الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فلاسفة المسلمين وضعوا كتب فن العزف وعملوا على تطويره

فلاسفة المسلمين وضعوا كتب فن العزف وعملوا على تطويره
فلاسفة المسلمين وضعوا كتب فن العزف وعملوا على تطويره




كتب - عيسى جاد الكريم

تعتبر آلة العود إحدى أهم الآلات فى التخت الشرقى وهى آلة تاريخية قديمة يعود تاريخها إلى أكثر من 5000 عام أما العود العربى فيعود تاريخه للقرن السادس الميلادى بعد احتكاك المسلمين بالفرس فأخذوا عنهم الصناعة وأبدعوا فيها وعملوا على تطويرها حتى أصبحت الآلة الأهم فى التخت الشرقى ويشهد التاريخ العربى باسماء كان لها الفضل فى تطوير الآلة منهم «زرباب» الذى عمل على تطوير الجانب الصوتى للعود والفيلسوف الكبير «الفارابى» والفيلسوف «ابن إسحق الكندى» صاحب كتاب «رسالة فى الموسيقى» والذى شرح فيه طرق جديد للعزف عليه، اما فى العصر الحديث فقد انحسرت صناعة العود وأصبحت لا توجد إلا فى بعض الأماكن المحدودة، مثل شارع محمد على احد أقدم الشوارع الفنية فى مصر ولايزال يوجد به بعض الورش ومحلات بيع الالات الموسيقية.. ويقول سامى عفيفى أحد أقدم صانعى العود فى مصر أنه حضر مع والده للشارع منذ 30 عاما حيث كان يعمل والده عازف «كلارنيات» فى فرقة حسب الله.. مضيفًا أنه تعلم علم فن صناعة العود من الحاج أحمد عبدالحليم وهو من أقدم الناس الذين عرفهم شارع محمد على فى بيع وصناعة العود والالات الموسيقية المختلفة وعشق المهنة وتعلمها لانها صنعة دقيقة تحتاج  لصبر وحب لها. وعن ماهية العود وكيف يصنع يؤكد سامى ان العود يصنع عادة من اخشاب الصندل والورد والجوز والزان وجميعها يتم استيرادها من افريقيا، ويتكون العود من جزءين اساسيين هما جسم العود الذى يسمى القصعة وهو الشكل الدائرى المقوس الذى يساهم فى اعطاء رنين للعود ورقبة العود ومفاتيح العود أو الحصان التى تربط بها الاوتار، والقصعة تصنع من شرائح اخشاب منحنية ومقوسة وطولها يتراوح ما بين 47 سنتيمترًا و52 سنتيمترًا وعرض وجهها 37 سنتيمترًا تقريبا ولكى تأخذ الشكل المقوس المنحنى توضع فترة فى الماء ثم تسخن بطريقة معينة على النار حتى يمكن جعلها مقوسة وبعد ذلك تشد لقالب حتى تأخذ الشكل المقوس وبعدها يتم لصقها بالغراء وتربط بخيوط علىالقالب وتترك حتى تجف، وبعد التأكد انها أصبحت فى وضع جيد تشد على وجه العود ويصنع من نوع معين من الخشب اسمه الجام ويجب ان يكون رقيقًا وقويًا وخاليًا من العقد لانه هو منا يصنع نغمة العود مع اهتزاز اوتاره وانعكاسها من خلال القصعة او الطاسة بعد ان يمر الصوت عبر فتحات العود ويتم برد وجه العود وتثبيته بدقة على القصعة ولصقه بالغراء وتنعيم الوجه وبالوجه توجد فتحتين تسمحان بمرور النغم وانعكاسه وبعض المحترفين فى العزف على العود يكتبون أسماءهم على العود خلال الفتحتين بعد حفرهما بالاركيت على الخشب ثم تركب رقبة العود المصرى التى يزيد طولها على 21 سنتيمترًا وهى أكبر من العود العراقى الذى لايزيد طول رقبته على 19 سنتيمترًا وفى الرقبة يثبت فى نهايتها ما يسمى الحصان الذى تركب به مفاتيح عادة ما تصنع من خشب الابنوس او الزان القوى لانها تشد الاوتار وتضبطها والاوتار عادة تصنع من البلاستك الرفيع القوى ولا تصنع من شعر الحصان كما يوجد فى الربابة مثلا، وتثبيت الاوتار يأتى فى المرحلة الأخيرة بعد دهان العود وتنعيمه وهناك الألوان الغامقة أو المختلفة الشرائح فى العود ألوانه ما بين البنى والبيج أو على حسب طلب الزبون بحيث فى النهاية يخرج العود مصقولًا و لامعًا بعد دهانه وبعد شد الاوتار للتأكد من اتزانها وعدم ارتفاع وتر عن الاخر لان الملليمتر يفرق فقد يؤذى العازف ويصنع نشاذًا فى العزف، وسعر العود يتراوح ما بين 350 و 550 جنيهًا واكثر الذين يقومون بشراء العود هم طلاب معهد الموسيقى العربية وطلاب كليات التربية النوعية والموسيقية، وذلك بعد ان أصبح الإعتماد على العود قليلًا جدا بالنسبة للفرق الموسيقية لان الأورج بعد دخوله واحتوائه على نغمات العود اصبح يؤدى الغرض ولكن ليس بنفس جودة العود الأصلى.
ويشير سامى إلى أن هناك فنانين كانوا يأتون لشراء العود بكثرة منهم الفنان الخليجى عباد الجوهر والفنان أحمد عدوية والذى كان يشترى منه كميات كبيرة لإعطائها كهدايا لأصدقائه والفنان طارق فؤاد وكثير من السياح العرب والاجانب يشترون الان العود كنوع من أنواع التراث والانتيكة يضعونه فى منازلهم، العود .