الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الملا ياسين» ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى: القوات «الكردية» تحمى أراضيها و ليست مهمتها القضاء على «داعش»

«الملا ياسين» ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى: القوات «الكردية» تحمى أراضيها و ليست مهمتها القضاء على «داعش»
«الملا ياسين» ممثل الاتحاد الوطنى الكردستانى: القوات «الكردية» تحمى أراضيها و ليست مهمتها القضاء على «داعش»





حوار - سيد مصطفى
 


تدهورت الاوضاع بشكل دراماتيكى فى الأراضى العراقية ليتفاجأ العالم بسقوط الجيش العراقى أمام داعش، ونرى على الشاشات المجازر التى يرتكبها هؤلاء فى حق المخالفين لهم وتتولى قوات البشمركة الكردية محاربة داعش، حتى شرعت الولايات المتحدة فى التدخل الجوى ولذلك أجرت «روزاليوسف» حوارا مع الملا ياسين رءوف عضو الاتحاد الوطنى الكردستانى وممثلة بمصر، لنبحث معه أسرار داعش وطرق مواجهتها وخطوط الحرب معها والاتفاق على التعاون الكردى الامريكى فى دحر داعش.

 ما هو الدور الكردى فى قتال داعش؟


- الاكراد هم يقاتلون داعش الآن الدور الكردى مهم وقوات البشمركة هى التى تتولى الحرب وذلك بعد سقوط الجيش العراقى وأنقذنا باقى العراق من زحف التنظيم الارهابى، كما أننا أول من حذر العالم من خطره.


 هل كان عدم التنسيق بين القوات العراقية والكردية سبب سقوط الموصل؟


- نعم كان أحد أسباب سقوط القوات العراقية فى الموصل ولكن كانت هناك أسباب أخرى مثل جيش المالكى الطائفى والبيئة المناسبة لنمو داعش وغيرها من التنظيمات الجهادية وهو وجود الفقر والجهل والظلم والتهميش خاصة أنه حدث تهميش للسنة فى أثناء حكومة المالكى ومنذ الاحتلال الامريكى للعراق مما جعلهم يساندون داعش، فداعش لم تعمل بمفردها بل هناك بيئة ساعدتها فلم تعمل داعش بمفردها فالتحق كثير من السنة بداعش.


 قلت إن الحرب مع داعش رسمت حدود إقليم كردستان العراق؟


- هذا صحيح حتى وإن كانت جبهات قتال وذلك لانه بعد سقوط الجيش العراقى اصبحت الجبهة القتالية هى الحدود الكردية مع العراق الممتدة من إيران غربا عند بعقوبة الى شالرجان على الحدود السورية وهى حدود تبلغ ألف كيلو متر.


 هل داعش ثورة سنية؟


- للثوار السنة أماكنهم ولداعش أماكن واضطهاد السنة ساعد على انضمام الكثير منهم لداعش، وأوجد ذلك تنسيقاً وبيئة مناسبة ولكن المهيمن على الأمور ومن بيده الحل والعقد هى داعش.


 هل المواجهة العسكرية وحدها تكفى مع داعش؟


- لا طبعا داعش تحتاج الى مجهود دينى ومجهود اجتماعى لعدم انتشار أفكاره المتطرفة، وذلك عن طريق الدين المعتدل وصحيح الاسلام.


 ما سر تنكيل داعش بالأكراد بالرغم من كونهم «سنة»؟


- لأن فكرة كل من ليس معى فهو ضدى وهذا يعنى أنه «عدو» و«كافر» يجب أن يقتل ويقاتل، خاصة أننا أول من رفع ضدنا راية الابادة عندما أعلنوا عن «تطهير» مدينة منبج من الكرد وقد يكون لاننا أول من حذرنا العالم من «داعش» فشعروا بخطرنا عليهم.


 ما هى  أخبار القتال؟


- المعارك مستمرة بشكل يومى وقوات البشمركة متقدمة على الجانب الميدانى وعلى جبهات قتال طويلة جدا وذلك لاننا قررنا أن ندافع عن أرضنا وهو قتال شرس بمساعدة الطيران الامريكى.


