الثلاثاء 14 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«المشورة الأسرية الكنسية» تسلط وتربح لرجال الدين

«المشورة الأسرية الكنسية» تسلط وتربح لرجال الدين
«المشورة الأسرية الكنسية» تسلط وتربح لرجال الدين




تحقيق - روبير الفارس

أصدر الأنبا أنجيليوس الاسقف العام بشبرا قرارا بعدم اتمام زواج قبل حصول المخطوبين على دورة فى الثقافة والمشورة الاسرية وكانت مطرانيات مثل حلوان والجيزة قد سبقت الى اتخاذ مثل هذا القرار فى محاولة من الكنائس لتقليل مشاكل الزواج بإيجاد حلول وقائية قبل أن تقع الكوارث التى لا حل لها فى ظل عدم وجود مخرج بالطلاق من العلاقة الزوجية الامر الذى يسبب صداعا فى رأس الكنيسة وعلى هذا الأساس انتشرت معاهد المشورة الاسرية ودورات ومحاضرات المشورة لدرجة أصبحت فيها كلمة المشورة تتردد كثيرا على ألسنة الاقباط فما هى حكاية هذه الدورات وهل يلتزم الجميع بها وما هى حيل الاقباط
 للخروج منها؟!


فى البداية يقول باهر عادل انتشرت فى الآونة الاخيرة ما يسمى «المشورة الكنسية» وانا لا أعرف بالضبط هل يوجد علم اسمه «علم المشورة» أم هو خلطة سحرية بين علم النفس والكتاب المقدس ودمجهما معا لنخرج بمنتج جديد غريب اسمه «علم المشورة الكنسية» وبالمثل انتشار ما يسمى «التنمية البشرية المسيحية» فى الكنائس والعظات واجتماعات الشباب واجتماعات الاسرة! والسؤال المطروح اذا كانت كتب علم النفس والاجتماع موجودة لماذا نقوم بخلطها بخلطة مسيحية أو وضعها فى المعمودية لكى نقبلها؟ وهل يمكن لنا أن نثق فى علم «كما يسمونه» لا قواعد له؟!! خاصة أن كل واعظ اصبح يختطف الجزء الذى يروق له من كتاب وكل شيخ وله طريقة!! وكل واحد حسب معرفته بعلم النفس وكل واحد حسب فهمه للكتاب المقدس! ولا توجد قواعد تحكم صحة أو خطأ هذه المشورة! والمشكلة ان كل واحد يقرأ كتابين أو يحاضر محاضرتين يقدم نفسه بأنه خبير فى المشورة أو التنمية البشرية فأصبحت وظيفة من لا
وظيفة له.
ثم لماذا نهمل حياة المؤمنين الروحية ونتجه الى دمج علم النفس أو علم الاجتماع بشوية آيات من الكتاب لكى نريح المستمعين أليس دور الكنيسة هو العلاج الروحى وشفاء المؤمنين روحيا.. وبالتالى تحقيق الشفاء نفسيا.. وان احتاج أحدهم علاجا نفسيا فيوجد أطباء نفسيون متخصصون يمكن أن نثق فى علمهم.. فيجب على الكنيسة أن ألا تلتفت كثيرا لمثل هذه «البدع الحديثة» وأن تعمق وتهتم برسالتها الاصلية وهى «رسالة الخلاص» ونترك كلاً فى مجاله يعمل ولا نتغول على بعض العلوم الاخرى ودمجها ببعض الآليات المقتبسة من الكتاب لاعطائها صبغة روحية ـ غير حقيقية ـ وهذه ليست دعوة لاهمال «الطب النفسى» أو الحالة النفسية للمؤمنين بل دعوة لان يقوم كل بدوره!
ويضيف باهر قائلا: لى صديقا كان ينوى عمل اجرأ رسالة ماجستير عن «اللاهوت السياسى وعلاقة الكنيسة بالدولة» ولكن أحد الاساقفة لم يوافق وغير له عنوان رسالة الماجستير الى علم المشورة الروحية هذا هو حال الكنيسة الآن!
