الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ليفى.. وهيكل.. والنجار.. والطابور الخامس!!

ليفى.. وهيكل.. والنجار.. والطابور الخامس!!
ليفى.. وهيكل.. والنجار.. والطابور الخامس!!




كتب : أشرف بدر

يتواجد حيث تتواجد الخيانة والعمالة والفتن ضد الأمة العربية والإسلامية
..وفى سيرته أنه «كاتب صحفى وفيلسوف» لكنه فى الحقيقة هو «جنرال عسكرى» يترأس فريقاً من دعاة الحرب، مهمته تمهيد الميدان للمعركة» الأمريكوصهيونية «فى عالم تسيطر عليه وسائل التواصل الاجتماعى» فيسبوك، وتويتر، وشبكة منضبطة من الإعلام المرئى والمسموع والمكتوب « يقوم على رئاستها ومسئولياتها رجالهم فى هذه المواقع!
«هنرى برنارد ليفى» الذى نتحدث عنه يعرف بلقب «عراب ثورات الربيع العربى»، وله باع طويل فى دعم الانقلابات والحروب القذرة.. تعرفه جبال أفغانستان.. وجوبا ودارفور فى السودان، وكردستان وليبيا وميدان التحرير بمصر، وصحراء وجبال سوريا وتونس والأردن إلى جانب باريس مقر أعماله وتحركاته ولقاءاته المريبة، وتل أبيب عشقه ووطنه ومبتغاه.
صوره مع رجاله بعدد من البلدان أمثال «أحمد شاه مسعود، وعبدالرشيد دوستم، وجون قرنج، والغنوشى وقيادات الإخوان وبعض اليساريين والنشطاء فى مصر من الطابور الخامس»، فضحت الأدوار التى مارسوها معه فى بلدانهم من أجل حفنة من الدولارات واعتلاء أعلى المناصب والكراسى.
فلا يفوت هذا «العميل اليهودى» حدثا دون أن يبصمه ببصمته الخاصة،حتى ارتبط اسمه بالأحداث المأساوية المعاصرة، فى المنطقة العربية والعالم الاسلامى.. وأصبحت لا تكاد تخلو ثورة عربية من صورة هذا الشخص الذى أصبح شبه راعٍ لها وملهمها، وكم تكررت صور هذا الشخص مع زعماء المعارضة والمحسوبين على قادة الثورة فى ليبيا وسوريا وتونس واليمن!
ولم تسلم ثورة 25 يناير المصرية التى تعلقت بها قلوب الكثير من العرب والمسلمين كونها كانت المثال الحقيقى للثورة التى يديرها أناس على قدر المسئولية والشرف من أن تدنس من طرف هذا الحقير، الذى حاول أن يصنع من نفسه صورة موجودة فى هذه الثورة العظيمة بأن أخرج عدة لقطات مصورة له مع بعض النشطاء فى ميدان التحرير وسط المتظاهرين، والاجتماعات التى عقدها مع عدد من قادة الاخوان من أبرزهم الدكتور سعد الحسينى محافظ كفر الشيخ فى عهد الرئيس الأسبق محمد مرسى ومن قيادات الصف الأول لجماعة الاخوان!
والمثير فى الأمر أنه «ليفى» ظهر فى لقطات وهو يوزع الطعام على المتظاهرين فى ميدان التحرير أثناء ثورة 25 يناير من دون أن يتعرف إليه أحد إلا قليل من رجاله، بل انه اشترك معهم فى اقتحام مبنى أمن الدولة، وسرق بعض الملفات المهمة منها، وهو الذى رشح «وائل غنيم» لنيل الجوائز الدولية وفى مقدمتها نوبل!
كما التقى شخصيات أخرى تولت مناصب قيادية، أو كانت لها بصماتها الواضحة فى الثورة التى مهدت لثورة أكبر وأشمل هى ثورة 30 يونيو المجيدة التى توحدت فيها كامل الارادة المصرية إلا قليلا من اتباع «إخوان ليفى»، والحمد لله تعالى انه لم يدنس هذه الثورة الشريفة.
وللحقيقة هناك بعض الأشخاص ظلموا بعد نشر صور لهم مع هذا «الحشرة اليهودية» بعد أن خدعهم والتقى بهم بصحبة فريقه على أنه «صحفى فرنسى»، وأذكر منهم الزميل أحمد السيد النجار رئيس مجلس إدارة الأهرام، الذى التقى ليفى بمكتبه فى مركز الدراسات بالأهرام بناء على ترشيح من مسئولى المركز، حيث كان يتولى النجار آنذاك رئيس الوحدة الاقتصادية بالمركز، ومن أسف أن استغل بعض المعارضين «للنجار» هذا اللقاء فى شن هجوم عليه والنيل من وطنيته التى أعرفها ويعرفها الكثيرون عنه.
