الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

ناجح إبراهيم: السلفية الجهادية اسم استخدمته الجماعات الإرهابية لمحاربة الدعوة الوسطيه

ناجح إبراهيم: السلفية الجهادية اسم استخدمته الجماعات الإرهابية لمحاربة الدعوة الوسطيه
ناجح إبراهيم: السلفية الجهادية اسم استخدمته الجماعات الإرهابية لمحاربة الدعوة الوسطيه




حوار ـ نسرين عبد الرحيم
على الرغم من الخطورة التى تمثلها التيارات التكفيرية المتشددة على المجتمع العربى بأسره، فانها لم  تكن الخطر الوحيد، إذ بدأت مؤخرًا تعلو أصوات التيارات العلمانية لتشكك فى علماء وفقهاء الدين القدامى، لتفسر أحكام الدين على أهوائها، وصارت صورة التيارات الإسلامية المعتدلة متداخلة مع التيارات المتشددة فى أذهان المصريين، لتظل فى النهاية الأصوات الدينية المعتدلة تحاول تصحيح الصورة التى شوهها أولئك المنافقون ، أحد هذه الأصوات هو الدكتور ناجح إبراهيم، الذى حدثنا عن الفرق بين التيارات الدينية ومناهجها سواء التكفيرية أو المعتدلة منها، كما حدثنا عن إقامته فى الإسكندرية عروس البحر، التى تمتاز باعتدال مزاج أهلها بعيدًا عن أجواء الثأر والقبلية حيث نشأ فى صعيد مصر، وحدثنا أيضاً عن توقعاته لنهاية الإرهاب فى سيناء.. والمزيد فى سياق الحوار التالى.

■ لماذا اخترت الإسكندرية للإقامة فيها؟
ـــ نشأت فى الصعيد وتعلمت هناك فى البداية، ولكن بعد ذلك تزوجت من الإسكندرية وأنجبت أولادى فى الإسكندرية وأحبوها، وكان ليس من الممكن لشخص نشأ بالإسكندرية أن يتركها ويذهب للصعيد، فزوجتى كانت تمتلك شقه أقامت فيها هى والأولاد، وعندما خرجت قررت أن أعيش معهم بناء على رغبة الأولاد، وقد استخرت الله وشعرت بسعادة بهذا الاختيار، بالإضافة إلى أن الإسكندرية أهدأ وأفضل من الصعيد، فلا يوجد بها مشاكل أو عصبية قبلية أو ثأر.
وأيضًا من خلال قراءتى للتاريخ، وجدت أن ابن تيمية عندما خرج من السجن عاش فى الإسكندرية وأصبح له شأن، وبالفعل بدأت تُطبع لى عدة كتب، وعقب الثورة كتبت فى عدة جرائد قومية وخاصة، وانتشرت من خلال الفضائيات، فالإسكندرية أقرب للقاهرة من الصعيد وسعيد بحياتى فى الإسكندرية.
■ هل ترى أن تنظيم داعش من الممكن أن يصل إلى مصر؟
ـــ داعش موجودة فى مصر فكرًا، فهناك شباب كثير معجب بداعش من ناحية الفكر وموجود، فالتنظيم الوحيد الذى بايع داعش هو «أنصار بيت المقدس» فى سيناء.
هذا التنظيم أعلن بيعته لـ«داعش» رسميا، و«داعش» سمة التنظيم، وكل سيناء «ولاية سيناء» تابعة لداعش، وبالتالى بعد هذه المبايعة، جاء فصيل ثانٍ من أنصار بيت المقدس وأنكر البيعة وأعلن أنه ضد البيعة، أى هناك انقسام داخل تنظيم «أنصار بيت المقدس»، قسم بايع داعش، وقسم أعلن رفضه للبيعة منذ أيام.
ولكن هناك شبابًا كثيرًا يحب داعش، لأنه لا يعلم ما هو فكر داعش وما خطورة هذا الفكر الداعشى، فهذا الانبهار مثل الانبهار الذى حدث لبعض الشباب المتدين بالقاعدة يوم أن ضربت القاعدة برجي التجارة الأمريكية، هذا الانبهار أنا سميته «الانبهار الكامل قبل الانهيار الكامل».
