الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

واشنطن بوست: التحالف الدولى ضد «داعش» «قُبْلِة حياة» للنظام السورى

واشنطن بوست: التحالف الدولى ضد «داعش» «قُبْلِة حياة» للنظام السورى
واشنطن بوست: التحالف الدولى ضد «داعش» «قُبْلِة حياة» للنظام السورى




ترجمة - وسام النحراوي

أجرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية دراسة تفصيلية عن خسائر ومكاسب الأنظمة الدولية من شن الحرب على تنظيم «داعش» الإرهابى، فوجدت أن خطوات الرئيس الأمريكى باراك أوباما فى حربه على «داعش» لم يقدم خطة مقنعة لهذه الحرب الموسعة، واصفة القرار بـ«الخاطئ والسيىء»، مضيفة أن الرئيس السورى بشار الأسد، سيكون المستفيد الأكبر من الضربات الموجهة نحو «داعش» فى سوريا وهو ما قد يكون أكثر العواقب خطورة وإزعاجاً أخلاقياً لقرار أوباما خاصة أن الأسد أبدى سعادته ورحب وزير خارجيته بالقرار.
ولم تكتف الصحيفة الأمريكية بمهاجمة أوباما لاتخاذه قراراً بتوسيع الهجمات لتشمل سوريا وهو ما يجدد عهود الحروب الطويلة والمكلفة بالشرق الأوسط، متهمة بأنه اتخذ القرار فى جو من غياب الفهم والنقاش المجتمعى والخطة المتماسكة، بل هاجمت الكونجرس أيضاً لفشله فى مسئوليته الدستورية، ورأت أنه بعدم مناقشته ومساءلته أوباما قد جردوا الأمريكيين من حقهم فى الحصول على مناقشة كاملة، وحصنوا مسئولى إدارة أوباما والمسئولين العسكريين ضد الاسئلة عن تكاليف ومخاطر العملية والتى وجبت مناقشتها علنية.
ولفتت الصحيفة الأمريكية إلى أن الخطر الأساسى فى ضرب سوريا غير كون الحملات عاملاً مساعداً للأسد، إلا أن الخطر الآخر يتمثل فى استخدام «داعش» الهجمات الأمريكية لتحفيز الشباب السنى لتجندهم مستغلة كراهيتهم لأمريكا، لتتحول أمريكا لأداة تجنيد لدى هذه التنظيمات، وبالتالى نعطيهم الفرصة بأيدينا لجر أمريكا إلى حرب جديدة مطولة فى الشرق الأوسط، على حد تعبير الصحيفة.
فبينما تحوم طائرات الولايات المتحدة وحلفاؤها بحرية فوق المدن والبلدات الواقعة تحت سيطرة المتطرفين شمالى سوريا، قلص الجيش السورى نشاطه الجوى فى هذه المناطق محاولا قدر الإمكان تجنب أى صدام محتمل، وفى المقابل، ركز جميع طاقاته على أكبر مدينتين فى البلاد «دمشق» و«حلب».
فيما استغل الأسد ضرب التحالف الدولى لـ«داعش»، وقام هو بمواصلة حملته البرية والجوية ضد قوات المعارضة الأخرى المناهضة لحكمه فى مناطق أخرى من البلاد محاولاً استعادة السيطرة على المناطق التى تعتبر أكثر أهمية لبقاء حكومته واستمرارها، حسبما أفادت «واشنطن بوست».
من جانبه، يقول كريستوفر هارمر، المحلل البحرى البارز فى معهد دراسة الحرب ومقره واشنطن، أن النظام السورى فى السابق كان له مستوى معين من الالتزام باتخاذ اجراءات مباشرة ضد «داعش»، ولكن مع دخول الجيش الأمريكى على الخط، أصبح هو من يقوم بهذا العمل ولم يعد الجيش السورى ملزما بفعل ذلك.
