السبت 4 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وحدات صحية خاوية على عروشها ولا وجود لأمصال السموم

وحدات صحية خاوية على عروشها ولا وجود لأمصال السموم
وحدات صحية خاوية على عروشها ولا وجود لأمصال السموم




قنا - حسن الحكومى

تعيش قرى محافظة قنا، الواقعة فى أحضان الجبال، مأساة إنسانية فالعقارب والثعابين تحاصرهم من كل اتجاه فى الوقت الذى خلت فيه الوحدات الصحية من الأمصال والرعاية الطبية، ولا يجدون أمامهم سوى العودة إلى الطرق البدائية ولا يكون مصيرهم إلا الموت، المأساة الإنسانية رصدتها «روزاليوسف» ونبدأها مع نجع حاجر الجبل بقرية دندرة الواقعة غرب المحافظة بداية يقول محمد فتحى ـ مدرس ـ لا يمر أسبوع دون العثور على ثعبان أو عقرب ويتم قتله قبل أن يلدغ أحدا لكونهم يسكنون بمنطقة حاجر الجبل بدندرة فالعقارب والثعابين تحاصرهم من كل ناحية وأصبحت مألوفة بينهم.
ويشير إلى أن العقارب والثعابين أنواع  أشدهم تلك التى تسكن الجبل فهناك عقرب الشمس الجبلية ذو اللون الأصفر الداكن وهناك الحية ذات القرنين وهى من أشد الأنواع سمية فمن الصعب السيطرة على سمها الذى ينتشر فى الجسم بسرعة مما يؤدى إلى بتر الذراع أو جزء من اليد للحد من انتشار السم بالجسم فقد تعرضت أسرة من 5 أفراد لحالة تسمم شديدة نقلت على أثرها إلى مستشفى قنا العام ولقى طفلتان من بينهم مصرعهما ونقل باقى أفراد الأسرة لمستشفى أسيوط الجامعى لخطورة حالتهم وضعف الإمكانيات بمستشفى قنا.
موضحاً أنه نتيجة الخطر الذى يحيطهم وأصبحوا ماهرين فى الطرق البدائية، بسبب عدم توافر الأمصال بالوحدات الصحية بالقرى سوى بالمستشفى العام بمدينة قنا والتى تبعد عنهم مسافات طويلة تمثل خطراً على حياة المصاب وفى حال تعرض أحد للدغة عقرب أو ثعبان خطر على حياة المصاب وفى حالة تعرض  أحد للدغة عقرب أو ثعبان يقوم بالربط على مكان اللدغة بشدة حتى لا ينتقل السم لباقى أجزاء الجسد ثم بعد ذلك يعطيه ليمونة لامتصاصها ويمنع عنه الماء بعد ذلك ويذهب به لأحد «الحواة» الذى يقوم بدوره باستخراج السم من الجسد.
ويضيف عاصم مصطفى عامل يسكن بنجع الشيخ جابر بذات القرية لم يجد أهالى النجع والنجوع المجاورة أشهر وأفضل من الشيخ جابر ليطلقوا اسم النجع عليه حيث انعم الله عليهم بوجوده فى ذلك المكان فعلى الرغم من وجودهم فى منطقة جبلية وعرة إلا أن الشيخ جابر كان المنقذ والملاذ لهم وللقرى المجاورة فى حالة لدغات العقارب والثعابين إلى أن توفاه الله وتولى أحد أحفاده العهد والقسم من بعده.
ويشير عاصم إلى أنه بالرغم من وجود نقطة إسعاف على مسافة لا تتعدى بضعة أمتار من مساكنهم إلا أنه فى الغالب كان اعتمادهم على الشيخ جابر الذى كان يقوم باستخراج السم من الجسد ومنع انتشاره بطريقة بارعة حيث كان يقوم بقراءة بعض الأدعية والآيات القرآنية يطلق عليها «القسم أو العهد» توارثها عن أجداده ويحدد مكان اللدغة ويقوم بتشريطه بشفرة ويمتص السم بعدها يقوم بعمل خلطة تسمى «اللبخة» وهى عبارة عن مجموعة نبات الملوخية اليابسة يتم خلطها بنوع من المرهم لا يعرفه إلا هو ويقوم بوضعها على مكان اللدغة ويتم ربط الرجل أو الزراع على مدار اليوم يشفى المصاب من اللدغة.
ويصف أحمد سعد حالهم بالمأساة فهو يسكن بالقرب من ترعة تسمى «الملاح» للوحدة المحلية لقرية دندرة لتفريخ بها مياه الصرف الصحى مما أدى إلى ظهور نبات الهيش بها وهذا بدوره أدى وجود العقارب والثعابين والحشرات الضارة التى تهاجمهم ليلاً ونهاراً وتمثل خطورة على حياتهم.ويؤكد أن المصاب بلدغة عقرب أو ثعبان يتوجهون به إلى المستشفى العام بعد المرور على الوحدات الصحية بالقرية الخالية جميعها من الأمصال وعند وصول المصاب إلى المستشفى يكون قد وصل لمرحلة خطرة وقد يلقى مصرعه قبل الوصول.
ومن قرية دندرة إلى قرية العركى بمركز فرشوط القلب لا يحزن فالقرية يسكنها أكثر من 40 ألف نسمة إلا أنها حرمت من الخدمات الطبية فالوحدة الصحية بالقرية كانت مستشفى تكاملى حتى صدور قرار من حاتم الجبلى وزير الصحة الأسبق فى عهد الرئيس المخلوع مبارك بإخلاء المستشفى من المعدات ضمن إخلاء مستشفيات القرى وأصبحت الآن وحدة صحية لا وجود لاطبائها أو ممرضين وغياب الأمصال منها مثل مصل MMR ومصل لدغة العقرب.
ولم يختلف الحال بالوحدة الصحية لقرية الكلح شرقى بهجورة التى تخدم حوالى 50 ألف نسمة «حمادة حميد محمد» يقول: إن الوحدة الصحية بها طبيب مقيم و5 طاقم تمريض ويبدأ توافد طاقم التمريض عقب الثامنة والنصف صباحاً حتى التاسعة ويصل الطبيب حوالى العاشرة حال وصوله مع أنه مقيم بالقرية ومعه أحد طاقم التمريض إلا أن الوحدة تغلق أبوابها تماماً بعد الثانية ظهراً ويذكر أنه توجه لاعطاء حقنة لابنه البالغ عاماً ونصف إلا انه وحتى التاسعة لم يصل أى من طاقم التمريض مؤكداً أن المستشفى تغلق أبوابها فى الثانية عصراً.
ويؤكد عبد العليم مبارك أحد مواطنى قرية أبو دياب غرب أن الوحدة الصحية بالقرية خاوية على عروشها وينعق فيها البوم وتوقفت عن العمل منذ سنوات بسبب أعمال الترميم ويجدون صعوبة فى علاج أبنائهم بسب ضعف وسائل المواصلات ووقوع القرية بالقرب من الجبال مناشداً محافظ قنا بالنظر بعين الرحمة للقرية وأبنائها.