 هل انضم بعض الاكراد لداعش؟ وهل حاولت زرع عملاء بالإقليم؟


- نعم يوجد قلة من الاكراد مع داعش ولكنهم عدد محدود جدا بالاسماء والاعداد وهم حاليا ضمنه وهم معلومون لنا جدا وذلك لان فكره لم يترك أحداً حتى الاجانب والعرب انضموا إليها فليس من الصعب أن يوجد أكراد بصفوفها وعن العملاء هى تحاول باستماتة وبشكل متكرر أن تفعل ذلك ولكن كل من يثبت انتماؤه لداعش يتم التعامل معه بالقانون وهم قلة لان الاكراد لا يميلون للافكار المتطرفة.


 كيف قاوم كردستان انتشار الافكار «الداعشية» بالاقليم؟


- أولا نملك هامش ديمقراطية وقبولاً للاخر كما أن لدينا وزارة أوقاف تقوم بمحاربة الفكر المتطرف وتظهر حقيقتهم امام الناس وتبين خطره كما أننا عانينا من التطرف الدينى ونعلم خطورته.


 يقول البعض إن الجيش الامريكى ساعد القوات الكردية على حساب القوات العراقية المركزية؟


- الولايات المتحدة تريد من يستطيع الوقوف امام داعش الآن، وبعد سقوط الجيش العراقى وانهياره، لايوجد سوى قوات البشمركة وهل تريد أن نجلس مكتوفى الايدى ونقتل انتظارا لاعادة هيكلة الجيش العراقى فنحن أصغر قوة تواجه داعش والاكثر صموداً حيث صمدنا 3 أشهر وكنا أول من حذرنا وصرخنا ولكن العالم الدولى لم يتحرك الا عندما رأى بعينه وعلى سبيل المثال رأينا ما فعلته داعش بالمعارضة المعتدلة بسوريا.


 ما هى الآثار النفسية عند القرى الكردية التى دخلتها داعش؟


- يوجد ضرر نفسى عند الشبك والازديين مع الاسف ليس من داعش فقط، وانما من الدين الاسلامى كله، حينما رأوا من يرتكب تلك المجازر باسم الاسلام ويذبحون بـ«الله أكبر» فأصبح يوجد عند البعض مشاكل وضغينة من الاسلام نفسه الذى يمثله داعش.


 هل ما يوجد بين داعش والقاعدة عداء حقيقى أم مزيف؟


- اختلاف فى وجهات النظر بين الظواهرى وأبوبكر البغدادى، أدى للقتال بينهما فأى فكر دينى لا يقبل بالآخر، ولا يمكن البناء على هذا الخلاف، لأن كل منهم متطرف وتكفيرى، هذا يذبح وهذا يفجر.


 هل تحاربون للقضاء على داعش؟


- لا، نحن نحارب دفاعا عن أراضينا وعن مناطقنا بالعراق ضد داعش، وانما ليس دور البشمركة القضاء على داعش، وانما هو دور العالم كله، فنحن نؤمن مناطقنا و«سد الموصل»، على سبيل المثال استرددناه بمساعدة الطيران الامريكى لأننا كنا نؤمنه من الاساس وليس لنا علاقة بالاماكن السنية ويشكر هذا الدور للبشمركة التى صمدت ونحن الآن الجبهة التى تقاتل فخط المواجهة الاساسى أمام الكرد.


 هل يوجد تنسيق بين الجيش العراقى فى بغداد وأربيل فى قتال داعش؟


- بالفعل يوجد تنسيق مهم والحكومة المركزية متجاوبة معنا فى هذا الشأن، فنحن طلبنا منهم أن يساعدونا بالطائرات العراقية كى تقوم بغارات وهم استجابوا وقاموا بذلك بالفعل، ولكنها ليست بدقة الطائرات الامريكية فهى اكثر دقة وايلاما ولا نريد من بغداد اكثر من ذلك.


 علاقة قوات البشمركة بالقوات الكردية الاخرى فى القتال؟


- توجد وحدة بين القوات الكردية المختلفة فالقوات الرئيسية هى قوات البشمركة ومعها قوات البكجة والجلائرية وقوات حزب العمال الكردستانى والقوات الكردية الايرانية وحتى الكردية فى سوريا وبالفعل اثر وصول الأكراد السوريين عليهم بالنفع حيث حدث تبادل قوات مما ادى لتقوية الجبهة السورية الكردية فى القتال بسوريا حيث إن الاثنين اكراد ويواجهون داعش بالدولتين ومن هنا وجب التعاون.


