الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

متحف آثار «بنى سويف» يشكو الإهمال.. وأعمال التطوير «حبر على ورق»

متحف آثار «بنى سويف» يشكو الإهمال.. وأعمال التطوير «حبر على ورق»
متحف آثار «بنى سويف» يشكو الإهمال.. وأعمال التطوير «حبر على ورق»




 بنى سويف ـ مصطفى عرفة

الطريق إلى متحف آثار بنى سويف يمر عبر حديقة حيوان المحافظة، إذ يستلزم عليك أن تقطع تذكرة دخول لحديقة الحيوان لتتمكن من دخول المتحف القابع فى ركن بجوار الحديقة، المنظر مفزع ويبعث على الأسى والحزن، لكون واجهة المتحف مهدمة لتوقف اعمال الترميم نتيجة وجود خلاف بين الشركة المنفذة وقطاع المتاحف.
وبمحاولة دخول المتحف تجد قدميك بين ركام المبانى وصناديق خشبية لا تعرف ما إذا كانت فارغة أم تحتوى على قطع أثرية، لتجد أمين شرطة يستوقف الوافدين للاضطلاع على هويتهم الشخصية ثم يتركهم وشأنهم للخوض بين المخلفات، وبعض أدوات الترميم المستخدمة فى عمليات الصيانة والتطوير التى يشهدها متحف آثار بنى سويف.
انتقلت «روزاليوسف» لترصد قصور الإهمال الموجودة بالمتحف موقع التطوير..وإليكم التفاصيل..
وبخصوص تعرض آثار المتحف للسرقة قال أحد العاملين بالمتحف: «إحنا مش وش نعمة والآثار اللى فى بلدنا خسارة فينا، ده اللى عنده سرير قديم أو فازة أو حتى قلة مية بيحافظ عليها وبيعتبرها حاجة حلوة فى بيته، إنما احنا للأسف بندمر تاريخنا بايدينا»، منوها إلى أنهم تقدموا بمذكرة إلى الدكتور ممدوح الدماطي، وزير الآثار والتراث، ناهيك عن أننا أرسلنا فاكسات استغاثات إلى الوزارة ولكن دون جدوي.
يحتوى متحف الآثار ببنى سويف على نحو 3 آلاف قطعة أثرية نادرة فى مخازن المتحف، الذى يعانى من تسرب المياه الجوفية إليه منذ أكثر من عامين وتوقف اعمال الترميم، ما تسبب فى غرق المخزن وتضرر حوائط وآثار الطابق الأول فى المتحف المكون من طابقين ويضم قطعاً أثرية ترجع لعصر الأسرة العاشرة فى أهناسيا وقت إن كانت المنطقة هى عاصمة مصر، اضافة إلى قطع أثرية نادرة إسلامية وقبطية ويونانية وفرعونية اندرها على الاطلاق النسخة الأقدم من مزامير النبى داود.
ورصد  تقرير اعدته لجنة من المجلس الأعلى للآثار تعرض تابوت فرعونى يرجع إلى عصر الدولة الوسطى لإصابات بيولوجية وسقطت ألوانه بالكامل، اضافة إلى تعرض تابوت يحوى جنيناً ومومياء ذات قناع معدنى للتعفن بالصندوق وتم إنقاذ الجنين، وتفتتت أجزاء من المومياء نفسها.
الدكتور محمد ابراهيم، وزير الدولة للآثار السابق كان قد اعتمد  مبلغ 15 مليون جنيه لتطوير متحف بنى سويف الأثرى يشمل تدعيم المتحف بأنواع من الفترينات الحديثة ووسائل العرض المتحفي  وأعمال الجرافيك وبطاقات الشرح والأعلام الإرشادية، بالإضافة إلى إضاءة الفتارين التى توجد بالمتحف والبالغ عددها 30 فترينة عرض ما بين حائطية ووسطية وهى من النوعيات عالية الحماية وفائقة الجودة بما يتناسب مع القطع التاريخية المعروضة بها ويتناسب مع أهمية المحافظة الأثرية، حيث تعد بنى سويف متحفا تاريخيا على مر العصور وبتغيير الوزير لم يصل المبلغ
من جانبه خاطب محافظ بنى سويف وزير الزراعة لنقل حديقة الحيوان إلى مدينة بنى سويف الجديدة شرق النيل  للبدء  فى توسيع وتطوير المتحف الأثرى الواقع خلف الحديقة بمنحة من وزارة التعاون الدولى ولم تتلق المحافظة ردا من وزارة الزراعة على الرغم من توافر الاراضى شرق النيل بعيداً عن مدخل عاصمة المحافظ الشمالى.
الوزير ممدوح الدماطى زار المتحف فى 17 أكتوبر الماضى واطلع بنفسه على حال الآثار المهملة فى المخزن والمتحف واستمع من إخصائى الترميم وأمناء المتحف إلى شرح حول مشكلة ارتفاع منسوب المياه الجوفية والمشكلات التى تسببت فيها الشركة المسئولة عن التطوير ومقترحات العاملين لحل الأزمة، أبرزها ضرورة سرعة نقل الآثار إلى مخزن جديد تتوفر فيه جميع ظروف الأمان وسرعة العمل على تطوير المتحف والانتهاء منه أو نقله إلى الأرض المخصصة له بمدينة بنى سويف الجديدة ووعد الوزير بحل الأزمة وإلى الآن لم يتم شىء على ارض الواقع.
إلى ذلك حاولنا التواصل مع عنايات محمد، مديرة المتحف، والحصول منها على أية معلومات إيجابية أو سلبية، والتى رفضت الإدلاء أو التصريح بأيه معلومات، قائلة: «معندناش إذن بالكلام مع الصحافة».