الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«فورين أفيرز»: أكبر جيش عربى ليس علمانيًا وتؤكد: مرسى حاول الإطاحة بالسيسى لرفضه تجنيد الإخوان

«فورين أفيرز»: أكبر جيش عربى ليس علمانيًا وتؤكد: مرسى حاول الإطاحة بالسيسى لرفضه تجنيد الإخوان
«فورين أفيرز»: أكبر جيش عربى ليس علمانيًا وتؤكد: مرسى حاول الإطاحة بالسيسى لرفضه تجنيد الإخوان




ذكرت مجلة «فورين أفيرز» الأمريكية فى تقرير موسع لها عن المنظمة العسكرية فى مصر: إن الجيش المصرى أكبر قوة عسكرية عربية ليس علمانيا كما يتصور البعض، مضيفة: إن الحقيقة البسيطة التى غالبا ما يساء فهمها، من قبل المراقبين الخارجيين، هى أن المؤسسة العسكرية المصرية، فى شكلها الحالى، ليست قوة علمانية، وذلك لأن الإسلام داخل نسيجها، كما هو الحال فى المجتمع المصرى ككل.
وأكدت المجلة أن النموذج الإسلامى الذى تروج له إدارة الشئون المعنوية بالقوات المسلحة المصرية يتسق مع أهداف السيسى الرئاسية، الذى يحاول من خلالها فرض صيغة معتدلة للإسلام تجيزها الدولة، فالدين والحياة العسكرية متشابكان بشكل وثيق، ويبدو أن احتضان الجيش للإسلام ينبع من دور الدين البارز فى الحياة العامة والثقافة المصرية.
وأشارت المجلة إلى أن الجيش المصرى يعتبر نفسه وريث قوات القائد الإسلامى صلاح الدين الأيوبى، كما يستخدم المصطلحات الدينية فى معاركه بانتظام، فى إشارة منها إلى إطلاق اسم «بدر» على أحد أكبر تدريباته، وذلك تشبها بـ«معركة بدر» فى القرن السابع الميلادى بين النبى محمد (ص) وأتباعه وقبيلة قريش، فضلا عن استخدام الجنرالات ألفاظا مثل (الله، القرآن، الرسول) لتعزيز الروحانيات فى خطبهم.
وتابعت «فورين أفيرز»: إنه على الرغم من أن الرئيس عبدالفتاح السيسى لم يشرع فى صحوة دينية داخل الجيش، فإنه بلا شك يشجعها، فبعد فترة وجيزة من وصول الرئيس المعزول محمد مرسى المنتمى لجماعة الإخوان المسلمين إلى الحكم تحدث الإعلام المصرى عن أن اختيار وزير الدفاع يرجع إلى تدينه.
ويبدو أن مرسى كان يعتقد – بشكل خاطئ – أن الرابطة الدينية ستكون كافية لضمان ولاء وزير الدفاع الذى عينه  للإخوان.
ورأت المجلة أنه طوال مدة خدمته كوزير للدفاع قاوم السيسى بعض مطالب مرسى وجماعة الإخوان المسلمين، حيث تسربت تقارير تفيد بأن مرسى أراد استبدال السيسى ونائبه صبحى بسبب رفضهما قبول دخول مجندين إخوان إلى الجيش، لكنه تراجع بسرعة بعدما أثارت الفكرة الاستياء داخل صفوف الجيش، وكذلك شدد السيسى على حظر الملتحين داخل الجيش، وفى صيف 2013 تدهورت العلاقات بين السيسى ومرسى.وأردفت «فورين افيرز»: إنه على الرغم من جهود السيسى لمعارضة رغبة الجماعة فى وقوع الجيش تحت سيطرتها، فإنه يبدو أنه يؤمن بضرورة لعب الإسلام دورا أكثر مركزية داخل المؤسسة العسكرية القوية فى البلاد، وذلك بفضل التنشئة الدينية الخاصة به، حيث تربى وسط عائلة مسلمة محافظة، ودللت المجلة على ذلك بأنه وعقب توليه إدارة البلاد بعدة أسابيع، سمح للضباط والجنود بإقامة شعائر الصلاة أثناء التدريبات وهو ما كان محظورا فى فترة الرئيس الأسبق حسنى مبارك.
وقارنت المجلة بين عصر السيسى والسادات، فعلى عكس الأول ، حرص الثانى على تقوية الإسلاميين كثقل موازن للناصريين فى البلاد، الأمر الذى سمح لهم بكسب موطئ قدم فى المجتمع، وفى القوات المسلحة أيضا، أما على العكس تماما فى مرحلة ما بعد 30 يونيو، لا ترغب الحكومة المصرية فى تبنى هذا النهج، بل تحاول دعم شرعيتها من خلال حملتها على جماعة الإخوان المسلمين.
وقالت المجلة إن إدارة الجيش للشئون المعنوية تقود هذا الجهد، فبجانب عملها مع وسائل الإعلام باتت الإدارة تشرف على الأنشطة الدينية، حيث أصبح الضباط العاملون بها مسئولين عن مجموعة واسعة من الأنشطة الدينية، بما فى ذلك الاجتماع مع رجال الدين المسيحى، وإلقاء الخطب نيابة عن الجيش فى الأعياد الدينية، واستضافة رجال الدين الإسلامى فى حلقات دراسية، وتنظيم مسابقات تحفيظ القرآن الكريم، وتوزيع وجبات على الصائمين فى رمضان، وترتيب إرسال حجاج إلى مكة، حيث دفعت إدارة الشئون المعنوية تكلفة الحج للضباط والمتقاعدين وأسرهم وأسر الجنود المصابين وأسر قتلى العمليات العسكرية التى يشنها الجيش ضد الجماعات والتنظيمات المتشددة فى البلاد.
ورأت المجلة أن نمط الإسلام الذى تروج له الشئون المعنوية يتسق مع أهداف نظام السيسى، الذى يحاول فرض صيغة معتدلة للإسلام، حيث تحالفت الإدارة مع الأزهر لمواجهة الأيديولوجيا المتطرفة، ونشر الفكر الوسطى المستنير. كما استند الجيش إلى بعض رجال الدين البارزين، مثل سالم عبدالجليل وشريف السيد خليل وخالد الجندي، لتبرير سياسات الجيش من وجهة نظر إسلامية.
وقالت المجلة إن الدين أصبح عنصرًا أساسيًا فى المعركة الأيديولوجية التى تقودها الدولة المصرية، خاصة بعد عزل الرئيس الإسلامى مرسى، وذلك للعمل على  استعادة عباءة الإسلام من جماعة الإخوان المسلمين، ويبدو أن الحكومة نجحت فى ذلك حتى الآن.