الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

مذكرات مبارك (15)




 رفضت طلب العادلي بتصفية قيادات الإخوان جسدياً
في هذا الجزء من مذكراته يتحدث مبارك عن علاقته بعوفاديا يوسف الحاخام الإسرائيلي الأكبر مؤكدا أنه صديقه وأنه هو وزوجته سوزان ونجليه علاء وجمال حصلوا علي بركة الحاخام اليهودي الذي اعتبر مبارك منقذ اليهود ومنحه لقب «منقذ العالم» ثم يذكر مبارك الشيخ متولي الشعراوي وأنه تلقي تقارير عديدة ضده من مباحث أمن الدولة وأن نظامه كان لا يحب الشيخ ويقول مبارك أنه علم الآن أن الشعراوي كان ملاكا يخشي من نفوذه شياطين حكمه،
 
 
ويتحدث الرئيس السابق عن علاقته بجماعة الإخوان مؤكدا أنه أصيب بعدوي العداء لها ممن سبقونه في حكم مصر ويكشف مبارك أن العادلي كان يخطط لتصفية قيادات جماعة الإخوان جسديا وأنه وقف ضد ذلك رغم مباركة أمريكا ودول أوروبية لخطط العادلي، ثم يعود مبارك بذاكرته عندما كان طفلا نشأ في أسرة فقيرة بين خمسة أطفال حاولت والدتهم الفلاحة أن تعيلهم أمام متطلبات الحياة القاسية مع والدهم الموظف البسيط بمحكمة شبين الكوم بالمنوفية ويغفل مبارك في مذكراته مشاكله مع والدته التي رفعت دعوي نفقة عليه عندما كان نائبا لرئيس الجمهورية للانفاق عليها ويتحدث مبارك عن ذكرياته عندما كان مراهقا وكيف كان معجبا بهتلر خلال الحرب العالمية الثانية ثم يذكر أيام دراسته في الكلية الجوية وكيف كان زملاؤه في الكلية يعايرونه بفقره وأنه كان يرتدي الملابس العسكرية طوال الوقت حتي لا يرتدي الملابس الفقيرة وبعدها يتذكر مبارك عندما كان طيارا وتنقله بين المناصب حتي أصبح قائدا لسرب جوي ومساعدا لأركان الحرب الكلية الجوية ويحكي قصة سقوطه في الأسر المغربي خلال حرب الرمال بين الجزائر والمغرب ووقوف مصر بجانب الجزائر ثم ينتقل مبارك لفترة دراسته في روسيا وقصة
 
 
شربه الخمر لأول مرة ثم يتحدث بمرارة شديدة عن حرب 5 يونيو 1967 ويبدأ مبارك بالتأكيد علي أنه كان صديقا للحاخام الأكبر لليهودي عوفاديا يوسف ويعترف أن الحاخام الاسرائيلي كان يكتب له خطابات رؤياه لحياة مبارك وكان يبشره بأشياء تحقق منها الكثير في الواقع بشكل جعل مبارك وزوجته سوزان يطلبان من عوفاديا الرؤيا من وقت لآخر ويعترف أنهما ونجلاهما حصلوا علي بركة الحاخام الإسرائيلي الذي كان يصلي لهم في التليفون في آذان كل فرد منهم من وقت لآخر ويقول مبارك إن عوفاديا يوسف اعتبر مبارك منقذا لليهود لأن الديانة اليهودية تقول من أنقذ يهوديا كأنه أنقذ العالم كله ويفجر مبارك مفاجأة من العيار الثقيل حيث يكشف أن الحاخام الإسرائيلي كان قد منحه لقب «منقذ العالم» اليهودي الشهير وهو أعلي وصف ديني يمكن أن يحصل عليه شخص غير يهودي في العالم علي حد كلام مبارك.
 
 
كما يتحدث مبارك في المذكرات عن الشيخ متولي الشعراوي ويذكر أنه كان رجلا حكيما لكنه كان سياسيا من الدرجة الأولي ويقول مبارك إن الشيخ الشعراوي كان حديثه دائما يحتمل معان كثيرة فسرتها دائما تقارير مباحث أمن الدولة ضد الرجل، وأنه كان يعلم أن نظامه لا يحب الشيخ الشعراوي الذي صرح مرات عديدة في لقاءاته بأنه ضد مبارك وحكمه وأن الشعراوي كان يصف حكم مبارك بالظالم وأن ذلك كان يصل إلي مبارك ويقول مبارك إنه علم الآن أن الرجل كان ملاكا تخشي من نفوذه شياطين حكمه كما وصف من حوله في النظام، والغريب أن مبارك قد نذر نذرا أنه سيذهب عندما يفرجها الله عليه لقبر الشعراوي ليقرأ الفاتحة علي روحه.
 
