الأربعاء 8 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فشل مبكر للعمليات الأمريكية ضد «داعش»

فشل مبكر للعمليات الأمريكية ضد «داعش»
فشل مبكر للعمليات الأمريكية ضد «داعش»




ترجمة ـ أميرة يونس ووسام النحراوى وسيد مصطفى
 

أكدت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن الغارات الأمريكية ضد «داعش» لم تحقق أهدافها واستطاع التنظيم احراز تقدم فى بعض المناطق.
وأشارت الصحيفة إلى مرور شهرين منذ بدء الولايات المتحدة غاراتها الجوية على العراق ومرور أسبوعين على سوريا إلا أن التنظيم الإرهابى نجح فى إحراز تقدم واستولى على مدينتين عراقيتين والآن على وشك الاستيلاء على مدينة عين العرب الكردية ذات الموقع الاستراتيجى لوقوعها بالقرب من الحدود التركية.
وترى الصحيفة أن تقدم تنظيم داعش دليل على فشل الغارات الجوية التى تشنها قوات التحالف الدولية، وبات من الصعب القضاء عليه، ويرجع ذلك إلى القيود التى فرضها الرئيس باراك أوباما على الحملة العسكرية واستمرار التعقيدات السياسية لمحاربة داعش.
وأضافت الصحيفة: إن أوباما استبعد نشر قوات برية أمريكية على الرغم من الضغوط والمطالب المتكررة من القادة العسكريين.
وترى الصحيفة أن العملية العسكرية الأمريكية فى العراق وسوريا تحددها بالأساس القيود التى فرضها أوباما على قادته التى لا تتوافق مع الأهداف التى يطالبهم بتحقيقها، وأن مثل هذه التناقضات تسمح لداعش ليس فقط بالبقاء وإنما أيضًا بالتوسع.
ومن جانبه أعلن مولود جاويش أوغلو وزير الخارجية التركى أنه توقع قيام تركيا بعملية برية منفردة عبر الحدود لإنقاذ بلدة «كوبانى» السورية من تنظيم «داعش» أمر «غير واقعى»، مشددًا على أن تركيا لن تتردد فى القيام بدورها إذا تم التوصل إلى قرار مشترك للتحالف الأطلنطى.
وذكرت صحيفة «يو إس إيه توداى» الأمريكية أن هناك 5 أسباب وراء عدم إقدام تركيا على مهاجمة «داعش».
أولها: عدم تدخل أمريكا فى الحرب الأهلية الدائرة فى سوريا منذ 3 سنوات مما مكن «داعش» من السيطرة على مناطق واسعة من سوريا والعراق، على الرغم من أن أردوغان حاول اقناع الولايات المتحدة بمساعدة الثوار المعتدلين فى سوريا لإزاحة الأسد لكنه لم يخصص قوات تركية لهذا الهدف.
ثانيها الأكراد، فزعيم أكراد «كوبانى» رفض الانضمام إلى الحرب الدائرة ضد الأسد، مشيرة إلى أن الأخير لم يهاجم تلك البلدة خلال سنوات الحرب الثلاث وترك لهم أسلحة لحماية أنفسهم.
وأضافت الصحيفة: إن بلدة «كوبانى» تحتاج الآن إلى تركيا لكنها تظل بعيدا ولسان حالها يقول لهم أنتم قبلتم البقاء بعيدًا خلال سنوات الحرب الأهلية ورفضتم قتال الأسد وها نحن نترككم وشأنكم فى مواجهة «داعش».
ثالثها: انعدام الثقة، فقد لفتت الصحيفة إلى أن تركيا ظلت تقاتل الانفصاليين الأكراد على مدى 30 عاما، مشيرة إلى أن أردوغان يضع حزب العمال الكردستانى مع داعش فى كفة واحدة.
وأضافت إن ما تخشى منه تركيا، هو أنها إذا أمدت الأكراد فى «كوبانى» بأسلحة لمواجهة داعش فإن تلك الأسلحة ستوجه نحو تركيا فى وقت لاحق.
ورابعها: خشية تركيا من هجمات داعش داخل أراضيها، فقد نوهت الصحيفة إلى أن المسلحين فى سوريا لديهم شبكة تابعة لهم تمدهم بالأسلحة عبر تركيا مثل «داعش» و«جبهة النصرة»، وهو ما يعنى أن الهجوم على «داعش» يمكن أن يتم الرد عليه بهجمات داخل تركيا، مشيرة إلى أنها لا تريد أخذ تلك المخاطرة فى الوقت الراهن.
خامسها: علاقة تركيا مع داعش، حيث ألمحت الصحيفة إلى أن أجهزة الاستخبارات التركية، ربما تربطها علاقات مع مسلحى «داعش» التى أطلقت 46 شخصًا كانوا رهائن لديها قبل بدء الضربات الأمريكية بيوم واحد.
ولفتت الصحيفة إلى أن مماطلة تركيا فى مواجهة داعش ضمن التحالف الدولى، ترجع إلى أن لديها تأثيرًا وروابط قوية مع مقاتلى «داعش» أكثر مما يعتقد الأخرون.
