الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«تل أبيب» ترتجف من أسلمة «القارة العجوز»

«تل أبيب» ترتجف من أسلمة «القارة العجوز»
«تل أبيب» ترتجف من أسلمة «القارة العجوز»




ترجمة وإعداد- أميرة يونس
أعد المحلل والخبير السياسى الإسرائيلى فى صحيفة يديعوت أحرونوت «جاى باخور» المعروف بآرائه اليمينية المتطرفة تقريرا مطولا حول خطورة تزايد صراع تنظيم الدولة الإرهابى «داعش» فى الشرق الأوسط، قائلا إنه رفع من خطر المتطرفين الإسلاميين على ألمانيا وأوروبا بأكملها، محذرا انتقاله إلى إسرائيل.


واتهم باخور الذى يعمل حاليا كرئيس قسم دراسات الشرق الأوسط بمركز هرتزليا الإسرائيلى للأمن القومى - أوروبا بالتحول العربى للغرب بعد أن كان ينتشر فى الماضى مصطح «التحول الغربى للعالم العربى»، وأن الاتحاد الأوروبى يسير على خطى العالم العربى، منددا بقرار المحكمة الأوروبية، وهى أعلى هيئة قضائية فى الاتحاد الأوروبى، بشطب اسم حركة «حماس» من قوائم الإرهاب، معتبرا أن إسرائيل تعيش الآن فى جو يحيطه اضطرابات من جهات كثيره بالعالم الأوروبى وأن الاتجاه فى أوروبا يسير عكس المصالح الإسرائيلية.
وشن باخور فى تحليله هجوما غير مسبوق ضد أوروبا بسبب اعتراف البرلمان الأوروبى بدولة فلسطين  معربا عن قلقه البالغ من أن تلك القرارات تصب فى مصلحة الفلسطينيين. ووصف السلوك الأوروبى بالعنصرى فى قوله إن ضرب اليهود ونيل الشرعية كان دائما اللعبة المفضلة لدى الأوساط «المسيحية» بالأمس، واليوم مع أسياد أوروبا الجدد وهم «المسلمين».
ووصف أوروبا القارة العجوز بصاحبة الدول «الأورو- إسلامية» زاعما أن المسافة بينها وبين العالم الإسلامى آخذة فى القصر، لدرجة أسلمة أوروبا، وأن كبرى المدن الأوروبية سوف تسيطر عليها أغلبية إسلامية فى غضون خمس إلى عشر سنوات، الأمر الذى من شأنه إحداث تغيير ديموغرافي وسياسي كبير فى الدول.
ووفقا للمحلل والخبير الإسرائيلى فان المدينة الأوروبية الأولى التى ستكون فيها أغلبية إسلامية هى «مارسليا» بفرنسا حيث يبلغ معدل المسلمين فيها نسبة 30 – 40 فى المائة من سكانها، قائلا أنه من المقرر بناء مسجد ضخم مع مئذنة بارتفاع 25 مترا وقاعة صلاة تكفى 14 ألف مصلى فى مطلع عام 2016 كخطوة تليق بطائفة ضخمة فى البلاد، ولفت إلى أن مارسليا هى المدينة الثانية فى فرنسا من حيث المساحة، لافتا إلى أن وتيرة الهجرة الإسلامية إلى فرنسا باتت هائلة بشكل مرعب.
وتابع أن ثانى دولة أوروبية من المتوقع أن تحتوى على أكبر عدد من المسلمين حتى نهاية العقد الحالى هى برشلونة فى إسبانيا حيث يبلغ عدد المسلمين فيها اليوم حوالى 30 فى المئة من سكانها والتى بها أيضا طلب هائل على بناء المزيد من المساجد. كما توجد مدن إسبانية أصغر مثل سالت حيث يوجد منذ الآن 40 فى المائة منها مسلمون.
وتأتى «بروكسل» عاصمة بلجيكا وعاصمة الاتحاد الأوروبى فى المركز الثالث وفقا لتقييم الخبير الإسرائيلى وإنه من المتوقع أن تصبح من بين المدن التى ستشكل فيها أغلبية إسلامية حيث تصل نسبة المسلمين بين سكانها إلى 30 فى المائة.
وأكد باخور إنه يوجد للإسلام قوة فى بروكسل أكثر مما للكنيسة الكاثوليكية. وحمل المحلل الإسرائيلى الأحزاب الاشتراكية الأوروبية المسئولية الكاملة عن التزايد الهائل فى أعداد المسلمين بأوروبا، وذلك لموافقتهم على استمرار الهجرة  الشرعية وغير الشرعية للمسلمين إلى أوروبا، واصفا ذلك بالجنون.
