السبت 20 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

فى ذكرى المولد النبوى الشريف.. علماء الأزهر: الاحتفال يبعث الحماسة نحو التدين والالتزام

فى ذكرى المولد النبوى الشريف.. علماء الأزهر: الاحتفال يبعث الحماسة نحو التدين والالتزام
فى ذكرى المولد النبوى الشريف.. علماء الأزهر: الاحتفال يبعث الحماسة نحو التدين والالتزام




تحقيق - محمود ضاحى
 


يحتفل المسلمون بالمولد النبوى الشريف الذى ولد فيه رسول الإسلام محمد  «صلى الله عليه وسلم» يوم الثانى عشر من شهر ربيع الأول.
ذكرى عطرة تمدنا بمزيد من الأمل تترجم من خلال احتفالاتنا بالتأسى بأخلاق صاحب المقام الأرفع نحو الاقتداء بسنته ودراسة سيرته، لكن السائرين على درب النبى لا ينجون من عثرات المتطرفين التى تثنيهم عن منهجهم وتلقى بهم إلى مهالك التشدد.
أزهريون قالوا: إن الاحتفال بهذا اليوم العظيم يعبر عن معانى الوفاء منا نحن المسلمين، ويرسم لنا معالم القدوة كما يذكرنا بأرفع القيم وأسمى المبادئ التى أرسى دعائمها سيدنا رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فمن أكبر النعم على الإنسانية كلها ميلاد الرسول الكريم الذى أرسله ربه رحمة للعالمين، فلا ينبغى أن تمر علينا ذكرى الميلاد والرسالة دون أن نعطيها حقها.
واحتفل النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ بذكرى مولده وبعثته تعبدا لله تعالى، فقد جاء فى صحيح مسلم أنه سئل عن صوم يوم الاثنين فقال ـ صلى الله عليه وسلم ـ ذلك يوم ولدت فيه ويوم بعثت فيه، وخير احتفال بهذه الذكرى هو الاقتداء بسيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم والسير على هداه والأخذ بتعاليمه واتباع ما جاء به من قيم ومبادئ سامية مصداقا لقوله تعالى: «لقد كان لكم فى رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا».
وعادة ما تبدأ الاحتفالات الشعبية بالمولد النبوى من بداية شهر ربيع الأول وذلك بإقامة مجالس ينشد فيها قصائد مدح النبى، وتقديم الطعام والحلوى، مثل حلاوة المولد.
وفى حديثه عن سيرة النبى ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال الداعية محمد مصطفى، أحد علماء الأزهر الشريف إن النبى ولد فى الثانى عشر من شهر ربيع الأول، وفى صغره كان يعمل فى رعى الأغنام ثم اتجه للعمل فى التجارة حين شب، وأبدى مهارة كبيرة فى العمل التجاري، وعرف عنه الصدق والأمانة وكرم الأخلاق وحسن السيرة والعقل الراجح والحكمة البالغة.
وأضاف أن نبى الرحمة محمد - صلى الله عليه وسلم - كان ينأى بنفسه عن كل خصال الجاهلية القبيحة، فكان لا يشرب الخمر، ولا يأكل من الذبائح التى تذبح للأصنام، ولم يكن يحضر أى عيد أو احتفال يقام للأوثان، بل كان معروفًا عنه كراهيته الشديدة لعبادة الأصنام وتعظيمها، حتى إنه كان لا يحب مجرد سماع الحلف باللات والعزى.
وتابع: ينتسب النبى الكريم محمد - صلى الله عليه وسلم - إلى أسرة عريقة ذات نسب عظيم عند العرب، فقد كان أجداده من أشراف العرب وأحسنهم سيرة، وقد ولد - صلى الله عليه وسلم - يتيمًا فقيرًا، وعندما بلغ ست سنوات توفيت أمه، فعاش فى رعاية جده عبدالمطلب الذى أعطاه رعاية كبيرة، وكان يردد كثيرًا أن هذا الغلام سيكون له شأن عظيم، ثم توفى عبدالمطلب عندما بلغ النبى - صلى الله عليه وسلم - ثمانى سنوات، وعهد بكفالته إلى عمه أبى طالب الذى قام بحق ابن أخيه خير قيام.
وأضاف أن النبى كان يمتاز فى قومه بالأخلاق الصالحة، حتى إنه كان أعظمهم مروءة، وأحسنهم خلقًا، وأكثرهم حلمًا، فاشتهر عنه مساعدة المحتاجين، وإعانة المبتلين، وإكرام الضيوف، والإحسان إلى الجيران، والوفاء بالعهد، وعفة اللسان، وكان قمة فى الأمانة والصدق حتى عرف بين قومه بـ «الصادق الأمين».