فهم أعجبهم ضرب البرجين وإزالة أمريكا، وهم لا يدرون أنه سيسقط لدينا برجان عظيمان كبيران، أهم من برجى التجارة الأمريكيين وهما أفغانستان والعراق، هذا الشباب مبهور بداعش وهو لا يدرى أن داعش أضرت بالإسلام صورة وحضارة، وأضرت بمعنى الخلافة والجهاد والمعانى الإسلامية النبيلة، وأدت إلى قراءة الإسلام قراءة عكسية، وهذه المرحلة ستكون مرحلة مؤقتة ثم تنقشح من سماء مصر، فالولاية التنظيمية لأنصار بيت المقدس فى سيناء تلفط أنفاسها الأخيرة، وعلى مدار عام لن تكون هناك ولاية، حيث تم توجيه ضربات لهذا التنظيم دحرت جزءًا كبيرًا منه إضافة إلى القتل والجرح ومنعت الأموال عنهم.
■ ما رأيك فيمن يسبون البخارى؟
ـــ بعض العلمانيين وبعض المنتسبين للأزهر يفعلون ذلك، والحقيقة أن البخارى أعظم عالم أنجبه الإسلام فى علم الحديث، وكان سببًا من أسباب حفظ أحاديث الرسول ـ صلى الله عليه وسلم، وقدم البخارى معظم عمره لأجل هذه المعرفة العظيمة وأجلته الأمة وعظمته حتى إن بعض المسلمين كان يقسم بالبخارى، وهذا خطأ فى العقيدة، ولكن هذا من عظمة مقامه فى وجدان الأمة، والذى يطعن فى البخارى يقصد الطعن فى رسول الله صلى الله عليه وسلم، لأنه يطعن فى المصدر الثانى للإسلام وهو الشريعة، وبالتالى الذى يطعن فى البخارى يريد أن يدحر الإسلام ويهدمه، وهناك حملة شرسة على كل علماء الإسلام: البخارى وأبو حنيفة النعمانى، أعظم عالم أنجبه الإسلام فى الفقه، وكان يطلق عليه الإمام الأعظم أحد تلاميذه أول عالم كتب فى القانون الدولى قبل 1400 عام، كتاب السيد الكبير المحمد ابن الحسن وله جمعيه فى لندن ـ جمعية القانون الدولى ـ وسبق الحضارة الأوروبية بـ1400 عام، هؤلاء الفقهاء كتبوا لزمانهم وليس ذنبهم أن الفقه الإسلامى لم يتطور، لأنه ليس هناك دولة تحميه، هم يريدون هدم منظومة الحديث الشريف وعلم الأصول الذى بناه العلماء على قواعد راسخة لا يريدونها أن تبقى.
■ ما تعليقك على الهجوم الذى يحدث الآن على حزب النور؟
ـــ الذين يهاجمون حزب النور الآن يريدون إخلاء الساحة من أى طرف له توجه إسلامى، ويريدون أن يأكلوا كعكة الحكم، وحدهم حزب النور له أفضليات كثيرة، والدعوة السكندرية من الدعوات التى لا تعرف التفجير أو التكفير أو الهدم، ووجودها فى الإسكندرية كان سبب عدم وجود مجموعات تكفيرية ولا تفجيرات، فالإسكندرية سكانها 10 ملايين، ولم يحدث تفجيرات بها كما حدث فى الشرقية مثلا، وأيضًا سيناء ومطروح تتشابهان بيئيا، حيث الصحراء والأسلحة والحدود، ولكن بسبب فكر الدعوة السكندرية الذى لا يعرف العنف وضد التفجير والصدام مع الدولة، كان من الممكن أن تكون مطروح مسرحًا للإرهاب مثل سيناء، ولكن الدعوة السلفية السكندرية حمتها من هذا الأمر، وهناك من يقول إن السلفيين يسيطرون على المساجد، على الرغم من أنهم لا وجود لهم إلا من خلال مسجد أو مسجدين، هل هذا سيخرب الدنيا، هؤلاء لا يريدون مصلحة الوطن، بعضهم يريد أن يأخذ كل شىء فى مصر ولا يعرف المنافسة فالساحة خالية أمام الأحزاب المدنية، إلا أنهم فشلوا منذ 4 أعوام بعد الثورة، كانت الساحة مفتوحة، ولكنهم لم يستطيعوا أن يصلوا إلى الشارع ولم يخدموا الناس، وليس لهم أى تواجد ملموس وهم الآن أمامهم الملعب خال لهم وحدهم، ومع ذلك لم يستطيعوا أن يسجلوا أى أهداف.