وهذا ليس دفاعا عنه، أو تقربا منه، أو نفاقا له، فأنا أختلف معه أيديولوجيا وفى الطريقة التى يدير بها مؤسسة الأهرام التى أتشرف بالانتماء لها، وشلته التى رشحها لأعلى المناصب، ودافع عن اختياراته لها فى تغييرات مازالت محل ريبة وشك فى مهنية بعض أصحابها وتاريخهم الصحفى وتجلى ذلك فيما آل إليه حال معظم الاصدارات التى تولوا مسئولياتها من تدهور حاد، ما دفع أحد أعضاء المجلس الأعلى للصحافة والمشارك فى اختيارهم، ومن أبناء الأهرام «محمد سلماوى «إلى المطالبة رسميا باغلاق بعض هذه الإصدارات لانحدار توزيعها.
لكنها كلمة حق وجدت نفسى ملزما بقولها لله وللتاريخ فى حقه، فهو «مناضل ووطنى» ومن ينكر ذلك فهو جاحد، علاوة على انه له باعه الطويل فى النضال ضد الصهيونية وضد فريق التطبيع فى مصر وفى مركز الأهرام، وهو أمر لا يحتاج لمزايدات أو شهادات من أحد.
ولعل ما ورد فى بيان الزميل أحمد السيد النجار حول اللقاء الذى جمعه بالصهيونى برنارد، يبين الخطة الخبيثة لذلك «العراب» فى الوقوع بضحاياه فيقول النجار: «رددت مائة مرة على الصورة التى تروجها مواقع فلول مبارك والفاسدين وأحط المحتكرين والمتطرفين دينيا والإرهابيين والتى يظهر فيها معى الحشرة الصهيونية برنار ليفي، لكننى مضطر للرد مرة أخرى لأجل من لم يقرأ ردى من الأصدقاء، فهذا الشخص لم يكن معروفا لى على الإطلاق، وهو لم يصبح معروفا فى مصر كصهيونى حقير، إلا عندما ظهر فى ليبيا... عموما هو جاء إلى مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية باعتباره صحفيا فرنسيا ومعه مجموعة من رجال الأعمال الفرنسيين يريدون الاطمئنان على مناخ الاستثمار فى مصر، وأرسلته لى إدارة المركز باعتبارى رئيس الوحدة الاقتصادية، وأجرى حديثا معى تركز على دعم الدول الغربية والمنظمات الدولية للنظم الفاسدة، وعلى التحسن المرتقب لمناخ الاستثمار فى مصر فى ظل ثورة تستهدف مكافحة الفساد من بين أهدافها.
وعندما ظهر فى ليبيا واكتشفت من هو، نشرت مقالا بجريدة التحرير بعنوان «محتال فرنسى يشوه الثورات العربية» بتاريخ 26/7/2011، وأعتقد أن دسه على لم يكن أمرا بريئا، بل مؤامرة قذرة من أجهزة أمن مبارك والمتعاونين معهم، ومن أشرار الداخل والخارج ممن يريدون تشويه الثورة المصرية.
وسبق للكاتب الكبير محمد حسنين هيكل أن كشف عن دور «ليفى» فى اشعال الثورة الليبية، ومرورا بمصر وعقده لقاءات خاصة مع قادة جماعة الاخوان المسلمين فى القاهرة، حيث يقول هيكل: لقد نشر برنارد هنرى ليفى العاشق للدولة الصهيونية وهو وثيق الصلة بالرئيس الفرنسى السابق نيكولا ساركوزي، كتابه الجديد بعنوان «الحرب من دون أن نحبها، و يوميات كاتب فى قلب الربيع الليبي، وقد شرح فيه برنارد ليفى دوره العملى بما جرى فى ليبيا، وبعض ما يرويه ليفى فى كتابه مرعب، فهو يقول بصراحة إنه صانع ما جرى فى ليبيا ومدبره، وانه هو الذى كتب بيانات المجلس الليبى الانتقالي، وانه هو الذى حرك دفعات المال وشحنات السلاح من كل مكان إلى ليبيا، وهو الذى دعا إلى حشد القوات!
ويرى ليفى انه «محرر» الشعوب العربية والاسلامية من زعمائها الفسدة، رغم تاريخه الأسود وكراهيته للاسلام والمسلمين ونشير هنا إلى قيامه بتوقيع بيان مع عدد من المثقفين من بينهم الكاتب الإيرانى الأصل المُثير للجدل «سلمان رشدي» صاحب كتاب آيات شيطانية، تحت عنوان: «معاً لمواجهة الشمولية الجديدة» يرد فيه على الاحتجاجات الشعبية فى الدول الإسلامية، ضد الرسوم الكاريكاتورية التى تناولها رسام دنماركى حول سيدنا محمد «ص»، ووقع البيان انطلاقا من عدائه للإسلام عقيدة وأعرافا، وكان من ضمن تعبيراته ضد الاسلام تلك التى صرح بها لصحيفة يهودية «جويش كرونيكل» فى اكتوبر عام 2006: «إن الحجاب ليس لحماية المرأة بل هو دعوة للاغتصاب»، وفى كتابه «يسار فى أزمنة مُظلمة.. موقف ضد البربرية الجديدة» قال: إن النزعة الإسلامية تهدد الغرب، مثلما هددتها الفاشية فى الماضى، ودعا التدخل الغربى فى العالم الثالث، مؤكداً انه أمر مشروع!
