الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

السيسى يشدد على حق المصريين فى الحفاظ على مصالحهم المائية

السيسى يشدد على حق المصريين فى الحفاظ على مصالحهم المائية
السيسى يشدد على حق المصريين فى الحفاظ على مصالحهم المائية




استقبل الرئيس عبدالفتاح السيسى، صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية، وفداً إثيوبيا شعبياً موسعاً، برئاسة رئيس البرلمان الاثيوبي، وعضوية عدد من ممثلى مختلف أطياف الشعب الإثيوبى والقيادات الدينية الإسلامية والمسيحية، وذلك بحضور سامح شكري، وزير الخارجية، والسفير محمد إدريس، سفير مصر لدى أديس أبابا، والدكتور محيى الدين عفيفي، أمين عام مجمع البحوث الإسلامية، ونيافة الأنبا بيمن، ممثلاً عن الكنيسة القبطية الأرثوذكسية. ومن الجانب الإثيوبى حضر سفير إثيوبيا لدى القاهرة.
وصرح السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باِسم رئاسة الجمهورية، بأن الرئيس استهل اللقاء بالتأكيد على أن مصر تبدأ حقبة جديدة للانفتاح على إفريقيا، ولاسيما مع إثيوبيا، مُرحباً بالوفد الإثيوبى ومؤكداً أنهم فى بلدهم الثانى مصر.
 كما نوَّه إلى استعداده لزيارة البرلمان الاثيوبى ومخاطبة نواب الشعب الإثيوبي، للتأكيد على أن مصر تتمنى لإثيوبيا ولشعبها الصديق كل التوفيق والتنمية والازدهار، ومنوها إلى ضرورة التعاون من أجل الإعمار والبناء والتغلب على التحديات التى تواجه الشعبين المصرى والإثيوبي.
وأشار الرئيس إلى سابق اللقاء الذى جمعه برئيس الوزراء الإثيوبى «ديسالين» فى مالابو والذى شهد تأكيداً على أن الجانب المصرى لا يمكن أن يقف فى وجه حق الشعب الاثيوبى فى التنمية، وتشديدا من الجانب الاثيوبى على الحفاظ على حق المصريين فى الحياة والحفاظ على مصالحهم المائية، مع التأكيد على أن نهر النيل وإن كان يمثل للإثيوبيين مصدرا للتنمية فإنه بالنسبة للمصريين مصدرا للحياة وليس فقط للتنمية، فحصة مصر من المياه ظلت ثابتة عند 55.5 مليار متر مكعب منذ أن كان تعداد سكانها أقل من 20 مليون نسمة ووصل الآن إلى تسعين مليون نسمة.
ونوَّه الرئيس إلى ثقته الكاملة فى أن أبناء الشعب الاثيوبى لن يقوموا بإلحاق الضرر بأشقائهم المصريين ولو عن طريق نقص قطرة واحدة من مياه النيل. وقد شدد الرئيس أن الإرادة السياسية والنوايا الطيبة يجب أن يتم إثباتها من خلال إجراءات عملية تحيل التوافقات السياسية إلى حقائق واقعية.
وقد دعا الرئيس الوفد الاثيوبى إلى قيام البرلمان الاثيوبى بإصدار قرار يشير فيه إلى حق الشعب الاثيوبى فى التنمية وإلى حق الشعب المصرى فى مياه النيل وفى تأمين مصالحه المائية، مؤكداً أن المؤسسات الدستورية، ومن بينها البرلمانات، تعد جهات مسئولة عن تحقيق مصالح الشعوب وتعميق العلاقات بين الدول الصديقة.
