الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

تدمير المحاصيل الاستراتيجية على يد أباطرة الاستيراد

تدمير المحاصيل الاستراتيجية على يد أباطرة الاستيراد
تدمير المحاصيل الاستراتيجية على يد أباطرة الاستيراد




فى واحدة من أكبر التحولات الدرامية فى عالم الاقتصاد تحولت مصر من بلد منتج ومصدر للقمح والقطن فى بدايات القرن الماضى إلى بلد مستورد بشراهة لهاتين السلعتين وغيرها من الزيوت والألبان واللحوم وبالتحديد فى فترة حكم المخلوع مبارك التى استمرت قرابة الثلاثون عامًا التى سيطر عليها أباطرة المال والاستيراد من أجل تحقيق مصالحهم الشخصية على حساب المصلحة الوطنية مما تسبب فى اهمال الزراعة ولم تزد رقعة المساحة الزراعية على 8 ملايين فدان بل تآكلت مساحات كبيرة منها بسبب التعديات على تلك الأراضى فى ظل غيبة تامة للقانون والأجهزة الرقابية وسط تجاهل من الدولة للزيادة السكنية وافتقاد الرؤية إلى التخطيط.
ووفقًا لتقرير هيئة الرقابة على الصادارات والواردات فإن مصر تستورد نحو 60 % من احتياجها من الغذاء حيث يتم استيراد قمح بكميات تصل إلى 8 ملايين طن سنويا لسد الاستهلاك الذى بلغ 14 مليون طن كما نستورد قطنًا بكميات تصل إلى 2.5مليون قنطارقطن قصير ومتوسط التيلة بعد تراجع استخدام القطن طويل التيلة فى الصناعة العاملية.
وأشار التقرير إلى استيراد نحو 90 % من احتياجنا من الزيوت لسد الاستهلاك الذى بلغ 1.2مليون طن.
وفيما يتعلق باللحوم فإن حجم الكميات المستوردة سنويا سجلت 500 ألف طن والالبان 60 الف طن لبن بودرة تعادل 600 الف طن لبن سائل.
من جانب قال شيرين القاضى الخبير الاقتصادى إن مصر كانت من أكبر الدول المصدرة للقمح أيام الأمبراطورية الرومانية كما انها كانت تورد القطن لبريطانيا أيام الاحتلال الإنجليزى ونجحت مصر فى عمل بورصة للقمح والقطن، أما الآن فكل شىء انهار بسبب الإهمال وغياب الإدارة السياسية وظهور طبقة الرأسمالية الطفيلية.
وأضاف ان مصر اصبحت تستورد 480 الف صنف سلعى فى ظل اهمال الزراعة والصناعة وظهور الطبقية المنتفعة التى تستسهل الربح السريع للوصول إلى الثراء الفاحش.
فيما قال محمد المرشدى رئيس غرفة الصناعات النسيجية باتحاد الصناعات ان إنتاج من القطن تراجع من 12 مليون قنطار سنويا إلى 2 مليون قنطار حاليا بسبب تراجع المساحات المنزرعة من القطن إلى 300 الف فدان بدلاً من 2 مليون فدان، وأضاف أن الفلاح هجر زراعة القطن بسبب السياسات الفاشلة للحكومات المتعاقبة فى عهد الرئيس المخلوح حسنى مبارك
وأشار إلى أن هذا الأمر انعكس على تدمير صناعة الغزل والنسيج واغلاق آلاف المصانع وتشريد العمال لدرجة أن مصر أصبحت بلد مستورد للقطن بكميات بلغت 2.5 مليون قنطار قطن قصير ومتوسط التيلة.
وأضاف أن الكل يعول على النظام المصرى الجديد بقيادة السيسى فى إصلاح ما أفسدته الأنظمة البائدة لافتًا إلى أن الآمال تتشبث بإستصلاح 4 ملايين فدان فى عهد السيسى.
بينما أوضح الدكتور هشام إبراهيم الخبير الاقتصادى أن العجز فى الميزان التجارى سجل33 مليار دولار خلال العام الماضى فى ظل التوسع فى الاستيراد بشراهة من الخارج دون ظابط او رابط مؤكدًا أن الوقت قد حان لتفعيل قرار رئيس الوزراء بشرًا المنتج المحلى وتعميق الصناعة المحلية.