كما بلغت عنصرية ليفى حدا غير معقول عندما وجه اللوم إلى رئيس الوزراء البريطانى دافيد كاميرون، لأنه لم يقبل بالمشاركة فى العمليات ضد قوات القذافى إلا بعد أن أخذت الشركات البريطانية نصيبا من بترول ليبيا مقدما.
ويقول ليفى أيضا إنه هو الذى نصح بتوظيف جامعة الدول العربية لتكون جسرا لوضع ليبيا فى سلطة مجلس الأمن الدولى كى يطبق فرض حظر جوى انتهى بالطريقة التى رأيناها!!
وكان الرجل صاحب مقولة: «أنا صهيونى وقلبى يكون حيثما تكون إسرائيل»!
وحسنا فعلت الشقيقة تونس عندما هب شعبها بمختلف توجهاته الفكرية والسياسية والأيديولوجية لرفض زيارة «ليفى» وهو ليس رفضا للشخصية فى حد ذاتها بقدر ما هو رفض لتاريخ هذا الصهيونى الذى عرفت عنه مواقفه فى «إثارة الفتن والحروب، وإذكاء الصراعات حيث ما حل»، بداية من الأزمة فى البوسنة والهرسك فى التسعينيات إلى دعمه الجماعات المسلحة فى ليبيا والمعارضة المسلحة فى سوريا، وسعيه لتحقيق الهدف الأسمى لخارطة الشرق الأوسط الجديد، وهى خارطة «رنار لويس» مهندس «سايكس بيكو 2» التى تتمثل فى تقسيم الدول العربية والاسلامية لإقامة دولة إسرائيل الكبرى وتسعى أمريكا وحلفاؤها من جعل الدول العربية المحيطة بإسرائيل دويلات ضعيفة تعيش فى فوضى ليسهل على «دولة إسرائيل الكبرى» إدارتها وهو الوعد التلموذى - بزعمهم - بالسيطرة المطلقة لإسرائيل الكبرى من الفرات إلى النيل.
وفى سبيل ذلك وجدنا كذبة الأسلحة النووية لإسقاط العراق التى تمثل الحدود الشرقية لإسرائيل، وأسقطوا ليبيا، ويحاولون مع مصر «الحدود الغربية» وفى طريقهم لإسقاط سوريا وهى الجزء الشمالى لدولة إسرائيل الكبرى والعجيب أن الحكومات العربية لم يفهوا بعد أن عملية السلام بقيادة أمريكا ما هى إلا إحدى آليات تنفيذ المخطط الصهيونى لإزالتهم وإقامة الحلم اليهودى المزعوم. وسيفشلون بإذن الله.
إن زيارة «شيطان الفوضى» لتونس، فضحت المخطط الصهيونى وأوراقه التى باتت مكشوفة فى إثارة القلاقل بدول الثورات العربية، حيث كشف صراحة عبر مقابلة تليفزيونية على قناة BFM.TV، عن دعم اسرائيل للثورات العربية التى فرحت لبوادر ديمقراطية فى المنطقة وتجاهلت المبدأ الذى يقول إن الشيطان الذى تعرفه أفضل من شيطان جديد.
كما كانت بمثابة حريق روما الاخير من ملكها قبل المغادرة فى اشارة إلى الرئيس المؤقت الذى سيغادر قريبا، ويريد ألا يتركها هادئة مستقرة، فيما وصفها الدكتور مازن الشريف الخبير السياسى التونسى بـ«البحث عن فتنة واشعال حرب بين الشمال والجنوب»، خاصة ان الزيارة سبقها توزيع منشورات وبيانات من عدد من النشطاء بالجنوب التونسي، تطالب بالعدالة فى التنمية، علاوة على تخطيطه لإشعال فتنة فى الجزائر ايضا انطلاقا من تونس من خلال استغلال قضية «الأقلية الإباضية».
فيما كشفت مصادر تونسية عن أن الزيارة كانت موجهة لطبخ ثورة مزعومة تستهدف الجزائر التى ظلت فى منأى مما يسمى الربيع العربي، من خلال لقاء ليفى مع نشطاء وحقوقيين جزائريين كانوا يتواجدون فى تونس هذه الايام، اضافة إلى لقاء عدد من النشطاء الليبيين لتهريب السلاح إلى مصر وضرب استقرارها، واستمرار دعم حالة الفوضى فى الجارة ليبيا، وتوريط جيش مصر فى حرب مع الجماعات الارهابية والجهادية على الحدود!
والغريب فى الأمر كان غياب الإسلاميين عن الاحتجاج للزيارة والتنديد دفاعا عن السيادة التونسية، ما يؤكد مدى ارتباطهم بـ«شيطان العرب».
إن كل لحظة تتجلى لنا حقائق عدونا ومخططاته اللعينة، فهل نحن واعون؟ أم مازلنا فى سكرات موت الفهم والوعى والوطنية؟!