الجمعة 29 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

جميع الورش أغلقت أبوابها ولم يتبق إلا 3 بعد غزو الأثاث الصينى

جميع الورش أغلقت أبوابها ولم يتبق إلا 3 بعد غزو الأثاث الصينى
جميع الورش أغلقت أبوابها ولم يتبق إلا 3 بعد غزو الأثاث الصينى




تحقيق - الهام رفعت

«الترك» أشهر سوق لصناعة الموبيليات والانتيكات بحى بحرى فى الإسكندرية والذى لا يزال يحمل عبق التاريخ ولكن تغير حاله وتبدل فيه البشر وأصبح حاله «لا يسر عدو ولا حبيب» بعدما كان أحد أهم مناطق  صناعة الأثاث والتصدير للخارج أصبح الآن معارض لبيع الأثاث الصينى والدمياطى.


تجولت روزاليوسف داخل السوق لترصد مشكلات «الصنيعية» وأثناء تجولها يقول الحاج سيد أقدم نجار وكبير الصنيعية هناك مازلت حتى الآن أعمل بيدى لكن الحال تغير كان السوق يحوى أفضل الموبيليات قديماً وكنا نصدرها للخارج لكن الآن معظم الورش أصبحت معارض للبيع فقط.. ولم يكن فى السوق كله أى معرض ويعرفه الزبائن أنه سوق للموبيليات العمولة وليس أى عمولة لتواجد به أفضل الصنيعية والأستورجية وكل مستلزمات النجارة ولكن مع انتشار المعارض اتجه أصحاب الورش إلى الموبيليا الجاهزة من دمياط والصين ليتم كسوتها قشرة وتلميعها لتعجب ذوق الزبون.
لكن الحاج سيد يشكو من انقراض صنيعية زمان «الأسطوات» لأنهم أصبحوا عملة نادرة وأضاف أنه علم الصنعة لعدد كبير من الصبية فى الماضى ولكنهم الآن معلمون أصحاب معارض كبيرة.. كما أكد الحاج سيد أن حجرة النوم من الخشب الصناعى وصلت إلى 15 ألف جنيه أما الطبيعى فإن أسعارها تبدأ من 40 ألف جنيه مشيراً إلى أنه يقوم بتصنيع حجرتين فقط فى السنة ومعه صنايعى واحد فقط من زمان ويصغره بأربع سنوات.
من ناحية آخر يؤكد الحاج محمد السيد صاحب ورشة نجارة أن الموبيليات الدمياطى غلبت على سوق «الترك» والجميع أصبح يشترى من دمياط مؤكداً أن السوق كله لم يعد فيه أكثر من ثلاث ورش.. وقال إنه لا يزال ينتج الشغل الخفيف مثل الدواليب والسراير فقط لأن الصنيعية هجروا المهنة وتحولوا للنجارة العادية.
أما الحاج محمد فيشتكى من الضرائب التى تتعامل معهم على أنهم أصحاب مصانع ويتعاملون معهم كالسابق بعدد «البنوك» الموجودة فى الورش و«البنك» يعنى «المنضدة» التى يتم تقطيع وتصنيع الموبيليا عليها وكل بنك به عدد من القطع للتصنيع ولذلك تأتى التقديرات جزافية وبالملايين دون مراعاة لما وصل إليه وضعهم.. وأضاف أن الموبيليا فى دمياط أحسن وأفضل لأن لديهم ماكينات على أعلى مستوى والصنيعية شطار وملتزمون وأن السن المناسب لتعليم المهنة من 10 إلى 14 سنة ولكن بعد تشديدات الشئون الاجتماعية تخلى أصحاب الورش عن الأطفال.
ويقول إسماعيل عبده «استورجي» من كفر الشيخ أنه ترك قريته من أجل لقمة العيش وهو يقف فى السوق الآن لتلميع الموبيليا لأصحاب الورش مضيفا أنه ينتقل من سوق لآخر حتى استقر به المطاف فى سوق الترك.
وعن أصل سوق الترك يحكى محمد محمد حسين وشهرته «محمد كنانة» صاحب ورشة نجارة أن المنطقة يسكنها الأتراك الأرمن واليهود وتم تغيير اسم السوق من سوق الترك إلى إبراهيم زغلول ولكن اسمه القديم هو المعروف والأكثر شهرة مشيراً إلى أنه لا يزال الأجانب خاصة اليهود يزورونه بحثاً عن ذكرياتهم مع أهليهم فى «ربع حارة اليهود» الموجودة فى بحرى بالإسكندرية.
ويرجع كنانة سر اندثار الصنعة فى سوق الترك إلى ترك النجارة اليدوية وانتقال الورش الكبيرة إلى برج العرب والعامرية.. ولأن المنطقة أصبحت تجارية وفى وسط البلد تحولت الورش إلى معارض لبيع الموبيليا بدلاً من التصنيع.
ومن خلال جولتنا دخلنا ربع اليهود الموجود بسوق الترك فى شارع عمران تقابلنا مع الحاج مصطفى شعبان صاحب ورشة نجارة والذى اشتكى من تدهور الخدمات وخاصة الصرف الصحى فأبار الصرف مسدودة باستمرار على الرغم من وجود أكثر من 50 أسرة و12 محلاً وورشة يعيشون وسط الصرف فى الربع ووجود حى الجمرك بالقرب من هنا وعلى بعد خطوات إلا أنه دائماً يتجاهل شكوانا.
وفى قلب السوق توجد ورشة لتصنيع لايات الشيش من جلد الضأن والماعز والتى ورثها الحاج محمد مصطفى حمودة صاحب الورشة هو وأخواته أباً عن جد مؤكداً أنها كانت صنعة منتعشة ولها زبونها الخاص ولكن الصينى أثر على هذه التجارة التى كانت مزدهرة فى الماضى أيام الأتراك.