واختتم باخور تحليله بتوجيه تحذير لأوروبا من أن ارتفاع أعداد المسلمين أكثر فأكثر من شأنه أن يوقظ الأحزاب اليمينية المتطرفة فى أوروبا، الأمر الذى من شأنه نشوب مزيد من الصدامات والتى من المتوقع أن تصل لدرجة الحروب الأهلية مستقبلا. وقد تصل الأمور أيضا إلى أسلمة القارة، وهى مسألة مسيرة لا عودة فيها.
وفى السياق لفتت تقارير إسرائيلية أخرى إلى خطورة وجود تنظيم الدولة الإرهابى «داعش» فى الشرق الأوسط على أوروبا وخاصة فى ألمانيا، حيث يعتمد عناصر التنظيم على صغار السن فى ألمانيا أو أوروبا من الذين يبحثون عن إعتراف المجتمع بهم ويقدمون لهم ما كانوا يحلمون به بعيدا عن الدين نفسه ويبدأون فى تكوين جيل سلفى متطرف بهدف إقامة خلافة إسلامية.
وفقا لـ«بوركهارد فراير» مدير معهد حماية الدستور فى مقاطعة وستفاليا، فان الهدف الجذاب لهؤلاء السلفيين المتطرفين هو إقامة خلافة إسلامية». ويوضح فراير إن هؤلاء صغار السن «يبحثون عن اعتراف المجتمع بهم، وهو ما تقدمه لهم هذه الجماعات والأمر لا يتعلق بالضرورة بالدين نفسه فيمكن للتنظيم استقطاب شباب وأطفال من ديانات أخرى غير الإسلام.
ويقول فراير أن ألمانيا تنعم هذه الأيام بأجواء مستقرة فيما يخص الاقتصاد والمكانة الدولية العالية التى باتت فى السماء بعد فرحة المسئولين الألمان وعلى رأسهم المستشارة الألمانية «أنجيلا ميركل» بنجاح برلين فى الحصول على كأس العالم 2014، إلا أن الظروف اختلفت، ولعل مصطلح «الجهاد» الذى كان يبدو بعيدا عن الألمان، ويشاهدونه فقط عبر شاشات التليفزيون أصبح قريبا منهم، بل فى معقل دارهم، والخوف من الهجمات الإرهابية بات يتنامى خاصة بعد تعاطف إسلاميين ألمان مع إرهابى الدولة الإسلامية فى العراق وسوريا «داعش».
ولفت فراير إلى حديث مفتش مكتب مكافحة الجرائم فى ألمانيا أن الحوار يدور الآن فى الأوساط الأمنية حول متى سيقع هجوم فى ألمانيا ولم يعد الحديث حول إذا كان ما سيقع هجوم من عدمه» مضيفا أن مقاطعة ستفاليا تحديدا أصبحت معقلا «للمشهد الإسلامي»، إذ يبلغ عدد الإسلاميين المتشددين حوالى 1800 فى الولاية من أصل 6000 فى ألمانيا بأكملها.
ويؤكد مدير معهد الدستور «أن تسليح الأكراد فى العراق، ضد تنظيم الدولة الإسلامية، لن يزيد من المخاطر ضد الدولة الألمانية، لأن الإسلاميين يحاولون استغلال أية فرصة لتنفيذ مخططاتهم ضد الغرب بغض النظر عما إذا كان الأمر يتعلق بتوريد الأسلحة أو أى نوع من أنواع الدعم الدبلوماسى». إلا أن الحرب الدائرة فى العراق وسوريا لها اثر كبير على الأمن الداخلى بحسب فراير «فالمقاتلون الألمان العائدون من ساحات الحرب، هم يمثلون خطرا على الأمن العام وبعضهم قد يكون قنبلة موقوتة».
وطبقا لمعلومات مكتب حماية الدستور فقد تم رصد قرابة 40 شخصا مؤخرا ممن شاركوا فى القتال فى سوريا أو العراق، لذلك تسعى السلطات الألمانية حاليا إلى الحيلولة دون مغادرة المزيد منهم، إلا انه وبحسب فراير فانه «من الصعب تشخيص الجميع، خاصة انه من غير الممكن اثبات ان كل من يغادر المانيا هدفه النهائى هو المشاركة فى القتال فى سوريا، ومما يصعب الأمور أكثر أن 80% تقريبا من المتوجهين للقتال هم رجال ويحملون الجنسية الألمانية، أو ألمان اعتنقوا الإسلام وليسوا ذوى أصول مهاجرة، وفى هذه الحالة يكفى إبراز الشخص المسافر لهويته الشخصية من أجل الدخول الى تركيا، لينتقل بعدها الى سوريا، دون أية دلائل تثبت سفره».
