الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

الرئيس يصدر قرارات بعزل عدد من كبار موظفي الدولة




 تشهد كواليس المسرح السياسي حالة من مراجعات سياسية تصل في بعض مناطقها إلي درجة الغليان.. ففي داخل أحزاب الإسلام السياسي حالة من التراشق بالاتهامات والرسائل السرية.. ويعاني حزب الحرية والعدالة مع جماعة الإخوان المسلمين من عدم وضوح رؤية تجاه الرفض الشديد لممارستهم السياسية من جانب التيارات السلفية معبرًا عنها حزب النور. وكذلك الجماعة الإسلامية وذراعها السياسية متمثلة في حزب البناء والتنمية..
سيما وأن الرسائل الواردة من أولئك الحلفاء، تحمل إنذارات شديدة اللهجة تؤكد أنها لن تعود للتفاهم أو الاتفاق مرة أخري ما لم تلتزم الجماعة وحزبها بالاتفاقات السرية معهما.. بينما أعلنت حركة حازمون انفصالها التام عن الجميع وعقد العزم علي أن تمثل التيار الثالث بين تلك الاتجاهات.. وعلي الجانب الآخر تعاني الأحزاب الليبرالية حالة انقسام شديدة، تأكدت في تراجع حضورها علي الساحة السياسية.
وعلم المحرر السياسي أن هناك محاولات مضنية يبذلها عدد من قادة الأحزاب الناشئة لجمعها حتي لا تنفجر الاختلافات أمام الرأي العام قبل الاستحقاقات الانتخابية القادمة التي لا تبتعد زمنيًا عن 5 شهور بحد أقصي.. وتمضي بعض الاتفاقيات الثنائية في اتجاه التوأمة كما حدث بين حزب الوسط وحزب مصر القوية الذي أعلنه الدكتور عبد المنعم أبو الفتوح قبل ساعات..
ويحاول الطرفان إقناع المرشح حمدين صباحي الذي يسعي لانشاء حزب جديد ينضم إليهما ليمثلا التيار الثوري المتطور في ضوء تطورات الأحداث الجارية.
وفيما يبدو أن حزب الوفد خرج نهائيًا من الساحة، بما يشهده من صراعات حادة وعنيفة.. سيما بعد تحالف التيار القديم مع الطامحين من أجل بناء حزب جديد ضد الدكتور السيد البدوي.. واعتبره الجميع يمثل نموذجًا للفشل السياسي الذي لا يليق بتاريخ حزب الوفد العريق.. وتدور مفاوضات سرية مع عمرو موسي المرشح السابق لرئاسة الجمهورية حتي يتقدم لرئاسة الحزب بدلًا من أن يعزف منفردًا فوق خريطة يجب أن تكتمل ملامحها بأسرع وقت وتتحرك علي الأرض بدقة وحركة واضحة.
كما علم المحرر السياسي أن هناك عددًا آخر من الأحزاب الجديدة سيتم إعلانها خلال الأيام القليلة القادمة، في الوقت الذي قرر فيه الفريق أحمد شفيق تأجيل خطوة إعلان حزبه الجديد لمزيد من الدراسة واستطلاع الرأي الميداني علي الأرض. بينما تدرس الأحزاب التي تمثل الحزب الوطني المنحل إمكانية الاندماج فيما بينها أملًا في تكوين جبهة مع أي من التيارات التي يمكن أن تدفعها للواجهة لقطع الطريق علي أحزاب الإسلام السياسي لحرمانها من الفوز بالأكثرية.. ويتفق الجميع علي أن مرحلة ما بعد إعلان نتائج انتخابات الرئاسة تأكل الكثير من رصيد حزب الحرية والعدالة والمفروض عليه الخروج من عنق زجاجات اتفاقاته السرية إضافة إلي مواجهة الإعلام الذي يستهدفه بأشكال متعددة.. وتدور في كواليس جماعة الإخوان المسلمين مناقشات ساخنة للخروج بفضل تكتل يستطيع تطويق الأحزاب اللبرالية وأحزاب التيار الإسلامي المنافسة.. بعد أن تأكد لهم أن فوز الدكتور محمد مرسي برئاسة الجمهورية تحول إلي حبل يمكن أن يلتف علي عنق الجماعة ليخنقها بما لن يتخيل القائمون علي أمورها.. ويبدو أن صراع جني الأرباح في بورصة حزب الحرية والعدالة يهدد بأزمات ستتفجر في المستقبل.
وعلم المحرر السياسي أن الدكتور محمد مرسي عقد اجتماعًا مغلقًا وخاصًا مع نواة فريقه الرئاسي أكد لهم خلاله ضرورة التركيز واستيعاب مهام عملهم داخل رئاسة الجمهورية في أقصر وقت.. وناقش معهم ما يواجهونه من عقبات لارتباكهم في فهم دورة العمل داخل رئاسة الجمهورية.. وصارحه البعض بأن تكوين مؤسسة رئاسية يحتاج إلي ثلاثة شهور - علي الأقل - من الدراسة وأن تنفيذ وعوده الانتخابية لا يمكن القفز إليها بسرعة حي لا يخلق صراعات جديدة.. تتسبب في أزمات تعوق إنجاز برنامج المائة يوم.. ووسط هذه الحالة عكف الرئيس محمد مرسي علي إجراء اتصالات بجميع الأطراف السياسية أملاً في الوصول إلي حالة من حالات المصالحة الوطنية مبدئيًا لتجاوز الأزمات المتفجرة - والمتجددة - في ربوع الوطن من أقصاه إلي أقصاه .. وينتظر أن يعقد الرئيس عدة اجتماعات متتالية مع جميع الأطراف السياسية خلال الأيام القليلة القادمة، قبل إعلان رؤيته الميبدئية لبناء مؤسسة الرئاسة وتكليف رئيس حكومة جديد .. وفي ضوء ذلك طلب الدكتور محمد مرسي من الدكتور  أحمد فهمي رئيس مجلس الشوري البحث عن مخرج لأزمة الصحف القومية وتعيين قيادات جديدة لها.. وأكد ضرورة تهدئة هذا الملف بأسرع وقت وموافاته بتقرير يضمن  عدم تفجر الأزمة.. ونجحت جهود الرئاسة  في احتواء اتحاد الإذاعة والتليفزيون الذي وافق علي تنفيذ تكليفات الرئيس بمحاولة بث الأمل والطمأنينة لدي الرأي العام.. وإذاعة كل ما يمكن أن يؤدي إلي اشاعة حالة من التفاؤل بين المواطنين.. وتمت ترجمة ذلك علي الفور بالتركيز علي إيجابيات كل قرار يصدره الرئيس، وكل تحركاته ولقاءاته.. مع إبراز اهتمامه بمعاناة المواطن عبر الاجتماع مع مجلس الوزراء ثم مجلس المحافظين ومديري الأمن ورؤساء الأحياء للتبشير بأن عجلة الحياة تدور  في اتجاه إيجابي.
ويؤكد المحرر السياسي أن عدة قرارات مهمة ستصدر خلال الأيام القليلة القادمة، تشمل عزل بعض المسئولين.. وقد تطال بعض الوزراء.. مع تعيين آخرين لتأكيد الحسم والسرعة في الإنجاز.