الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«الصهيوإسلامية» والمتآمرون على القرآن

«الصهيوإسلامية» والمتآمرون على القرآن
«الصهيوإسلامية» والمتآمرون على القرآن




تحقيق - محمود ضاحى
 

كثر المتآمرون على القرآن الكريم فى هذه الأيام فهم أعداء الإسلام، الذين يكيدون له منذ نشأته فتارة نجد المشركين الملاحدة يحاولون أن يشككوا فى آياته ومعانيه وتفسيره، وتارة أخرى تلاحق الأمة الكيد الصليبى الصهيونى الذى لن يهدأ له بال حتى يستأصل الأمة المحمدية المسلمة استناداً لقوله تعالى «يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون» وقال سبحانه «هو الذى أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون».
يقول عمرو عبدالمنعم الباحث فى الحركات الإسلامية إن الجماعات التكفيرية المدسوسة من الصهاينة يقومون بدور كبير تجاه تشويه الإسلام ووسطيته واعتداله فقد قامت الماسونية الصهيونية بتأسيس هذه الجماعات المتشددة والإنفاق عليهم ببذخ وتدريبهم وإلصاقهم بالإسلام والقرآن وإمدادهم بالنصوص القرآنية التى تتحدث عن الحرب والدفاع عن النفس وحماية المجتمع المسلم من التكفير والتخريب والإرهاب، وتحاول أن تظهرها بمظهر الإرهاب ثم يقولون هذا هو الإسلام وهذا هو قرآنهم الذى يدعو إلى العنف والقتل والتشريد والإسلام من هذه الفرية برىء فما من دين دعا إلى السلم والسلام والوسطية والرفق والرحمة والسماحة مثل دين الإسلام وهناك آلاف النصوص الدالة على ذلك، وهؤلاء هم الصهيوإسلامية الذين يحاولون تشويه صورة الإسلام الحنيف، ويصفون المسلمين بالتطرف والعنف والجهاد وتعدد الزوجات ونبذ العلمانية ورفض الاندماج، هذا ما يروجونه فى وسائل إعلامهم.

وأضاف أن تشويه مفهوم الجهاد فى الإسلام فى الإعلام الغربى وتأكيد البعض أن الإسلام هو دين قتل وتقتيل، وأصبح يكفى أن تتم الإشارة فى أى مقال لمصطلح الجهاد مقرونة بترجمة «الحرب المقدسة» لكى تثار الزوابع والهواجس والمخاوف، فالحملات الإعلامية التى يشنها هؤلاء الصهاينة تجاه الإسلام لرسم صور مغلوطة تماما عن الإسلام بوصفه دينا للكراهية والتعصب والعنف فى حين أن الإسلام براء من كل هذه الهواجس والأفكار المغلوطة والتهم الفاسدة.
الداعية الإسلامى الشيخ الشافعى محمد قال إن المتشددين هم أشد الناس حرصا على القرآن وحفظه كما كان الخوارج أشد الناس عبادة لكنهم يحفظون ولا يفهمون يقرءون ولا يعقلون هذا شأن الخوارج التكفيريين الذين يكفرون من عداهم من غير طائفتهم.
الداعية السلفى والباحث فى الحركات الإسلامية الشيخ محمد الأباصيرى قال إن الخوارج الذين يلوون عنق النصوص القرآنية بل والنبوية لتتماشى مع أهوائهم وعقائدهم الفاسدة ليسوا بدعًا من الخوارج فقد سبقهم الخوارج الأولون فى زمن الصحابة الكرام ومن بعدهم.