كما أشاد الرئيس بالعلاقات التاريخية الممتدة بين الشعبين المصرى والاثيوبي، فمسلمو مصر يعتزون بعلاقتهم التاريخية بإثيوبيا باعتبارها مقصد الهجرة الأولى، أما مسيحيو مصر فيعلمون تماماً أن الكنيستين المصرية والإثيوبية كانتا كنيسة واحدة، ومازالتا حتى اليوم ترتبطان بعلاقات وثيقة.
وأضاف: يوسف، أن الرئيس أكد أنه لا يتعين اختزال العلاقات المصرية – الإثيوبية فى موضوعات مياه النيل، إذ إن هناك العديد من الفرص الواعدة للتنمية بين البلدين، وأهمها تنشيط التبادل التجاري، وتعزيز الاستثمارات المصرية فى إثيوبيا، فضلاً عما يمثله البلدان من سوق ضخمة تقارب مائتى مليون نسمة. وأشار الرئيس إلى أن الأطباء المصريين قد أسسوا صندوقاً برأس مال 500 مليون دولار لتقديم الخدمات الصحية ومعاونة الأشقاء فى إفريقيا، وأن قسما كبيرا من موارد هذا الصندوق تم تخصيصه لصالح إثيوبيا.
كما أضاف الرئيس أنه يتعين تكثيف التعاون بين البلدين فى مجال مكافحة الإرهاب، لاسيما فى ضوء انتشاره فى عدد من الدول الإفريقية، مؤكداً أن سبل مكافحة الإرهاب لا يتعين أن تقتصر على الجوانب العسكرية، وإنما تتم أيضا من خلال تحقيق التنمية ومكافحة الفقر.
من جانبه، أعرب رئيس البرلمان الاثيوبى عن عميق شكره للسيد الرئيس لإتاحة الفرصة للالتقاء بالوفد الشعبى الاثيوبي، ونقل تحيات وتقدير رئيس الوزراء الاثيوبى «ديسالين» للرئيس.
 كما أشاد رئيس البرلمان الاثيوبى بالمنحى الإيجابى لمصر فى إدارتها لعلاقاتها مع إثيوبيا، مشيراً إلى أن البرلمان الإثيوبى يدعو الرئيس لزيارته ومخاطبة نواب الشعب الاثيوبي.
وأكد رئيس البرلمان الاثيوبى أن الشعب الاثيوبى لا يفكر إطلاقا فى الحاق الضرر بأشقائه المصريين، وإنما تنحصر أهدافه فقط فى تحقيق التنمية، ليس فقط لإثيوبيا ولمصر، وإنما للقارة الإفريقية بأكملها، وذلك عبر التعاون والعمل المشترك مع مصر، مثمناً الروح الإيجابية التى لمسها فى حديث الرئيس، والتى سيقوم بنقلها إلى الشعب الاثيوبي. وأعرب رئيس البرلمان الاثيوبى عن تطلع بلاده لتعزيز التعاون مع مصر فى مختلف المجالات، ولاسيما المجالات التى ذكرها الرئيس والتى تتعلق بالاستثمار والتبادل التجاري، ومكافحة الإرهاب، وهو الأمر الذى من شأنه أن يتيح آفاقا أرحب للتفاهم والتعاون بين البلدين.
وقد تحدث عدد من أعضاء الوفد الشعبى الاثيوبى حيث أعربوا عن سعادتهم بتواجدهم فى مصر التى تعد وطناً وأرضاً مقدسة بالنسبة لهم، مؤكدين أن العلاقات الودية والتاريخية بين البلدين لا يمكن أن تتزعزع، وأن نهر النيل سيظل مصدرا للتفاهم والتعاون والعمل المشترك، ولن يكون أبداً نقطة للخلاف. كما أشادوا بالمنحى الإيجابى الذى بدأه الرئيس فى علاقات مصر بإثيوبيا، حيث أكد كبار أعضاء الوفد الإثيوبى أن الانطباع الذى خرج به بعد التعرف على رؤى ومواقف الرئيس فى قمة مالابو، هو أن إفريقيا وجدت قائداً له رؤية واضحة وإرادة حقيقية للتعاون المشترك وتحقيق التنمية والاستقرار لمصر وللقارة الإفريقية.