أما صحيفة «التليجراف» البريطانية فوصفت الوضع بين تركيا والغرب بأنه «مساومة»، فالدول الغربية متفقة على ضرورة التخلص من تنظيم «داعش» بلا رجعة لكنها تدرك جيدا أن الضربات الجوية التى تقودها الولايات المتحدة فى الأغلب لن تكفى لتحقيق ذلك.
وأكدت الصحيفة أن الأزمة تكمن فى أن ارسال قوات على الأرض قد يكون قراراً شبه مستحيل بسبب التجارب الأمريكية والبريطانية السيئة فى العراق وأفغانستان لذلك فإن كل الأنظار تتجه الآن إلى أنقرة الذى يضمن تدخلها انجاز المهمة حيث أن من مصلحتها أن تحافظ على استقرار أوضاع الأكراد.
وإلى ذلك أعلنت صحيفة «البايس» أن القوات الإسبانية سوف تذهب إلى قاعدة التليل، فى محافظة الناصرية، فى «جنوب العراق»، كما كشفت عن وزير الدفاع الأمريكى، أنه سوف يتم نشر الجنود الإسبان خلال الناصرية فورا حتى «جنوب الديوانية».
وأكدت الصحيفة أن الجنود الإيطاليين عانوا من واحدة من أسوأ الهجمات ضد قوات التحالف بقيادة الولايات المتحدة، حيث تكبدوا 26 قتيلا، بينهم 18 من الشرطة الإيطالية فى نوفمبر 2003، ولذلك يعتزم موظفو وزارة الدفاع الإسبانية إرسال فريق استطلاع لتفقد الأوضاع فى القاعدة العراقية، التى تم استخدامها من قبل الولايات المتحدة حتى 2011.
وقال وزير الدفاع الإسبانى اينفور ماسيونمورينيس أنه لسنا ذاهبين للقتال، وتابع حديثه قائلا سيتم إرسال نحو 300 جندى إلى العراق إرشاداً لهم، بعد طلب الكونجرس الأمريكى لإرسال 300 من المدربين إلى العراق، بهدف تدريب الجيش العراقى وجعلها قادرة على مواجهة «داعش» ووفقًا للقانون الدفاع الوطنى الإسبانى فى عام 2005، فتمت الموافقة على البعثة حيث لم يعترض سوى «اليسار المتحد» وجزء من الفريق المشترك للبعثة، التى سوف تكلف 35 مليون يورو خلال الأشهر الستة الأولى، بما فى ذلك نشر وإعادة نشر الوحدات.
وعرض الوزير تفاصيل قليلة حول العملية، حيث إنها ستكون كحد أقصى من 300 جندى، وتتراوح بين 10 و20 وسوف تدمج فى المقر العام، وسيتم تدريب وحدة العمليات الخاصة «مع القوات96» العراقية مثل هذه الإجراءات فى الجيش ومجموعة أخرى لتدريب المتدربين «95 فى المجموع» إلى لواء تقليدى، مع توجيه اهتمام خاص لإبطال مفعول أجهزة التفجير، وستتولى بقية القوة المتبقية التعامل مع مهام القيادة والتحكم، والاستخبارات، وحماية القوة.
وكشف موقع ديبكا الاستخباراتى الإسرائيلى عن خيانة بين قيادات تنظيم داعش فى مدينة عين العرب «كوبانى» السورية الواقعة على الحدود التركية، تسببت فى تكبيد التنظيم الإرهابى أكثر من ألف قتيل معظمهم من الأجانب وأجبرتهم على الانسحاب التدريجى من بعض المواقع الرئيسية لهم.
ونقل الموقع الإسرائيلى عن مصادر استخباراتية أنهم يراقبون عن كثب الحسابات الإلكترونية المتعلقة بالتنظيم الإرهابى «داعش» ومن بينها تويتر، موضحين أن هناك حسابًا يحمل اسم «ويكليكس دولة البغدادى» عليه عدة تغريدات كشفت عن اسم القيادى الهارب وحجم الخسائر التى تعرضت لها داعش من جراء هذه الخيانة، والإجراءات التى تم اتخاذها على الأرض لحماية القيادات وقواعد التنظيم من عمليات القصف المكثف للتحالف الدولى.
وأكدت المصادر اختفاء الشخص المقرب من زعيم داعش أبوبكر البغدادى ويدعى أبوأحمد على العبد، مؤكدين أنه الشخص المقرب والملم بجميع أسرار قيادات داعش ومواقعها، وأن البغدادى قام على الفور بعد اختفاء العبد بإجراء تغييرات سريعة لمواقع ومستودعات، وتكثيف البحث والتحريات عن القيادى الغائب.
وأشارت المصادر إلى تكهنات داخل التنظيم حول قيام القيادى المختفى من داعش ببيع أسرار التنظيم إلى التحالف الدولى، وهروبه فى وقت أصبح فيه قصف قوات التحالف أكثر دقة.