وأشار هارمر إلى أن وجود تعاون أو تنسيق بين الجيشين الأمريكى والسورى ورغماً من كونه «تعاوناً ضمنياً» إلا أنه يضمن على الأقل عدم دخول عمليات الجيش السورى فى حيز الصراع أو الاحتكاك مع أى طائرة أمريكية أو حليفة، مشيراً إلى أن الحكومة السورية تحاول دون شك استغلال التركيز الدولى على تنظيم «داعش» لتنشيط معركتها فى أماكن أخرى وهو فى وضع مريح للغاية.
وساقت الدراسة الدلائل على ذلك بالإشارة إلى ما حدث فى كوبانى، حيث سلطت الأعين عليها، وعلى الجانب الآخر وفى نفس التوقيت نجحت القوات الحكومية السورية فى دخول ضاحية عدرا بشمال شرقى دمشق، بعد أيام من استيلائها على منطقة عدرا الصناعية القريبة، كما اقتحمت القوات جزءا من حى جوبر على أطراف العاصمة بعد تقسيمه أجزاءً، إلا أن قوات المعارضة كانت قد رسخت أقدامها هناك لدرجة أن مناطق بأكملها باتت متصلة بأنفاق تحت الأرض بقلب العاصمة.
إلى ذلك تقدمت القوات الحكومية فى وقت سابق فى شمال محافظة حلب، مسئوليتها على مجموعة من القرى، ومنها منطقة حندرات الاستراتيجية، وتشدد عملية الاستيلاء قبضة الحكومة على المناطق التى تربط مدينة حلب التى تتنازع السيطرة عليها مع قوات المعارضة بأجزاء المحافظة الأخرى.
فى المقابل، نقلت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية رفض المسئولين الأمريكيين مقولة إن الحملة العسكرية الدولية على تنظيم «داعش» قد تساعد الأسد، ويصرون على أن الأسد فقد شرعيته فى سوريا وعليه الرحيل، إلا أن أولوية الإدارة الأمريكية فى الوقت الحالى هى ملاحقة ما يشكل خطراً على الأمريكيين.
ويؤكد أليستر باسكى، المتحدث باسم مجلس الأمن القومى التابع للبيت الأبيض، أن العمل العسكرى الحالى فى سوريا يركز على التهديدات التى يشكلها تنظيم «داعش» والمتطرفون الآخرون، فى حين أعلنت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية جين ساكى أن مهاجمة نظام الأسد ليست هدف جهودنا وتحالفنا الدولى.
وأكدت الصحيفة أن مثل هذه التصريحات تثلج صدر بشار الأسد، الذى يقول منذ فترة طويلة إنه يحارب إرهابيين ومتطرفين فى سوريا، وبالتالى فقد أتوا ليساندوه.
فيما شدد وليد المعلم وزير الخارجية السورى، على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة فى نيويورك على أن بلاده مسرورة باستهداف الولايات المتحدة مسلحى تنظيم «داعش» فى سوريا، لافتاً إلى أنه يجب توسيع نطاق الغارات الجوية لتشمل جميع المتطرفين.
فى حين، تهكم الناشط تقى الدين من السبب الخفى الكامن وراء التركيز الدولى على كوبانى فى الوقت الذى يتعرض فيه ملايين السوريين الآخرين إلى التهديد بالقتل كل يوم، مضيفاً «يجب أن نغير اسم مدينتنا من دوما إلى دومانى، فربما إذا تشابهت القافية مع كوبانى يتردد صداها عند الأمريكيين ليلتفتوا إليها:
وأنهت الصحيفة تحليلها بالإشارة إلى أن الصورة الاستراتيجية الشاملة للحرب لم تتغير إلا قليلاً منذ بدء التحالف بشن غاراته الجوية فى سوريا والعراق، فالمتمردون السوريون كثفوا من عملياتهم فى بعض المناطق، خاصة جنوب دمشق، وأحرزوا تقدما فى محافظتى درعا والقنيطرة، ولكن الآن على الأقل، يتشبث نظام الأسد بمناطق تعد حيوية لبقائه، والمتمردون الذين يقاتلون للإطاحة به مثبطو الهمة ومنعدمو الثقة بتعهدات الولايات المتحدة بدعمهم.