أزمة «السولار» تفترس «المحافظات» وارتفاع جنونى فى أسعار الخضروات

واصلت أزمة نقص الوقود افتراسها لأغلب محافظات الجمهورية وتسببت فى اصابة مظاهر الحياة بما يشبه الشلل وسط صمت مطبق من جميع المسئولين ففى محافظة بنى سويف شهدت محطات التموين بالقرى والمدن تكدساً كبيراً من جميع أنواع المركبات الخاصة والأجرة، فى طوابير استطالت لمسافة كيلو متر مما أدى إلى أحدث شلل مروى بوسط مدينة بنى سويف ووقفت الحركة تماما فى مراكز اهناسيا وببا وسمسطا لوجود محطات التموين داخل الكتل السكنية وبالشوارع الرئيسية بهذه المراكز فضلا عن اندلاع العديد من المشاجرات بين السائقين داخل المحطات لعدم احترام الطابور.
 
وعادت من جديد أزمة الوقود إلى محافظة المنوفية حيث شهدت محطات الوقود زحاما من السائقين للحصول على الوقود، حيث امتدت طوابير السيارات أمام معظم محطات الوقود بجميع مراكز المنوفية وخاصة فى مدينة شبين الكوم مما أدى إلى شلل فى الحركة المرورية ونشبت المشاجرات بين السائقين على أسبقية الوقوف فى الطوابير، ورفع الكثير من المحطات لافتات مكتوبا عليه لا يوجد بنزين حتى يتم توفيره ليتم بيعه فى السوق السوداء.
 
وتمكنت مباحث التموين بالغربية من ضبط سيارة نقل القاهرة فى أثناء تواجدها بالطريق الزراعى السريع مصر – إسكندرية أمام كازينو سمرمون السياحى بدائرة مركز طنطا محملة بـ 39 ألف لتر سولار مدعم لمخالفتها خط السير فى طريقها لبيع المضبوطات بالسوق السوداء.
 
وشهدت أزمة السولار فى البحر الأحمر بوادر انفراجة بعد عودة الطوابير والتكدس أمام المحطات، وقضت محكمة جنايات العريش غيابيا برئاسة المستشار فتحى محمد مهنا (رئيس المحكمة) وعضوية المستشارين جمال محمد سماحة ومحمد عبد الرحمن سمرة (القاضيين بالمحكمة) وسكرتارية صبرين مناع وخالد عبد الحميد.. بالسجن المؤبد على لصوص السولار تحت تهديد السلاح.
 
جاء ذلك فى القضية رقم 118 لسنة 2012 جنايات الشيخ زويد.. حيث قام المتهم ( ش . ع . س) بالاشتراك مع آخرين مجهولين بالتعرض لسيارة محملة بالسولار تابعة لشركة موبيل السويس أثناء سيرها على الطريق العام بوسط سيناء، وهددوا السائق (س . م) باشهار الأسلحة الآلية فى وجهه وأجبروه على الاستسلام لهم باطلاق الأعيرة النارية فى الهواء.. ثم استولوا على حمولة السيارة من السولار.
 
وقد حكمت المحكمة بالسجن المؤبد على المتهم.. وإلزامه بالمصاريف الجنائية.. وذلك بتهمة السرقة بالاكراه، واحراز سلاح آلى وذخيرة بدون ترخيص.
 
واستغل بائعو الفاكهة والخضروات تراجع حصة محافظة الفيوم من الوقود وقاموا برفع جميع أسعار الخضروات والفاكهة بنسب تتراوح ما بين 30 و40% قبل حلول شهر رمضان كما ارتفعت أسعار الدواجن واللحوم التى تنتج فى الفيوم بحجة شراء السولار من السوق السوداء بسعر 3 جنيهات للتر بدلا من 110 جنيهات للتر.
 
وتمكنت الأجهزة الأمنية بالمنيا من ضبط سيارة محملة بكمية من بنزين 80 وبيعها لإحدى المحطات غير المرخصة بإحدى قرى مركز مغاغة تم التحفظ على الحمولة وجار البحث عن السائق الذى لاذا بالفرار وتم تحرير محضر بالواقعة وتوالت النيابة التحقيقات.
 
من جانبها أعدت وزارة التخطيط بالتعاون مع وزارة البترول وعدد من الوزارات المعنية خطة عاجلة لمواجهة عصابات تهريب السولار والبنزين ، وتجار اسطوانات الغاز الذين رفعوا سعرها إلى نحو 60 جنيهاً فى بعض المناطق خلال الفترة الماضية ، وتؤكد الخطة التى تنشر «روزاليوسف» تفاصيلها أنه خلال الشهور القليلة المقبلة من العام المالى الحالى سيتم المتابعة المستمرة من خلال الأجهزة التابعة لوزارة البترول وبالتنسيق مع الوزارات المعنية لأسواق توزيع البنزين والسولار وذلك من خلال عدد من الآليات.
 
وأشارت الخطة إلى أنه سيتم خلال العام المالى الجديد الوصول بمعدلات الانتاج المحلى للسولار إلى الحدود القصوى بمعامل التكرير والشركات الاستثمارية ، حيث من المخطط أن يتم خلال العام المالى 2012 -2013 انتاج حوالى 9.3 مليون طن سولار تكفى نحو 72% من احتياجات الاستهلاك المحلى منه ، وتوفير باقى الاحتياجات بالاستيراد من الخارج ، كذلك سيتم وضع خطة سنوية لتطوير ورفع كفاءة بعض محطات الخدمة والتموين القائمة أو إضافة محطات جديدة فى المناطق التى تحتاج إلى هذه المحطات .
 
إلى جانب تطوير عدد 35 محطة تابعة لشركتى مصر للبترول والتعاون للبترول ، حيث يتضمن هذا التطوير إحلال الطلمبات وضواغط الهواء وماكينات التشحيم وخلافه ، وطبقاً للخطة تعتزم الحكومة إنشاء عدد 47 محطة خدمة وتموين جديدة موزعة على محافظات الجمهورية.
 
وأشارت الخطة التى بين أيدينا إلى أن الحكومة قررت الاستمرار فى تنفيذ مشروعات توصيل الغاز الطبيعى إلى المنازل بالمعدلات المطلوبة طبقاً للخطة الموضوعة خاصة منطقة جنوب الوادى. وفى إطار خطة وزارة البترول فى الإسراع فى معدلات توصيل الغاز إلى الوحدات السكنية فمن المخطط توصيل الغاز إلى حوالى 750 ألف وحدة سكنية خلال العام المالى 2012-2013.
 
كما تعتزم الحكومة من إنشاء وتطوير محطات تموين السيارات بالغاز الطبيعى وزيادة عدد محطات تحويل وتموين السيارات للعمل بالغاز الطبيعى ، وتيسير إجراءات عمليات التحويل على المواطنين لاستخدام الغاز والاستفادة من انخفاض سعره، فضلاً عن مزاياه البيئية ، حيث من المخطط تحويل عدد 205 آلاف سيارة للعمل بالغاز الطبيعى المضغوط، وفيما يخص اسطوانات البوتاجاز فسيتم تطبيق نظام اتسليم للمنازل (ديليفرى) من خلال شركة بوتاجاسكو لعدد 17 محافظة لتوصيل الأسطوانة المنزلى مقابل 5 جنيهات.