 ■ ولكن البعض يخلط بين حزب النور والجبهة السلفية بل والسلفية الجهادية من دون أن يدركوا الفرق؟
ـ نعم.. فالسلفية الجهادية هم أنصار بيت المقدس، وأخذوا اسم السلفية كى يعطوا لأنفسهم ساترًا لغش الناس ولدحر الدعوة السلفية، التى جاءت لمحاربة الفكر التكفيرى ولأنهم تكفيريون فأخذوا اسم السلفية وأطلقوا على أنفسهم السلفية الجهادية ليختلط على الناس الأمر ويظن البعض أنهم كتكفيرين فإنهم تابعون للدعوة السلفية التى جاءت فى الأساس لمحاربتهم ومحاربة الأفكار التكفيرية.
■ وماذا عن الجبهة السلفية؟
ـــ الجبهة السلفية ليسوا تكفيريين، ولكنهم يكفرون الحاكم فقط، وأفكارهم قطبية نسبة للسيد قطب، وهى التى أعلنت حراك 28 ولها وجود فى المنصورة والقاهرة، وتناصر حازم أبوإسماعيل، وتختلف عن الدعوة السلفية لأنها قطبية التكفير وتناصر رابعة.
 ■ ما تعليقك على العملية الإرهابية التى قامت بها طالبان فى أفغانستان؟
ـــ طالبان قامت بأول عملية مثل هذا النوع من العمليات، إذ قامت بقتل أكثر من 120 طالبًا مدرسيًا فى باكستان فى إقيلم بيشاور المتاخم لأفغانستان حينما نشأت.
■ وما الجديد فى هذه العملية؟
ـــ الجديد أنه لأول مرة نجد أن طالبان تستهدف مدنيين أطفالًا صغارًا بهذه الطريقة البشعة، وتقتل هؤلاء الطلاب، الذين بعضهم فى مرحلة الابتدائى والثانوى، والشىء الثانى أن طالبان مرت بأربع مراحل، الأولى مرحلة التكوين، وذلك من خلال نشأتها فى المدارس الدينية فى باكستان، وكانت ترعاها دولة باكستان، وتلتها مرحلة التنظيم والتدريب العسكرى والسيطرة على أفغانستان بعد ذلك، وكانت طالبان وقتها لديها فهم حسن قياسا بالآن، لأن باكستان كدولة كانت تتعهدها بالحماية والرعاية وترشد حركتها. أما المرحلة الثالثة، فحينما تعرفت على القاعدة وارتبطت بها، وكانت أخطر مرحلة على طالبان، حيث إن طالبان الجماعة والدولة وأفغانستان الدولة احتضنوا تنظيم القاعدة وتركوا له الدولة يسرح فيها ويمرح كما يشاء، ويضربون ضرباتهم من داخل أفغانستان إلى خارجها كما يشاءون، ففجروا السفارتين الأمريكيتين فى تنزانيا وكينيا، وضربوا حاملة الطائرات المدمرة كول وبرج التجارة فى 11 سبتمر. أمريكا من جانبها حسبت لأفغانستان والقاعدة وطالبان الحسابات نفسها، ما أدى لاحتلال أفغانستان وتدمير تنظيم القاعدة وطالبان، وهذه المرحلة كانت أسوأ المراحل التى مرت بها طالبان، وبدأت هذه المرحلة السيئة بإعجاب طالبان بتنظيم القاعدة ومحاولة تقليده والسير على نهجه. ثم أصبحت طالبان مفرقة ومشتتة ومطلوبة ومحاصرة ومطاردة سواء فى أفغانستان أو فى باكستان، ومع بداية ظهور داعش ظهر فريق فى طالبان يحب داعش ويعجب بها ويريد أن يقلدها، بل إن فصائل كثيرة جدا فى طالبان بدأت تنضم لداعش وتتبع البغدادى وتترك بيعتها للملا عمر.
■ ولكن ما علاقة التقسيم بالحادث البشع الذى حدث بالمدرسة فى باكستان؟
ـــ يبدو أن الذين قاموا بهذا الحادث هم الفصيل الأكثر تشدداً داخل طالبان، الذى بايع داعش ويريد أن يقلدها فى ذبح الأطفال والنساء، وهذا الفصيل لا يكفر الجيش فحسب، بل يكفر معظم المسلمين، حتى إنه دخل مدرسة ليس لأنه يريد أو يحاول أن يأخذ أطفالها رهائن، بل دخل للقتل والذبح من دون غرض سياسى. إن خطر داعش ليس خطرًا على الأوطان فحسب، بل خطرًا على الوسطية الإسلامية والحركات الإسلامية والهُوية الإسلامية، فكثير من الحركات الآن تتجه إلى التشدد، بل تتحول إليه. طالبان الآن فيها فصائل تميل إلى داعش، إذ كانت توجه عملياتها إلى المستعمرين، الآن توجها إلى المسلمين وليس للجيش الباكستانى، إنما للباكستانيين المسلمين.