وأضاف «الأباصيرى» أن من أعلام النبوة ودلائلها أن النبى الأكرم ـ صلى الله عليه وسلم ـ قد أخبرنا بحالهم وافترائهم على الله وعلى رسوله صلى الله عليه وسلم، وأنهم «يدعون إلى كتاب الله وليسوا منه فى شىء» أى أنهم: ليسوا منه فى شىء: فى فهمه الفهم الصحيح المراد منه ولا العمل به كما ينبغى العمل به، ثم ينطلقون ويعمدون إلى السنة فيشوهونها ويسيئون إليها بانتسابهم إليها فيقول ـ صلى الله عليه وسلم ـ «يقولون من قول خير البرية» يعنى أنهم يرددون الأحاديث الشريفة ولكن من غير وعى وفهم لمقاصدها وتطبيقها التطبيق المنضبط الذى طبقه الصحابة والسلف الصالح من بعدهم، فهم «حدثاء الأسنان، سفهاء الأحلام» فهم أهل الجهل والتنطع والتأويلات الفاسدة، فهم ممن «يحرفون الكلم عن مواضعه» ويأولون الكتاب والسنة بالتأويلات الفاسدة والتى تبرر لهم أفعالهم الخبيثة وتصرفاتهم السيئة وينسبون أفعالهم الخبيثة تلك إلى الله ورسوله وإلى الكتاب والسنة فيسيئون إلى الإسلام والقرآن والسنة ويظهرون الإسلام فى صورة الدين الإرهابى الذى يحض على القتل وسفك الدماء والعنف والتفجير والتدمير على خلاف الواقع من كونه دين الرحمة والعدل والمحبة والسلام والخير للعالمين، يفعل ذلك بعضهم عن عمد وبعضهم يفعله عن جهل وهوى، وكلاهما على ضلال مبين.
وتابع: مطلح «التآمر على القرآن» ينطبق على هؤلاء أيما تطابق من بابين اثنين لا بابا واحدا، أما الأول فلكونهم بأفعالهم تلك إنما يتعمدون الإساءة إلى الإسلام والقرآن والسنة أى إلى رسالة الإسلام بالجملة وهو ما لم يستطعه أعداء الإسلام عبر القرون، وثانيًا أن خوارج العصر الحديث زادت على فتنتهم فتنة جديدة أنهم يستخدمون من قبل أعدائنا من أجل أن يدمروا ديننا ويسيئوا إليه ويفككوا مجتمعاتنا ويقسموا شعوبنا ليسلموا أوطاننا للمحتل من غير مقاومة، فهم متآمرون بامتياز.
لكن مصطلح «الصهيو- إسلامية» مرفوض تمامًا وأربأ بالإسلام العظيم أن ينسب إلى تلك الزبالات من الأفكار والخبيث من المذاهب أو تنسب هى إليه، ذلك أن الإسلام ليس فقط يرفض تلك الأفكار الشاذة والمذاهب الخبيثة ويطردها وإنما أيضًا يحمل فى ذاته عوامل التطهير الذاتى التى تجعله عصيًا على التحريف والتبديل لقول الله تعالى «إنا نحن نزلنا الذكر وإنا له لحافظون».
عبدالعزيز النجار مدير عام الدعوة بمجمع البحوث الإسلامية قال إنه هناك دعم للتطرف معلوماتياً وتجريبياً لكى تظل البقعة العربية بقعة صراع ولا يتحقق فيها أى تحقق.
وأضاف «النجار» أن الإرهاب يعمل وفقا لأجندات معينة، يتخذ من الدين ستاراً لكى تستدعى عواطف ومشاعر الأمة الإسلامية، بدعوى الخلافة الإسلامية، وتساءل لماذا ينتشر الإرهاب فى سيناء وسوريا ويحيط اسرائيل من كل جانب ولا نراه فى اسرائيل، مؤكدا أن اسرائيل هى العدو الحقيقى الذى شرد العباد وقتل الفلسطينيين.
ويوضح الدكتور الشريف ياسر الشاذلى رئيس عام هيئة إيلاف آل الببيت وكيل نقابة الأشراف أن التطرف الدينى والغلو والإسراف فى التأويل، بما لم ينزل الله به سلطانا، تجميل لواقع قبيح ودموي، وتخفيف من قبح صورته التى لا تخفى على أى إنسان عاقل، فضلا عن العلماء الربانيين.