وعلى الرغم من ذلك ظهرت آراء معاكسة لفراير حيث أكدت جامعة فرانكفورت الألمانية فى دراسة لها أن المبالغة فى المخاوف وإطلاق التحذيرات من عمليات تفجيرية قد يضر ألمانيا كما سيخلق فجوة بين الناس ويولد مزيدا من عدم الثقة بين الأفراد، كما انه سيصعب الامر على المسلمين المعتدلين، وسيظهر الدولة الألمانية بأنها ضد الإسلام، وهو ما قد يزيد من حالات التطرف بالبلاد وتشكيل دافع كبير للإرهابيين لتنفيذ هجماتهم، مؤكدة فى الوقت ذاته على أنه جزء صغير من السلفيين فى ألمانيا يمكن تصنيفهم على أنهم يمثلون خطرا.
ومازال باب النقاش مفتوحا على مصراعية فى ألمانيا حول منع دخول من يثبت مشاركته فى الحرب فى العراق أو سوريا إلى البلاد مرة أخرى، ومن جانبه كشف «يواخيم هيرمان» وزير داخلية مدينة بافاريا بألمانيا أكثر من مرة أن سلطات الأمن تقوم بمراقبة العائدين من المشاركة فى حروب خارج الدولة، وأن هناك 5 سلفيين محتجزين الآن تحت تهمة الانتماء إلى منظمات إرهابية دولية.
وأضافت الدراسة الألمانية أن السلفيين فى ميونيخ لا يؤمنون بالدولة المدنية الحديثة ولا الانتخابات الحرة ولا الديمقراطية، إنما يؤمنون بوجوب خليفة للمسلمين وجبت عليهم طاعته.. وهدفهم فى الوقت الراهن هو إصلاح أنظمة الحكم والمجتمع والحياة من خلال الدعوة لتطبيق الشريعة الإسلامية.
وقالت أن منهجهم فى الحياة هو العودة إلى الكتاب والسنة، لذلك فهم يسعون لتحويل ألمانيا إلى دولة سلفية بالطرق السياسية. وأن المراقبين لهم يشككون فى قدرة منهجهم على تغيير المجتمع، قائلين إن السلفيين اناس يعيشون على هامش الحياة وأن تحصيلهم العلمى قليل، لذلك فهم يبحثون عن إثبات الذات بالانضمام إلى الجماعات المتطرفة.
وبدأ الناس يتعرفون على أنشطة السلفيين المعلنة فى ميونيخ، وتحديدا فى منطقة المشاة بين ميدان «شتاخوس» وميدان «المارين»، أثناء توزيعهم المصاحف على الناس بالمجان، كذلك وهم يعظون، ويجيبون على أسئلة الناس المتعلقة بالديانة الإسلامية، المشهد الذى أثار حفيظة الكثيرين من الألمان، وتباينت ردود الأفعال ما بين متحفظ على هذا النشاط ورافض له. وحول قوة تأثير هؤلاء السلفيين فى الشارع الألمانى فترى الدراسة أن الشباب صغير السن قد يعجبون بالقدرات القتالية عند السلفيين، ومن عدم خوفهم من الموت، كذلك فإن بعض المراهقات قد تلعب «الرومانسية» دورا فى إعجابهن بالمجاهدين، وعلى المجتمع والأسرة والمدرسة تصحيح مفاهيم الشباب الصغير السن.
واختتمت الدراسة الألمانية بأنه ليس بالضرورة أن يوصم كل سلفى بالتطرف والإرهاب، وأن السلفيين فى ميونيخ عبارة عن قسمين احدهما ينتهج السياسة والموعظة كأسلوب لتغيير المجتمع ووفقا لمعتقداته، والآخر ينتهج أسلوب العنف والقوة للتغير. فمثلا الذين ينتشرون فى الشوارع يوزعون المصاحف بطريقة سلمية، هم غير الذين يؤمنون بالسلفية الجهادية ويسافرون إلى بؤر التوتر للقتال ثم يعودون بعدها إلى ألمانيا.