الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

جنازة مهيبة لضحية الملتحين.. انزلوا من بيوتكم.. بيقتلوا في ولادكم




 انزلوا من بيوتكم .. بيقتلو في ولادكم  - لا إله إلا الله.. الشهيد حبيب الله».. بهذه الهتافات شيع مواطنو السويس في جنازة  مهيبة جثمان طالب الهندسة بالسويس أحمد حسين عيد طالب الهندسة « 20 عاماً» الذي لقي حتفه علي يد ثلاثة ملتحين بالسويس منذ أيام، حيث انطلقت الجنازة من أمام منزله بشارع الباسل بحي الأربعين بالسويس مرورا بشارع المدينة المنورة ثم ميدان الأربعين وأدي الأهالي صلاة الجنازة بمسجد الأربعين، ثم اتجهوا إلي ميدان الغريب بموقع الحادث وبعدها انتقلت  إلي المقابر القديمة مرورا بشارع الجيش وديوان عام محافظة السويس مرددين هتافات «لا إله إلا الله الشهيد حبيب الله – وتلي المشاركون في الجنازة سورة الفاتحة – وهتافات انزلوا من بيوتكم بيقتلوا في ولادكم» مطالبين بالقصاص من القتلة رافعين لافتات عليها صورته ومدونا تحتها اسم الشهيد وتقدم المسيرة والده واقاربه بالبكاء والعويل.
 وجابت المسيرة شوارع حي السويس والأربعين وتوجه المشيعيون إلي مقابر العائلة بطريق السويس القاهرة.
وأصدرت الحركات الثورية والأحزاب المدنية بالسويس بيانا استنكرت فيه  الحادث الذي شهدته المحافظة بمقتل طالب الهندسة البالغ من العمر 20 عاما بدعوة أنه يسير مع خطيبته في شارع عمومي ودعا شباب السويس من حركات «6 إبريل – تكتل شباب السويس» عبر صفحتها علي موقع التواصل الاجتماعي فيس بوك، شباب المحافظة المشاركة في الجنازة والمطالبة بالقصاص من قاتليه.
وكان منزل الطالب ضحية التطرف الديني قد شهد  توافد أعداد كبيرة من المواطنين أمام منزله الموجود بمنطقة البرجيلي بحي الأربعين، استعدادا لتشييعه في مسيرة جابت شوارع السويس أعقبتها أداء صلاة الجنازة عليه بمسجد الأربعين.
كما سادت حالة من الغضب الشديد داخل محافظة السويس بسبب الجريمة البشعة التي أدت الي مقتل الطالب، وأصيب عدد كبير من المواطنين بالمحافظة بحالة من الرعب الشديد، خوفًا علي أبنائهم وبناتهم من المتطرفين، خصوصًا بعد نشر بيان منسوب لمن أطلقت علي نفسها «جماعة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر» اعترفت خلاله بارتكاب أعضائها جريمة قتل طالب الهندسة أحمد حسين.
وخلال تشييع جثمان الشيهد صاح والده في المسيرة «دي زفة العريس» قبل دفنه متعهداً بالقصاص من كل تجار الدين بحد وصفه.
 وقال إنه لو وصل الأمر لبيع كل ما يملك من أجل القصاص لابنه سيفعل هذا إذا لم تأت له الحكومة بهذا الحق، مشيرا إلي أنه علي يقين أن من قاموا بهذه الجريمة لا يرتبطون بالإسلام إطلاقًا، وقال حسين إلي إنه سيبحث عن هؤلاء الملتحين في كل شوارع السويس بحثا عن قتلة نجله مستعينا بالمواصفات التي قالها له نجله قبل الوفاة وخطيبته وسيرافقه عدد من زملائه بعد فشلهم في القصاص بواسطة الشرطة والطرق الشرعية وأكد أنه واجه معاناة في البلاغ وحاول احد الضباط تحويلها إلي مشاجرة وهو ما اغضبه وانشغاله في مرض نجله هو ما احال بينه وبين القصاص بنفسه ممن اطلق عليهم « تجار الدين». 
بينما قالت والدة القتيل إنها لا تتهم الإسلاميين بأنهم وراء الحادث وأكدت وهي في حالة بكاء شديد، أن بلطجية متخفيين في ستار الدين وراء مقتل ابنها وأنها لن تترك حقه.
 وطالبت رئيس الجمهورية بالقصاص من القتلة وعقب نهاية المسيرة ومرورها في شوارع حي السويس والأربعين، توجه المشيعون إلي مقابر العائلة بالسويس ورفضت والدته مغادرة المقابر بعد دفنه بمقابر العائة وظلت تبكي بجواره وحاول الكثير إخراجها الا انها تشبثت بقبره  واضطر البعض مرافقتها بالبكاء والنحيب.
 وأضاف  محمود أحمد الذي يسكن بالمنزل المجاور لعائلة القتيل انهم تلقوا الخبر من والده ومواطنين وان بلطجية ملتحين قتلوا أحمد، محملا الأمن مسئولية الحادث لعدم وجود انتشار امني كاف بمنطقة الكورنيش.
وأكد أن أحمد كان دمس الخلق ومن بيت متدين ولم يحدث او يفتعل أي مشكلة طيلة حياته والجميع يشيد بأدبه وأخلاقه، وأكد اللواء محمد عبد المنعم هاشم محافظ السويس، أنه خلال ساعات سيتم عرض جميع ملابسات مقتل الطالب بكلية الهندسة بالسويس والذي تردد أنه تم قتله علي يد «ملتحين» بكورنيش المحافظة بمنطقة بور توفيق، مضيفا أنه علي تواصل مستمر مع اللواء عادل رفعت مدير أمن السويس، وأن المديرية وضعت أيديها علي جميع خيوط الحادث والأطراف المتهمين، وأنه تم الانتهاء من سماع أقوال جميع شهود العيان عن الحادث.
وأوضح هاشم أن سير التحقيقات يشير إلي أن الحادث قد يكون جنائيا وليس كما تم تداوله وهو ما سيتم توضيحه بعد ضبط الجناة وتقديمهم للمحاكمة.
كان أحمد حسين البالغ من العمر 20 عاما، الطالب بكلية الهندسة، يقوم بتوصيل خطيبته وابنة خالته منذ أسبوع، واستوقفه ثلاثة يركبون دراجة نارية وسألوه عن سبب سيره مع الفتاة فأبلغهم أنها خطيبته، وقال لهم بصوت عال «ملكوش دعوة انتوا مالكم.. أمشي  برحتي مع خطيبتي»، فقاموا بطعنه، وذلك بحسب البلاغ الذي حرره والده تحت رقم 2577 جنح قسم شرطة السويس.
 وفي سياق متصل تحول عزاء قتيل التطرف الديني أحمد حسين عيد طالب كلية الهندسة إلي تظاهره كبري، حيث قام عدد كبير من زملائه وجيرانه بغلق كل الشوارع المحيطة بمنزله بشارع الباسل بالأربعين معلنين اعتصامهم احتجاجا علي تجاهل رجال الأمن مقتل «أحمد» حتي الآن مطالبين أجهزة الأمن بسرعة ضبط الجناة.  
وعلي الجانب الآخر صرح اللواء عادل رفعت، مدير أمن السويس، بأنه تم تحديد المتهمين الثلاثة بقتل أحمد حسين عيد، الطالب بكلية الهندسة بالسويس، وأن رجال الشرطة سوف يقومون بضبطهم في أقرب وقت، وأكد مدير الأمن أنه تم التوصل لهم من خلال المعلومات، التي توافرت خلال الساعات الماضية من المصادر السرية والتحريات.