 قضية استقلال كردستان؟


- تداولت هذه القضية فى الأوساط الصحفية والاعلامية حيث تتحدث عن هذا الامر ولكن حاليا رئيس الجمهورية العراقى كردى وحاليا نشكل حكومة عراقية موحدة فاستقلال العراق ووحدته حلم وأمل كالوحدة العربية التى هى حلم عند العرب كلهم فإذا تحققت الوحدة العربية ستتحقق لنا مؤكدا أن القضية لم تثار وانما تم الاتفاق مع أمريكا على أن ندافع عن أرضنا وكل شىء موجود بالتفاوض.


 كيف ترون الحكومة العراقية الجديدة؟


- السنة والشيعة هم من يستطيعون أن يوحدوا العراق ومن يستطيعون ان يفتتوه فأقل جهة فى هذا هى الكرد، فمن يريد حكومة يمثل فيها كل طوائف العراق بشكل مناسب وتعطى الشيعة والسنة والكرد حقهم ولا تقصى أخرى ونأمل أن توحد تلك الحكومة العراق وان تبنى الجيش العراقى وتدفع الديون العراقية لكردستان.


 هل أثر التقسيم الطائفى للوظائف بالدستور العراقى على زيادة «النزعة» الطائفية»؟


- انتم كمثل ما تقولون «الخسن والخسين هن بنات معاوية» فالعبارة كلها خاطئة أولا الدستور العراقى لايوجد به هذا التقسيم ولكن جرى به العرف فى أن يكون الرئيس كردياً ورئيس الوزراء من الكتلة الفائزة فى البرلمان وتكون دائما شيعية فماذا نفعل، وثانيا: العراق كان دائما طائفياً، بل بدأت الطائفية الاشد منذ عشرينيات القرن الماضى وليس مع الدخول الامريكى للعراق ولكن منذ عام 1922 كان نظاماً طائفياً بحتاً حينما جاءوا بملك سنى من الحجاز ليحكم العراق وحكومة سنية وزادوا الموصل بالعراق ليزيدوا من عدد السكان السنة، واستمر هذا حتى عصر صدام فتم تهميش لكل الفئات الاخرى، ولم يكن يوجد شيعى يستطيع أن يبكى الحسين فى هذا العهد بل إن العراق بلد طائفى منذ ألف سنة عندما حارب الحسين يزيد فلم تكن هناك معركة اكثر دموية فى تاريخ المسلمين منها فلم نختر الطائفية، وأمريكا هى من طأ فت العراق وانما هى موجودة منذ القدم.


 ما أسباب طائفية الجيش العراقى وقد كان جيشاً وطنياً فى السابق؟


- الجيش العراقى لم يكن وطنيا منذ العصر البعثى بل كان جيشاً طائفياً لا يخدم إلا النظام وفرداً واحداً هو صدام حسين وليته حتى كان طائفياً، حيث كان يرتكب كل الاثام باسمه ولم يكن هذا ايضا صنيعة أمريكا، فالجيش المصرى هو الجيش الوحيد الذى اثبت انه جيش وطنى لا يخدم سوى الشعب المصرى.


 التعاون الامريكى الكردى؟ هل ارتكز على ثوابت معينة؟


- نعم هناك تنسيق أمريكى كردى فالولايات المتحدة تريد تحجيم قوة داعش بحيث لا تؤثر على مصالحها وعدم وصولها الى الدول المجاورة كتركيا أو الاردن، وبالمقابل فإن كردستان تريد أن تدافع عن أرضها ضد هجمات داعش، وقد اتفق الجانبان فى أن تتصدى القوات الكردية لزحف داعش عليها مقابل أن توفر الولايات المتحدة غطاء جوياً لقواتها.


