الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

أمريكا وقطر كان لهما دور رئيسي في نجاح مرسي









 
لقد كانت التطورات السياسية الأخيرة التي شهدتها مصر منذ سقوط رئيسها السابق، حسني مبارك، في11 فبراير 2011 مرهقة ومزعجة. لقد كان سقوط مبارك أمرًا لا مفر منه بسبب إصراره علي أن يكون ابنه جمال خلفا. لقد رفض المصريون جمال مبارك ليس لكونه ابن رئيس الجمهورية وسيرث مصر كما لو انها كانت ملكية خاصة، وإنما بسبب تدخله في الحياة السياسية والمالية بشكل أثر علي المناخ العام لمصر بشكل سلبي. لقد ارتكب جمال مبارك في نوفمبر 2010 خطأ فادحاعندما احتكر 98٪ من مقاعد البرلمان المصري.

 

منذ سقوط نظام الرئيس مبارك، ارتكب حكام مصر العسكريون بما في ذلك المجلس العسكري الحاكم الآن العديد من الاخطأ القاتلة التي عززت موقف جماعة الإخوان المسلمين وأضعفت موقف الليبراليين.

 

لقد كان أول خطأ هو القيام بتعديلات دستورية بقيادة طارق البشري والاستفتاء عليها في 19 مارس 2011. فبدلا من بدء اصلاح ديمقراطي حقيقي من خلال صياغة دستور ديمقراطيجديد، قررت اللجنة بدء عملية انتخاب برلمان جديد سيطر عليه الإسلاميون واعطاهم الحق في صياغة الدستور. تم تجاهل نداء المثقفين المصريين واستحوذت جماعة الإخوان المسلمين علي صياغته بعد أن بنت لنفسها قاعدة شعبية مكنتها من الوقوف في وجه المجلس الأعلي للقوات المسلحة.

 

لقد كان الانتصار الذي حققته الجماعات الإسلامية في الانتخابات البرلمانية في نوفمبر 2011 نتيجة طبيعية للعوامل التالية: أ) التعديلات الدستورية 19/3/2011 الاعتماد علي عدد من المستشارين الإسلاميين، بما في ذلك عصام شرف، الذي كان رئيسا للوزراء لعدد من الأشهر ب) الاندفاع غير المبرر من قبل المستشارين الإسلاميين لإجراء انتخابات برلمانية مبكرة..ج) تجاهل المادة التي تنص في الدستور علي حظر قيام أحزاب سياسية علي أساس ديني.

 

منذ انتصار الإسلاميين في نوفمبر 2011، أصبحت المعركة الرئيسية في مصر بين جماعة الإخوان المسلمين التي أصبح لديها ثقة مفرطة في نفسها والمجلس العسكري الذين كانوا حريصين علي حماية أصول المؤسسة العسكرية ومزاياهم وحصانتهم. علي سبيل المثال، أعلنت جماعة الإخوان المسلمين أنها سوف تعطي وزارة الدفاع والداخلية والمخابرات لأفراد متعاطفين مع جماعة الإخوان المسلمين.

 

استفاد الإخوان بشكل كبير عندما ضغط المجلس العسكري علي أحمد شفيق للترشح لرئاسة مصر، ولم يكن من الصعب علي الإخوان شن حملة لتشويه واغتيال صورة أحمد شفيق، خاصة انه كان وزيرا ورئيسا للوزراء في عهد الرئيس السابق محمد حسني مبارك.

 

بجانب ذلك، قدمت إدارة أوباما دعمها للإخوان وقدمت قطر أموالاً ضخمة كان لها دور محوري في نجاح محمد مرسي.. وإن كانت هناك شائعات بأن أحمد شفيق حصل علي أكثر الأصوات، واختار أن يعلن فوز مرسي، ربما حدث ذلك لتجنب عواقب وخيمة علي غرار ما حدث في الجزائر منذ عشرين عاما.. عندما اندلعت الحرب الأهلية بعد ان ألغي الرئيس الجزائري نتائج الانتخابات البرلمانية عندما كانت النتيجة لصالح الإسلاميين. ويشاع انه في حالة فوز أحمد شفيق، كانت ستندلع أعمال عنف في جميع انحاء مصر.

 

تقديم إدارة أوباما الدعم للإخوان ينبع من فهمها الخاطئ للغاية من جدول أعمال الإخوان الذي لم يتغير منذ نشأتها فيعام 1928. تهدف جماعة الإخوان إلي إلغاء النظام القضائي والقانوني الذي أدخله نابليون بونابرت إلي مصر فيعام 1883 واستبدالهم بالشريعة الإسلامية التي تنص علي بتر الأيدي والرجم والجلد بالسوط. كما انها تسعي إلي إحياء الرؤية السياسية للخلافة، التي تهدف إلي توحيد جميع المجتمعات الاسلامية في ظل حاكم واحد، علي غرار الدولة العثمانية التي ألغيت من قبل كمال أتاتورك منذ تسعين عاما.

 طارق حجي

معهد جيتستون