الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

العسكري.. والشيخ.. والمثقف.. والكاوبوي




«1» العسكري
سألوا العسكري سؤالا مباشرا.. بماذا تشعر عندما تسمع أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وهم يهتفون في كل مكان: «يسقط.. يسقط.. حكم العسكر».. خاصة لحظة دخول المشير طنطاوي والفريق سامي عنان وأعضاء المجلس العسكري قاعة الاحتفالات الكبري بجامعة القاهرة يوم تنصيب محمد مرسي رئيسا لمصر.. فاستقبلهم أعضاء جماعة الإخوان المسلمين بذات الهتاف: «يسقط.. يسقط.. حكم العسكر».
فقال العسكري: اشعر بمرارة.. لأنني كل يوم يمر علينا نؤكد فيه أننا ليس لنا أطماع في السلطة.. وكل ما وعدنا به الشعب المصري قمنا بتنفيذه دون إبطاء.
ليلة الجمعة: ولكنك متهم دائما بأنك عقدت صفقة مع الإخوان منذ اليوم الأول لاستلامك للسلطة.
العسكري: هذه افتراءات ولم يحدث مطلقا.
ليلة الجمعة: ولكن الشواهد تقول غير ذلك.. فعلي سبيل المثال لا الحصر.. أنك منذ اليوم الأول استعنت بلجنة لتعديل الدستور رئيسها طارق البشري وهو محسوب علي التيار الديني.. وضمت في عضويتها إخوانياً من القيادات وهو صبحي صالح وهم من ورطوك في استفتاء 19 مارس 2011 الذي عكس الآية.. فبدلا من أن يكون الدستور أولا ثم انتخابات الرئاسة ثم الانتخابات البرلمانية.. فوقعت في الفخ الإخواني وارتبكت كل الخطوات.. فقفز الإخوان علي الثورة ومنذ ذلك التاريخ ومصر دخلت في نفق معتم ولا يعلم أحد متي ستخرج.. بعد أن استولي الإخوان علي كل شيء.. وبمباركة أمريكية معلنة للجميع.. فمصر في رقبتك لأنك وثقت في الإخوان فأكلوك وأكلوا الثورة.. وأخذوا مصر بوضع اليد.
«2» الشيخ
 
سألوا الشيخ إيه سبب «طيحانه» في البلد.. والتكويش علي كل شيء دون أن يترك «فتفوته» من السلطة لإخوانه العسكر أو لأصحاب الثورة الحقيقيين ودون أن يقيم أي وزن لدماء الشهداء وأنين المصابين؟! فقال:
الشيخ: اللي يلاقي دلع ومايدلعش يبقي أهبل (!!)
ليلة الجمعة: ولكن كانت هناك اتفاقات وكانت هناك نسب معينة لكم في مجلس الشعب لا تتجاوز 30٪.. وكان هناك وعد بعدم الترشح للرئاسة.. وعدد معين في الجمعية التأسيسية للدستور وكل هذه الوعود والعهود ضُربَ بها عرض الحائط ولم تفي يا مولانا بأي وعد أو عهد منها.
الشيخ: يا عم قول يا باسط.. إحنا لقينا «العسكري» راجل طيب وعلي نياته.. فتح لنا الباب رُحنا دخلنا.. هو ما قفلش الباب واحنا اتسرسبنا واحد ورا واحد.. مقالش حاجة.. فجأة لقينا نفسنا كلنا جوه البيت.. قال اتفضلوا اقعدوا.. قعدنا.. تشربوا.. شربنا.. تاكلوا إيه.. أكلنا.
ليلة الجمعة: طيب مادام الراجل «العسكري» طلع طيب وعلي نياته وقدملك الأكل بإيده قوم تاكل دراعه كله.
الشيخ: ما هو «العسكري» بقاله ستين سنة بياكل لوحده.. محدش قال له حاجة.. يسبنا بقي ناكل شوية! إحنا كمان.. ولا هو حلو ليه ووحش لينا؟!
ليلة الجمعة: يعني هي البلد بقت دبيحة بينكم أنتم الاتنين.. هو بياكل من ستين سنة.. وانت ح تستلم الدبيحة تاكل فيها ستين سنة جايين.. والشعب ده ابن البطة السودة.. إحنا يعني ولاد الجارية وأنتم الاتنين بتبدلوا علينا.. كل واحد ياكل فينا شوية.
الشيخ: يا عم إحنا لسه بنقول يا هادي هو احنا لحقنا ناكل ولا نشرب.
ليلة الجمعة: لسة ما لحقتوش.. لأ يا شيخ تعالي كلني أحسن.. إذا كنت أخدت البرلمان وبعد منه الشوري.. وبعد منه الجمعية التأسيسية.. لغاهلكم بحكم قضائي عملتها تاني بنفس العوار الدستوري.. وبعدين أخدت الرياسة.. وعمال تحرجن علي المحافظات والمحليات والداخلية والجيش والقضاء.. والصحافة عايز إيه تاني.. أجيبلك شوية ائتلافات ثورية أحشيهالك فريك وأحمرهالك في السمن البلدي عشان تحلي بيها.
الشيخ: أعوذ بالله من القر الدكر بتاعكم «ومن شر حاسد إذا حسد».
ليلة الجمعة: يا مولانا.. مصر في رقبتك وتغير هويتها وتحويلها للسودان والصومال وباكستان وأفغانستان.. يبقي ذنب المصريين كلهم في رقبتك.. والشعب المصري طيب بس عمره ما بيسيب حقه.. وما بينساش.
«3» المثقف
 
