السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

عن الإهمال.. «حدث ولا حرج» «وابور» المياه والجاز.. على صفيح ساخن

عن الإهمال.. «حدث ولا حرج» «وابور» المياه والجاز.. على صفيح ساخن
عن الإهمال.. «حدث ولا حرج» «وابور» المياه والجاز.. على صفيح ساخن




منطقتا وابور المياه، ووابور الجاز، منطقتان بالإسكندرية ولكن شتان بين حالهما وحال سكانهما، فمنطقة وابور المياه ترجع تسميتها تاريخيا إلى محطة تنقية المياه «وابور الميه» التى انشأت بأمر الوالى سعيد باشا فى منتصف القرن التاسع عشر بواسطة شركة أجنبية، وكان موقعها خلف باب رشيد الذى يسمى حاليا باب شرق، لتمد شوارع ومبانى الإسكندرية بالمياه العذبة، وما زالت محطة تنقية المياه موجودة فى نفس المكان، وأقيم فى هذه المنطقة فيللات وقصور أشهرها فيللا أجيون التى تعرضت للهدم العام، فضلا عن وجود نادى الأوليمبى، علاوة على أنها من ارقى مناطق الإسكندرية وتقع فى نطاق حى وسط.
أما وابور الجاز فحدث ولا حرج وكان لسكان المنطقة نصيب من الاسم الشعبى لموقد الكيروسين الذى كان يستخدم قديما ومازال فى المناطق الشعبية الفقيرة، وانتشرت بها صناعة وتجارة وابور الجاز فى المنطقة، وربما يكون ذلك سببا فى اطلاق هذا الاسم عليها، وتقع وابور الجاز فى حى غرب بالقرب من عامود السوارى الاثرى القديم الذى يزوره السياح ويعيش فيه أشخاص ليسوا فقط تحت خط الفقر ولكن دون أى مقومات للحياة، حيث المياه دائمة الانقطاع، وشوارع المنطقة تغرق فى الصرف الصحى، خاصة بعد سقوط المطر الذى لا يجد مكانا للصرف، أما القمامة فهى تغطى جميع الطرق والأماكن العامة.
انتقلت «وزاليوسف» إلى المنطقة لتسمع أنين السكان، والتأكيد على أن هؤلاء آدميون لهم حقوق فى الخدمات الحياتية والأساسية وفقا لما كفله الدستور.
يقول حسين عبد المنجى، لست من سكان المنطقة ولكن ما شاهدته فيها يؤكد أن المسئولين لا يهتمون بتلك المنطقة على الإطلاق، فلا يوجد أية خدمات بها تساعد على استمرار المعيشة، مشيرًا إلى أن المساكن  الشعبية بوابور الجاز تهدد الأمن القومى المصرى لانها تخلق بيئة خصبة للتطرف والارهاب والمخدرات المنتشرة فى المنطقة «تعاطيا» و«اتجار».
ويستنكر عبد المنجى من تدنى مستوى التعليم وعدم وجود أى اهتمام بالمدارس، خاصة أن اغلب سكان المنطقة «غلابة» صنايعية وعمال تراحيل باليومية، قائلا: أى حد يستغلهم لصالحه وأكبر دليل ما يقوم به الحزب الوطنى والإخوان فى استغلالهم خلال الانتخابات البرلمانية والرئاسية بقليل من الزيت والسكر وما شابه ذلك من بعض السلع، ولا يوفرها لهم الا الطامعون فى كرسى البرلمان وبعد ذلك يتركونهم فى حالهم المتدنى الذى لايتغير.
ويؤكد عبد المنجى أن شكل مساكن وابور الجاز كئيب وبلوكاته الرمادية ذات الطابع المعمارى الردىء، مؤكدا أن الحكومات السابقة عزلتهم واصبحوا مثل الوباء، والجميع يخاف الاقتراب من المساكن التى وصمت بالمخدرات وتركتهم لفقرهم ومشاكلهم التى لاتحل، لافتا إلى أن استغلال الجمعيات الاهلية لحاجة اهالى المنطقة فى الحصول على تبرعات دون أى عمل جاد على أرض الواقع، متسائلا: أين أجهزة الدولة وخاصة الشئون الاجتماعية والشباب والرياضة من وابور الجاز؟.
ويضيف الحاج محمد، من اهالى المنطقة، أن المساكن تحتاج صيانة باستمرار خصوصا بعد تآكل مواسير الصرف ولكننا نعمل باليومية على باب الله ولانستطيع تغييرها، وحى غرب لا يسأل فينا  وتركونا نغرق فى الصرف وانتشرت الأمراض وخاصة فى الاطفال الصغار والعواجيز، بالإضافة إلى كل ذلك تلال القمامة مما أدى لانتشار الأمراض والكلاب الضالة.
فيما أكد عدد من الأهالى أن الصرف الصحى دائما ضارب وعندما يتحدثون إلى المسئولين بالحى يقولون لهم إن الحى يضعهم فى الخطة القادمة وسيرسلون لهم عربات لسحب المياه ولكن ذلك لا يحدث، مؤكدين أن الحكومة لا تشعر بهم رغم انهم فى قلب الآثار والسياح حولهم من كل ناحية.