الخميس 18 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فلسطين تتجه لمحكمة العدل الدولية بتوقيع «اتفاقية روما»

فلسطين تتجه لمحكمة العدل الدولية بتوقيع «اتفاقية روما»
فلسطين تتجه لمحكمة العدل الدولية بتوقيع «اتفاقية روما»




ترجمة - سيد مصطفى


اهتمت كل من الصحف الإسرائيلية والعالمية على حد سواء بالخطوة الفلسطينية الجديدة للالتحاق بـ«معاهدة روما» لجرائم الحرب وغيرها من المعاهدات الدولية، خاصة أنها تأتى فى اليوم التالى لرفض الطلب الفلسطينى بالاعتراف بالدولة الفلسطينية وإنهاء الاحتلال.
حيث علقت صحيفة «معاريف» على الخطوة الفلسطينية للالتحاق بمحكمة العدل الدولية بأنها جاءت بعد فشل أبومازن فى الاعتراف بالدولة الفلسطينية فى مجلس الأمن، حيث تحاول فلسطين الانضمام  للمجتمع الدولى، عبر التوقيع على 22 اتفاقية، بما فى ذلك الاتفاقية التى تسمح لها بالالتحاق بالمحكمة.
كما أوضحت الصحيفة أن لجنة الطوارئ التابعة للسلطة الفلسطينية اجتمعت  فى رام الله، عقب رفض مبادرة فلسطين بـ«مجلس الأمن» بالأمم المتحدة، ووقع محمود عباس على الانضمام إلى المعاهدات الدولية الـ 22، بما فى ذلك «نظام روما الأساسى» الخاص بالمحكمة الجنائية الدولية، والانضمام إلى المحكمة ذاتها فى لاهاى، حيث عقب أبومازن على قرار مجلس الأمن بأنه ليس نهاية العالم وأن مبادرته ليست الأخيرة، وإنما يتعين عليه مواصلة  العمل من جديد ابتداء من هذه الليلة، وذلك عبر خطابه بمناسبة الذكرى الخمسين لحركة فتح، ووعد بأن يتجة الفلسطينيون إلى المحكمة،  لتوجيه شكاوى ضد إسرائيل.
وأكد عباس أن السلطة الوطنية الفلسطينية سوف تستمر فى موقفها وسياساتها قائلاً  «إذا كان العالم  لا يريد أن يعطينا حقوقنا، فعلينا أن نأخذ ذلك بأنفسنا»، واعتبر أن فشل المفاوضات مع إسرائيل حول المستوطنات  قد دفع الفلسطينيين لتلبية نداء الالتحاق إلى المؤسسات الدولية.
وأشارت الصحيفة إلى أن الاتفاقيات التى وقعها الرئيس الفلسطينى شملت على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، واتفاقية حماية الحقوق السياسية للمرأة، واتفاقية مناهضة الجريمة الدولية المنظمة، واتفاقية بازل التى تنظم نقل النفايات الخطرة فيما بين الدول، واتفاقية التنوع البيولوجى، وباﻹضافة إلى ذلك، أشار عباس إلى العلاقات بين حركتى فتح وحماس، وقد وعد بإعادة بناء «قطاع غزة» قريبا.
بينما كتب وزير الخارجية الإسرائيلى ليبرمان، على صفحته الخاصة على موقع التواصل الاجتماعى «فيسبوك» أن «أبومازن يمكنه التوقيع على الاتفاقيات التى يريدها، وهم الذين يرتكبون جرائم حرب فى الصراع بين الفلسطينيين أنفسهم والمسئولين عن الإرهاب  ضد الرضع والأطفال، والرجال والنساء دون تمييز خلال السنوات المائة الأخيرة، قائلاً لأبومازن «لا تهددنا، لأنك مع الجيش الأكثر أخلاقية فى العالم».
ووصفت «معاريف» رفض الاقتراح الفلسطينى «لإنهاء الاحتلال» فى مجلس الأمن، بأن إسرائيل استقبلت هذا القرار بمشاعر مختلطة، وذلك بسبب قيام اثنين من صديقاتها بالعمل على خنق إسرائيل، وهم فرنسا والمملكة المتحدة، حيث إن فرنسا أيدت القرار وأمريكا امتنعت عن التصويت فى علامة مقلقة، قال الوزير يوفال شتاينتز، مشيراً إلى أن هذا يدل على الحاجة الملحة إلى تعزيز فعالية السياسة الخارجية والدبلوماسية العامة على الساحة الدولية، لدعمها للمبادرة الفلسطينية، كما استدعت السفير الفرنسى باتريك إيزوناب، لتوبيخه فى وزارة الشئون الخارجية.
ووصفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» الخطوة الفلسطينية بأنها فصلاً جديداً فى المعركة الدبلوماسية بين إسرائيل والفلسطينيين، والتى اشتعلت فى اليومين الماضيين، حيث وقع  أبومازن بارتياح على «معاهدة روما» التى تمهد الطريق للفلسطينيين إلى لاهاى، وذلك فى اليوم الأول بعد التصويت فى مجلس الأمن الدولى على إنهاء الاحتلال، مدعية أنه ظهر  فى جميع أنحاء العالم أن صرخة الفلسطينيين تعرضت لإجهاض.
وأوضحت الصحيفة أن أبومازن توقع هذا السيناريو بالضبط، خاصة فى الأسابيع الأخيرة، حينما أعطت الولايات المتحدة لة رسالة مباشرة بهذا المضمون من ناحية، ورسائل آخرى غير مباشرة بأن كل خطوة دبلوماسية انفرادية سوف تؤثر على الانتخابات الإسرائيلية، حيث بين له الأمريكيون بوضوح أن أى خطوة سيقودها ستعزز اليمين فى إسرائيل.
وذكرت إذاعة «ريشيت بيت» أن الولايات المتحدة قد أعربت عن معارضتها الشديدة للطلب الفلسطينى للانضمام إلى «المحكمة الجنائية الدولية»، ويقول إن هذا يمكن أن يؤدى إلى تأخير استئناف عملية السلام، بينما اعتبر رئيس السلطة الفلسطينية أبومازن، التوقيع على «معاهدة روما»، خطوة أولى للانضمام الفلسطينيين إلى المحكمة الجنائية الدولية فى لاهاى.
وأشارت الإذاعة إلى أن أبومازن  لم  يذكر صراحة اسم نيجيريا، فى رفض الاقتراح الفلسطينى على إنهاء الاحتلال فى السنوات الثلاث القادمة، ولكنه اكتفى  بالإعراب عن خيبة أملة فى الولايات المتحدة فى اللحظة الأخيرة، حيث كان من المتوقع أن يتلقى الدعم من الدول التسع فى مجلس الأمن، بينما حصل على ثمانية بلدان فقط.
وعقبت صحيفة «البايس» أن الخطوة الجديدة التى إتخذها الرئيس عباس، تؤكد أنه المستفيد الأول من الحراك الدبلوماسى، حيث زادت شعبيته جداً منذ الهجوم على غزة فى الصيف الماضي، مشيرة إلى أنه استجاب بالتوقيع على «معاهدة روما» للضغط المتزايد من المواطنين الفلسطينيين عليه، وأكد أن فلسطين تحتاج إلى إيجاد حل للنزاع، فى وسط الصراع على السلطة بين حركتى فتح وحماس، وأن هدف الرئيس الفلسطينى هو إظهار قدرته على التأثير الدولى ضد حركة المقاومة الإسلامية «حماس».