واستشهد بحديث: عن عبدالله بن مسعود رضى الله عنه قال: قال رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم: يخرج قوم فى آخر الزمان حدثاء السن أو قال أحداث يقولون من خير قول الناس يقرؤون القرآن بألسنتهم لا يعدو تراقيهم يمرقون من الإسلام كما يمرق السهم من الرمية فمن أدركهم فليقتلهم فإن فى قتلهم أجراً عظيماً عند الله. رواه أحمد.
موضحاً أنه جاءت روايات متعددة عن حكم قتال هؤلاء ومن على الحق ومن على الباطل أيضا فى صحاح السنة ومنها هذه الرواية، عن أبى أيوب الأنصارى قال: سمعت النبى (ص): يقول لعلى بن أبى طالب: تقاتل الناكثين والقاسطين والمارقين بالطرقات والنهروانات وبالشعفات، قال أبوأيوب: قلت: يا رسول الله مع من تقاتل هؤلاء الأقوام قال: مع على بن أبى طالب.
وأشار إلى أن هذا الزمان زمن فتن، وعلينا واجب فى القيام بدورنا فى تبصير الناس بحقيقة هذا الدين وكيف نراه ورأينا فى من مرق عنه، وأن نطلب الإصلاح فى أمة جدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وآله وسلم ـ كما كانت سنة نبينا وآئمة آل بيته، لن يكفى ابدا الحل العسكرى فى مواجهة ما يحدث فى ديننا.
وأضاف أن القرآن تراثنا الإسلامى وهو دستور إلهى نؤمن بصحته ونعتقد بعصمته عن الخطأ، ذلك هو القرآن الكريم، الذى يمثل قوله الفصل فى كل الأمور، فهو كما صرح فى العديد من آياته الشريفة - الفيصل بين الحق والباطل، والنور والظلام، والحقيقة والشبهات، وحرى بالمسلمين قاطبة أن يزنوا كل مفردات حياتهم وأحداثها وفقا لمعطيات كتاب الله لمعرفة الصواب من الخطأ دون ريب وتردد، قال الإمام على بن أبى طالب (عليه السلام): (وَاعْلَمُوا أَنَّ هَذَا الْقُرْآنَ هُوَ النَّاصِحُ الَّذِى لَا يَغُشُّ وَالْهَادِى الَّذِى لَا يُضِلُّ وَالْمُحَدِّثُ الَّذِى لَا يَكْذِبُ، وَمَا جَالَسَ هَذَا الْقُرْآنَ أَحَدٌ إِلَّا قَامَ عَنْهُ بِزِيَادَةٍ أَوْ نُقْصَانٍ: زِيَادَةٍ فِى هُدًى أَوْ نُقْصَانٍ مِنْ عَمًى، وَاعْلَمُوا أَنَّهُ لَيْسَ عَلَى أَحَدٍ بَعْدَ الْقُرْآنِ مِنْ فَاقَةٍ، وَلَا لِأَحَدٍ قَبْلَ الْقُرْآنِ مِنْ غِنًى).
وقال إن مجمل الآيات الكريمة فى القرآن الكريم أوضحت أن أكثر الطوائف التى عملت على نسج خيوط المؤامرة ضد المسلمين هى ثلاث طوائف رئيسة هم: المشركون، المنافقون، واليهود، وربما كانت الطائفة الأخيرة هى الأكثر نشاطا، فابتداء من اتفاق المشركين على اغتيال رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) وتحالف اليهود معهم للقضاء على الدولة الإسلامية الفتية، وصولا إلى تولى المنافقين مناصب حساسة فى أجهزة حكم الدولة الإسلامية، وتقرب شخصيات يهودية الأصل من تلك المراكز، كانت المؤامرات تنسج بأساليب وأشكال مختلفة، وكلها تتفق على هدف واحد: القضاء على الإسلام وأهله، أو على الأقل إذلالهم.
وتابع بالقول: الآيات التى إذا تأملناها جيدا نعرف أن حركة أعداء هذا الدين كانت تعبق بالمؤامرات، والعديد من الآيات المباركة جاءت لتنبه المسلمين على نشاطات أولئك المتآمرين، قال تعالى: (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللّهُ وَاللّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ) الأنفال، وقال عز من قائل: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفُنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ) التوبة.
