السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«باكوس» مسرح العشوائية والبلطجة والباعة الجائلين

«باكوس» مسرح العشوائية والبلطجة والباعة الجائلين
«باكوس» مسرح العشوائية والبلطجة والباعة الجائلين




يعد حى باكوس أحد أقدم وأعرق الأحياء بالثغر، وعلى الرغم من أنه يعد من الأحياء الشعبية، فإنه يجاوره شمالاًِ عدد من الأحياء الراقية مثل: جليم وزيزينيا وغربًا فلمنج والظاهرية، أما من الشرق فيجاوره جاناكليس وشدس وكوبرى الناموس والصالحية وأبوسليمان، ومن أشهر شوارع باكوس شارع الإذاعة، ورغم التاريخ الأسطورى لذلك الحى الذى كان يسكنه كبار العائلات اليونانية والعديد من الجاليات الأرمينية، حيث كان يمتلئ بالقصور الفخمة وجانبه منزل الزعيم الراحل جمال عبدالناصر ومنزل أقدم إذاعى فى مصر «بابا شارو»، فإن ذلك الحى ورغم حيويته أصبح مسرحًا للفوضى والعشوائية التى ليس لها نظير، حيث انتشار التكاتك والمقاهى والباعة الجائلين وعربات الميكروباصات التى بعضها لا يحمل لوحة معدنية «رقم مرورى»، والأبراج السكنية التى تم بناؤها من دون تراخيص، ناهيك عن انتشار البلطجية ومروجى المخدرات، فقد احتل حى باكوس المركز الأول فى كل أعمال الشغب والبلطجة منذ ثورة يناير حتى الآن.
أيضًا، فإن ذلك الحى ورغم أنه يوجد به سوق شهيرة تباع فيه الأسماك والخضروات والفواكه والملابس وجهاز العرائس من الإبرة للصاروخ والمواشى وملابس الطلاب وجميع ما يخطر على البال، ما يجعله يتميز عن جميع الأسواق التى توجد بالإسكندرية، فإن ذلك الأمر جعل توافد الباعة الجائلين على تلك المنطقة يتزايد ويتزايد، إضافة إلى القمامة الموجودة فى كل شبر. فالغريب أنه حتى مبنى الإذاعة والتليفزيون الذى من المفترض أنه من الأماكن السيادية، فالقمامة تحيطه به.
«روزاليوسف» التقت إحدى ساكنى شارع سينما ليلى وهو من الشوارع الشهيرة، حيث قالت م.أ طالبة ـ رفضت ذكر اسمها: أتمنى أن يأتى اليوم ننتقل فيه من تلك المنطقة للعيش فى مكان آخر، فالباعة الجائلون والبلطجية والمخدرات والقمامة أشياء أصبحت رئيسية، بل وعنوانًا لتلك المنطقة وإن كان الأمن يقوم من وقت لآخر بحملات، إلا أن العشوائية تطغى على كل شىء، وأضافت: لا أعتقد أن المحافظة وحدها قادرة على حل مشاكل منطقة باكوس.
أما الحاج على وهو بائع جائل يبيع «أمشاط وأدوات خياطة» يقف على خط الترام، فيقول: لى 40 سنة أعمل بتلك المنطقة، حيث كنت فى السابق أعمل بمحل على الترام ثم تركته واكتفيت بالبيع على شيرط الترام، وعندما تأتى الإزالة أجرى وأهرب، لافتًا إلى أنه عقب تولى الرئيس عبدالفتاح السيسى الحكم، كانت الإزالة شادة حيلها، ولكن الآن الحمد لله خفت، وأضاف: ليس لى مورد آخر، فقد حاولت الذهاب للشئون الاجتماعية للحصول على معاش، إلا أن الشئون قالت لى لما تبلغ الـ65 وأنا الآن عندى 58 عامًا، ومش ضامن أعيش للستين، وأوضح: ما عنديش مانع لو المحافظة وفرتلى كشك إنى انتقل فيه. يا ريت بس يكون سعره حنين.
أما الأستاذ ياسر محمود وهو رئيس إحدى الجمعيات الأهلية فيقول: رؤساء الأحياء هم فقط من يملكون حل مشاكل الباعة الجائلين، حيث أكد رئيس مباحث الإزالة محمد منير أنه عند القيام بحملة لإزالة الباعة الجائلين، يحب أن تتعاون الأحياء معنا لتوفير أماكن بديلة، ولكن هذا لا يحدث، لذلك أكد ياسر أنه يجب أن يوفر رئيس الحى مكانًا مجددًا، بحيث يكون هناك مكان تابع لكل سوق يتم توفير أماكن بديلة به، بحيث لا يتم تشريد البائع الذى من الممكن ألا يكون له مورد آخر ولديه أبناء يعولهم.
ومن جانبه.. أكد العميد خالد كشك منسق عام حملات إزالة المبانى المخافة ومستشار المحافظ، أنه بالنسبة للمبانى العشوائية التى بدون تراخيص، فهى مشكلة تشمل الإسكندرية بجميع أحيائها، مشيرًا إلى أنه لا تصالح مع من قام بالبناء بدون ترخيص، فجميع من قاموا بالبناء سنأتى إليهم، وأوضح أن مشكلة العقارات غير المرخصة السبب الرئيسى فيها هو الساكن الذى يدفع الآلاف ليسكن فى عقار غير مرخص، مشيرًا إلى أن المقاول أو صاحب العقار غير المرخص يأتى بشخص يسمى الكاحول أو يكتب اسمه وعنوانه خطأ ليفلت من العقاب، لافتًا إلى أن الذى يحصل على ترخيص 6 أدوار ويقوم ببناء 10 يتم إزالة الأربعة أدوار المخالفة التى بناها، ويدفع غرامة، فكل ما هو دون ترخيص الإزالة ستذهب إليه، وعن الأبراج المعرضة للانهيار، أكد أنها قضية أخرى وهى الغش فى المونة والتى تشكل مشكلة على المنازل المجاورة، حيث من الممكن أن يؤدى انهيار العقار إلى تصدع العقارات المجاورة أو انهياره فوق العقارات الأخرى.