السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مأساة «البحيرة» أخطاء سائقين ووعورة طرق

مأساة «البحيرة» أخطاء سائقين ووعورة طرق
مأساة «البحيرة» أخطاء سائقين ووعورة طرق




كتب - أحمد شاكر- وحسن أبوخزيم- وعبدالوكيل أبوالقاسم- وإلهام رفعت- وجمالات الدمنهورى- ونسرين عبدالرحيم- ومحمد جبر ودنيا نصر


فى حادث مروع صباح أمس لقى 18 طالبا مصرعهم متفحمين وأصيب 17 آخرون بحروق شديدة بعضهم فى حالة حرجة نتيجة احتراق الحافلة التابعة لإحدى المدارس الفندقية التى تقلهم بالطريق الزراعى السريع أمام قرية أنور المفتى بدائرة مركز أبوحمص بالبحيرة وذلك بعد أن اختلت عجلة القيادة فى يد السائق فارتطمت بالجزيرة الوسطى فانقبلت بالطريق المقابل واصطدمت بعربة تنك بنزين وسيارة نقل وأخرى ملاكى مما أدى إلى انفجار واشتعال النيران فى المركبات الأربع وتم نقل الجثث المتفحمة إلى مشرحة دمنهور العام.
وقد أبدى الرئيس عبدالفتاح السيسى أسفه الشديد لوقوع الحادث، ووجه تعازيه لأهالى الضحايا، كما أمر على الفور بارسال ثلاث طائرات عسكرية لنقل المصابين إلى مستشفيات القوات المسلحة لتلقى العلاج على نفقة الدولة.
وأكد السفير علاء يوسف المتحدث باسم رئاسة الجمهورية أن الرئيس أجرى سلسلة من الاتصالات مع رئيس مجلس الوزراء وعدد من الوزراء ووجه بسرعة الانتقال إلى موقع الحادث للوقوف على ملابساته، ومتابعة حالة المصابين مع صرف التعويضات اللازمة لأهالى الضحايا.
وأكد الرئيس أهمية وضع خطة قومية عاجلة لمنع وقوع مثل هذه الحوادث مع تشديد العقوبات على المخالفين لقانون المرور، والتطبيق الصارم لمواده خاصة على الطرق السريعة، بالاضافة الى اتخاذ إجراءات حاسمة إزاء أى سلوك غير ملتزم.
كما كلف الرئيس السيسى المجلس التخصصى لتنمية المجتمع التابع لرئاسة الجمهورية بوضع تصور متكامل لسبل تجنب حوادث الطرق، وذلك من خلال تنظيم مجموعات عمل يشارك فيها عدد من الخبراء والباحثين فى هذا المجال بالتنسيق والمتابعة مع جميع أجهزة الدولة المعنية، على أن يرفع تقرير متكامل للرئيس بنتائج أعمال المجلس خلال خمسة عشر يوما من تاريخه.
ونعى مجلس الوزراء فى بداية اجتماعه صباح أمس الضحايا ووصفهم بشهداء العلم وأعلن رفع جلسته الاسبوعية وانتقال وفد وزارى على الفور برئاسة إبراهيم محلب رئيس الوزراء يضم وزراء التنمية المحلية والصحة والشباب والأوقاف إلى جانب التضامن الاجتماعى والنقل.
كما قرر المجلس توفير العلاج اللازم للمصابين سواء بالداخل أو الخارج على نفقة الدولة وتكليف وزارة التضامن الاجتماعى بسرعة صرف التعويضات اللازمة لأهالى الضحايا وأكد اتخاذ الإجراءات الحاسمة لمواجهة حوادث الطرق المتكررة وتوقيع العقاب الرادع على المخالفين لقوانين المرور.
وأشرف محلب والوفد الوزارى المرافق له على نقل المصابين من المطار إلى مستشفيات القوات المسلحة بالقاهرة، لتلقى العلاج اللازم.
وأكد رئيس الوزراء أنه تم نقل 14 مصابا إلى مستشفيات بالقاهرة، وأضاف قائلا إن هذا الحادث الأليم سيستنفر المجتمع كله للقضاء على الاهمال، مشيرا إلى أنه مثلما يصطف المجتمع كله فى مواجهة الإرهاب، سيصطف أيضا حكومة وشعبا، لمواجهة مظاهر الاهمال فى شتى مناحى الحياة فى منظومة واحدة، ووجه بنقل جميع المصابين إلى مستشفيات القاهرة حتى لو كانت اصاباتهم خفيفة للتأكد من توفير الرعاية الصحية الكاملة لهم.
وأشار محلب إلى أنه كلف الجهات المعنية وهيئة المستشارين القانونيين بمجلس الوزراء بإعداد قرارات وتشريعات رادعة، تحد من حوادث الطرق خاصة لمخالفات زيادة السرعة، والسير عكس الاتجاه وثبوت تناول مواد مخدرة أثناء القيادة.
وأكد الدكتور عادل عدوى وزير الصحة والسكان الذى انتقل على رأس فريق ما رأته العين، مشيرا إلى أن حالات المصابين سيئة للغاية لكن الفريق الطبى يقوم بواجبه لانقاذهم من آلامهم.
ومن جانبها أعلنت غادة والى وزيرة التضامن الاجتماعى أنه تقرر مضاعفة قيمة المساعدات لجميع الضحايا كما تقرر نقل مصابين لمستشفى القبة العسكرى بثلاث طائرات هليكوبتر، وأوضحت أن ما تقرر صرفه ليس تعويضا وإنما مساعدات إنسانية للتكاتف مع الأسر المكلومة لأن الدم المصرى لا يعوض ولا يقدر بثمن.
ووجهت غادة والى مدير مديرية التضامن بالبحيرة بسرعة التوجه للموقع وحصر أعداد الضحايا من المصابين والمتوفين ووضع جميع الامكانيات بالمديرية لصالح المنكوبين وأسرهم فى محاولة لإعادة التوازن لحياتهم الطبيعية ومساعدتهم على تجاوز الآثار الناجمة عن الكارثة كذلك وتقديم جميع الخدمات والمساعدات لهم.
يأتى ذلك فى الوقت الذى نفى فيه عدد من أهالى مركز أبوحمص بالبحيرة ان يكون الحادث بسبب اصطدام سيارة محملة بالبنزين بالأتوبيس، مؤكدين أن السبب الحقيقى هو قيام شاحنة نقل ثقيل محملة بالرمال بالدوران من أحد الملفات بالطريق مما أدى إلى إغلاق الاتجاه الآخر فحاولت السيارة القادمة أن تتفادى الشاحنة بالدوران العكسى، مما أدى إلى اصطدام الأتويس بتلك المركبات وحدوث انفجار ضخم تسبب فى تفحمه، فيما لاذت الشاحنة بالفرار.
وأشاروا إلى أن المسئول الرئيسى هو الاهمال فمثل هذه الدورانات لابد أن يكون فيها حرم إلا أن هذا لم يتوافر بهذا الدوران مع عدم وجود اشارة، ولفت الاهالى إلى أن سيارات الاطفاء لم تأت الى مكان الحادث إلا بعد ساعة من اشتعال الجثث داخل الحافلة فى حين أتت سيارات الاسعاف بعد الحادث مباشرة.