■ وماذا عن تقرير التعذيب الأمريكى؟
ـــ تقرير التعذيب أصدره الكونجرس الأمريكى عن التعذيب الذى مارسه الـ«سى آى إيه» ضد الذين اعتقلوا بعد أحداث سبتمبر، وهو يقع فى 600 صفحة، ولكن الذى نشر فيه المختصر فقط، وهو يقع فى 530 صفحة وهو تحدث عن عدة وسائل للتعذيب منها التعذيب بالإيهام بالغرق واستخدم مع خالد شيخ صاحب فكرة أحداث 11 سبتمبر 183 مرة، واستخدم مع أبوزبيرة سعودى الجنسية 83 مرة، ومن الوسائل التى استخدمت للتعذيب شنيور كهرباء ويحفر فى جوانب الوجه والضرب والسباب والتهديد والاغتصاب والحبس والإيهام بالدفن وضرب الرأس فى الحائط بعنف والتعذيب الشرجى عن طريق التغذية العكسية.
■ ما قراءتك لتقرير التعذيب الأمريكى؟   
ـــ التعذيب قديم قدم الزمان، كل الدول تعذب وتخرق القوانين إذا تعرض أمنها للخطر، ولكن تختلف من وقت لآخر ومن زمن لآخر، فأمريكا كانت تتفاخر بأنها دولة مؤسسات وقوانين، ولكنها عقب الأحداث الكبرى تتصرف بطريقة ضد هذه المعانى وتضرب بكل القيم والقوانين عرض الحائط، إن الدول تشبه الإنسان حينما يكذب وأمريكا مارست الكذب مع شعبها مئات المرات، وهى كذبة فى مبرراتها، ففى غزوها للعراق جاءت تقارير الكونجرس بعد ذلك سواء الحالى أو القديم لتؤكد أن صدام لم يكن يمتلك أسلحة نووية.
■ وبماذا تبرر اعتراف أمريكا بعد غزو العراق بأنها كانت مخطئة وبأن صدام لا يمتلك أسلحة نووية؟
ــ معظم الدول تعشق أن تكون كاذبة وقوية أكثر من أن تكون صادقة وضعيفة، فأمريكا أرسلت متهمين لأجل أن يعذبوا فى بلاد أخرى لماذا؟ لأن القوانين الأمريكية تمنع التعذيب على الأراضى الأمريكية، ولقد أقامت أمريكا أيضًا معتقلات فى بلاد بعيدة عن الولايات المتحدة فى جونتانامو لتعذيب المتهمين، وهو التفاف حول القوانين وتحايل عليها، ولقد أرسلت المتهمين فى أحداث سبتمبر لبلاد مثل رومانيا والأردن وبولاندا ومصر ليعذبوا هناك، قديما كنا نعرف ما يسمى الحرب بالوكالة، إنما التعذيب بالوكالة فهو اختراع أمريكى جديد، بعد ما وجدت أن معظم المتهمين عرب لن تحسن التصرف معهم، فأرسلتهم لبعض الدول لتعذيبهم وإعادتهم ومعهم الـcd، كأن المتهم طرد بريد أو «التعذيب ديلفرى» أو بالوكالة، أى يرسل الشخص ويأتى مغلفًا، وهذه فضيحة كبرى لأمريكا وكل الدول التى شاركت فى ذلك.
■ وتعليقك على ذكر مصر فى التقرير؟
ـــ يؤسفنى ويؤسف كل مصرى أن مصر وردت كثيرًا فى التقرير، فلقد ذُكرت مصر 157 مرة، وذكر أنها فى عهد مبارك استلمت من 60 إلى 70 شخصًا متهمًا، قامت بتعذيبهم وإرسال المعلومات التى خرجت منهم. وقد أقر أحمد نظيف بذلك وقتها، وهذا أساء لمصر فى حين نفاه الجميع ولم يفد مصر فى شىء، بل أفاد مبارك فى ترسيخ تربعه على عرش مصر، وهذه إساءة لاستغلال السلطة، ولعل فى هذا التقرير درسًا لكل الدول، بأن كل الأسرار السرية ستخرج يومًا ما وأن أفعال الدول لن تكون طى الكتمان باستمرار، وأن ما خفى من الأساليب السياسية القذرة سيظهر لا محالة، وأن كل الصحف ستنشر إن لم يكن فى الدنيا سيكون فى الآخرة.  