سألوا المثقف سؤال محدد.. هو أنت ليه مش قادر تقرا المشهد السياسي صح.. ليه بتراهن علي «الشيخ» أنه هو اللي ح يحارب لك معركتك وليه متأكد وواثق قوي كده من أن «الشيخ» هو اللي يعمل الدولة المدنية الحديثة.. وإزاي مش قادر تقرا تاريخ الشيخ كويس.. وتعرف أنه مش ممكن ح يحقق لك أحلامك؟! فأجاب المثقف بهدوء الواثق من نفسه:
المثقف: بالعكس هو ده الرهان الكسبان.. أنا ح أسيب «الشيخ» يخلصني من «العسكري» وبعدين «الشيخ» طول عمره بيحب ياكل كتير لغاية ما بطنه بتوجعه.
ليلة الجمعة: مش فاهم منك حاجة يا مثقف.. أنا حاسس إني قاعد في مسمط.. وقدامي «أنجر فتة».
المثقف: أفهمك. «الشيخ» ح يكوش علي السلطة وياخد كل حاجة.. فيتكشف قدام كل القوي السياسية.. وأسهمه تنزل الأرض ويبدأ يعمل ممنوعات.. ويكتم حريات.. ويقول الفن حرام.. والموسيقي حرام.. والسينما حرام.. والغنا حرام.. والسياحة حرام.. هوب ح يقفل عن الشعب المصري الميه والنور.. والبحر والهوا.. الناس ح تتقهر مش ح تسكت.. ومش ح تنتخب «الشيخ» تاني.. وح تسقطه في الانتخابات اللي جاية.
ليلة الجمعة: دانت راجل طيب بشكل.. هو مين اللي قالك إنك مثقف.. ومين اللي ضحك عليك وقالك إنه في انتخابات تاني.. يا حبيبي «الشيخ» ما بيعملش الانتخابات غير مرة واحدة بس.. المرة اللي بينجح فيها ويستولي بيها علي مفاصل البلد.. وبعد كده ابقي قابلني لو شفت الصناديق ولا نزاهة الانتخابات اللي طول عمرك بتحلم بيها.. ولا الديمقراطية اللي ح تتحول لكفر وصناعة أوروبية.. ولا الدولة المدنية اللي ح يدلعوها ويسموها الدولة «العلمانية الكافرة».
المثقف: مين اللي قالك الكلام الفارغ ده؟!
ليلة الجمعة: بتسمي اللي بقوله ده كلام فارغ.
المثقف: طبعاً فارغ.. وستين فارغ كمان.
ليلة الجمعة: طيب إذا كان أنا كلامي فارغ.. ما ترجع بذاكرتك خطوتين اتنين لورا.. وتشوف «الشيخ الترابي» عمل إيه في السودان.. و«الشيخ بن لادن» والإخوة «طالبان» عملوا إيه في أفغانستان وباكستان.. ولا «شباب الإسلام» عملوا إيه في الصومال.. ولا .. ولا.. ح أقولك إيه ولا إيه يا مثقف.
المثقف: ما تقولش حاجة.. حتي لو عملوا زي أفغانستان وأكتر.. وإحنا روحنا فين.. التحرير موجود.
ليلة الجمعة: ده كان زمان.. فاكر موقعة «محمد محمود» ولما رحتوا تتظلموا في البرلمان.. طلعت ميليشيات «الشيخ» عليكم ضربتكم ورجعتكم.. وانت فاكر نفسك تقدر تنزل التحرير في ظل حكومة «الشيخ»؟!
المثقف: طبعاً إحنا شركاء في وطن واحد.. ونحن معتصمون.
ليلة الجمعة: بقولك يا عم «معتصم».. خليك كده سكينة الثورة سرقاك لغاية ما «الشيخ» يعلقكم علي الشجر.. زي ما عمل «الشيخ الخوميني» في «فدائيو خلق».. ما هُمَّا برضوا كان شركاء معاه في الثورة.. لأ.. دول هُمَّا اللي عملوا الثورة.. وهو جه من فرنسا ركب علي أم الثورة وسحل كل اللي عملوا الثورة في الشوارع وأعدمهم وسجنهم.
المثقف: يا عم بلاش تخريف.
ليلة الجمعة: أنا بقولك بس افتكر كويس إن مصر في رقبتك وسكوتك وتواطؤك مع «الشيخ» هو اللي ح يودينا في داهية.. ولا هيبقي في دولة مدنية ولا يحزنون.
«4» الكاو بوي
جاء «الكاو بوي» الأمريكاني إلي القاهرة.. وسرح في طول البلاد وعرضها.. وقابل اللي علي الشمال واللي علي اليمين.. وأدي الضوء الأخضر لـ«الشيخ».. وقاله: طيح في «العسكري» زي ما أنت عايز.. وما تخفش من «العسكري» لأن «الصندوق الأسود» بتاعه معايا.. وبناء عليه سألنا «الكاو بوي»:
ليلة الجمعة: إيه يا عم الأمريكاني.. هي إيه مصر بقت الولاية الأمريكية رقم 53 ولا إيه.. جاي يعني ولا إحم.. ولا دستور.. داخل عمال تقلب الناس كلها شمال ويمين ولا حد همك.. هو فيه إيه؟
الكاو بوي: حظك حلو.. أنا باعرف عربي كويس جداً.. وأعرف اتكلم بالعامية المصرية زي اللبلب
ليلة الجمعة: ما تسمعني صوتك كده بالمصري.
الكاوبوي: جري إيه ياالدلعدي.
ليلة الجمعة: وانت صايع بحر بقي.
الكاوبوي: أمال فاكر نفسك انت الوحيد البورم.
