الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

مصانع «طامية» تصيب الثروة الحيوانية والزراعية فى «مقتل»

مصانع «طامية» تصيب الثروة الحيوانية والزراعية فى «مقتل»
مصانع «طامية» تصيب الثروة الحيوانية والزراعية فى «مقتل»




عام تلو عام وشهر تلو الآخر ومأساة نجع الأصفر التابع لمركز طامية بالفيوم تزداد تعقيدا، فى ظل تجاهل أجهزة الدولة واستهانتهم بحجم المأساة التى تؤرق حياة نحو 9 آلاف مواطن من سكان نجوع الأصفر وداود ومنصور على «وهى المناطق التى تلاصق منطقة المصانع، وبالرغم من وجود الكتلة السكنية منذ القرن قبل الماضى إلا أن أجهزة الدولة تجاهلت شرط ابتعاد المناطق السكنية عن تمركز المصانع لأكثر من 30 كيلو مترا بالمخالفة للاشتراطات البيئية والصحية.
يقول حمد عمار مزارع: أطفالنا إصيبوا بالتشوهات وزراعتنا ماتت واقفة بعد أن إصفرت أعوادها، وأصبح محصول القمح ينتج 7 أرادب بدلا من 23 إردباً للفدان، بالإضافة إلى فقدان ما يقرب من 2000 قطعة ماشية وأبقار، ولم يعد فلاحو القرية يستطعيون تربية الدواجن بسبب الملوثات التى تهب علينا من المصانع التى تقذف النفايات السامة بكميات كبيرة يوميا، لافتا إلى أنهم تقدموا بعدد من الشكاوى لأجهزة البيئة بالمحافظة لكن دون جدوى يبدو أن الأمر أكبر من اختصاصاتهم ويحتاج نظرة من الرئيس عبد الفتاح السيسى.
ويضيف عمار: الأراضى الزراعية بعزبة داود تدهورت، والمحاصيل الزراعية هلكت، فضلا عن احتراق سعف النخيل وإصابته بالعقم وعدم إلقائه ثمار البلح، كل ذلك لأن المصنع تتصاعد منه الأدخنة الكيماوية الملوثة للبيئة والتى بدأت تدمر صحة المواطنين وتسببت فى زيادة أعداد الوفيات بين الأطفال حديثى الولادة، فضلاً عن الأجنة المشوهة والأطفال المعاقين.
ويلفت أحمد سالم، فلاح، إلى أن قارات النجع خلت تماما من قطعان البقر والجاموس بسبب الوهن الذى أصابها نتيجة الملوثات، ما تسبب فى نفوق المئات من تلك الحيوان ما دفع أبناء القرى الثلاث إلى بيع المواشى بسعر 2000 جنيه للجاموسة الواحدة، فى حين أن مثيلاتها غير المريضة تباع بـ 15 ألف جنيه.
أما خميس عمران، مزارع، يشير إلى أن سكان تلك القرى يعانون من الأمراض الصدرية والالتهاب الرئوى بسبب أدخنة المصانع المستمرة والتى تنبعث ليل نهار، ليصل الأمر إلى أن الأطفال يتعرضون فى كثير من الأحيان إلى حالات اختناق ونوبات إغماء متكررة والبعض الآخر أصيب بالحساسية الصدرية المزمنة.
وينوه إبراهيم خالد، مزارع، إلى أن الحل الوحيد أمام الأهالى تمثل فى رحيلهم من المنطقة إلى أى منطقة أخرى، طالما أن المسئولين حولوا حياتنا إلى جحيم لا يطاق، ولم يكلفوا أنفسهم بالنزول إلى أرض العمل والواقع والعمل على حل وإنهاء الأزمة.
وطالب بشير الجالى، فلاح، بمد خطوط لقذف مخلفات ونفايات المصانع إلى أماكن بعيدة أو إلى منطقة المدفن الصحى الكائنة بالمنطقة الجبلية، مشيرا إلى أن الأهالى عرضوا المشكلة أمام رئيس المجلس الأعلى للقوات المسلحة الأسبق، ووعد بحل المشكلة، وعندما جاء الرئيس عدلى منصور إلى المنطقة لأفتتاح أحد المصانع طالب بإعادة النظر فى إنتاج المواد الكيماوية التى تنتجها بعض المصانع والتى تؤثر بشكل مباشر على صحة المواطنين، لكن هيهات هيهات فلم يسأل عنا أحد كالعادة بسبب عدم وجود أشخاص من أصحاب المناصب المهمة فى الدولة يقيمون بالمنطقة.
ومن ناحية أخرى قال سكرتير عام محافظة الفيوم، إننا أرسلنا لجانا من البيئة والزراعة والصحة والطب البيطرى لمعاينة أراضى المنطقة وفحص المواشى الموجودة بالقرية والكشف على السكان وتحاليل التربة وإعداد تقارير لإرسالها إلى مجلس الوزراء.