الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

فتاوى الشيخ «ميزو» الأزهرى الليبرالى.. «مثيرة للجدل»

فتاوى الشيخ «ميزو» الأزهرى الليبرالى.. «مثيرة للجدل»
فتاوى الشيخ «ميزو» الأزهرى الليبرالى.. «مثيرة للجدل»




تحقيق - محمود ضاحى

الشيخ عبدالله نصر الشهير بــ«ميزو» تخرج فى كلية أصول الدين قسم الدعوة جامعة الأزهر عام «2003»، وعمل فى مجال البحث العلمى والفكر التنويرى، بدأت شهرته مع حركة «25» يناير التى شارك فيها وأطلق عليه الثوار ألقاب «الأزهرى الثائر» و«خطيب التحرير» بعدها استغل ماحققه من شهرة وبدأ فى التعبير عن آرائه الجريئة التى تتناقض فى أغلبها مع التراث الثابت للفكر الإسلامى فكان صادماً عندما هاجم صحيح البخارى.. بالإضافة لانتقاده اللاذع للمناهج الأزهرية التى اتهمها بنشر الجهل والتطرف كما أفتى بعدم وجود عذاب القبر وأن الخلافة الإسلامية خرافة وأصبح ضيفاً دائماً على الفضائيات للجدل الذى تثيره فتاواه والتى تسببت فى تعرضه للهجوم من قيادات دينية بالإضافة إلى اتهامات فى بلاغات تحقق فيها النيابة العامة


