الإثنين 6 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«غزة» أخطر من «الدولة الإسلامية» على أمن «سيناء»

«غزة» أخطر من «الدولة الإسلامية» على أمن «سيناء»
«غزة» أخطر من «الدولة الإسلامية» على أمن «سيناء»




ترجمة - أميرة يونس
 

أعد الخبير الأمنى الإسرائيلى «زاك جولد» دراسة نشرت على موقع معهد دراسات الأمن القومى الإسرائيلى تحت عنوان «غزة أخطر على مصر من داعش» يقول فيها إن مصر بقيادة جيشها اتخذت جهودا كبيرة حتى الآن لتدمير البنية التحتية للجماعات المتشددة التى تنشط بكثافة فى منطقة شبه جزيرة سيناء، فى الوقت التى ما زالت تستمر فيه الهجمات الإرهابية ضد أهداف مصرية وضعت القاهرة فى اتجاه مقلق ومؤسف حيث تسببت فى إصابات متعددة بين قوات الأمن ووفاة العديد من أفراد الجيش

وأضاف أن الجيش المصرى يخطط لإنشاء «منطقة أمنية» على طول الحدود الشرقية مع قطاع غزة، إذ بدأت القوات المصرية فى هدم 800 منازل فى رفح المصرية فى نطاق 500 متر من الحدود مع القطاع، وغامرت بتهجير عشرة آلاف نسمة لتأمين حدودها الشرقية من المخاطر التى يمكن أن تتسبب فيها الأنفاق والتى تتسلل من خلالها العناصر الإرهابية إلى سيناء محملين بالأسلحة الخطيرة، ناهيك عن عمليات التهريب ونقل المخدرات، الأمر الذى من شأنه أن يدفع المجتمع المصرى إلى أحضان المنظمات المسلحة التى تعمل فى جميع أنحاء شبه جزيرة سيناء.
وأوضحت الدراسة أن ما يحدث فى سيناء هو بمثابة اختبار للرئيس المصرى «عبد الفتاح السيسى» الذى أعلن للجميع أنه لا هوادة فى استعادة الأمن والاستقرار فى جميع أنحاء مصر تحت شعار «مصر تحارب الإرهاب».
وكشف الخبير الأمنى الإسرائيلى فى دراسته أن قرار إنشاء منطقة عازلة على طول الحدود بين سيناء وقطاع غزة جاء بعد معلومات خطيرة وصلت للقيادات المصرية عقب حادث «كرم القواديس» فى أكتوبر 2014 والتى استخدمت فيه جماعة «أنصار بيت المقدس» الإرهابية الصواريخ ضد مدرعات الجيش المصرى وأسفرت عن مقتل 31 جنديا مصريا، بأن حركة حماس أمدت جماعة بيت المقدس بالصواريخ والأسلحة والمعدات لتنفيذ هذه الجريمة، على غرار ما كانت تفعله بمدها بكل ما يلزمها لمهاجمة إسرائيل من داخل سيناء.
ورجحت الدراسة أن حماس والحركات المسلحة فى غزة قد ساعدوا أنصار بيت المقدس فى تنفيذ هجومهم بغرض استفزاز مصر وإفشال اجتماع وقف إطلاق النار الذى كان مخططًا له فى القاهرة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وذلك على الرغم من موقف حماس غير المستقر منذ صيف عام 2013، وحتى بعد العملية العسكرية للجيش الإسرائيلى «الجرف الصامد» فى أغسطس الماضى، الأمر الذى زاد من تردى علاقتها مع القاهرة ودفعها إلى تأجيل مفاوضات المصالحة التى كانت تتبناها بين حركتى فتح وحماس.
ولفتت الدراسة الإسرائيلية إلى أن حادث كرم القواديس جاء مماثلا للهجوم الذى استهدف مدينة طابا والمنتجعات السياحية الأخرى فى سيناء عام 2004، وقارنت الدراسة بين صدمة المصريين بالهجوم الذى شهد مقتل أكبر عدد من جنود الجيش المصرى فى أكتوبر 2014 وبين «مجزرة رفح» التى وقعت فى أغسطس من عام 2012 مسفرة عن مقتل 16 مجندا مصريا                                           ، والتى تمت تحت إشراف الرئيس المصرى المعزول «محمد مرسى» ودعمه للجماعات الجهادية المسلحة فى سيناء من خلال جماعته التى صنفت مؤخرا بـ«الإرهابية».
وتقول الدراسة إن الرئيس المعزول حاول تبرئة نفسه أمام المصريين عن طريق تحميل المسئولية إلى وزير الدفاع حينها رئيس هيئة أركان الجيش المصرى «حسين طنطاوى» وتعيين بدلا منه الفريق «السيسى» الذى قرر اتخاذ خطوة جذرية بعد شعوره بالخطر الذى يداهم مصر وقام بعزل الرئيس المحسوب على جماعة الإخوان المسلمين، واتخذ الآن قرار بيناء منطقة عازلة.
