السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«كبارى» القليوبية.. عبور لـ«الآخرة»

«كبارى» القليوبية.. عبور لـ«الآخرة»
«كبارى» القليوبية.. عبور لـ«الآخرة»




القليوبية - حنان عليوه

كبارى القليوبية صارت عنوانًا للموت والإهمال، وأحوالها لا تسر عدوًا ولا حبيبًا، منها كوبرى كفر الجزار ببنها أشهر كبارى مصر والذى تغنت له الفنانة الفرنسية داليدا، ذلك الكوبرى الذى لا يعرف التجمل والسيولة المرورية والنظافة، إلا حينما يمر عليه محافظ القليوبية فى طريق العودة إلى بلدته فى الغربية، حيث يعانى الكوبرى حالة من الإهمال واحتلال الباعة الجائلين وبطلجية السوزوكى الذين فرضوا سطوتهم عليه وتحول الكوبرى من معلم أثرى وقيمة معمارية إلى معقل للإجرام وعنوان للإهمال.
انتقلت «روزاليوسف» لترصد حالة الكبارى بالقليوبية ومنها «كفر الجزار»، الذى تم بناؤه منذ أكثر من قرن من الزمان والذى يرجع تاريخ افتتاحه إلى عهد الملك فؤاد الأول، والذى كان يمثل طريق القاهرة - الإسكندرية القديم ويربط محافظة القليوبية بمحافظات الوجه البحرى، وتم إغلاقه وإنشاء كوبرى جديد لصعوبة تحمله حركة المرور المتزايدة.
ورغم قيمته الأثرية والمعمارية لكونه أحد 5 كبارى أنشأها الاحتلال الإنجليزى لسيولة الحركة المرورية لهم، منها «كوبرى قصر النيل، روض الفرج، كفر الزيات والإسماعيلية».
فيما شهد كوبرى كفر الجزار قيام الفنانة الفرنسية داليدا بغناء عدد من الأغانى منها «أحسن ناس» و«على كوبرى بنها يا نور عينى»، وتصوير أغانيها فوق هذا الكوبرى ورغم أهميته إلا أنه يتعرض لحالة من الإهمال الشديد والتردى لدرجة أن القاعدة السفلية للكوبرى تفككت عن بعضها، كما تحطمت أسواره ويعانى من ظلام دامس ليلا دون وجود أى آلية لحماية المواطنين المارين به.
وترجع أهميته لمرور العشرات من قرى مركز بنها، كما يربط القليوبية بعدد من المحافظات منها المنوفية والدقهلية والغربية، وبديل استراتيجى فى حالات الحوادث، ورغم ذلك يعانى من الإهمال واحتلال الباعة الجائلين وسط غياب لأجهزة الدولة عن تطبيق القانون، حيث إن القانون ينص على منع وجود أى مواقف للسيارات فى مداخل ومخارج الكبارى، إلا أن هذا الكوبرى ينفرد بوجود 5 مواقف للسيارات وجميعها مواقف عشوائية ومنها موقف النيابة بكفر الجزار، قويسنا، موقف ورورة، دملوا وبطا، إضافة إلى احتلال أباطرة السوزوكى والبائعة الجائلين، مما يتسبب فى تعطل الحركة المرورية به وقيام عمال النظافة بمجلس مدينة بنها بإلقاء المخلفات من فوقه علاوة على استغلال بعض أطفال الشوارع أسفل الكوبرى كمكان للاختباء به والنوم والقيام بالأعمال المخالفة للقانون.
كما أنه من الطريف أن الكوبرى عبارة عن نصفين أحدهما يتبع قسم شرطة بنها فى اتجاه قصر الثقافة، والآخر يتبع مركز شرطة بنها فى اتجاه كفر الجزار، أدى التقسيم إلى حالة من غياب الرقابة فى تبعية الكوبرى وفى حالة وجود أى جثة لقتيل أو أى حادث يختلط الأمر بين قسم ومركز شرطة بنها.
كما أن مشروع النقل النهرى مهدد بالتعطل عند كوبرى كفر الجزار بسبب وضع مواسير الصرف الصحى على جانبى الكوبرى والتى كثيرا ما تنفجر لتختلط مياه المجارى بمياه النيل، والأخطر قيام عدد من الصيادين باستغلال «قاعدة» الكوبرى السفلية فى عمل مزارع سمكية وسط غياب شرطة المسطحات المائية.
وفى متابعة لمسلسل الإهمال بكبارى القليوبية يأتى «كوبرى الرياح التوفيقى ببنها» والذى يعانى أيضا من الإهمال كبقية حال الكبارى بالقليوبية والتى تزداد سوءًا، وشهدت مدينة بنها حالة من الاستياء لدى أصحاب الأكشاك والمحلات التجارية بنطاق الحرس الوطنى ومنشية النور جراء أعمال الإنشاءات التى تتم لإنشاء كوبرى متعدد المطالع بمدينة بنها، حيث تسببت أعمال الكوبرى فى إصدار المحافظ قرارًا بهدم أكثر من 60 محلا وتشريد أصحابها.
كما شهد كوبرى الرياح التوفيقى ببنها، العشرات من الحوادث والمشاجرات بين سائقى السوزوكى والمسجلين خطر الذين افترشوا الكوبرى على مرأى ومسمع أجهزة المحليات وشرطة المرور، فضلا عن كبارى المشاة بالمؤسسة والتى تربط بين الميدان وشبرا الخيمة، ضمن الإهمال حيث احتلها الباعة الجائلون.
كما يوجد عدد كبير من القرى بشبين القناطر ومنها قريتا عرب الصوالحة بشبين وعرب العليقات بالخانكة على نفس النهج من الإهمال وعدم وجود طريق أو كبارى لمرور المواطنين على جانبى الترع والمصارف الكبيرة، ويتخذون مواسير الصرف كطريق لمرور بين الجانبين، وأكد الأهالى أن تلك المنطقة شهدت حوادث غرق كثيرة، حتى وصل الأمر إلى تسمية الشبكة النهائية بكوبرى عرب الصوالحة بـ«شبكة الموت»، مطالبين بعمل كوبرى أو معدية لحماية الأهالى من الغرق.