الخميس 2 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تل أبيب: «الشرق الأوسط» لا يوجد به دولة عظمى وأمريكا وروسيا تسيطران عليه من خلال سوريا

تل أبيب: «الشرق الأوسط» لا يوجد به دولة عظمى وأمريكا وروسيا تسيطران عليه من خلال سوريا
تل أبيب: «الشرق الأوسط» لا يوجد به دولة عظمى وأمريكا وروسيا تسيطران عليه من خلال سوريا




ترجمة - أميرة يونس
 

كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن التقرير الصادر لدائرة الأبحاث فى شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان» والذى تم تقديمه إلى هيئة الأركان العامة قبل أسبوع محذراً من الفوضى الحاصلة فى العالم العربي، خاصة الحرب فى سوريا وتمركز تنظيم «داعش» الإرهابى عند الحدود مع إسرائيل.

كما تناول التقرير الحديث عن تأثير ما يجرى فى المنطقة على أسعار النفط الخليجى والعالمي، وما يمكن أن تشكله هذه الأمور من مخاطر على أمن وسلامة دولة إسرائيل.
ووفقاً للمحرر العسكرى بالصحيفة الإسرائيلة «أليكس فيشمان» فإن الشرق الأوسط اليوم لا يوجد به دولة عظمى بإمكانها أن تجرى أى توازنات أو تعاون دولى من أجل إحداث تهدئة إقليمية، الأمر الذى يدفع كلًا من الولايات المتحدة وروسيا لبذل مجهودات كبيرة لزيادة تأثيرهما فى المنطقة من خلال سوريا بالتحديد، وهو ما ينبئ باستمرار المعركة هناك، إذ إن الرئيس بشار الأسد يسيطر على 20 أو 30٪ فقط من سوريا، بينما تقع باقى المناطق فى أيدى التنظيمات الإرهابية المسلحة والتى يتحارب أغلبيتهم مع بعضهم البعض.
وعلى الصعيد الإيرانى يقول فيشمان إن الصورة السياسية تبدو معقدة بالنسبة لطهران، خاصة فى ظل المفاوضات بينها وبين القوى العظمى حول اتفاق لرسم حدود البرنامج النووى الإيرانى، مؤكداً أن هذا الاتفاق سينعكس سلبياً على إسرائيل، التى تسعى دائماً إلى التأكيد على أن إيران دولة إرهابية ولا ينبغى التعامل معها.
من ناحية أخرى، أشارت المصادر ذاتها، إلى أنّ نتنياهو يخوض معركة انتخابات الكنيست الـ20، فى الوقت الذى ينسق معه معظم الحكام العرب الرئيسيين سياساتهم، ليس فقط إزّاء إيران وما يحدث فى الحرب بسوريّة، بل حيال إدارة الرئيس الأمريكيّ أوباما فى واشنطن، وبشكلٍ لا يقّل أهمية حيال الفلسطينيين.
فى ذات السياق، نقلت محافل سياسيّة إسرائيليّة عن وزير الخارجية الأمريكيّ، جون كيري، كشفه أنّ هناك دولاً عربيّة فى منطقة الشرق الأوسط، مستعدة للوقوف وصنع السلام مع إسرائيل، فضلاً عن الدخول فى تحالف إقليميّ جديد، ضد حركتى حماس الفلسطينيّة وتنظيم الدولة الإسلاميّة، لأنّ منطقة الشرق الأوسط منقسمة على نحوٍ عميق، لكن حتمية التوحّد معاً لمحاربة (داعش)، تمكّن عملية التقارب بين الأشخاص.
وأضاف الوزير الأمريكيّ قائلاً، بحسب التلفزيون الإسرائيليّ، إنّه يجب أيضاً أنْ نتشارك فى ذلك، لأنّ أصدقاءنا فى غاية الأهمية بالنسبة لنا، والعلاقة بيننا وبين إسرائيل، فضلاً عن علاقاتنا مع الدول العربية، تجعلنا أكثر أمنًا فى عالم خطير للغاية، عبر تمكيننا من الاستجابة مبكرًا، وعلى نحو أكثر كفاءةً للمخاطر الأمنية، وانتشار الجريمة المنظمة، على حدّ تعبيره.
وأشار كيرى أيضًا إلى أنّه فى خضم أعمال العنف، نشهد إمكانات ظهور تحالفات إقليميّة جديدة، تجمعها القليل من القواسم المشتركة، ولكن تتشارك فى رفض المتطرفين، وهم يقولون إنّ هناك قدرة فى هذا الوقت على خلق تحالف إقليميّ جديد ضدّ الحركات الإسلاميّة المُتشدّدّة والمُتطرفة، معتبرًا أنّ الولايات المتحدة الأمريكيّة ستكون مقصّرة إذا لم تحاول الاستفادة من ذلك، على حدّ قوله. جدير بالذكر أنّ رئيس الوزراء الإسرائيليّ نتنياهو كان قد تحدّث عن أفق سياسيّ جديد، خلال الحرب العدوانية الأخيرة ضدّ قطاع غزّة.
وبحسب صحيفة (هآرتس) العبريّة فإنّ المُبادرة العربيّة قد تساهم فى إخراج إسرائيل من الأزمة فى علاقاتها الدولية ومن التباطؤ الاقتصادي، وتجنب نتنياهو صراعات دبلوماسية وقضائية بتهمة ارتكاب جرائم حرب. وأضافت الصحيفة أنّ نتانياهو يتحدث الآن عن أفق سياسيّ جديد وإمكانيات جديدة على خلفية التغييرات فى الشرق الأوسط.
وبحسبها فإنّه فى حال تبينّ أنّ هذه شعارات عبثية، لشرعنة بقائه غير المفيد فى مقعد رئاسة الحكومة، فإنّه من المتوقع أن يتحطم، فاليمين الذى خاب أمله لن يدعمه مرة أخرى، وسلطته وصلت نهايتها بدون أن يحقق شيئًا، قالت (هآرتس). وساقت الصحيفة قائلةً إنّه إذا أراد نتنياهو أن يحسن فعلاً من وضع الدولة، التى وقعت فى أزمة فى علاقاتها الدولية وتواجه تباطؤا اقتصاديًا، عليه أنْ يضع مضامين فى تعهداته، وأنْ يسعى إلى السلام مع الفلسطينيين.
وبحسب الصحيفة فإنّ المعادلة معروفة: تبنّى مبادرة السلام العربية كأساس لمفاوضات جوهرية مع القيادة الفلسطينية بقيادة محمود عباس، وبدعم ما أسمته الصحيفة بالمحور المعتدل: مصر والأردن والسعودية، رغم أنّ ثمن الدخول فى المفاوضات معروف، وهو إطلاق سراح الأسرى الذين تعهد لعباس بإطلاق سراحهم، وتجميد البناء الاستيطاني، والتجند لإعادة إعمار قطاع غزة