الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الرواية وتحرير المجتمع».. كتاب نقدى يرصد ثورة الروائيين الجدد

«الرواية وتحرير المجتمع».. كتاب نقدى يرصد ثورة الروائيين الجدد
«الرواية وتحرير المجتمع».. كتاب نقدى يرصد ثورة الروائيين الجدد




كتبت - رانيا هلال
صدر حديثا كتاب «الرواية وتحرير المجتمع» للناقدة الدكتورة أمانى فؤاد، التى درست فيه مجموعة تقنيات جديدة تجلَّت فى الكتابات والنصوص الروائية فى العِقدين الأول والثانى من القرن الحادى والعشرين، راصدةً ظاهرة الثورة، المتمثلة فى محاولة الروائيين الجدد تناول الوجود فنيًّا وفكريًّا بشكلٍ مغايرٍ، كأنهم ينزعون عن عالم الإبداع الروائى طبقات قشوره الأبوية ويثوِّرون تقنياته الفنية المستقرة.
الكتاب يرصد ظاهرة الثورة تقنية ورؤية، من خلال الروائيين الجدد، الذين يعبرون عن رؤاهم الجديدة بطريقة غير نمطية، يتحرَّى عالمًا أكثر تعبيرًا عن توق الإنسان للحرية، وإثارة الأسئلة الوجودية التى تشتبك مع الواقع، عبر مناوشة يلتقطها كل مبدع بطريقته الفردية وتقنياته الفنية الخاصة، التى قد تتسم بالتجريد والتشظِّي، أو الفانتازيا والعدمية، أو الغرابة ودرجات من شعرية السرد الذى يتوق للمغايرة، أو لعبة جديدة مع التاريخ واللغة، أو رصد العيش فى وطأة العالم الافتراضي.
وأوضحت المؤلفة - فى مقدمتها - أنها حين تشير فى دراستها إلى ثورة تخطٍّ ومجاوزة وتطوير فى التقنيات، فلا تعنى استحداثًا جذريًّا للتقنيات أو ابتكارًا من عَدم، بل تنطلق من طبيعة الفن وسياقاته الخاصة التى تختلف عن الثورة فى مجال السياسة، وتتلمَّس المساحات المشتركة بين التقنيات التقليدية والجديدة؛ لأن الإبداع دائمًا ما كان وسيظل تجاوزًا، وتضيف: «أتحسَّس الإضافة بطبيعتها المتحركة والقلقة، المتوترة بتركيباتها المتشابكة وهندستها على نحوٍ مختلفٍ، بنحتهم لمحيط أكثر اتساعًا، طلبًا لحرية الحركة فيه، ومد أبعاد التقنية أفقيًّا ورأسيًّا، ودفعها لخلق فكرها الكامن بخلايا تكونها، من المفترض أنه عندئذ تصبح التقنية أكثر تعقيدًا وتعصيًّا على المتلقي، لكنها تدفعه إلى المشاركة فى العملية الإبداعية».
قسَّمت المؤلفة كتابها إلى أربعة مباحث، تناولت خلالها سبع عشرة رواية مصرية معاصرة لاثنى عشر كاتبًا، خصَّصت المؤلفة المبحث الأول من كتابها لمناقشة تجلِّيات الخطاب الدينى الرسمى والشعبى فى الرواية العربية، موضحة أن الدين كان له حضوره الناصع فى بنية النص الروائي، لكنه ليس الحضور المباشر التقريري، وإنما يتخذ من الطبيعة المرنة للتقنية وما تتيحه من أدوات جمالية للصياغة فى الإفصاح عن هذا الحضور رمزًا وتوازيًا، تجلِّيه فى صور ومجازات لغوية وأحداث وصراع يتجسَّد فى شخوص العمل الفني، ويتجلَّى فى رؤى أبطاله وتوجهاتهم ودوافعهم وتفسيراتهم لما يعنُّ لهم من تساؤلات وجودية.