الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

طموحات قطر الإقليمية الفاشلة

طموحات قطر الإقليمية الفاشلة
طموحات قطر الإقليمية الفاشلة




ترجمة - أميرة يونس
 

أوردت صحيفة معاريف الإسرائيلية تقريرا مطولا حول الهجمات التى حدثت مؤخرا فى القدس ضد عناصر متطرفة من اليهود كان أبرزهم الحاخام «يهودا جليك» المحرض الأول لاقتحامات الأقصى، وحول اشتعال الأجواء فى سوريا والعراق على أيدى تنظيم «داعش الإرهابى»، زاعمة أنه ورد إليها معلومات تفيد بأن الإخوان المسلمين يسعون للدخول إلى المسجد الأقصى بمساعدات مالية من قطر وأنهم المسئول الأول عن تدهور الأوضاع فى القدس.
ويتابع التقرير إن هناك طرقا عديدة لتفسير تدهور الوضع الأمنى فى القدس ويمكن النظر إليها باعتبارها فصلا آخر من الصراع الفلسطينى - الإسرائيلى، ولكن ربما حان الوقت لندرك أن ما يحدث فى الموصل، القاهرة والدوحة ليس منفصلا تماما عما يحدث فى القدس والناصرة وسخنين.


ولفت التقرير إلى أنه كيف كان يتفاخر السياسيون والعلماء الإسرائيليون بقدرة إسرائيل فى البقاء بعيدا عن دائرة العنف أثناء فترة الربيع العربى، وأن تقييم معهد دراسات الأمن القومى فى عام 2013 وصف إسرائيل بأنها جزيرة من الاستقرار فى الشرق الأوسط المضطرب، إلا أن الصيف الماضى أثبت للإسرائيليين خلاف ذلك حيث دخلت إسرائيل فى حرب عنيفة ضد غزة، وعلى الحدود الشمالية لإسرائيل حرب أهلية طاحنة تشعب فيها تنظيم الدولة الإسلامى «داعش»، الأمر الذى يوحى بمدى قرب إسرائيل من عين العاصفة.
وأوضح التقرير الذى أعدته الكاتبة الإسرائيلية «فزيت ريفينا» أن «القدس تحترق»، وخلافا لما حدث فى الماضى فهذه المرة هناك خياران، إما أن نستمر فى الالتزام بالتفسيرات الشائعة ووصف الوضع على أنه جولة أخرى من التوتر والجمود السياسى بين إسرائيل والفلسطينيين، أو محاولة فهم التغيير الحاصل فى الشرق الأوسط.
لقد مرت أربعة أشهر منذ أن دخل أبوبكر البغدادى إلى الجامع الكبير بالموصل، وإعلانه عن إقامة خلافة إسلامية جديدة. ودعوته للمسلمين فى جميع أنحاء العالم إلى طاعته و منذ ذلك الحين وبدأ التنظيم الإرهابى فى العنف، وقطع الرءوس.
وأضاف التقرير الإسرائيلى: إن التنظيم المتطرف صاحب الخلافة الإسلامية الجديدة «المزعومة» لم يتم الترحيب به على جميع مستوى العالم العربى، ولم يكونوا سعداء بهذه الخلافة إلى جانب رؤية جماعة الإخوان المسلمين التى تعتبر القدس عاصمة الخلافة الإسلامية العالمية.
وأشار التقرير إلى أنه أصبح على الساحة الآن خلافتان إسلاميتان جديدتان، الأولى الخلافة الإسلامية وعاصمتها «الرقة» فى سوريا، ويقابلها خلافة الإخوان المسلمين وعاصمتها «القدس»، لافتة إلى أنه قبل أسبوعين صعد «كمال الخطيب» نائب رئيس الحركة الإسلامية فى «إسرائيل»، التابعة لحركة الإخوان المسلمين إلى المسجد الأقصى وقال إنه لا يحاول تهدئة الأمور، بل على العكس من ذلك «فإن شاء الله القدس لن تصبح فقط عاصمة للفلسطينيين، وإنما عاصمة الخلافة الإسلامية.
