الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

احذروا.. احتفالات الملحدين فى «الكريسماس»

احذروا.. احتفالات الملحدين فى «الكريسماس»
احذروا.. احتفالات الملحدين فى «الكريسماس»




الأيام الأخيرة أصابنى جنون الارتياب، لم تعد شوارع وسط البلد مكانا ملائما للسير الآمن.. ناهيك عن المقاهى التى قضيت عليها أكثر من نصف عمرى، قبل أن اكتشف قدر حماقتى.. لا أصدق حتى الآن أننى جلست مئات المرات بجوار كل هؤلاء الملحدين، وربما شاركت بعضهم احتساء الشاى بحليب دون أن أدرى.. أفهم الآن لماذا كان طعم مبسم الشيشة لاذعا، وأشعر بقرف بالغ عندما أدرك أن ملحدا منهم كان يعضعض فيه قبل أن يصلنى.. لا أعرف عقوبتى فى الآخرة على تلك الجرائم المتكررة.. لكن رجائى فى رحمة الله كبيرا، فعلى الأقل لم أتعمد مخالطة هؤلاء الكفرة، ولم يعلمنى أحدا أن تلك الارض أصبحت دارا لإقامتهم، وعاصمة لنشر فجورهم.
كنت أعرف أن وسط البلد مرتعا للمثقفين والعاطلين عن العمل والباعة واللصوص والهاربات من قفص الزوجية، صحيح انها تحوى عددا من السينمات التى تزدحم أمامها طوابير المتحرشين، ومعروف أنها تضم عدة بارات شعبية، تقدم أنواعًا رديئة من الخمور.. لكن فى النهاية يجمع كل هؤلاء انتماؤهم للدين الوسطى الجميل، وقدرتهم الرائعة على الاستغفار والصلاة على النبى، بعد وصلات طويلة من الشتائم وسب الدين والأصوات المتحشرجة التى تخرج من الأعماق..
لكن الصدمة المعرفية التى أحدثها العلامة الجليل رئيس حى عابدين، غيرت كل مفاهيمى عن وسط البلد ومرتاديها وعن الحياة أساسا.. بعد أن داهم مقهى يجمع زعماء الملحدين بمنطقة الفلكى.. قاد رئيس الحى بنفسه تلك الغزوة، وامتدت يده الطاهرة لتشارك فى تكسير الكراسى واللمض النيون - غير الموفرة - وانطلقت صيحات المؤمنين الهادرة بالتكبير وهم يطاردون تلك الكائنات الملحدة فى الشوارع، وكان نصرا من الله عظيما.
لكنى لا أعرف سببا لتوقف تلك الغزوات، هل قضينا على الملحدين تماما، أم أنهم يجتمعون على مقاه أخرى، يخططون لإفساد ديننا، ويجهزون لمظاهرات حاشدة يرفعون فيها مقولات الزنادقة الكبار ابن الراوندى وابن المقفع والرازى وصولا لفرج فودة ونصر حامد أبوزيد.. هل توقفت تلك الغزوات بسبب ضغوط من الغرب الكافر، أم تصدت لها حكومة محلب، التى أظن أن جميع من فيها لا يقلون إيمانًا وورعا ورغبة فى الجهاد مثل رئيس الحى.
لا أعرف أين اختفى الملحدون فجأة.. أبحث عنهم على الأرصفة، وأفتش كل المقاهى فلا أجدهم، لا أفهم كيف يتبخر 866 ملحدا ولا يتركون أثرا، كيف تضيع جهود رجال الأزهر الخارقة فى إحصاء عدد هؤلاء الكفرة، ولماذا توقف دولة مسلمة حربها ضد الإلحاد، ألا يوجد لدى علمائنا أجهزة استشعار يمكنها التقاط موجات العرق الإلحادى من أجساد هؤلاء المرضى.. ألا يوجد اختراع لعلاجهم وتحويل فيروس الكفر داخلهم إلى أصابع كفتة، هل الأمر أكثر صعوبة من علاج الإيدز وسرطان الكبد.
الأخطر أن مخططا خبيثا مازال البعض يسعى لتنفيذه لتشتيت عقولنا، وشغلنا بقضايا دنيوية تافهة، بالحديث عن عودة الفلول لاحتلال البرلمان أو الارتفاع الجنونى للأسعار أو الانتشار المروع للبلطجية أو التهجير القسرى لسكان العشوائيات فى الإسكندرية والقاهرة أو الفشل الذريع لمنظومة توزيع الخبر أو القبض على صحفى وزوجته وطفلته الرضيعة بسبب نشر موضوعات «سلبية» أو غيرها من موضوعات لا تعنينا من قريب أو بعيد.. حتى ننسى ماخلقنا من أجله، محاربة الملحدين والقضاء على شرورهم وإغلاق المقاهى التى يستمتعون باحتساء القهوة «المانو» عليها..
أثق تماما أن شيوخ الحكومة المؤمنة لا يقلون ورعا وتقوى عن شيوخ السلفية الجهادية، لكن ربما واجهتهم ضغوط هائلة لوقف الحرب على الملحدين، أو ربما كان توقفهم خدعة استراتيجية لاقتناص أكبر عدد منهم أثناء احتفالهم الحتمى بأعياد الكريسماس، وما أن يخرج هؤلاء فى الشوارع مرتدين البوكسرات المشجرة، رافعين زجاجات الشمبانيا الفرنسية، هاتفين للحرية والمثلية، حتى ينقض عليهم أكبر تجمع للمخبرين أصحاب الكفوف الغليظة.. وقتها سيعرف هؤلاء إلى أى جحيم سينقلبون.