الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مواكب المولد» تطوف قرى الأقصر بمشاركة الآلاف

«مواكب المولد» تطوف قرى الأقصر بمشاركة الآلاف
«مواكب المولد» تطوف قرى الأقصر بمشاركة الآلاف




الأقصر - حجاج سلامة

تحولت شوارع وميادين قرى محافظة الاقصر التاريخية الى ساحات لمواكب الاحتفال بذكرى المولد النبوى الشريف والتى خرجت أمس السبت من ساحة الشيخ الطيب فى القرنة والساحة الجيلانية بالطود وساحة الشيخ أبوظعبوط بالبعيرات والعوامية والزينية وساحة معبد الكرنك ومن كل قرى المحافظة كرنفالات شعبية تعرف بدورة المولد، وذلك ضمن ما يشهده صعيد مصر من احتفالات متنوعة بذكرى المولد النبوى الشريف وسط أجواء وطقوس شعبية ودينية غلب عليها الطابع الصوفى والفلكلورى الذى اعتاد عليه المصريون فى احتفالاتهم بالموالد والمناسبات الدينية.
حيث جرت مواكب الاحتفال بالمولد النبوى الشريف وسط إجراءات وتدابير أمنية مشددة بعد صدور فتاوى من بعض التيارات المتشددة بتحريم تلك الاحتفالات، وآلاف الأقصريين فى مواكب المولد النبوى الشريف.
وتتميز الاقصر وكل محافظات صعيد مصر بطابع خاص فى احتفالاتها الشعبية بالمناسبات الدينية وبموالد الاولياء، وبحسب دراسة لمركز الاقصر للدراسات والحوار والتنمية فإنه مع إطلالة شهر ربيع الاول من كل عام يحتفل المصريون بذكرى مولد النبى محمد ـ صلى الله عليه وسلم ـ ويتخذ الاحتفال طيلة هذا الشهر المبارك اشكالا عديدة كإقامة السرادقات فى الميادين والشوارع واقامة مجالس الذكر وتلاوة القرآن الكريم اضافة لازدهار عروض الفنون الشعبية وتعتبر معظم القبائل فى القرى والمدن المصرية شهرربيع الاول فرصة لتقوية الروابط الاجتماعية حيث يقبلون على التعارف والمشاركة فى إحياء لياليه واقامة الولائم والتزاور وتبادل التهانى بالمولد النبوى الشريف وتتباين مظاهر احتفالات المصريين بذكرى المولد النبوى الشريف فى المدن والقرى.
ومن أبرز مظاهر احتفالات المولد النبوى فى المدن هو ازدحام الشوارع والميادين بباعة «حلوى المولد» وعروس المولد التى تصنع فى قوالب الحلوى فى صورة عروسة وحصان ويرجع بعض المؤرخين تاريخ ظهور عروسة المولد فى مصر الى العصر الفاطمى اما البعض فيؤكد انها عادة مصرية خالصة رابطين بينها وبين معرفة المصريين بعروس النيل منذ العصور الفرعونية بجانب اقامة الندوات الدينية فى المساجد واقامة أمسية دينية كبرى يحضرها المحافظون ورؤساء المدن وتتخذ طابعا رسميا فى تنظيمها.
أما القرى التى تنتشر فيها الطرق الصوفية وأضرحة الاولياء والعارفين فتخرج «دورة المولد» فى صبيحة يوم الثانى عشر من شهر ربيع الاول فى صورة كرنفالات شعبية ينظمها رجال الطرق الصوفية ويتقدمها الخيالة وراكبو الابل المزدانة بقطع القماش المزركشة يليها اتباع الطرق الصوفية حاملين الدفوف والسيوف يتبعهم اصحاب الحرف المختلفة فيطوفون ارجاء القرى ويصلون الى المدن أحيانا ويبدأون من أمام أضرحة العارفين وينتهون عندها فى حركة دائرية حول القرية وفى الطريق تلقى عليهم النساء من شبابيك وشرفات المنازل الحلوى «وترش» عليهم الروائح العطرية وتصدح بالزغاريد والدعاء بأن تعود تلك المناسبة والجميع فى خير وسلام.
وكعادة المصريين فى الاحتفالات بالمناسبات المختلفة للخروج من عوالم حياتهم الضيقة الى عوالم أكثر بهجة ورحابة فتقام ولائم الطعام فى الدواوين وينشد الفنانون الشعبيون الاشعار والابتهالات وتقام حلقات الذكر وفى مناسبة المولد الشريف لابد من قيام كل أسرة بإرسال حلوى المولد والعشاد أى اللحوم والخضروات لكل بناتها والمزوجات وتتلقى كل فتاة مخطوبة حلوى المولدوالعشاء من خطيبها أيضا.
يذكر أن قرى مصروخاصة فى الصعيد تميز الحياة الدينية فيها بانتشار الطرق الصوفية فيها بصورة واسعة فلا تخلو قرية مصرية من وجود طريقة صوفية بها منذ مئات السنين ويقال إن عدد الطرق الصوفية بلغ فى مصر العثمانية 80 فرقة لكل منها فروع فى القرى والمدن وكان لكل طريقة ومازال شعارها وأورادها الخاصة بها ويحرص اتباع كل طريقة على ترديد الاوراد الخاصة بهم ويتلونها بشكل جماعى فى وقت يحدده شيخ الطريقة وقد ساعد ارتباط تلك الطرق بأسماء بعض المشايخ والأولياء فى انتشارها فى الريف انتشارا واسعا وذلك مثل الطريقة الشاذلية نسبة الى الشيخ أبوالحسن الشاذلى والطرق الاحمدية نسبة الى أحمد البدوى والطريقة الرفاعية نسبة إلى أحمد الرفاعى.