الثلاثاء 23 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

صحى الأقصر «يموِّت السليم».. والعلاج «عشوائى»

صحى الأقصر «يموِّت السليم».. والعلاج «عشوائى»
صحى الأقصر «يموِّت السليم».. والعلاج «عشوائى»




 الأقصر  ـ أسماء مرعى

خدمة زفت.. ومعاملة سيئة.. وانتظار الأطباء بالساعات.. وتشخيص دون فحص.. وعلاج غير فعال.. وروتين عقيم يموّت السليم والمريض، تلك المصطلحات باتت عنوانا للإهمال وتردى الخدمات المقدمة، فضلا على أنها تحمل بين طياتها ملخصاً للمعاناة التى يتعرض لها المرضى المنتفعون من التأمين الصحى بمحافظة الأقصر.
التقت «روزاليوسف» عدداً من المرضى لرصد المعاناة التى يتعرضون لها حال تقدمهم لتلقى العلاج وتوقيع الكشف عليهم فى التأمين الصحى.
 تستنكر أم محمد عويضة، 75 سنة، أحد المرضى وقد بدا على وجهها آثار الإرهاق نتيجة انتظار الطبيب لأكثر من 4 ساعات، من سوء المعاملة، وإن الروتين لم يرحم سنها ولا حتى ضعف مرضها، حيث إنها تعانى من أمراض صدرية مزمنة تحتاج إلى عمل أشعة رنين مغناطيسى لفحص الرئة، لافتة إلى أنها كلما ذهبت لعمل الأشعة تكون الوساطة والمحسوبية حائلاً بينها وبين الجهاز، منوها إلى أن التقاعس والمماطلة استمرت لأكثر من شهر تحت مبرر «الإجراءات من قبل موظفى المستشفي، وعند الانتهاء من الإجراءات المطلوبة لتوقيع الكشف والتشخيص وانتظار للطبيب المعالج نحو 3 ساعات، فاجأتنا إحدى الممرضات بأن الطبيب المختص غير متواجد اليوم.
ويشتكى حسانى محمد، من تأخر الأطباء وعدم التزامهم بالمواعيد المحددة، منوها إلى أنه انتظر طبيب المسالك البولية لمدة تزيد على 4 ساعات، وفى نهاية المطاف «رجع بخفى حنين»، مشيرا إلى أن معظم الأطباء لا يلتزمون بالمواعيد لاهتمامهم بعياداتهم الخارجية الخاصة، لدرجة أن بعضهم يستغل التأمين الصحى فى الإعلان عن عياداتهم الخاصة ودعوتهم للمتابعة بها.
وتنوه أم إبراهيم محمود، 49 سنة، إلى أن حالها لا يختلف كثيرا عن الآخرين، حيث لستة الانتظار لا تنتهى بعد، منوهة إلى أنها وافدة إلى المستشفى للكشف بقسم العظام الذى «لا تسر حالته عدواً ولا حبيباً»، لافتة إلى أن الأطباء يقومون بصرف العلاج دون الفحص أو الكشف الفعلى على المريض، فالطبيب يكتب العلاج بناء على ما يسمعه شفهيا، ناهيك عن عدم الالتزام بالترتيب وأسبقية الحجز فى الدخول لغرفة الكشف، حيث الفوضى تعم الغرفة.
أما مرضى الفيروس الكبدى فلهم نصيب من تلك المعاناة.. يقول فراج عطية الله، 54 سنة، أحد مرضى فيروس c الكبدى؟، إننى أعانى أشد المعاناة للحصول على عقار «سوفالدى»، لافتا إلى أنه يقطع عشرات الكيلومترات فى رحلة «كعب داير» بين الأقصر وقنا لمدة تزيد على شهر لعمل التحاليل والأشعة التى أقرتها لجنة التليف الكبدى بقنا، منوها إلى أنه يقوم بعمل 17 تحليلاً فى عيادات التأمين الصحى بالأقصر وسط تقاعس ولامبالاة، فتارة انتظار للأطباء بالساعات وأخرى تحمل مشقه السير مسافة تزيد على 50 كيلو  متراً حتى مراكز الأشعة والتحاليل، إلى جانب عناء الحصول على العلاج وبهدلة سنوات آخر العمر تارة أخرى.
من جانبه قال الدكتور مصطفى حنفى، مدير العيادة الشاملة للتأمين الصحى بالأقصر، إن التأمين الصحى بالمحافظة يعانى  من نقص الأطباء المعينين، فى حين أن الأطباء الموجودين غير قادرين على استيعاب الأعداد الكبيرة والتعامل مع المترددين على العيادات يوميا والذين أن يصل عددهم إلى نحو 300 منتفع، بالإضافة إلى خدمة جميع مراكز المحافظة، ما يمثل عبئا علينا فى ظل نقص الأطباء.
وأضاف حنفى: أغلب الأطباء الذين يتأخرون متعاقدون مع نظام التأمين، ويحضرون بعد انتهاء عملهم فى المستشفى، وبموجب هذا العقد لا يجوز لإدارة التأمين الصحى أن توقع عليهم الجزاءات العقابية حال تأخيرهم أو حتى عدم مجيئهم، قائلا: وعلى من يريد العلاج فعليه الالتزام بالإجراءات البروتوكولية الروتينية.
وطالب مدير العيادة الشاملة للتأمين الصحى بالأقصر بإنشاء مستشفى للتأمين الصحى بالمحافظة، حيث إن إنشاء آخر سيعمل على حل المشكلة وسد العجز الصارخ بنسبة 90% من المشاكل التى تواجه عيادات التأمين داخل الأقصر.