أما نادر الصيرفى مؤسس جماعة 38 لقضايا لاقباط التى تجمع الذين يعانون من مشاكل الزواج والطلاق فيقول: علم المشورة فرع من علم التنمية البشرية ولا مانع من تطبيقه بالكنائس عن طريق المؤهلين من الاطباء والمرشدين النفسيين أو الاجتماعيين والمتدربين وليس رجال الدين الذين يتطفلون على العلم والسياسة والاعلام والقانون، وأضاف نادر قائلا إن شرط الحصول على دورات المشورة كشرط للزواج يعد أمرا غير دستورى ويتنافى مع حقوق الانسان، كذلك لابد أن توفر الكنيسة هذه الدورات كخدمات مجانية لان هناك كنائس تقدمها كدورات تجارية مقابل أموال وهو أمر مرفوض جدا، وأكد أن هذه الدورات لا يمكن أن تكون بديلا لقانون الاحوال الشخصية لانها قد تعطى معرفة وعلما ولكن لن تمنع وقوع المشاكل فقد احصل على تطعيم ضد مرض ولكن لا يعنى أننى لن أصاب بهذا المرض.
وتقول مارى رمسيس المتخصصة فى علم المشورة الاسرية ـ ومؤلفة كتاب الهدية المرفوضة وهو كتاب تلوين للاطفال يقدم توعية بالتحرش الجنسى وصفه البابا تواضروس بأنه كتاب هايل ـ علم المشورة الاسرية علم اساسى للحياة بوجه عام فهو مهارة ودراسة لابد من الاطلاع والبحث فيه لانه اصبح ضرورة من ضرورات الحياة فى ظل الظروف الحديثة والمشاكل الكثيرة التى نعيشها فى عالم مادى ومتطور بشكل سريع ولكننا فى مصر بوجه عام متأخرين عن الخارج، حيث إن هذا العلم وجد صدى ونجاحا شديدا فى السبعينيات من القرن الماضى ونحن الآن نسمع عنه ولا نطبقه فى حياتنا بشكل فعال ومن النادر ان نجد أسرة لديها مشاكل تذهب لاستشارات زوجية هذه ليست ثقافة لدينا بل هى رفاهية لدى البعض من الممكن ان يلجأ الاصدقاء للحكى والاستشارات مع بعضهم البعض فى حين أن ذلك يضر بكل الاطراف لأن الصديق الذى ينصح ليس لديه علم كاف ويسمع وهو متعاطف مع الطرق الذى يخصه فقط متناسيا أنه أيضا يسمع من طرق واحد ومن وجهة نظر أحادية وتضيف مارى وللاسف هذا العلم ينظر له البعض من برج عاجى ويقول إنه علم للصفوة فقط لكننى أرى احتياج كل طبقات المجتمع إليه لانه ببساطة كل شرائح المجتمع لديها مشاكل وأوجاع لذلك أنادى بأن يكون داخل كل مؤسسة مركز للمشورة أما بالنسبة لبعض الاقباط فيذهبون للكاهن ليحكوا معه عن مشاكلهم الاسرية فى حين أن دور الكاهن ممارسة أسرار الكنيسة فعندما تذهب السيدة للاعتراف يختلط لديها الاعتراف بالشكاوى من الزوج والاولاد وهذا ليس اعترافا ولذلك دور الكاهن لانه محمل بأعباء أخرى كثيرة وأذكر أننى فى مرة تناقشت مع أب كاهن فى إنشاء مكتب للمشورة فى الكنيسة ليحل المشاكل الاسرية ومشاكل الابناء فى التربية وإعطاء كورسات وندوات عن أسس الزواج الناجح والحوار الزوجى وأسس التربية السليمة والاخطاء الشائعة فى التربية وطرق وأساليب العقاب والتربية الجنسية وإلخ... فكان رد فعل أبونا أنه موافق ولكن يخشى من خوف الأهالى الذين لديهم مشاكل أن تفشى حيث إنهم يؤمنون أن أبونا فقط هو حافظ الاسرار وليس أحداً غيره
يستطيع ذلك.
