارات وخصوصا حيث تنامى الى علمى من بعض الخدام داخل الكاتدرائية أن الاوضاع سيئة جدا فمثلا البابا لم يزر ولم يدخل «لجنة البر» المخصصة لرعاية الفقراء والمساكين ولو مرة حتى الآن وترك كل الاوضاع فى يد الاساقفة وأن أوضاع الخدمة ـ للاسف ـ ولا ترضى عدواً ولا حبيبا فنتمنى من قداسة البابا أن ينظر الى رعيته بالداخل بعين الرحمة وبنفس اهتمامه برعايا الخارج!
ويقول نادر الصيرفى مؤسس رابطة 38 لقضايا الطلاق والزواج عند الاقباط لقد حصلنا بأكثر من وعد من قداسة البابا لحل مشاكلنا ولا يحدث هذا وأرى أن سفر البابا المتكرر نوع من الهروب من مشاكل الكنيسة الكثيرة فى الداخل كيف يواجه متضررى الاحوال الشخصية الذين وعدهم صراحة بحل مشاكلهم مع نهاية العام؟
وكيف يواجه الشعب يوم الاربعاء بعد تعامل سكرتاريته مع الرهبان وطالبى الرهبنة بدير وادى الريان وشلح راهب تجاوز عمره الثمانين بشكل غير آدمى هو أبونا الموقر اليشع المقارى دون محاكمة؟ لمجرد انه أراد الحفاط على ديره الاثرى وهو الامر الذى وافقت عليه وزارة الاثار، الامر الذى أظهر تسرع البابا فى قراره الذى اتخذه وسافر وهى طريقة مستفزة للاقباط أن يتخذ قراراً بلا مبررات.
ويتساءل نادر كيف يواجه الفقراء بعد أن استفزهم بالاحتفالات فى المركز الثقافى، والغريب أن البابا تواضروس، ظهر فى البداية كإصلاحى مرحب به ولكن عانى الشعب فى عهده ظلما أكثر من عهد البابا شنودة حيث ظهر بذخ وترف الاساقفة والكهنة وأغلق الباب فى وجه الشعب بسكرتارية متعجرفة لاقصى درجة والعجيب أن البابا يعرف الحقيقة وعاجز عن اتخاذ جميع القرارات الاصلاحية.
ويقول الاعلامى والحقوقى جرجس بشرى سفريات بابا الاسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية امر طبيعى جدا عندما تكون بهدف التفقد وتدشين الكنائس والرعاية وأظن أن سفر البابا تواضروس الثانى يكون بهدف الزيارة الرعوية كبطريرك جديد خليفة لقداسة البابا الراحل الانبا شنودة الثالث وهى ايضا زيارة رعوية وتستهدف ايضا توثيق أواصر الصداقة بين الكنيسة القبطية الارثوذكسية والكنائس الاخرى فى العالم إلا أن الزيارات المتكررة للبابا وطول مدة الزيارة بعيدا عن الرعية لها أهداف سياسية، فالبابا البطريرك هو رئيس دينى لاكبر طائفة مسيحية فى الشرق الاوسط وهم الاقباط الارثوذكس وهى طائفة مؤثرة سياسيا ككتلة تعمل لها الانظمة والدول حسابا، وأعتقد أن زيارات البابا وطول مدتها وراءها أهداف سياسية أيضا، كما قلت لدعم مصر فى الخارج ودعم الثورة وربما أيضا يكون قداسة البابا مستهدفا من التيارات الارهابية وخاصة جماعة الاخوان الارهابية والسلفية التكفيرية والجهادية كواحد من الذين ساندوا ثورة 30 يونيو، وتم تهديده علنا على موقفه على منصة رابعة من محمد بديع مرشد الجماعة وعدد من القيادات الاخوانية، من المحتمل أيضا أن يكون طول غياب البابا خارج البلاد لدواع أمنية بحتة.