الدكتور  زكى عثمان أستاذ الدعوة والثقافة الإسلامية جامعة الأزهر، أوضح أن فى الذكرى الكريمة للمولد النبوي، تحتاج الأمة الإسلامية إلى ميلاد مجتمع له مقومات النجاح والمثابرة والعمل، وكثرة الإنتاج والتقدم والنهوض والحركة، وهذا المجتمع يحتاج طاقات فعالة وسواعد قوية، وقلوبا متراحمة وعقولاً مستنيرة، وأفكارا لها حيويتها، بهدف أن تكون الأمة متسمة بفاعلية الخير، والأمر بالمعروف والنهى عن المنكر، وأن يكون هناك تواصل حضارى وثقافي، وإذا تمت هذه الأمور فإننا بذلك نحيى ما أمرنا به الرسول الكريم، صلى الله عليه وسلم، من إيجابيات وأن ننتهى عن السلبيات، فهذا هو المجتمع القوى الذى يتخذ من الرسول أسوة حسنة وقيادة قوية، ولابد للقلوب أن تحيا وللعقول أن تعيش وللضمائر أن تستيقظ، فإذا ماتت القلوب ذهبت الرحمة وإذا ماتت العقول ذهبت الحكمة وإذا مات الضمير مات كل شىء.
وتقدم الدكتور شوقى علام - مفتى الجمهورية - بخالص التهنئة لجموع المسلمين فى مصر والدول العربية والإسلامية وجموع المسلمين فى دول العالم بمناسبة ذكرى المولد النبوى الشريف داعيا الله عز وجل أن يعيد أمثال هذه المناسبات الجليلة على مصرنا الغالية وعلى شعبنا العظيم بالخير واليمن والبركات.
 وأكد المفتى فى كلمته بمناسبة الاحتفال بالمولد النبوى الشريف أننا ونحنُ إذْ نحتفِى بميلادِ خيرِ البرية يستَوقفُنا أمرانِ، الأول أن هذه الذِّكرَى العطرةَ تُمدنا بمزيد منَ الأملِ والبِشرِ لتَشُدَّ على أيدِينَا وسواعِدِنَا فى مصرَ والأمةِ الإسلاميةِ؛ كى تتوحدَ كلمَتُنا وتَنطلقَ مساعِينَا نحوَ إعادةِ بناءِ ما تَهَدَّمَ، واستعادة الرُّوحِ المُحبَّةِ للحياةِ والمقبلةِ عليها.
وأضاف مفتى الجمهورية أنه لا بد أنْ نُترْجمَ هذَا الاحتفالَ بالتأسى بأخلاقِ صاحبِ المقام الأرفع، وأن يرَى الناس منَّا أخلاقَهُ وأفعالَهُ، فقدْ كانَ صلوات ربى وسلامُه عليه قرآنًا يمشِى علَى الأرض، وكان أحسن الناس خُلقا.
وأشار إلى أن السائرينَ على دربِ النبى صلى الله عليه وسلم لا يَنجونَ من عثراتٍ فى طريقِهم تحاولُ ثنيهم عن منهجِهِم، وتتمثَّلُ هذِه العثرات فى وجود بعض المتطرفينَ والجماعات المتشددة والإرهابيةِ، الذين اتَّخذُوا منَ التطرف والتشدد منهجا لهم، وههو أبعد الناس عنِ المنهجِ النبوى القويم.
وأكد مفتى الجمهورية أنه من واجبنَا التصدى لهم والرد عليهم؛ لأنَّهم يرتكِبُونَ جرائمَ منكرةً فى حقِّ المقامِ النبوى الشريفِ، لأنهم ينتَزِعَونَ الكلامَ النبويَ منْ سياقِهِ، ويحملُونَه علَى أسوأ المعانى والمحاملِ التى لا يحتملها، ويخلعُونَ عليه مَا وقَرَ فى نفوسِهِم منْ غلظَةٍ وعنف وشراسة وانفعال، مع جهل كبير بأدواتِ الفهمِ، وآداب الاستنباط، ومقاصد الشرع الشريف وقواعدِه.
ولفت إلى أن هؤلاء المتطرفين يحولون الكلمةَ المنيرةِ منْ كلامِ النبوَّةِ- والتى تملأُ النُّفوسَ سكِينَةً ورحمةً وإجلالاً لهذَا الدينِ، وشهودًا لكمَالِهِ- على أيديْهِم إلى معنًى دمويٍّ قبيحٍ، مُشوَّهٍ، يملأُ النُّفوسَ نفورًا ورعبًا، وحاشَاه صلَّى اللهُ عليه وسلم أن يكونَ كذَلِك وهوَ رحمةُ اللهِ للعالمينَ.