وأجرى الخطيب مقابلة مع التليفزيون الرسمى للسلطة لتوضيح ما يقصده خاصة فى ضوء إعلان الخلافة الإسلامية «داعش»، داعيا بعدم ضرورة الخلط وأن مصطلح الخلافة مدرج ويقال منذ نحو 1300 سنة، مؤكدا فى حديثه مرة أخرى أن القدس عاصمة الخلافة الإسلامية وعاصمة كل العواصم بغداد، القاهرة، دمشق، بيروت، الرياض، وأن القدس عاصمة الخلافة الإسلامية سوف تكون فوق الجميع.
ويوضح التقرير أن تحقيق هذه الرؤية تحتاج طريقا طويلا جدا كما يتطلب رعاية من نوع خاص مثل أمير قطر الشيخ «تميم بن حمد آل ثان» وهو أيضا الراعى الرسمى لجماعة الإخوان المسلمين فى مصر وحركة «حماس» المتشعبة منها فى «إسرائيل»، بفضل احتياطيات الغاز الطبيعى لقطر واستراتيجيتها الاستثمارية الضخمة التى تعتبر من مراكز القوة المالية والسياسية للإمارة فى جميع أنحاء العالم، والتى يستخدمها أمير قطر فى إدارة السياسات الخارجية الدولية، ويجعل من إمارته الصغيره قوة إقليمية كبيرة.
وأضاف إنه منذ اندلاع الربيع العربى،وقطر تدير السياسة الخارجية بطريقة معقدة للغاية تهدف إلى تعزيز مكانتها كراع رئيسى لجماعة الإخوان المسلمين وتعزيز رؤية الخلافة الإسلامية العالمية،من خلال تدخلها خلال الثلاث سنوات الأخيرة فى الشئون المصرية والليبية، والسورية وهى الثلاثة مشاريع التى باءت بالفشل من وجهة نظر الجانب القطرى، إذ بدا لها أن مصر والرئيس محمد مرسى هما الورقة الرابحة لجماعة الإخوان المسلمين، لكنها انتهت بخيبة أمل واسعة لأمير قطر، حين عزل الجنرال السيسى الرئيس المصرى حينها «محمد مرسى»، ثم جاءت الحرب على غزة لتنهك قوى حماس النفسية والعسكرية.
وأكد التقرير وفقا لمسئولين إسرائيليين أن قطريين يستثمرون أموالا طائلة لمنظمة «جبهة النصرة» فى الشام التى تعمل بشكل واضح لصالح تنظيم «داعش»، وأن قطر الآن ملزمة بالحرب ضد داعش ضمن التحالف الدولى مما يحيدها عن مخططها فى الشرق الأوسط، كما أن حماس فى غزة من المفترض أن تستغرق وقتا طويلا لجمع نفسها بعد الحرب الأخيرة مع إسرائيل، موضحة أن قطر نظر إلى مشروع جديد وهو طويل الأمد يهدف إلى تدمير إسرائيل من الداخل على غرار ما حاولت فعله بالدول العربية أثناء الربيع العربى.
وكشف التقرير المخطط القطرى لتدمير إسرائيل والذى بدأ بدعم نادى كرة القدم الإسرائيلى «بنى سخنين» بمنحة مالية كبيرة حوالى 2 مليون دولار بعد تكريم النادى أثناء مباراته فى الدورى الإسرائيلى لشخصيات قطرية ولعضو الكنيست السابق المقرب من الدوحة عزمى بشارة. كما رفع أنصار النادى لافتة عملاقة على المدرجات كتب عليها «القدس قدسنا» موشحة بالكوفية الفلسطينية. وكان يجلس بينهم عزمى بشارة أحد مؤسسى حزب التجمع الذى خرج من البلاد فى عام 2007 بعد شكوك وشبهات بتقديمه المساعدة لحزب الله.
وتابع التقرير إنه فى تعقيب لوزير الخارجية الاسرائيلى «أفيجدور ليبرمان» قال: «عندما يقوم فريق كرة قدم يلعب ضمن الدورى الإسرائيلى بتوجيه الشكر لأحد المشتبه فى تقديم المساعدة والتجسس لصالح حزب الله، الذى فر من البلاد ويحرض على دولة إسرائيل، فينبغى أن تكون هناك نتائج خطيرة. واقترح ليبرمان على إدارة الفريق فحص امكانية الانتقال للعب فى الدورى الفلسطينى او الدورى القطرى، محذرا من خطورة التدخل القطرى فى داخل الشأن الإسرائيلى والذى بدأته الدوحة من خلال دعم الرياضة والرياضيين فى إسرائيل.
