الخميس 28 مارس 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
احمد باشا

افتتاح هزيل «للقومى» و«السلام» مغلق واستمرار مشاكل «ملك»

افتتاح هزيل «للقومى» و«السلام» مغلق واستمرار مشاكل «ملك»
افتتاح هزيل «للقومى» و«السلام» مغلق واستمرار مشاكل «ملك»




كتبت- هند سلامة
حالة من الزخم المسرحى الوهمى شهدها هذا العام، فبالرغم من الإنتاج الضخم الذى أعلن عنه البيت الفنى للمسرح مع اقتراب نهاية العام حيث أعلن عن إنتاج 24 عرضًا مسرحيًا جديدًا إلى جانب العروض التى امتد عرضها من 2013 إلى 2014، إلا أن هذا الإنتاج لم ينتج عنه عروض مسرحية جيدة أو متميزة باستثناء عروض تعد على أصابع اليد الواحدة على رأسها كان عرض «المحاكمة» على مسرح ميامى للمخرج طارق الدويري، والذى حصد جوائز المهرجان القومى للمسرح وعرض «رجالة وستات» بمسرح أوبرا ملك للمخرج إسلام إمام، «قريب جدا» مسرح الشباب إخراج أكرم مصطفى، و«عاشقين ترابك» الجزء الثانى للمخرج محمد الشرقاوى، «ماراصاد» مسرح الطليعة إخراج سعيد سليمان، و«اللى بنى مصر» مسرح الشباب إخراج إسلام إمام

لكن فيما عدا هذه الأعمال ازدحم البيت الفنى بعدد من العروض المسرحية الهزيلة والتى بالطبع لم تشهد أى إقبال جماهيرى يذكر، فبدلا من التركيز على محتوى ونوعية الأعمال المسرحية المقدمة اهتم البيت الفنى بعمل حالة من الزخم المسرحي، دون الالتفات لمستوى العروض وبالتالى ازدحمت المسارح بعروض جديدة مثل «رايح جاى صدفة»، «هاى ليلة هوي»، «عشق الهوانم»،  «فى صحتك يابا»، «رئيس جمهورية نفسه»، «عربى جمهورية»، «فركش لما يكش»، «كوكب سيكا»، «طقوس الموت والحياة»، «الغرباء لا يشربون القهوة»، «حواديت الأراجوز»، «طرطوف»، «فتفوتة»، «هو فيه كده »، «مرافعات الفرفور الفصيح»، «اللى خايف يروح»، وغيرها من الأعمال المحدودة فنيا، لكن فى المقابل حاول فتوح أحمد رئيس البيت الفنى للمسرح إقامة مشاريع مسرحية جديدة كان منها البدء فى تنفيذ مشروع مسرحة المناهج وذلك بعد توقيع بروتكول تعاون مشترك بين البيت الفنى للمسرح ووزارة التربية والتعليم وتم إنتاج أربعة مسرحيات هى «سجين زندا»، «طموح جارية»، و«الأيام»، و«على مبارك»، إلى جانب ذلك قام بتنفيذ مشروع المسرح المصرى لكل مصرى وهو مشروع يهدف إلى تسهيل دخول الجمهور للمسرح عن طريق عمل اشتراكات سنوية بمسارح الدولة للفرد 52 جنيها والأطفال 22 جنيها، ويسمح لحامل هذا الاشتراك دخول عرض واحد سنويا من عروض مسرح الدولة لكن بالرغم من تنفيذ هذا المشروع إلا أن الجمهور لم يعد للمسرح كما كان متوقعا لأنه بالطبع لم تكن هناك عروض مسرحية جاذبة كى يخرج الجمهور لمشاهدتها!!
لم تقتصر المشاريع والأفكار الجديدة على مسرحة المناهج والمسرح المصرى لكل مصرى لكن هناك مشروع بدأ البيت الفنى فى تنفيذه هذا العام وهو يعتبر من أهم المشاريع المتميزة التى دخل فيها وهو مشروع مسرح العرائس المائية الذى أقيم لأول مرة فى الشرق الأوسط، وحضر إلى مصر اثنين من الخبراء الفيتناميين لتدريب مجموعة من الفنانين على نحت وتلوين العرائس كمرحلة أولى فى هذا المشروع، وسافرت المهندسة «مى مهاب» من البيت الفنى للمشاركة فى ورش تعليم فن العرائس المائية، وقد أفادت سفارة مصر فى بانكوك أن مشاركة المهندسة مى مهاب لاقت استحسانا كبيرا هناك.
بالطبع لم يخل عام 2014 من الأزمات المسرحية خاصة التى كانت تتعلق بإفتتاح المسارح التى تم تجديدها وإعادتها للحياة من جديد، جاءت الأزمة الأولى بمسرح أوبرا ملك الذى افتتح للشباب ولاستقبال المشاريع الصغيرة، والذى أقيم خصيصا لعمل ورش تدريبية متنوعة فى المسرح، ورغم أن الفكرة تبدو عظيمة إلا أن تنفيذها على أرض الواقع جاء بشكل عشوائى بين جدارن مسرح مهدد بالإغلاق بعد افتتاحه، حيث تعرض المسرح بعد الافتتاح لمشاكل عديدة فى الصرف الصحى والكهرباء والإضاءة والصوت وهو ما تسبب فى إيقاف عرض «رجالة وستات» لإسلام إمام أكثر من مرة بعد انفجار ماسورة الصرف الصحى بالمسرح، وكان يردد دائما  مدير المسرح أحمد السيد أن المكان تم استلامه بشكل خاطىء دون أن تكتمل البنية التحتية له!
امتدت نفس المشكلة وطالت أيضا المسرح القومى الذى تم تأجيل افتتاحه مرات متعددة بسبب عدم استكمال أعمال البناء والترميم به وفى النهاية اضطر وزير الثقافة لإفتتاح المسرح فى 20 ديسمبر الجارى دون عرض الإفتتاح «وبحلم يا مصر» للمخرج عصام السيد بسبب عدم تدريب  العمال الموجودين على أجهزة الإضاءة والصوت الجديدة بالمسرح وبالتالى افتتح الوزير خشبة المسرح فقط، اما الأزمة الكبرى هى التى شهدها مسرح السلام الذى كان مقررا افتتاحه هذا العام بعرض «باب الفتوح» للمخرج فهمى الخولى لكن تم تأجيل العرض لأجل غير مسمى بسبب عدم اكتمال أجهزة الإضاءة والصوت به، وعدم اكتمال أعمال البناء والتطوير بغرف الفنانين مع العلم أن المسرح مغلق منذ عامين كاملين!!
لم تقتصر أزمة العروض الهزيلة على عروض البيت الفنى للمسرح فقط، بل جاءت أيضا عروض الشباب سواء المستقلين أو الهواة هذا العام وعلى غير العادة ضعيفة ولا ترتقى لمستوى فنى يذكر، وبدا ذلك واضحا من كثافة  مشاركة عروض الشباب بالمهرجان القومى للمسرح  لكن للأسف كانت العروض هزيلة للغاية وبالرغم من الإقبال الجماهيرى الذى حققه المهرجان القومى فى دورته هذا العام إلا أن النقاد والحاضرين أجمعوا على أن عروض المسابقة الرسمية كانت شديدة الضعف ومعظمها كان لا يرتقى للمشاركة بالمسابقة الرسمية للمهرجان.