وقال مفتى الجمهورية: «مَا أحوجنا اليومَ إلى أخلاقِ النبيِّ صلى الله عليه وسلم فى زمن ضاع فيه خُلق الرحمةِ والأمانةِ والصَّبرِ والتواضعِ والزهدِ وغيرِها، فقدْ كانَ ـ صلى الله عليه وسلم ـ رحيمًا، فقالَ عنه ربُّه عزَّ وجلَّ: «وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ»، وعندمَا قِيلَ له ادعُ علَى المشركينَ، قال صلى الله عليه وسلم: «إنِّى لمْ أُبعَثْ لعَّانًا، وإنَّما بعثت رحمةً»، وكان أمينا صادقًا فلُقِّب فى الجاهليةِ بالصادقِ الأمينِ».
من جانب آخر عكر صفو المصريين إذ خرج بعض السلفيين يحرمون الاحتفال بالمولد النبوى.
ونشرت الصفحات التابعة لحزب النور والدعوة السلفية، مقاطع للداعية السلفى أبو إسحق الحويني، تؤكد تحريم الاحتفال بمولد النبوى الشريف، مطالبا التيار السلفى العام بضرورة توعية الناس بخطورة الاحتفال به.
وأضاف، «الحوينى»، أن الاحتفال بدعة من الدولة الفاطمية بهدف تقليل من شأن الصحابة وتحقيرهم وإظهارهم خ،بموقف المقصر أمام الاحتفال بمولد الرسول.
وتابع: «الصحابة هم أفضل منا فى حب الرسول وأولى للاحتفال به، ولو كان الاحتفال هو مظهراً من مظاهر حب الرسول لفعلوا ذلك».
وخرج أيضاً الدكتور ياسر برهامي، نائب رئيس الدعوة السلفية، وحرم المولد النبوى وقال إن أكل اللحوم والحلويات بنية الاحتفال بذكرى المولد النبوى بدعة.
وأضاف، فى فتوى على موقع (أنا السلفي)، أن الاحتفال بدعة وأن ما يفعله المصريون يختلف عن عقيدة أهل السنة من تخصيص أيام من السنة لأكل اللحمة والحلويات للاحتفال بمولد النبوي، وأن تلك العادات غير مذكورة فى الكتاب والسنة.
من جانبه استنكر الشيخ على أبوالحسن رئيس لجنة الفتوى الأسبق بالأزهر الشريف فتوى البعض بتحريم الاحتفال بالمولد النبوى الشريف، مشيرًا إلى أن هؤلاء يرون فى الاحتفال بالمولد بدعة وهم على غير صواب؛ لأن البدعة ما كانت فى أمور الدين والأمور التى يختلف عليها الناس، أما الاحتفال بمولد أشرف الخلق (صلى الله عليه وسلم) فلا مانع من الاحتفال بقدوم الرسول.
واستشهد أبوالحسن بموقفه (صلى الله عليه وسلم) بصومه يوم الاثنين، وحينما سئل عن السبب قال: «فى هذا اليوم ولدت»، فكيف للرسول أن يحتفل بيوم مولده ولا نحتفل نحن، فنحن حينما نحتفل بمولده يكون من باب تذكر نعمة الله علينا بقدومه.
وقال الدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار علماء الأزهر: إن الاحتفال بيوم المولد النبوى الشريف جائز ولا إثم فيه.
واستشهد «هاشم «على ذلك بما ثبت عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أنه فعل عقيقته يوم مولده، وقال النبى عن صيام يوم الاثنين «ذاك يوم ولدت فيه»، وقال العلماء إن النبى كان يحتفل بيوم مولده.
وأضاف الداعية الشيخ محمد يوسف مدير عام بالأوقاف إن كل مسلم يحتفل بالمولد النبوى بالطريقة التى تناسب مستواه الإيمانى والفكري، فمن الناس من يناسبه الاحتفال بالحلوى ومن الناس من يناسبه الاحتفال بإقامة ندوة علمية ومن الناس من يناسبه الاحتفال بإقامة ليلة تهجد وعبادة، ومن الناس من يناسبه جمع الأحباب وإقامة حلقة ذكر للشمائل وذكر سيرة النبى، كل يحتفل بقدره وعلى قدر مستواه العلمى والإيمانى.
وأضاف «يوسف» أن الفرح بذكرى الميلاد أمر محمود بل يكاد يكون من الواجب الذى لابد منه فهل بعد الفرح بمصدر الخيرات ومن أرسله الله رحمة للعباد - هل هناك ما يفرح الناس اكثر من ذلك.
