«يديعوت»: المقترح يزيل العقبة الرئيسية أمام عملية السلام
روزاليوسف اليومية
ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الإسرائيلية أن الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى خلال أول حديث له لوسائل الإعلام الإيطالية عرض اقتراحا بعيد المدى وله أهمية كبيرة لعملية السلام وهو إرسال قوات مصرية لمراقبة تنفيذ اتفاق السلام بين إسرائيل والفلسطينيين.
وأوضحت الصحيفة أن كل إسرائيلى عندما يسمع عبارة «إرسال قوات إلى فلسطين» تظهر جميع الدلالات السلبية التى تنبع من هذه الكلمة مثل حرب الاستقلال «حرب 1948» وحرب الأيام الستة «حرب 1967» وحرب يوم الغفران «حرب 1973» مشيرة إلى أن المبادرة المصرية خطيرة ويجب أن تناقش ففيما قبل حاول وزير الخارجية الإسرائيلى شيمون بيريز الترويج لفكرة «الخيار الأردنى» والذى كان يتضمن أن تسيطر الأردن فى الضفة الغربية مقابل سلام كامل معها وانقطع هذا الاقتراح مع اندلاع الانتفاضة الأولى بينما الاقتراح الحالى فى الواقع نوع من الخيار «المصرى» حيث ستعمل مصر مؤقتا على مساعدة القوات التابعة لـ«السلطة الوطنية الفلسطينية» فى السيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة.
وأوضح السيسى أن التواجد المصرى سيكون «إلى الأبد» ولكن بالتنسيق مع رئيس وزراء إسرائيل ورئيس السلطة الفلسطينية لتأمين تحقيق اتفاق سلام دائم بين إسرائيل والفلسطينيين وفكرة رقابة مصرية تحل محل اقتراح سابق بشأن المراقبين الدوليين التابعين للأمم المتحدة موضحة الحكومة الإسرائيلية لم تكن متحمسة لذلك.
وبينت «يديعوت» أن وضع القوات المصرية فى قطاع غزة يعود إلى ما كان سائدا قبل عام 1967 والإدارة المصرية للقطاع وما يعرف باسم «الخيار الأردنى» فى الضفة الغربية فقط ولكن الجديد يأتى فى أن تشرف القوات المصرية على جميع مجالات السلطة، متسائلة هل يكون من الصواب دراسة هذا الاقتراح وما معنى تخيل الوجود العسكرى المصرى بالمدن الإسرائيلية.
وأكدت الصحيفة أن الرئيس السيسى مختلف عن سابقيه ويتخذ نهجا مختلفا حيث أنه لا يقدس الوضع الراهن.
وأضافت الصحيفة إنه لا يوجد شك فى أن الحل هو إشراف الجيش المصرى على السلطة الفلسطينية وقطاع غزة الذى تتحكم فيه حركة حماس والتى ينظر إليها على أنها كابوس حيث يبدو أن حل السيسى يزيل العقبة الرئيسية أمام عملية السلام الأمر الذى أدى فى الماضى لفشل عملية أوسلو، وأدى لزيادة العمليات الإرهابية فى المنطقة ولكن فى الممارسة العملية ينطوى الاقتراح على خطر كبير حيث قد يسيطر الجيش المصرى على مدينة نابلس فى الأراضى الفلسطينية إلى الشمال، التى لم تتمكن مصر من الحصول عليها فى الحروب السابقة مع إسرائيل. كما كشفت الصحيفة عن دخول العديد من القوات المصرية «مؤقتا» لسيناء لمحاربة الإرهاب فى العام الماضى خلافا لاتفاقات السلام ولكن هل سيسمح الكنيست بإشراف القوات المصرية «مؤقتا» على غزة والضفة الغربية كما هو الحال مع سيناء حيث إن الكنيست سيتجنب مكافحة الإرهاب والدفع بالعديد من الجنود والدبابات والمروحيات.