 
وفي معلومات جديدة يكشف مبارك في فصل أطلق عليه «أنا والإخوان» ويقصد جماعة الإخوان المسلمين أنه أصيب بعدوي عداء الجماعة الذي انتقل إليه ممن سبقونه في حكم مصر فيذكر أن السادات هو الآخر أصيب بالعدوي من سابقه الرئيس جمال عبد الناصر ويؤكد أنه حمي زعماء الجماعة عدة مرات من بطش وزير داخليته وجهازه الأمني الشرس ويكشف لأول مرة أن العادلي كان يخطط للتخلص من زعماء الجماعة عن طريق خطة موسعة لتصفيتهم جسديا وأن مبارك وقف أمام تلك الخطة الدموية التي كانت تساندها الولايات المتحدة نفسها ودول أوروبية أخري
 
 
فضل مبارك عدم ذكر أسمائها ويقول مبارك: «لولا وقوفي بجانبهم لقتلهم العادلي واحدا تلو الآخر» ويكشف أنه منع حوادث كانت ستقع لعدد منهم قبل حدوثها بساعات قليلة وأنه أمر العادلي بوقف أي نشاط دموي ضد الجماعة وأن العادلي وضع لهم خطة أطلق عليها «خطة التكسيح» هدفت لشل الجماعة تماما ومن خطوات تلك الخطة ما حدث من مصادرات لأموال الجماعة لتجفيف مصادر تمويلهم ويكشف مبارك بوضوح أن الجماعة كانت طيلة الوقت تسعي للسلطة بكل قوتها ولم تكن جماعة دعوية دينية كما قالت عن نفسها.
 
 
ويعود مبارك بذكرياته عندما كان طفلا في قرية «كفر مصيلحة» بمحافظة المنوفية وحكي أنهم كانوا فقراء للغاية وكان يجد صعوبة شديدة في التركيز في البحث عن مخرج من بين خمسة أطفال هم محمد وفوزي وعصام وسامية وسامي وحاولت والدتهم الفلاحة المكافحة السيدة «نعيمة محمد مرسي» التي توفيت في 22 نوفمبر 1978 ومبارك نائبا لرئيس الجمهورية أن تعيلهم أمام متطلبات الحياة القاسية مع والدهم الموظف البسيط في محكمة شبين الكوم بالمنوفية وينتقل مبارك بين مشاهد الفقر الشديد ومباهج الكلية الجوية التي نجح في الالتحاق بها وسط طلبة كانوا يعايرونه بسبب فقره ويحكي أنه كان يفضل ارتداء ملابسه العسكرية طيلة الوقت حتي لا يضطر لارتداء الملابس الفقيرة الخاصة به بعدها.
 
 
وينتقل مبارك ليضيع الفصل في ذكريات عن قريته وحياته طفلا وأمنياته دون أن يتطرق نهائيا لوجود مشاكل بينه وبين والدته التي كانت قد رفعت عليه دعوي نفقة بررها مبارك في مذكراته بأنها كانت تريد أن تجبره علي زيارتهم للبلد ولم تكن تعي أنه لا يمكنه ذلك بسبب ارتباطه بالقواعد التي كان يعمل بها في مناطق مختلفة في مصر.
وفجر مبارك مفاجأة غريبة حين أكد أنه كان معجبا بشدة بالزعيم الألماني أدولف هتلر وذكائه العسكري خلال معارك الحرب العالمية الثالثة التي شهدها مبارك وهو في سن الحادية عشرة من عمره وحكي مبارك أنه كان يهوي صناعة الطائرات الورقية حتي يحاكي طائرات الألمان وهي تدك حصون الحلفاء وأنه حلم أن يكون طيارا منذ ذلك التاريخ بل فكر في دراسة اللغة الألمانية حتي يصبح طيارا لدي هتلر عندما يكبر.
 