ليلة الجمعة: طيب يا عم البورم إيه حكايتك معانا دايس عندنا جامد كده ليه.
الكاوبوي: يا حبيب ما تتعبش نفسك.. إحنا معانا الصناديق السودة بتاعة كل القوي السياسية اللي في المنطقة كلها مش اللي في مصر بس.
ليلة الجمعة: وناوي تعمل إيه بالصناديق السودة يا برنس.
الكاوبوي: إحنا ما بنعملش حاجة.. أنتم اللي بتعملوا في بعض كل حاجة.
ليلة الجمعة: يعني أنا عارف إنك عمرك ما عملت خير لحد.. طول عمرك ما بيطلعش منك غير الأذية.
الكاوبوي: خلي بالك أنت بتقول إيه.. ده مش كويس عشانك يا اسمك إيه أنت.
ليلة الجمعة: خدامك ليلة الجمعة.
الكاوبوي: آه أنت بتغلط.. وأنا عمر حد ما غلط معايا وفوتها لو فاهم.. وأنا لو قرصتلك ودنك مش ح تستحمل في إيدي غلوة واحدة.
ليلة الجمعة: طيب يا عم  الجامد. يا فتوة المنطقة.
الكاوبوي: أحب أصحح لك.. أنا فتوة العالم ولو مش عارف أحب أقولك أنت في مرحلة الامبراطورية الأمريكية العالمية.
ليلة الجمعة: آه بس.. اللوبي الصهيوني هو اللي بيحكم العالم بالوكالة.. من خلالكم.
الكاوبوي: مين اللي قالك الكلام الفارغ ده.
ليلة الجمعة: ده مش كلامي ده كلام الرئيس الماليزي السابق «مهاتير محمد» هو بعد معركة النمور الآسيوية اكتشفت الحقيقة المرة وقال هذا الكلام.
الكاوبوي: «مهاتير» ده راجل طيب.. وإحنا لما نحب نصرف للعالم شوية شعارات علشان يتسلوا بيهم.. بيكون ده صناعة أمريكية.
ليلة الجمعة: ما أنا عارف.. صناعة النجم دي صناعة تقيلة قوي وطويلة الأمد.. وأنتم بتلعبوها معانا هنا.
الكاوبوي: وأنت عرفت منين يا شاطر.
ليلة الجمعة: يعني.. أهو فيه أدباء ما يسووش بصلة عملتوهم أدباء عالميين.. وأدباء نص.. ونص.. عملتوهم عباقرة.. وناس لسة في اللفة.. عملتوهم زعماء سياسيين.. وناس لسة ما قروش كتاب عملتوهم مفكرين ومحللين سياسيين.. هو حد جاب لنا الكافية غير الأموال السياسية اللي عمالين تغرقوا فيها كوادركم.
الكاوبوي: ليه ما تقول «عملائنا» أحسن.
ليلة الجمعة: مش فارقة.. عملاء.. كوادر.. أصدقاء سياسيين.. أهو كله محصل بعضه.
الكاوبوي: طيب ما تيجي نعملك مشروع من النوع ده.. ونفتح لك مركز أو جمعية أهلية.. أو مشروع مجتمع مدني غير مربح.. أو أي سبوبة كده تتسلي بيها وتطلع لك قرشين حلوين بدل ما أنت حاقد علي زمايلك كده.. ومش مستريح نفسياً.
ليلة الجمعة: لا يا خواجة النمرة غلط.. لو عايز أطلع لي سبوبة كنت طلعتها من زمان مع نظام السادات أو حسني مبارك أو حتي نظام عبدالناصر.
الكاوبوي: ياه.. ده انت قديم قوي.. أنت توعي علي عبدالناصر كمان.
ليلة الجمعة: آه والله يا خواجة بس أنا عمري ما اتعاملت مع مصر علي أنها سبوبة.
الكاوبوي: أنت مريض بقي بداء الإخلاص والمبادئ.. والحاجات بتاعة زمان دي.
ليلة الجمعة: آه أنا مريض.. إن كنت في بلادكم بتسموا ده مرض.. فأنا مصاب بهذا الداء من زمان قوي.
الكاوبوي: حبيبي.. إنت فاهم الدنيا غلط إحنا بنحاول نعمل لكم مجتمع ديمقراطي حلو وجميل ونظيف.
ليلة الجمعة: فعلاً زي اللي عملتوه في جنوب السودان والصومال وأفغانستان وباكستان.. مش كده.
الكاوبوي: لا.. وانت حالتك صعبة جداً إنت لازم تيجي عندنا نعالجك علي حسابنا من الأمراض النفسية اللي عندك.
ليلة الجمعة: يا خواجة علاجي الوحيد إنك تسيبنا في حالنا.. لأن مصر في رقبتك لو جرالها حاجة لا سمح الله وحشة.. ساعتها مش ح يكفيني فيك مليون كاوبوي زيك.
الكاوبوي: بكرة تجيني زاحف علي إيديك ورجليك وتقولي سامحني.. أنا عايز أتعالج في بلادكم.
ليلة الجمعة: علي فكرة يا جنتيل أحب أقولك معلومة بس علشان تعرف أنا مين.. أنا ممنوع من دخول بلادكم لأني مصنف إني معادي لبلاد العم سام وهذا شرف كبير لا أدعيه.. ولكنه حقيقي.. وبكره أكيد ح يكون أجمل من النهاردة لو إنت طلعت مصر من دماغك.. روح الله يفتحها عليك ويرزقك بالرزق الحلال.. ولو إن الدعوة دي ح تخليك تفلس قريب لأن خزانتك مفيهاش ولا دولار واحد حلال.. سلام يا صاحبي.
 