وأضاف أن الاحتفال لم ينه عنه النبى بل هو أول من استن الاحتفال بمولده الشريف حين سأله الصحابة: لم تصوم يوم الاثنين؟ قال: ذلك يوم ولدت فيه وبعثت فيه، وكذلك صيامه يوم عاشوراء تكريما لذكرى نبى الله موسى عليه السلام، وعيسى بن مريم يقول المولى سبحانه «والسلام عليه يوم ولد ويوم يموت ويم يبعث حيا»، ويقول هو عن نفسه والسلام علىّ يوم ولدت ويوم أموت.
ومضى يقول: الاحتفال بالذكريات أمر يبعث فى الناس الحماسة نحو التدين والالتزام نحو منهج النبوة القائم منذ آدم عليه السلام إلى قيام الساعة، بالعودة والبحث عن الكنوز المدفونة فى سيرة النبى وما جاء به من منهج ربانى وتجديد العهد مع الله ودوام الذكر والتقرب الى الله.
الداعية الإسلامى الشيخ نشأت زارع قال إن اكثر ما يؤلم النبى صلى الله عليه وسلم هو تخلف المسلمين عن العالم علمياً واقتصادياً وعسكرياً وهو أكبر إهانة للرسول، وإذا أردنا بحق أن نحتفل برسولنا - صلى الله عليه وسلم - فلا بد أن ننتج غذاءنا ودواءنا وسلاحنا ونأكل مما تنتج أيدينا، لأن الرسول لا شك يتألم لأحوالنا المزرية نتيجة اعتمادنا فى كل احتياجاتنا الحياتية على الآخرين.
وأضاف أن هناك من يقف أمام الهوامش والفرعيات وسفاسف الأمور ويجعل منها قضية كبيرة يترك الثوابت ويفتعل معركة من جزئيات، مشيراً إلى أن الاقتداء والاحتفاء بالنبى صلى الله عليه وسلم يكون بالتمسك بأخلاقه وبسلوكه بالجوهر وليس بالمظهر هناك من يقصر سنة النبى صلى الله عليه وسلم بالمظاهر كاللحية والجلباب القصير والعادات التى هى بنت بيئتها ويترك الاصول والثوابت، والاسلام اهتم بالأهم فالمهم وبالأوجب عن الواجب والواجب عن السنن والمستحب واذا كان هناك تساهل فيكون فى المستحبات.
وقال إن الانسان مطلوب منه الحد الادنى من العبادات والحد الاقصى من القيم والمبادئ والسوكيات الراقية مطلوب من الأمة الاسلامية فى 2015 ان تنقل للعالم الصورة والنسخة الراقية من الإسلام المحمدى بعد أن شوهته تيارات الاسلام السياسى (داعش واخواتها.
وتابع: مطلوب أن نهتم بالأولويات ونبين كيف كانت علاقة النبى بالآخر وكيف كانت علاقته بالتنمية والعمل والإنتاج وعمارة الارض وهو القائل (إذا قامت الساعة وفى يد أحدكم فسيلة فان استطاع ألا يقوم حتى يغرسها فليغرسها» كنا نتوقع أن يقول الرسول صَلّ ركعتين أو استغفر الله رغم اهمية ذلك لكنه قال ازرع الشتلة.. ابنى وانتج وازرع الى آخر نفس فى الحياة.
ولفت إلى أن هناك من يشغل نفسه ويشغل الناس ويقول لا تأكلوا الحلوى فإنها بدعة ولا تحتفلوا بالنبى ولا تهنئوا المسيحيين، موضحاً أنه كلام سطحى غير صحيح وليس عندهم نص فى أى شيء من ذلك بل النصوص جاءت لتحل وتطلب منك أن تبر وتقسط المسالم من غير المسلم وتقول النصوص «وقولوا للناس حسنا» ولم يمنع الاسلام الفرح بضوابط (قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون).
بينما أكد الدكتور مجدى عاشور - المستشار الأكاديمى لمفتى الجمهورية - أن التكفيريين يستخدمون أدلة من القرآن والسنة ويحرفون فى معانيها، موضحًا أن الإسلام لا يعكر صفو أو سلام أى إنسان أو مجتمع إلا ردًّا للعدوان.
وأضاف د.عاشور: أن «داعش وصلت إلى مرحلة الهوس والجنون والمناظرة معها فاشلة لأنهم جاهلون»، واصفًا إياهم بـ«خوارج هذا العصر».
وقال: إن الجماعات التكفيرية تسعى للسلطوية واعتبار رعاياها عبيدًا لها، ولتحقيق هذا الأمر يستخدمون فكرة التكفير التى تؤدى للتطهير عبر القتل.