وأضاف التقرير الإسرائيلى وفقا لمصادر استخباراتية إن قطر استطاعت تجنيد بعض الفلسطينيين معظمهم من العناصر الإجرامية والعصابات وطالبتهم برمى الحجارة لرسم صورة من أشكال الانتفاضة، وأن الأموال القطرية تدفقت بشكل خطير على مواقع التواصل الاجتماعى ولمواقع حماس وللإخوان المسلمين الذين يحملون عاتق تعزيز النضال من أجل حملة «القدس فى خطر».
وقال: إنه فيما يخص وضع فتح فى القدس، فهو ضعيف ويكاد مختفى، وأن وزير الشئون الدينية « محمود الحبش تعرض لهجوم على أيدى عناصر من حماس خلال زيارته الأخيرة للمسجد الأقصى، واعتبر التقرير زيارة رئيس الوزراء الفلسطينى «رامى الحمدالله» إلى القدس مؤخرا إنجاز للسلطة.
وتقول الكاتبة الإسرائيلية «فزيت ريفينا» التى أعدت هذا التقرير الخطير بصحيفة معاريف إنها سألت أحد المصادر الإسرائيلية الذى عاد هذا الأسبوع من رام الله عن كيف كان الوضع هناك، وأكد أن حركة فتح مصابة بالإحباط لأنهم يرون كيف تأخذ حركة حماس الشارع من أيديهم، وأنه سمع انتقادات شديدة ضد الرئيس عباس ومدى اشتياقهم لزعيم مثل «ياسر عرفات»، إلا أنه أكد أن الشعب على الرغم من ذلك فهو لن يسمح لحماس بالسيطرة على الشارع الفلسطينى.
وأضاف المصدر إن الجو العام هو بداية نهاية عهد عباس، ومحاولة لإدخال حماس إلى منظمة التحرير الفلسطينية باعتبار أن حماس ضعيفة الآن بعد الضربة القوية التى وجهت لها خلال الحرب الأخيرة «الجرف الصامد» فى غزة، والسماح لفتح بإملاء شوطها لانضمام حماس، وأن الموضوع مسألة وقت لرؤية من سيبلع الآخر فى النهاية، والمخرج من هذه الأزمة هى الحرب التى لن تعطى إسرائيل موطئ قدم فى الأقصى، بشكل لا لبس فيه.
وسألت الكاتبة فيزيت إحدى صديقاتها وهى المؤرخة «جورجيت أفيكان» التى تعيش فى الحى الأرمنى بالقدس حول أن ما يحدث فى المدينة جولة أخرى من العنف أم أن هناك شيئا أخر محتدما تحت السطح لينفجر؟
فأجابت المؤرخة جورجيت بنعم وأنها تعتقد أن هناك شيئا غريبا لم تعتد على رؤيته فى الشوارع فالإسرائيليون والعرب يحدقون بأعين بعض بشكل كبير ولفترة طويلة بشكل لم يحدث من قبل، وأكدت أن هناك مؤامرة دموية تحاول النيل من المنطقة الخضراء، وأنهم يحاولون قدر المستطاع البقاء على الهامش وتوخى الحذر.
وحول رأيها كمؤرخة فيما يحدث بالقدس قالت جورجيت إنه بدون شك القدس تذهب نحو تحول كبير وربما خطوة خطيرة، وأن هناك شيئا كبيرا جدا يحدث فى الشرق الأوسط ويتخلخل إلى القدس، وتوقعت أن يكون هناك معركة كبيرة من أجل القدس من خلال جماعة الإخوان المسلمين لإقامة الخلافة الإسلامية لـ«داعش»، على أن يتم ذلك بدعم مالى ضخم من قطر التى تسعى أن تكون لاعب رئيسى فى سير الأحداث بالمنطقة إلى جانب حليفتها تركيا التى تسعى هى الأخرى لشق الطريق إلى القدس.