حكمة 3D

 

■ أثناء الحرب العالمية الثانية أقامت القوات البريطانية قاعدة عسكرية بالقرب من منطقة سكنية.. فأقام السكان قضية لهدم القاعدة العسكرية لتضررهم منها.. وصدر حكم قضائي بنقل القاعدة لمكان آخر بعيدًا عن السكان.. ولأن موقع القاعدة كان مهمًا واستراتيجيًا فذهب القادة العسكريون إلي «ونستون تشرشل» رئيس وزراء إنجلترا ــ آنذاك ــ يطلبون منه وقف تنفيذ الحكم القضائي لأن القاعدة مهمة لأمن إنجلترا القومي في حربها مع الألمان فقال تشرشل قولته الشهيرة:
- «أكرم لبريطانيا أن تهزم في الحرب.. من أن يسجل التاريخ أنها امتنعت عن تنفيذ حكم قضائي».
■ وأثناء موقعة التكويش علي السلطة والاستيلاء علي مصر (بوضع اليد).. قال القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وحزب الحرية والعدالة الدكتور محمد البلتاجي تعليقًا علي قرار إعادة مجلس الشعب المنعدم وجوده بحكم الدستورية العليا.. فقال معلقا علي قرار رئيس الجمهورية:
- «لقد بالغ الدكتور مرسي بقراره هذا في احترام القانون».. شوف إزاي(!!).
■ وأثناء تنازع السلطات ما بين المجلس العسكري وجماعة الإخوان.. قال القيادي في الجماعة والحزب الدكتور عصام العريان تعليقًا علي قرار رئيس الجمهورية:
- «أن يعود البرلمان لصلاحياته.. أم يظل العسكري (مغتصبًا) للسلطة».. يا حرام(!!)
■ وأثناء تأملي لهذه المشاهد الثلاثة: تشرشل والبلتاجي والعريان قلت أنا:
- «عجبت لك يا زمن.. البيت بيت أبونا والإخوان بيطردونا»!!