الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«عيون الحرامية» ملحمة مصرية ــ فلسطينية ــ جزائرية

«عيون الحرامية» ملحمة مصرية ــ فلسطينية ــ جزائرية
«عيون الحرامية» ملحمة مصرية ــ فلسطينية ــ جزائرية




تغطية - ايه رفعت

أقيم أول من أمس العرض الاول العالمى للفيلم الفلسطينى «عيون الحرامية» وذلك ضمن فعاليات الدورة الــ36 من مهرجان القاهرة السينمائى الدولي، حيث توافد الجمهور وتسبب فى ازدحام شديد امام قاعة عرض الفيلم بالمسرح الكبير ما أدى إلى تأجيل البدء فى عرضه لمدة نصف ساعة كاملة حيث كان من المقرر اغلاق ابواب القاعة فى تمام الساعة الخامسة لكن نظرًا لاقبال الجماهير عليه قررت ادارة المهرجان مد فترة دخول الضيوف.

وقد حضر العرض أبطال الفيلم وهم الفنان خالد أبوالنجا والفنانة الجزائرية سعاد ماسى ومخرجة الفيلم نجوى النجار. والموسيقى تامر كروان صاحب الموسيقى التصويرية للفيلم والمنتج هانى قرط. بالاضافة إلى عدد من السينمائيين منهم المخرجة مريم أبوعوف وأحمد عبدالله ومن النقاد طارق الشناوى وماجدة موريس وصفاء الليثى وعلى أبوشادى.
واشاد الحضور بالمجهود المبذول فى الفيلم الذى ناقش القضية الفلسطينية فى اطار قصة اجتماعية حول أحد الرجال الذين يدخلون المعتقل الإسرائيلى ظلمًا ويخرج منه بعد مرور 10 سنوات ليبحث عن ابنته التى تركها فى أحضان أمها. ليجد إن زوجته قد استشهدت وابنته شردت من بلد إلى بلد ومن ملجأ إلى ملجأ وفى رحلته يقابل احد الاشخاص المتعاون مع الجيش الاسرائيلى ويعمل لحسابهم ضد اهل بلدته كنوع من اظهار مقاومة الشعب ضد الاحتلال ومؤيدى الاحتلال.
ولم يمر العرض بدون أى هرجلة رغم انه من اكبر العروض التى يشهدها المهرجان.. حيث تم عرض 5 دقائق من الفيلم وايقافه دون ابداء اى اسباب ما دفع ابطاله لاستدراج الامر بالسخرية وكأن هذه هى مدة الفيلم الحقيقة وظلوا يسألون الجمهور التصفيق وابداء رأيهم فيه. واكتشف الحضور فيما بعد انه كان من المقرر تقديم اسرة العمل للفيلم قبل البدء فى عرضه وصعودهم على خشبة المسرح للترحيب بالجمهور ولكن ادارة المهرجان لم تتفق على هذا الامر مع القاعة ولا مع الضيوف. وبعد ان حيا فريق العمل الجمهور وتمنوا لهم مشاهدة طيبة تم عرض الفيلم كاملا.
ليست هذه المشكلة الوحيدة التى واجهت اسرة العمل والجمهور حيث توجه الصحفيون والنقاد إلى قاعة مسرح مركز الابداع فى الاوبرا لحضور المؤتمر الصحفى الخاص بالفيلم وفوجئوا هناك بعدم علم امن القاعة بوجود ندوة من الاساس ولم يحضروا لها.. وظل الامن لا يتخذ اى اجراء حتى حضور اسرة الفيلم والمسئول عن ادارة المهرجان، ودخل ابو النجا بنفسه مع مسئولى المهرجان للتأكيد على ترتيب القاعة وخرج ليعتذر للصحفيين عن التأخير ويؤكد لهم أن المؤتمر سيبدأ خلال دقائق.