ويضيف جرجس وفى الحقيقة الكنيسة تحتاج لمثل هذه السفريات اذا كان فيها إفادة للكنيسة ولو كان ما يقوم به قداسة البابا فى سفرياته يعجز الاسقف فى الخارج عن القيام به، وأرى أن طول مدة الزيارة واصطحاب عدد كبير من السكرتارية فى الزيارة يمثل عبئا على الكنيسة خاصة هناك ملفات شائكة تنتظر حلا وتدخلا سريعا من قداسة البابا ويجب البت فيها، فالمشكلات الداخلية للشعب القبطى لو أهملها البابا شخصيا فهذا سيؤثر بالسلب على الخدمة وسيؤثر على شعبية البابا.
ويجب على الاقل أن يكون هناك توازن فى الأمر بين الداخل والخارج فإن لم تحل المشكلات الخاصة بالاقباط من رأس الكنيسة وقياداتها بروح المسيح ومحبته وحنوه وعطفه وايضا فى صرامته فهذا سيرشح لغضب قبطى محتمل لا يمكن تداركه، فالبطريرك يقام لاجل الشعب وليس الشعب لاجل البطريرك.
أما المفكر عادل جرجس فيقول أصبحت اسفار قداسة البابا تواضروس الثانى مثار جدل لدى جموع الاقباط خاصة مع تردى احوال الكنيسة الروحية وانتشار الصراعات فى جنبات الكاتدرائية بالعباسية وحقيقة الامر فإن قداسة البابا مجبر على تلك الاسفار مسير وليس مخيرا فالكرازة المرقسية ووريثتها الكنيسة القبطية اصبحت امبراطورية كبيرة من اقصى العالم الى أقصاه وهى مؤسسة دولية شكلا تهتم بالرعاية الدينية ولكن الحقيقة هى مؤسسة كبرى تتشابك فى داخلها دوائر السياسة والاعمال والاعمال وأصبحت الكنيسة قوة كبيرة فى المجتمعات التى تنتشر بها فكل الفاعليات السياسية تكون الكنيسة لاعبا رئيسا فيها فلا يستطيع مرشح ما فى أى انتخابات فى أى ولاية من ولايات المهجر أن يقتنص كرسيه الا مرورا عبر بوابة الكنيسة الارثوذكسية وقداسة البابا اعتلى الكرسى المرقسى ولكن بالتبعية هو الملك المتوج على عرش الكنيسة القبطية على الرغم من أنه لايعرف حدود هذا الملك وزيارات البابا الى الخارج المتعددة ما هى إلا زيارات يقوى فيها البابا أعمدة مملكته خاصة أن هناك الآباء الاساقفة والكهنة فى المهجر من لهم ثقل سياسى يتعدى ثقل البابا بكثير وغريب الأمر أن قداسة البابا لا يهتم بالنواحى الروحية بقدر ما يهتم بمقابلة المسئولين فى بلاد المهجر ويحاول أن يربط هؤلاء المسئولين بشخصه عن طريق بعض البروتوكولات الى لن تقدم ولن تؤخر ولكن البابا يصدر نفسه للجميع فى الخارج على أنه هو الرئيس الاعلى للامبراطورية القبطية ولا ينتظر أن تخف وتيرة جولات البابا فأمامه الكثير من مناطق النفوذ حول العالم لم يدعم فيها ملكه بعد وقداسته لا يعنيه كنيسة الداخل فهو يعرف أن كل مشكلات الكنيسة فى الداخل لا يملك أصحابها القوة لهز عرشه قيد أنملة بل على العكس تكون القلاقل دائما مطلوبة للفت نظر الخارج حتى تظل الكنيسة فى بقعة الضوء وسوف يظل التردى مستمرا داخل اكنيسة الداخل فهذا التردى يتناسب طرديا مع مصالح الكنيسة فى الخارج فكلما علا صوت الفقراء انهال الدعم على الكنيسة وكلما تعاظمت مشاكل الكنيسة السياسية فى الداخل دفع الخارج وراء تقوية دور الكنيسة فالكنيسة أصبحت قوة عالمية لا يستهان بها لم ندرك قوتها بعد فى الداخل فهل يستطيع قداسة البابا السيطرة على تلك المنظمة التى تتحكم فى السياسة فى العالم وتحرك دنيا المال والاعمال أم أنه قد يظهر له غرماء فى محاولة الاستقلال بجزء من ملكه؟