 
وتنتقل المذكرات إلي فصل الشباب في حياة مبارك وكيف أنه كان خجولا ولم يكن لديه وقت نهائي لأي مشاعر جانبية مثل تلك التي يشعر بها الشباب، ويفجر مفاجأة غريبة في هذا الفصل الذي جاء مثل المارش العسكري السريع وهو يؤكد أنه تعلم الحياة في الكلية ويذكر بالصور أساتذته ويخلد ذكراهم في إشارة جيدة منه وينتهي الفصل بتخرجه في القوات المسلحة المصرية في فبراير 1949 بحصوله علي بكالوريوس العلوم العسكرية وهنا نفاجأ أنه تخرج ملازما ثانيا في سلاح المشاة حيث التحق باللواء الثاني الميكانيكي حتي أعلنت القوات الجوية عن قبول دفعة من خريجي الكلية الحربية فتقدم هو لينجح مع 11 طالبا في الالتحاق بالكلية الحربية ليحصل علي بكالوريوس علوم الطيران من الكلية الجوية في 12 مارس 1950.
 
 
ويمضي مبارك عدة سنوات طيارا عاديا ويتنقل بين المناصب حتي يصبح قائد السرب جوي ومساعدا لأركان حرب الكلية الجوية في الوقت نفسه ويحكي بألم شديد قصة سقوطه في الأسر المغربي عندما اضطرت طائرته للهبوط اضطراريا في المغرب خلال حرب الرمال التي نشبت وقتها بين الجزائر والمغرب وكانت مصر تساند الجزائر فيها وكيف أنهم في الجيش المغربي عذبوه بالكهرباء مع عدد من زملائه هناك مما جعل حياته تتغير من يومها بشكل جذري وجعله لا يفضل المغاربة.
 
 
وتعود ذكرياته إلي مصر عقب تدخل الرئيس الراحل جمال عبدالناصر لإطلاق سراح الأسري المصريين ثم ذكريات ترشحه لدراسات عليا في أكاديمية فرونز الجوية في روسيا ويسهب مبارك بالصور الجديدة التي تحكي قصة حياته في الأكاديمية الروسية التي قضي فيها عاما كاملا في التدريب علي طراز إليوشن 28 والطائرة تي يو 16 وكيف أنه كان مولعا بالنظام الروسي الصارم، ويثير القارئ هنا قصة تناوله الخمر لأول مرة بسبب البرودة ويفهم من بين السطور أنه يحاول أن يفسر سر استمراره طيلة حياته في تناوله للويسكي والفودكا.
 
 
الفصل التالي نجده فصل معركة 5 يونيو 1967 حيث كان مبارك يومها قائد قاعدة بني سويف الجوية ويحكي بمرارة شديدة ما حدث في هذا اليوم الصعب وتصميمه يومها علي تلقين إسرائيل درسا لا تنساه.
 
 
ويتنقل مبارك بعد ذلك بين التواريخ الخاصة بحياته ويحكي علي عدة فصول أنه عين مديرا للكلية الجوية في نوفمبر 1967 وكيف شهدت تلك الفترة حرب الاستنزاف إلي أن رقي لرتبة العميد في 22 يونيه 1969 ثم شغل منصب رئيس أركان حرب القوات الجوية ثم بعدها قائداً للقوات الجوية في إبريل 1972 ويعين وفي العام نفسه نائبًا لوزير الحربية.
 
 
ويسهب مبارك في ذكريات نصر أكتوبر ويحاول أن ينسب أكبر قدر من البطولة لنفسه كما فعل طيلة حكمه فيحكي قصة قيادته للقوات الجوية المصرية أثناء حرب أكتوبر 1973 ثم ترقيته لرتبة اللواء ثم إلي رتبة الفريق في فبراير 1974 ثم ينتقل إلي ذكريات يوم من أسعد أيام حياته كما أطلق علي الفصل وهو يوم 15 إبريل 1975 عندما اختاره الرئيس الراحل محمد أنور السادات نائبا لرئيس الجمهورية ليشغل هذا المنصب في الفترة من عام 1975 إلي عام 1981 وصولا لذكريات تشكيل الرئيس السادات للحزب الوطني الديمقراطي في يوليو 1978 ليكون حزب الحكومة في مصر بدلا من حزب مصر ويومها عينه السادات نائبا لرئيس الحزب ثم يقفز مبارك في سرد عدد من المناصب والمهام التي أوكلها إليه السادات في هذه المرحلة كما يسرد ذكريات زيارات عديدة مهمة قام بها نائبا للسادات لدول العالم ثم ينسب لنفسه أنه كان ناجحا فيها مما أسهم إلي حد كبير في تدعيم علاقات هذه الدول مع مصر.