وتتابع نحن نحتاج الى وعى بأهمية دور علم الارشاد الاسرى فى جوانب حياتنا صحيح أن للكاهن دوراً كبيراً وقوياً ولكن ليس من شأنه وهو يأخد الاعترافات أن يعبأ بهموم ومشاكل قد تستوجب مختصا وخصوصا ان ليس كل كاهن بالضرورة أن يكون دارسا لعلم الارشاد الزوجى حيث توجد كثير من المشاكل الاسرية تحل عن طريق المجموعات التى حالات متشابهة ويجلسون مع بعضهم البعض مع المرشد ويضع خطوطا عريضة فقط ليتخذوا القرار وهذه الحالات لا يستدعى فيها الخصوصية مثل مشاكل الاطفال الشائعة وهناك حالات تستدعى فى طرق علاجها الخصوصية فكل مشكلة لها طريقة أو عدة طرق وتقول مارى: أعتقد أنه لابد أن يكون داخل كل كنيسة مكتب للارشاد الاسرى وهو مطلب ملح جدا لكن يكون مسئولا عنه المتخصصون خاصة أن الكنيسة بدأت تنتبه أن دراسة المشورة أصبح أمرا ملحا حتى فى الاجتماعات وأصبح المتكلمون يتحدثون فى موضوعات أسرية وقد لاقت هذه الموضوعات صدى كبيرا لانها تلبى احتياجات عديدة من الاباء ومشاكل الابناء وخصوصا لدى الأسر المتزوجين حديثا حيث إن خبرتهم فى الحياة الزوجية ليست بكثيرة.
وأضافت هناك وراء كل علم بعض المدعين السلبيين لفشل كل مجهود ولكنى أرى أنهم لا يفلحون وينكشفون سريعا نظرا لحججهم الضعيفة وغير المنطقية أما بالنسبة لان تحل المشورة بدل قانون الاحوال الشخصية فهو غير وارد على الاطلاق والخلط من أساسه بين الاثنين غير وارد هناك فرق كبير بين القوانين التى ترسم وتحدد شكل العلاقة وعلم المشورة الذى يهدف للعلاج وإيجاد الحلول للمشاكل الزوجية أو الاسرية والذى يهدف أيضا لبناء أسرة وجيل واع لديه رؤية عميقة لحلول المشاكل والتعامل معها والتدريب على مهارات حياتية فهناك أمور مثلا بعيدة كل البعد عن الاحوال الشخصية كالطرق الحديثة فى تربية الاطفال وتعديل سلوك الاطفال الخاطئ والعناد وغيرها من المشكلات لدى الكبار والصغار.
ومن أكثر الموضوعات الآن إلحاحا هى كيف نربى أبناءنا تربية جنسية صحيحة وكيف نجيب عن الاسئلة الحرجة عند الاطفال والاحتياجات النفسية للاطفال.
أما رفعت مايز فقال بحسم مفيش حاجة اسمها علم داخل دور العبادة هذا تضليل وكل الموضوعات أن رجال الدين لم يكتفوا بالجانب الروحى ويرغبون فى أن يسيطروا على كل كبيرة وصغيرة فى حياة الشعب.
الدكتور ماجد عزت قال علم المشورة من العلوم التى ظهرت على الساحة فى وقتنا الحالي، والكنيسة كونها تستخدمه للتوصل للحلول للمشكلات الاسرية شىء جيد، ولكن السؤال هل هناك اعداد وعلم لدى القائمين على المشورة!
المشكلات الزوجية القبطية لها جوانب متعددة ولذلك أرى أن بعض الأمور يمكن حلها بالمشورة مثل الصراع ما بين الاسر أو الحموات أو السلايف أو الزوج والزوجة أو العائلة بأكملها.
ولكن هناك أمورا لا يمكن حلها بالمشورة مثل التى تتعلق بالجسد ذاته «العلاقات الزوجية» مثل العجز الجنسى والشواذ جنسيا كيف يضع لها علم المشورة حلولا؟
ربما أرى من الافضل لكنيستنا القبطية أن تبحث الامور الزوجية ولا تتركها لعلم المشورة أو غيره حيث يجب وضع حلول علمية.
وربما أرى أنه علينا التفكير فى لائحة زوجية لضبط مثل هذه الأمور.
عيد كراس قال من الممكن أن يكون فى المشورة حل إذا قام على أسس علمية فى اختيار شريك الحياة مع وضع قانون بعدم اتمام سر الزواج إلا بعد اجتياز التعاليم وأن يكون متوفرا فى كل أنحاء الجمهورية وبالمجان وليس للتجارة والفلسفة فقط، وأن يكون هناك أطباء من علم النفس يجب أن يجلس الخطيبان معا قبل الزواج لمعرفة هل هناك امكانية لاستكمال الزواج أم لا؟