الأحد 22 سبتمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

قرارات «نتانياهو» تؤجج الأوضاع فى الضفة

قرارات «نتانياهو» تؤجج الأوضاع فى الضفة
قرارات «نتانياهو» تؤجج الأوضاع فى الضفة




 ترجمة - أميرة يونس وسيد مصطفى

كشفت صحيفة «هاآرتس» الإسرائيلية عن مخطط يقوم به رئيس الوزراء الإسرائيلى بنيامين نتانياهو لأغراض دعائية لتبدو تل أبيب فى موقع الضحية لاستثمار الهجوم الذى شنه فلسطينيون على معبد يهودى لتحقيق غايات سياسية تستهدف إنكارا لحقوق الفلسطينيين، إذ قام المكتب الإعلامى لرئيس الحكومة بتوزيع صور من مكان العملية لوكالات الأنباء فى خطوة لاستثمار الهجوم .
وشككت الصحيفة الإسرائيلية فى نوايا تلك الخطوة معتبرة أن هذه السياسة لن تقود إلى حشد دعم دولى لإسرائيل لكن من شأنها أن تؤدى إلى تأجيج الإسرائيليين ضد الفلسطينيين وتصعيد العداء ضد كل ما هو عربى وتمنح الذخيرة للمحرضين على الانتقام.
ووسط حالة من العجز عن مواجهة العمليات ضد الأهداف الإسرائيلية اتهم نتانياهو خلال مؤتمر صحفى عقد بالقدس السلطة الفلسطينية ورئيسها محمود عباس بأنهم المسئولون عن الهجوم الذى أسفر عن مقتل 5 مستوطنين، موضحا أنه أمر بتنفيذ هدم منزلى منفذى هجوم القدس غسان أبو جمل وابن عمه عدي، وذلك لردع أى فلسطينى يحاول تنفيذ هجمات فى القدس، متوعدا بالرد القاسى على هجوم فى القدس. كما اتخذ نتانياهو عدة قرارات ضد أهالى القدس من بينها إقامة حواجز على مداخل الأحياء العربية فى القدس الشرقية، تصعيد حملات الاعتقالات فى المدينة، وتسليح اليهود فى القدس، مع حراسة الأماكن العامة اليهودية فى القدس.
ومن جانبه أصدر وزير الأمن الداخلى «يتسحاك أهرنوفيتش» تعليمات بفحص إمكانية تسهيل حصول الإسرائيليين على سلاح شخصى فى القدس، الأمر الذى من شأنه أن يؤدى إلى نتائج كارثية وتأجيج الأوضاع فى القدس ضد الفلسطينيين.
فيما نقلت صحيفة معاريف العبرية عن مسئول أمنى إسرائيلى قوله أن هناك ضرورة للدفع بقوات الجيش الإسرائيلى فى القدس، إذ إن الواقع معقد للغاية  وجهود الشرطة غير كافية لحل المشاكل  التى نواجهها، وأن استعادة الهدوء فى القدس يتطلب قرارا شجاعا يتمثل فى إدخال  قوات الجيش لإعادة الأوضاع إلى سابق عهدها.
وأضاف  إن قرار  إدخال الجيش إلى القدس يعتبر قرارا استراتيجيا من القيادة السياسية  ومن شأنه أن يعيد الأمن للسكان ويشكل رادعا لمنفذى العمليات، مطالبا بضرورة تدخل كل  الأجهزة الأمنية بمن فيهم رئيس الأركان وقائد المنطقة الوسطى.
 من ناحية أخرى استنكرت النائبة ميرى ريغف من الليكود الإسرائيلى حادث إضرام النار فى المسجد الغربى لقرية المغير شمال شرقى رام الله فجر أمس، مشددة على عدم تحويل الأمر لمسألة ثأرية، وطالبت «ريغف» قيادة المستوطنين فى الضفة الغربية بنقل رسالة بهذا المعنى إلى الأقلية اليهودية المتطرفة التى تحاول إشعال نار العنف فى المنطقة.
 وفى نفس السياق ذكرت إذاعة «ريشيت بيت» أن  وزير المالية  يائير لابيد نبه على ضرورة وقف ما أسماها بأعمال العنف والكراهية التى تشهدها الضفة مؤخرا، ودعا إلى ما وصفه بسكب المياه الباردة على الأوضاع المشتعلة التى تمر بها إسرائيل خلال الأسابيع الأخيرة.
وألقى «لابيد» اللوم على الخطاب الذى ألقاه رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس فى رام الله أمس، زاعماً  انه كان يتضمن التحريض على العنف, مما ساهم فى تأجيج آخر للأوضاع نحن فى غنى عنه، وشدد لابيد على أن مسئولية الحفاظ على الهدوء الأمنى ملقاة على عاتق القيادة اليهودية والعربية على حد سواء.
وحذر  مازن غنايم رئيس اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية أن هناك شعورا بالإحباط فى المجتمع العربى محذرا من استمرار تدهور الأوضاع فى حال لم يتم اعتماد تمييز ايجابى على ارض الواقع.
 واجتمع «غنايم» مع وزيرة العدل تسيبى ليفنى ورئيس المعارضة النائب العمالى يتسحاق هرتسوغ فى مقر الكنيست ليقوم بنقل رسالة سلام ومساواة ضد إلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة وسد الطرق، كما دعا إلى إيجاد حلول للأجيال الناشئة مبنية على الأمن والمساواة.
 وأعربت ليفنى عن أسفها لتأثر العلاقات بين المتطرفين  اليهود والعرب بالنزاع الإسرائيلى الفلسطينى خلال الأشهر الأخيرة مما يجد له تعبيرا بالتفوهات النابية وأعمال العنف.
 فى نفس الاطار كشفت صحيفة هاآرتس العبرية عن تفاصيل جديدة وردت فى وثيقة يعكف الاتحاد الأوروبى على بلورتها ضد إسرائيل على خلفية البناء الاستيطانى فى القدس الشرقية، موضحة أنها تشمل عقوبات مثل سحب سفراء أوروبيين من تل أبيب ومقاطعة مستوطنين ، كما أنها تقدم اقتراحا يقضى بإعادة سفراء أوروبيين من إسرائيل كرد فعل على دفع أعمال بناء فى مواقع حساسة فى المستوطنات فى الضفة الغربية أو القدس الشرقية.