وبعد بداية المؤتمر طالب مسئولو المهرجان الصحفيين بالبدء فى الاسئلة بدون نقاشات مطولة حتى يتمكن اكبر قدر منهم من مناقشة اسرة الفيلم وكانت البداية مع احدى الضيوف من دولة المغرب التى هاجمت أداء ابوالنجا بشكل حاد بينما اثنت على اداء الجزائرية سعاد ماسى خاصة أنه اول ادوارها فى التمثيل وتخلت فيه عن كونها مطربة. وقد نشب خلاف بين السيدة المغربية وأحد مراسلى القنوات الفضائية الشهيرة حول طول نقدها للفيلم بكل اجزائه وذلك لضيق الوقت المتبقى للندوة واحتد النقاش بينهما لانها صممت على استكمال نقدها للفيلم وتوضيح رؤيتها ما جعل مسئول المهرجان وأبو النجا يتدخلان لحل الازمة وطلبا منها الاسراع بالسؤال.
وعن اختيار الفنان المصرى خالد ابوالنجا للقيام بدور مناضل فلسطينى قالت المخرجة  نجوى النجار انها كانت تبحث عن بطل للعمل ثورى بطبيعته ويدافع عن الانسانية ووجدت ان أبوالنجا هو الأنسب للدور خاصة انه تغلب على اللهجة سريعا وتعايش مع الواقع هو وسعاد حتى انهما شعرا بأنهما فلسطينيان ابا عن جد. وأضافت ان فكرة تواجد جنسيات عربية مختلفة بفيلمها الغرض منه اثبات أن هناك قومية عربية حتى لو لم تكن موجودة بالواقع فعلىالاقل متواجدة فى الاعمال الفنية.
 وقال أبو النجا انه لم يتردد فى قبول الفيلم خاصة انه دور به تحد كبير كما انه كمواطن عربى يشعر بحرقة القضية الفلسطينية التى تسبب وجعاً لكل العرب وليس الفلسطينيين وحدهم لذلك لم يجد صعوبة فى تجسيد شخصية «طارق». وأضاف قائلا انه لم يشعر بأى غربة هناك فكل منطقة ذهب إليها بفلسطين وكأنها مدينة جديدة لم يقم بزيارتها فى مصر وأهل البلدة تعاملوا معه بكل الحب والود واستضافته عائلة هناك طوال مدة التصوير لم يشعر معهم بأى اختلاف عن الاسرة المصرية، كما أنه استعان بالعديد من الاشخاص فى تعلم اللهجة الصحيحة ولكنه فوجئ بوجود عدة لهجات لاهل البلد الواحد واستقر الامر فى النهاية على تعيين موظفة خاصة بتصحيح اللهجة له اثناء التصوير.
وعن كواليس العمل قال أبو النجا انه قد سأله احد الاطفال فى التصوير من الذى يحتل مصر؟ واجاب عليه لا احد ولو انه كان يريد ان يقول له ان الاخوان كانوا يحتلون مصر وقتها ولكنه طفل صغير لن يستطيع تفهم الامر جيدا على حسب قوله.
ومن جانبها قالت سعاد ماسى انها لم تتشجع على خوض التجربة التمثيلية لاول مرة خاصة أنها خالية من الغناء الذى اعتادت عليه، ولكن فكرة تقديم أى شىء يخدم القضية الفلسطينية كانت الدافع لها لقبول العمل مؤكدة انها لم تجد صعوبة فى تقديم الدور كما توقعت ولم تحسم أمرها بعد اذا كانت ستستمر بالتمثيل أم لا.
وقال الملحن تامر كروان انه نبه المخرجة إلى امكانية عدم قبول بعض المهرجانات الدولية للفيلم بسبب الموسيقى الحماسية لمشهد قتل الجنود الاسرائيليين حتى انه فكر فى جعلها موسيقى محايدة ولكنه لم يستطع لانه بذلك يكون شوه رسالة الفيلم.
وعلقت المخرجة بأنها تتوقع ان ترفض لجنة مشاهدة أفلام الاوسكار التى ستنعقد يوم 20 من الشهر الحالى الفيلم بسبب هذا المشهد ولكن تتمنى أن يخيب ظنها وينافس الفيلم كأفضل فيلم اجنبى بالأوسكار.