 هل يوجد تنسيق مع العشائر السنية لدحر داعش؟


- نعم يوجد تنسيق مع شيوخ العشائر التى نزحت الى أربيل وهذا ساعد بشكل كبير فى التقدم فى مباحثات الحكومة العراقية، أما التنسيق مع العشائر المحاربة فلم يحدث وذلك لانهم يوجدون بالفلوجة والرمادى فيوجد بيننا داعش وتوجد عشائر محاربة بالموصل ولكنها لم يظهر لها دور حتى الآن.


 هل ما فعله البعثيون سبب عدم تعاونكم مع العشائر السنية المحاربة؟


- لا، من كان سنياً ولا يعتنق فكر البعث ولا يوجد معه مشكلة، أما اذا كان يعتنق فكر صدام فلن نتعاون معه ولكن ليس كل السنة بعثيين.


 هل البعثيون اثروا وساعدوا داعش؟


- نعم فنصف قيادات داعش كانت موجودة بجيش صدام وهم من اثروا بالانضباط والخطط العسكرية وكثير من الوحشية التى تميز بها داعش كانت نتيجة لتمازج الافكار المتطرفة التكفيرية فكان جيش صدام يقوم بأخد الشاب ويضع فيه المتفجرات وتفجيره أمام أهله وهو حى كما قاموا بدفن الآلاف أحياء وحفر لهم خنادق ويغلقونها عليهم بالردم وهو مثل ما فعلته داعش بالايزيديين فما تفعله داعش غير مستغرب فقد فعله جيش صدام من قبل، ولكن داعش فعلته بالاكراد الايزيديين وصدام فعله بالاكراد كلهم ونحمد الله أنها لم تصل لمدن كالسليمانية وأربيل فكانت ستعيد على سكان تلك المناطق ما فعله فيهم صدام.


 دور إيران بالعراق؟ ومع كردستان؟


- قدرنا أن أقوى جيراننا هى الجمهورية الاسلامية وتليها تركيا ونحن بيننا وبينها تنسيق مستمر وهى الآن تحالفت مع الولايات المتحدة للقضاء على داعش بالعراق.


 كيف ترى الآن العلاقات الكردية التركية؟


- لا يزال بها مشاكل وانقسامات عميقة والحدود التركية الكردية هى حدود دولية، ومفتوحة بشكل طبيعى.


 هل يمكن أن تظهر داعش بمصر؟وكيف ترى الوجود المصرى بداعش؟


- لا، لأن لديكم جيشاً متماسكاً ودولة قوية وأجهزة أمنية قوية ومن دراستى ان الشعب المصرى مسالم لا يحب ولا يميل إلى العنف، وأنه وجد بعض المصريين الذين انضموا لداعش فهذا شذوذ عن القاعدة لان ذلك مخالف لما درسته عن المصريين.


 ما سر قوة داعش؟


من أخطر مكامن قوة داعش هو التمويل ويجب ان نبحث خلف «الدول» والجهات والمنظمات التى تقوم بالتمويل واذا وقعت الموصل من يد داعش سينهار التنظيم لانه حوصر.


 كيف تتعاملون مع مسألة النازحين؟


- لدينا 2 مليون لاجئ سورى ونازح عراقي، وهم الذين نزحوا من مدنهم الى اقليم كردستان، وهم يعانون من نقص المواد الغذائية، فنحتاج من دول العالم مساعدة فى إعانة هؤلاء لانهم يحتاجون لمساعدات أعلى من قدرات الاقليم وقامت حتى الآن دول ألمانيا وإيطاليا وهولندا واسبانيا والدولة العربية الوحيدة التى قامت بمساعدتهم هى الإمارات.


 ما العلاقة بين الأكراد وإسرائيل؟


- كانت موجودة أيام الثورة الكردية مع الزعيم التاريخى مصطفى بارزانى ولكن بعد انتهائها اصبحت شيئاً من الماضى وانقطعت منذ عام 1975 وخاصة منذ اتفاقية الجزائر التى وقعت فى 6 مارس عام 1975 بين نائب الرئيس العراقى آنذاك صدام حسين وشاه إيران محمد رضا بهلوى وبإشراف رئيس الجزائر آنذاك هوارى ووئدت بعدها الثورة الكردية، ونحن الآن جزء من العراق فإذا رأيتم العلم الاسرائيلى فى بغداد سترونه فى أربيل.