السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

استخدم قديمًا فى أجهزة العرائس.. وحديثًا مجرد ديكور

استخدم قديمًا فى أجهزة العرائس.. وحديثًا مجرد ديكور
استخدم قديمًا فى أجهزة العرائس.. وحديثًا مجرد ديكور




تحقيق - هاجر كمال

تعد صناعة الأوانى النحاسية واحدة من أقدم المهن التى عرفها المصريون منذ مئات السنين كان المصريون يعتمدون على الأوانى النحاسية فى الكثير من حياتهم ولكن بمرور الزمن وتطور الأدوات أصبح الاعتماد على النحاس فى صناعة الأوانى معدومًا لكن الأمر لم يتوقف على ذلك بل تحولت تلك الأوانى النحاسية إلى مجرد ديكورات فى المنازل.
قديمًا كانت الأوانى تستخدم فى البيوت منها ما يستخدم فى الطهى وأوانى الطهى فالعروس كانت لا بد من أن تقوم بشراء أطقم من الأوانى النحاسية لمطبخها وكانت هناك أماكن خاصة ببيع النحاس وأدى ذلك إلى ظهور مهنة مبيض النحاس التى اندثرت بعد ذلك نظرًا لقلة استخدام النحاس فى الحياة اليومية وأصبح استخدامه مقتصرًا على الديكور وكان مبيض النحاس يعمل على تنظيف الأوانى وتلميع النحاس حتى يعود لبريقه القديم.
ويعد شارع المعز أشهر شوارع المحروسة فى صناعة النحاس خصوصًا «حى النحاس» فمنطقة النحاسين واحدة من أجمل أحياء القاهرة الفاطمية فشوارعها التى تتلوى فى رشاقة الثعبان تفوح منها التاريخ القديم للعصرين المملوكى والفاطمى فمنذ عام 1800 ظهرت مهنة النحاسين نظرًا لحاجة الناس لاستخدام الأوانى النحاسية وصناعة الأبواب أما الآن وبعد ظهور مواد أخرى حلت محل النحاس فأصبحت صناعة النحاس تستخدم للديكور فقط فيقول «سيف الدين» أحد صناع النحاس بشارع المعز أنه يعمل فى هذا المجال منذ صغره وورث تلك المهنة عن والده.. مضيفًا أن مهنة النحاسين تتميز بصعوبة شديدة وجهد كبير.
 وعن طبيعية المهنة يقول أنه يقوم بإحضار خام النحاس ثم يتم تسليمه للدقاقين ثم يقومون بعد ذلك بتشكيله وتصنيعه حسب المطلوب مشيرًا إلى أن شارع المعز هو المكان الوحيد المخصص لتصنيع النحاس وقديمًا كان يأتى الجميع من كل أنحاء مصر لشراء الأدوات النحاسية من هنا.
وجدير بالذكر أن سبب إنشاء سوق النحاسين هو وجود صناع النحاس فى هذه المنطقة بكثرة وكان أهل العرائس يحضرون لشراء لوازم الجهاز عن طريق مراكب بنهر النيل وأدى ذلك إلى إنشاء ومنطقة الصناعة حيث تمركزت بالقرب من صناع النحاس لكن فى بداية الستينيات ظهر بعض المعادن التى سحبت البساط من النحاس وهى الاستنالس والألمونيوم وأكثر ما يميزهما عن النحاس هو سهولة التنظيف ورخص أسعارهما.
وعن الاختلاف بين زبائن الآن والماضى يقول عم عبدالله بدوى: فى الماضى كان الباشوات والأعيان يعتمدن على النحاس فى تجهيز بناتهم لكن بعد ظهور الألمونيوم اختفت صناعة النحاس نظرًا لارتفاع سعر خام النحاس وانخفاض سعر الألمونيوم وقلة مبيضى النحاس.