■ وماذا يهدف الكونجرس من كشف تلك الأسرار فى هذا التوقيت؟
ـــ يعتقد البعض أن هدف الكونجرس الديمقراطى من إخراج هذا التقرير الآن، هدف انتخابى من أجل هزيمة الجمهوريين الذين حدث التعذيب فى عهدهم، ومنع شقيق بوش الابن من الترشح، وقد يكون هذا مبررًا، ولكن يُعتقد أنه مبرر واهٍ وغير دقيق، لأن التقرير أعد منذ 5 سنوات كاملة، وأعتقد أن الشعب الأمريكى ومعظم الكونجرس والصحافة الامريكية تحب أن تطهر أمريكا من هذه السوأة ومن سوءات أخرى، ولذلك فضحت الصحافة من قبل كل جرائم التعذيب فى سجن أبو غريب، كما أن الصحافة الأمريكية هى التى فضحت جرائم «بلاك واتر» ضد العراقين المدنيين العزل، أما الحكومات الأمريكية المتعاقبة، فلا أظن أن ماء المحيطات سيطهرها من آثامها فى حق شعوب كثيرة دمرتها وعبثت بأقدارها ومصالحها.  
■ ما أسباب فشل تحالف دعم الشرعية الذى بدأ بعشرة أحزاب وتشكيل من مختلف النقابات؟
ـــ الآن تحالف دعم الشرعية ليس به سوى حزبين، الحرية والعدالة والجماعة الإسلامية، والسبب الأول أن لحظة تكوين التحالف كانت لحظة عاطفية فيها من معانى الغضب والرغبة الثائرة، لأن الإخوان ضاع منهم الحكم فجأة وبطريقة لم يتصورها، فاعتبر الإسلاميون أنهم ضاع منهم الحكم والحلم، وكانت هذه لحظة عصيبة جدا، لم تمهل هؤلاء لضبط أهدافهم أو ترتيب أفكارهم أو وضع ضوابط للخطاب أو تدرج فى التحرك أو تدرج فى الأهداف أو بيان ما هو مطلوب، وكما تم بناء التحالف بطريقة عاطفية، انفض بطريقة عاطفية. السبب الثانى أن التحالف وضع أهدافا أكثر من قدراته، ولم يكن متناغمًا ومتجانسًا، فكان فيه أفكار إسلامية من الشرق إلى الغرب، ومن اليمين إلى اليسار، ولو أن المجموعات التى كونت التحالف جلس قادتهم للتناقش فى أى قضية لينظروا فى حلها لتباينوا تباينًا كبيراً، ولقد حولوا الصراع بينهم وبين الحكومة من صراع سياسى إلى صراع دينى وأدخلوا الجيش المصرى فى هذا الصراع.  
■ هل الجماعة الإسلامية ستترك التحالف وهى آخر من فى التحالف وتغادر مركبه الذى يغرق؟
ـــ فى داخل الجماعة الإسلامية هناك رأيان، رأى الشيخ عبود وصلاح هاشم وأنصار كثيرون يريدون الخروج من التحالف، ويعتقدون أن دخولهم التحالف أضرهم فى الجماعة الإسلامية، وأدى إلى سجن بعض أبنائها ومقتل بعض أبنائها وجعلها فى مواجهة غير مبررة مع الدولة، وجعلها فى حالة «لاحرب ولاسلم» مع الدولة، كما أدى إلى مقتل بعض أبنائها فى رابعة وهروب الكثير من قادتها خارج مصر. وهناك فريق آخر مثل عصام دربالة وعاصم عبد الماجد ورفاعة طه وطارق الزمر وغيرهم وأنصارهم يرون أن البقاء فى التحالف أفضل وأن الخروج من التحالف هو خروج إلى المجهول وأن الخروج من التحالف قد يفقدهم الفوائد الكثيرة، وقد عقدت جمعية عمومية منذ عدة أشهر مالت إلى رأى عصام دربالة فى البقاء فى التحالف.