واتهمت الدراسة المعزول بأنه المتسبب فى كلتا الحادثتين وأنه كان على تواصل من خلال جماعته بتلك الحركات الإرهابية فى سيناء والتى تسببت فى نشر الفوضى وقت ثورة 25 يناير من اقتحام السجون ومراكز الشرطة وإثارة الرعب فى قلوب المصريين، مشيرة إلى ان مرسى هو من أمر بإطلاق سراح جهاديين سابقين خلال عامى 2011 و2012 عادوا لسبلهم الإجرامية مرة أخرى بعد خروجهم..
فيما كشفت الدراسة، أن مسئولين بالاستخبارات الإسرائيلية يؤكدون أن هناك صلة بين تنظيم «أنصار بيت المقدس» فى سيناء وحركة «حماس»، على الرغم من زعم حماس بأن هذا التنظيم معنى بمهاجمة أهداف إسرائيلية وليس مصرية، إلا أن المعلومات التى وصلت لكل من المخابرات المصرية والاستخبارات الإسرائيلية تؤكد وجود علاقات وثيقة بين الطرفين، حيث أمدت حماس الجماعة الإرهابية بالسلاح لمهاجمة قوات الأمن المصرية، مشيرة بأصابع الاتهام إلى غزة والجماعات المتطرفة المنتشرة هناك.
وأشارت الدراسة إلى عدد من العمليات الإرهابية التى شنتها الجماعات الإرهابية ضد مصر وقوات الأمن المتمركزة فى سيناء خلال السنوات الماضية، موضحة أن الجهاديين المتطرفين استخدموا طرقا متطورة عبر السنوات الماضية لتنفيذ عملياتهم، بدعم كبير من الدول الخارجية وأحيانا كانت تنفذ العمليات بدونها،  لكن بدعم من المجموعات الإرهابية الداخلية، خاصة «أنصار بيت المقدس» التى كانت تنفذ معظم عملياتها الصغيرة من تلقاء نفسها، معتمدة على العناصر التكفيرية المنضمة لها حديثا من أبناء منطقة شبه جزيرة سيناء.
وأكدت الدراسة أن مقاتلى أنصار بيت المقدس تلقوا تدريبات فى المعسكرات الجهادية فى غزة وأصبحت الجماعة مقربة من مجلس شورى المجاهدين فى غزة، كما تقول كل من المخابرات الإسرائيلية والمصرية، وأن إعلان الجماعة تعهدها بالولاء للدولة الإسلامية لن يغير من خطورتها أو يزيد منها، بل إن خطرها الحقيقى يكمن فى مساعدة حماس ودعمها للجهاديين المتطرفين فى سيناء.
وأضافت الدراسة «أن إقامة منطقة عازلة على طول الحدود مع سيناء وغزة من غير المرجح أن يحدث فارقا كبيرا فى طبيعة الهجمات فى سيناء، إذ أنه منذ فبراير عام 2013 والجيش المصرى يشن حملة عسكرية ضخمة على أنفاق التهريب على الحدود، ومع ذلك، فإن هذه التدابير والعمليات لم تؤثر على زيادة الهجمات التى عانت منها مصر منذ عام 2013، لافتة إلى أن إقامة منطقة عازلة ستحاصر عمليات التهريب بشكل كبير، وأن العديد من سكان المنطقة الحدودية قد يكونون سعداء بمغادرة منطقة معرضة لهجمات المسلحين وعمليات مكافحة الإرهاب، وأنشطة الجماعات المسلحة، فى الوقت الذى سيعانى بعض السكان الآخرين، خاصة إذا لم يتم صرف التعويض المناسب لهم فورا، الأمر الذى من شأنه أن يشعرهم بالتهميش مما سيحولهم إلى أرض خصبة للإرهاب والانضمام للجماعات التكفيرية المسلحة مثل أنصار بيت المقدس والمجموعات الإجرامية المعادية للدولة.
واختتمت الدراسة بإظهار نتائج لما يمكن أن يحدث فى مصر لتفادى خطورة تلك الجماعات الإرهابية وما تشكله من مخاطر على أمن مصر القومى، موضحة أنه بداية من الرئيس السيسى وحتى وزراء ومسئولى الدولة الكبار ومرورا بالأجهزة الأمنية عليهم أن يعلموا جاهدين من أجل محاربة التهديد الإرهابى فى سيناء بشكل يتطلب تعاون من جانب السكان المحليين، ويجب على الحكومة المصرية أن تعمل على حل شكاوى سكان سيناء المشروعة، وإجلاء المواطنين من تلك المناطق بالقانون مع تعويضات عادلة لهم، علاوة على ذلك أن إنشاء المنطقة العازلة قد يزيد من عزل قطاع غزة إلى جانب توقف تجارة السلع الاستهلاكية المهربة، الأمر الذى من الممكن أن يتسبب فى وضع إنسانى صعب.
وأضافت أن الحكومة الإسرائيلية تشجع النشاط المصرى على طول الحدود بين مصر والقطاع، موضحة أن إسرائيل من جانبها عليها أن تكون قلقة بشأن احتمال إنشاء منطقة عازلة ستتسبب فى مد فترة من عدم الاستقرار فى شبه جزيرة سيناء التى لا تزال تنزف عبر الحدود.