وأكد وزير جيش الاحتلال الإسرائيلى «موشيه يعالون» خلال لقاء تليفزيونى اجراه معه الصحفى الشهير «تشارلى روز» من شبكة «بى بى إس» التليفزيونية الأمريكية، أنه تم البدء بمهمة التخطيط لاغتيال أبوبكر البغدادى زعيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام، مؤكدًا أن إسرائيل تقدم معلومات استخبارية من أجل تنفيذ الاغتيال فى أقرب فرصة ممكنة.
وأكد يعالون أن إسرائيل تقدم كل المعلومات الاستخبارية التى تملكها أولاً بأول للدول العربية والولايات المتحدة حول تنظيم الدولة ولكنها تتحفظ على نشر هذه المعلومات حتى لا تحرج الدول العربية المشاركة فى التحالف الغربى العربى ضد تنظيم الدولة الإسلامية.
وأعرب الصحفى الإسرائيلى «رونى شاكيد» فى حوار مع صحيفة «دوتشيه فيليه» الألمانية الصادرة باللغة العربية أن «داعش» لا يشكل حاليًا خطرا على إسرائيل وأن إسرائيل تساعد بشكل سرى فى مواجهته، وأنها تريد نظاما قويا يسيطر على الأمن بسوريا بغض النظر عما إذا كان ديمقراطيا أم لا، وأكد أن دور إسرائيل فى مواجهة «داعش» بمساعدة التحالف بالمعلومات الأمنية والاستخباراتية ولكن سرًا، وذلك لأن التحالف توجد فيه دول عربية وتوجد تركيا أيضًا، وهى لا تريد أن يكون لإسرائيل أى صلة بهذا الشىء هذا هو سبب وجود مساعدات سرية، من جهة أخرى، إسرائيل تعطى مساعدات مباشرة لسوريا. فكل يوم يأتى إلى المستشفيات الإسرائيلية ثلاثة أو أربعة حتى عشرة جرحى سوريين وكثير منهم يتحدثون إلى الإعلام الإسرائيلى حول ذلك.
وأكد شاكيد أن تنظيم «داعش» قريب من الحدود الإسرائيلية خصوصا فى منطقة الجولان والقنيطرة، لدى إسرائيل مشكلة فى هذه المنطقة. فمن وقت إلى آخر تنزل قذائف هاون على إسرائيل وإسرائيل تقول إنها لن تعطى أى فرصة لحدوث مشكلة على الحدود ولا تريد أن تتمدد هذه الحرب إلى داخل إسرائيل.
من ناحية أخرى فى إسرائيل ثمة الكثير من العرب والمسلمين وحتى اليوم ذهب ما يقدر بـ15 إلى 17 شخصا منهم إلى تركيا ومن تركيا إلى سوريا ومنها إلى العراق حيث انضموا إلى جيش «داعش» ونحن نعرف أشخاصًا منهم قتلوا هناك، منهم دكتور ذو جنسية إسرائيلية من منطقة النقب ذهب إلى سوريا وتطوع فى صفوف «داعش» ولقى مصرعه هناك ويوجد العديد ممن يريدون التطوع هناك وهذه مشكلة لإسرائيل لأن هؤلاء المتطوعين إذا عادوا إلى إسرائيل ـ كعودة أمثالهم إلى ألمانيا أو بلجيكا أو هولندا ـ فهذه مشكلة كبيرة لأمن إسرائيل ولأمن الغرب أيضًا.
واختتمت الصحيفة بسؤال شاكيد حول أن ما تخشاه إسرائيل فى المنطقة، هى إيران ونظام الأسد وحزب الله أم قيام كيان مثل تنظيم «الدولة الإسلامية، فرد شاكيد إسرائيل تريد سلطة قوية فى سوريا ونظامًا مسيطرًا على الأمن، مشكلة إسرائيل الأساسية ليست «داعش» بل إيران والأسلحة النووية، كما قال رئيس الوزراء الإسرائيلى هذا هو الخطر الكبير على إسرائيل. إلى الآن، «داعش» لا يشكل خطرًا على إسرائيل وأتمنى ألا يكون هذا كذلك فى المستقبل.
وأثارت جولة المحادثات الأخيرة بين الدول العظمى «1+5» وإيران حول البرنامج النووى لطهران، والتى جرت فى فيينا، قلق مسئولين إسرائيليين بعد أن أصبح الطرفان قريبين جدا من اتفاق لا يستجيب لمطالب تل أبيب بحلول موعد انتهاء المحادثات فى 24 نوفمبر المقبل.
ونقلت صحيفة «هاآرتس» العبرية عن مسئول إسرائيلى رفيع المستوى مطلع على المفاوضات بين إيران والدول العظمى قوله: إن إسرائيل تتخوف من تحقيق صفقة لا تستجيب لمعظم مطالبها ومخاوفها من البرنامج النووى الإيرانى.
وأضاف المسئول: إنه على الرغم من التقارب بين مواقف إيران والدول العظمى، إلا أن «الفجوات بين الجانبين ما زالت كبيرة، وأن التخوف الإسرائيلى يتزايد بسبب الشعور بأنه خلال محاولة الدول العظمى تحقيق تقدم فإنه سيتم طرح حلول خلاقة التى من المتوقع ألا تخفض عدد أجهزة الطرد المركزى لتخصيب اليورانيوم الموجودة بحوزة إيران».