محمد نصر عبدالله، أو «الشيخ ميزو» مواليد سبتمبر 1977 فى شبرا الخيمة من أسرة ريفية بسيطة نزحت من المنوفية، ودرس بالأزهر وتخرج فى كلية أصول الدين قسم الدعوة والثقافة الإسلامية بتقدير «جيد» عام 2003، يعيش على الصدقات والتبرعات يعانى من تليف كبدى ويعالج على نفقة القوات المسلحة.
يعمل فى مجال البحث العلمى والفكر التنويرى وشارك فى ميدان التحرير، أثناء ثورة 25 يناير وأطلق عليه الثوار لقب «الأزهرى الثائر» أو «خطيب التحرير» وكانت أول خطبة له على منصة الميدان فى يوم إصدار «الإعلان الدستورى» العام الماضى.
انتقد الشيخ محمد عبدالله نصر، الشهير بـ«الشيخ ميزو»، كتاب صحيح البخارى وتوثيقه للأحاديث النبوية، قائلاً: «صحيح البخارى مسخرة   للإسلام والمسلمين»، مشيرًا إلى أن «عذاب القبر ليس من الثوابت».
وقال «نصر»: إن «كتاب البخارى سب رسول الإسلام وزعم أنه مسحور»، مضيفًا: «البخارى ادعى على الرسول أنه كان يعيش على الغنائم وتحدث عن زنا القرود».
واعتبر أن «صحيح البخارى مسخرة وليس مفخرة للإسلام والمسلمين والثابت كتاب الله فقط، وما أتى به لأن الإسلام لم ينتظر البخارى حتى يكتمل الدين»، موضحًا أنه «لا يهمنا أن يكون هناك ثعبان أقرع فى القبر، والخلافة الإسلامية خرافة وليست وعدًا من الله».
أما عن تشكيكه فى بعض أحاديث الإمام البخارى فهو يقول: البخارى لديه ثلاثة كتب «صحيح البخارى» و«الأدب المفرط» و«التاريخ» وهو أول من دون الحديث بعد وفاة الرسول بـ200 عام، والبخارى أعجمى وليس عربيًا، فكيف أتقن اللغة العربية وتعلمها ودون بها آلاف الأحاديث؟
كما يرى أن بعض أحاديث البخارى مخالفة للقرآن وتطعن فيه، وذلك فى حديث سحر الرسول على يد اللبيد بن الأعظم، وأيضًا فى كتاب صحيح البخارى فى باب بدء الوحى يقول إن النبى تأخر عليه جبريل لمدة 6 شهور فحاول الرسول أن يتردى من فوق الجبل فمنعه جبريل من ذلك.
وحول تشكيكه فى حقيقة عذاب القبر، قال: لا يوجد شىء اسمه «عذاب القبر» لأنه لا عذاب مطلقا إلا بعد البعث والحساب، كما لا توجد آية قرآنية واحدة تشير إلى أن العبد يُعذب فى قبره بواسطة «الثعبان الأقرع» فأصلاً لا يوجد ثعبان بشعر.
وقال: إن طلاب المرحلة الثانوية الأزهرية يدرسون كتاب فقه «متن الإقناع لأبى شجاع» الذى يبيح فى باب الطهارة جواز الاستنجاء بكتب التوراة والإنجيل لأنها كتب محرفة، فضلا عن تدريس كتاب «الاختيار لتعاليم المختار» الذى يشرح نكاح المرأة الميتة.
كما قال أنه لا يجب أن تختزل حرمة الزنا، بمجرد فكرة اختلاط الأنساب، موضحا أن الزنى هو: «أن يقوم رجل مرتبط بزوجته، أو زوجة مرتبطة بزوجها بممارسة الفاحشة» مؤكدا أنها تدخل تحت بند «البغاء» وليس «الزنى».
وقال: «إن تعريف عقد النكاح فى كتب الفقه يعد هو المعنى الحقيقى للزنى»، موضحًا أن نص عقد النكاح فى كتب الفقه، يقول: إن «النكاح هو عقد تملك بضع المرأة»، مشبها العقد بعقد التجارة لتملك سيارة وأملاك، مضيفا أن عقد النكاح تعامل مع المرأة على أنها «أمة» عند الرجل، وكأن الرجل لا يمتلك من المرأة سوى جسدها.
وأكد «ميزو»، رفضه لما أسماه بـ«هذه التعريفات للزواج»، قائلا: «أنا أعترض أصلا على هذه التعريفات لأنها اختزلت الزواج فى العملية الجنسية.. وكأنها عقد بين رجل وامرأة من الشارع.. الزواج أسمى إن لم يكن هناك جاذبية وعلاقة إنسانية بين الرجل والمرأة كالحديد والمغناطيس لم يكن زواجا».
وأضاف «نصر»: «الهند صعدت إلى المريخ وفقهاؤنا لا يغادرون النصف الأسفل للمرأة»، متابعًا: «الشيخ على جمعة له 7 ملايين فتوى.. إزاى؟ ومعظمها فى النصف الأسفل للمرأة.
وزارة الأوقاف طالبت وسائل الإعلام رسميًا، خلال بيان لها بعدم استضافته مرة أخرى واصفة إياه بـ«المتاجر بالزى الأزهرى».
وطالب الدكتور محمد مختار جمعة وزير الأوقاف وزارة الداخلية وأجهزة الأمن، بالقبض على الشيخ محمد عبدالله نصر لأنه ليس خطيبًا معتمدًا لدى الوزارة.
وأضاف وزير الأوقاف أن «نصر ليس له أي علاقة بالأوقاف ولا بالخطابة»، مؤكدًا: «الأوقاف لم ولن تصرح لعبد الله نصر ولا لأمثاله بالخطابة، وما قاله أهان الإسلام وأهان البخارى.
عدد من الشيوخ والأئمة وصفوا الشيخ ميزو بالجاهل، واتهموه بأنه يسعى «للشو» الإعلامى على حساب دينه وآخرته.
وقال الداعية الإسلامى الحبيب على الجفرى، عن فتاوى وتصريحات «ميزو»: إن «تطاول السفهاء على الصحابة والاستهزاء بكتب الحديث تطرف يغذى التطرف الدينى، وكلاهما يجلب المزيد من الصراعات التى أثخنت الأمة بالجراح»، مشيرًا إلى أن حديث  وسب خطيب التحرير لصحيح البخارى «يفضح جهل فاعله».
وكلف النائب العام المستشار هشام بركات، المحامى العام لنيابات جنوب الجيزة المستشار ياسر التلاوى، باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة، نحو البلاغين المقدمين من مدير عام شئون الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية، الشيخ عبدالعزيز النجار، والأستاذ بكلية حقوق حلوان، منصور عبدالغفار، ضد المدعو محمد عبدالله نصر الشهير بـ«الشيخ ميزو»، بتهمة ازدراء الدين الإسلامى، وانتحاله صفة الانتساب لمؤسسة الأزهر.
وقد حمل البلاغان رقمى 16142، 16143، وأوضحا أن المشكو فى حقه ظهر على العديد من الفضائيات متحدثا فى أمور تخص أساسيات ديننا الحنيف مرتديا زى العلماء وشيوخ الأوقاف، وطعن ونال من ثوابت عقيدتنا وديننا الإسلامى.
واتهم البلاغ مقدمى البرامج الفضائية بتقديم من ليس له علم بأصول الإسلام، والسنة النبوية وكتابها الصحيح.
ووصف مقدما البلاغين «ميزو» بالجاهل بالدين والعار على الثقافة الإسلامية، مشيرا إلى أن مثل هؤلاء الجهلاء لا صفة لهم سوى محاولة التجارة بالدين وبالزى الأزهرى.
يأتى ذلك فى الوقت الذى استنكر الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية الدكتور محيى الدين عفيفى أحمد، ما صدر عن خطيب التحرير محمد عبدالله نصر، من أوصاف غير مقبولة لصحيح البخارى، واتهامه للصحابى الجليل خالد بن الوليد رضى الله عنه ـ ورميه بالزنى، وغير ذلك، مما ينم عن الجهل وسوء الخلق والأدب مع رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ وسنته، وأصحابه رضوان الله عليهم.
وأضاف عفيفى، أنه ولا شك أن ذلك يؤدى إلى إثارة الشكوك، ويفتح أبوابا من الجدل والمهاترات التى تم استئجار مثل هذه العناصر لتدريد مثل هذا الكلام، مشيرًا إلى أنه وفى تصورى أن مثل هؤلاء لا يقلون خطرًا عن المتطرفين والإرهابيين، لأنهم يعملون على زعزعة استقرار المجتمع.
وأوضح أن هذا الكلام يكدر العقول ويؤدى إلى نوع من التشكيك، ويصب فى مصلحة من يعطلون مسيرة التنمية الفكرية والاقتصادية من خلال تشتيت أذهان الناس وشغلهم بالشبهات.
وناشد أمين عام مجمع البحوث الإسلامية الدكتور عمر عفيفى وسائل الإعلام والفضائيات أن تكون على مستوى المسئولية الوطنية فى تلك المرحلة الفارقة من تاريخ مصر، والتى تستوجب حشد جميع الطاقات، وتبنى القضايا العلمية التى ترتقى بعقول الأمة وتعالج الواقع الاقتصادى والفكرى بدلا من هذا الانحدار الفكرى وتشجيعه من خلال إفساح الفرصة للجهلاء والأدعياء والمأجورين وتسليط الأضواء عليهم.