الأربعاء 24 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

كيلو الشتيمة بكام عندكم؟!

كيلو الشتيمة بكام عندكم؟!
كيلو الشتيمة بكام عندكم؟!




الإحصائيات أشكال وألوان، ولا إحصائيات بدون أرقام ونسب مئوية تحدد بدقة موضوع الإحصائية سواء كان سياسيًا أو اقتصاديًا!
هناك إحصائيات تهتم بنسب الفقر فى المجتمع، وإحصائيات تهتم بالحالة الصحية لأفراد هذا المجتمع، وإحصائيات تقيس نسبة الأمية فى مجتمع آخر وهكذا!
لكن لا توجد إحصائيات تحدد وبدقة ـ أو حتى قريبًا من الدقة ـ نسبة الفهلوة أو الهمبكة فى مجتمع ما.
ألا توجد جهة علمية وإعلامية محترمة وجادة تقوم بدراسة إحصائية دقيقة تقيس بها نسبة الفهلوة أو الهمبكة التى يتمتع بها المذيع الفلانى أو المذيعة الفلانية فى معظم الفضائيات العربية!
وما ينطبق على المذيع أو المذيعة ينطبق أيضًا على ضيوف هؤلاء، فالفهلوة أو الهمبكة سلاح الضيف الرئيسى للكلام والحديث خاصة إذا كان موضوع الكلام يتناول شئون الاقتصاد مثلاً.
لا يهم ماذا يسأل أو تسأل المذيع أو المذيعة؟! المهم توجيه السؤال؟!
ولا تهم إجابة الضيف فالمهم إنه يتكلم ويتكلم ثم يقبض ثمن كلامه فى نهاية الحلقة التى ربما لم يشاهدها أحد سوى أقاربه وأصدقائه وجيرانه!
لا أحد عنده وقت ليدقق فى موضوع البرنامج، فالمعد مشغول بعشرة برامج فى محطات أخرى ـ وكله بثمنه ـ! والمذيعة مشغولة بزينتها وأناقتها وتناسق ثيابها مع الكرسى الذى تجلس عليه ودرجة الإضاءة على «وشها»، والضيف مشغول يريد أن ينهى الحلقة سريعًا حتى يلحق بثلاثة برامج أخرى ستذاع بعد قليل! وكله بثمنه!
ولا يهم ما يقال سواء استمعت إليه أو لم تستمع، فالمهم «المكلمة» إنهم يتكلمون! لماذا يتكلمون؟! دعهم يتكلمون؟! ماذا قالوا.. وكيف قالوا؟! لا يهم! المهم إنهم قالوا وقبضوا فى النهاية!
لقد أصبح «الكلام» فى الفضائيات وظيفة مربحة وعائدها مضمونًا بدون تعب أو وجع قلب!
تبدأ تسعيرة الضيف المتكلم من خمسمائة جنيه وربما تصل لألوف مؤلفة حسب همبكة وفهلوة الضيف المتكلم!
فالمتكلم الشتام الهجاص تسعيرته أغلى من الهجاص قصير اللسان، والجاهل العصامى أعلى أجرًا من الجاهل المبتدئ!
وليس سرًا أن تسعيرة الشتيمة تختلف من محطة لأخرى، فالشتام الهجاص الذى يظهر على فضائية خاصة تسعيرته بالجنيه، أما الذى يشتم عبر فضائيات تابعة للإخوان والنظام القطرى فهى تدفع بالدولار أو الاسترلينى! هذا غير الإقامة الفاخرة والطعام الفاخر بالطبع!
وإذا صادفك أحد هؤلاء يقفز من «الجزيرة مباشر مصر» إلى «مكملين» إلى «رابعة» إلى «بى بى. سى» بنفس القميص والبنطلون فلا تستغرب ولا تندهش، فكل واحد منهم يتصور أنه «عرابى» أو «سعد زغلول». والأمة كلها تنتظره على أحر من الجمر!
وهناك «شتام» مبتدئ، وهناك «شتام» محترف أصيل وبالطبع لا يتساوى هذا مع ذلك! وربما كان شعار البعض منهم: ليه تشتم أقل لما تقدر تشتم أكتر! وكله بثمنه!
ويا كل «شتام» و«شتامة» لهذا الوطن وناسه ورموزه دعونى أسألكم:
ـ كيلو الشتيمة بكام عندكم؟!