وقال إن الوقوف على حقيقة ما فى أنفس أعداء الإسلام من حقد أعمى أمر مخيف، بخاصة أن هؤلاء لا يتورعون عن سلوك أى سبيل من أجل تحقيق مآربهم الدنيئة، فكل خبائث الأفعال لا يجدون عنها مانعا لتحقيق غاياتهم الشريرة، ولكن ينبغى للمؤمنين بالله تعالى حق الإيمان ألا يؤرقهم هذا الأمر كثيرا، فقد جاءت البشرى على يدى القرآن الكريم بأن العديد من مؤامرات هؤلاء مردودة إلى نحورهم، وان الله تعالى كثيرا ما يقلب عليهم مكائدهم التى ينصبونها لأتباع الحقيقة، ويشهد على ذلك عدد كبير من آيات الله الكريمة كقوله تعالى: (إِنَّ اللَّهَ يُدَافِعُ عَنِ الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ خَوَّانٍ كَفُورٍ)الحج/38 وقال تعالى: (قَدْ مَكَرَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ فَأَتَى اللّهُ بُنْيَانَهُم مِّنَ الْقَوَاعِدِ فَخَرَّ عَلَيْهِمُ السَّقْفُ مِن فَوْقِهِمْ وَأَتَاهُمُ الْعَذَابُ مِنْ حَيْثُ لاَ يَشْعُرُونَ) النحل/26 وقال تعالى: (لَقَدِ ابْتَغَوُاْ الْفِتْنَةَ مِن قَبْلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ الأُمُورَ حَتَّى جَاء الْحَقُّ وَظَهَرَ أَمْرُ اللّهِ وَهُمْ كَارِهُونَ) التوبة/48 وقال تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّواْ عَن سَبِيلِ اللّهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُواْ إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ) الأنفال/36.
وعلى المسلمين كافة أن يلتفتوا إلى أن مصدر قوتهم ونجاتهم من هذه المؤامرات يكمن فى تمسكهم الحق بدينهم بعيدا عن الهوى والاختلاف، وتوكلهم على الله سبحانه حق التوكل انطلاقا من إيمانهم بإرادة الله القاهرة، وألا تأخذ بأبصارهم زينة الحضارة المعاصرة، وليعلموا إنما هى فتنة الخالق سبحانه ليتبين الذى يشكر من الذى يكفر، قال تعالى: (وَلاَ يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ خَيْرٌ لِّأَنفُسِهِمْ إِنَّمَا نُمْلِى لَهُمْ لِيَزْدَادُواْ إِثْمًا وَلَهْمُ عَذَابٌ مُّهِينٌ) آل عمران/178.
وتابع: ليتخذ المسلمون من التاريخ عبرة، حينما التزموا بكتاب الله العزيز منهاجا، فوُطّئت لهم أكناف الأرض شرقها وغربها، وصاروا أسياد العالم بعد أن لم يكونوا شيئا مذكورا، لأن الصبر والتقوى فيهما المخرج الوحيد من كيد المتآمرين، وقد قال تعالى: (وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ) آل عمران/120
أما الداعية الشيخ محمد القطاوى قال: إن كل جماعة ترتضى لنفسها تكفير الناس بغير وجه حق فهم يتآمرون على الدين كله ليس على القرآن فقط.
وأوضح أنه لن يكون هناك صهيوإسلامى لأن الدين الإسلامى الذى ارتضاه الله للائمة مهما تكالب عليه الناس فلن يكون هناك أى نيل منه أو اختراق لتعاليمه، ولكن قد يكون هناك من يجند لمحاولة اختلاق ذلك ولكن ايضا باذن الله لن ينجحوا، ولن يخترق الدين من قبل أى مؤسسة أو جماعة فأما الزبد فيذهب جفاء وأما ما ينفع الناس فيمكث فى الارض.
وأشار إلى أن جماعات التكفير تتآمر على الدين برمته بأهله وعلمائه وادواته من
كتاب وسنة.