الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«جلوبال بوست»: الاضطرابات حطمت الصحة النفسية لـ«المصريين»

«جلوبال بوست»: الاضطرابات حطمت الصحة النفسية لـ«المصريين»
«جلوبال بوست»: الاضطرابات حطمت الصحة النفسية لـ«المصريين»




ترجمة - وسام النحراوى
تحقيق - داليا سمير
ذكرت صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية أن الاضطرابات السياسية التى شهدتها مصر فى السنوات الـ4 الماضية أثرت على الصحة النفسية للمصريين، حيث زادت بشكل مخيف عدد حالات «اضطرابات ما بعد الصدمة»، وقضايا الصحة العقلية والمشكلات الأخرى المتعلقة بالصحة النفسية، حسبما ذكرت الصحيفة فى مقال لها بعنوان «الاضطرابات فى مصر تضر بالصحة النفسية».
الأمر الذى اثار علماء النفس المصريين، ما دفع بعضهم إلى الإتفاق مع ما ذكرته الصحيفة الأمريكية، والبعض الآخر رفض الأمر جملة وتفصيلا، معللين ذلك بعدم تدخل صفحة أجنبية فى الشئون والتقييم دون إحصاءات للمصريين ومؤسساتهم.
وأشارت الصحيفة الأمريكية إلى أن بداية الربيع العربى كانت فى تونس نتيجة حالة انتحار قام بها محمد بو عزيزي، الذى أشعل النار فى نفسه بعد مصادرة الشرطة بضاعته، وكان الشرارة التى فجرت الانتفاضات الشعبية فى المنطقة، وانتهى أيضا بحالات انتحار فى إشارة إلى حالات الانتحار الكثيرة التى شهدتها مصر فى الفترة الاخيرة، باعتبارها واحدة من بلاد الربيع العربى.
وأضافت «جلوبال بوست»: إن إخفاق ثورة 25 يناير فى تحقيق أهدافها أثرت سلبا على الرفاهية العقلية فى مصر، وأصابت الشباب بحالة من الاحباط سببت لهم اكتئابًا شديدًا دفعهم إلى الانتحار بسبب بعض الأزمات.
وتابعت الصحيفة: إن مصر سجلت فى الفترة الأخيرة العديد من حالات الانتحار والتى حظيت بتغطية إعلامية مكثفة، كان أبرزها زينب المهدي، الناشطة السياسية، التى انتحرت مؤخرا نتيجة رؤيتها لآلاف القتلى خلال السنوات العنيفة التى أعقبت ثورة يناير، ومواجهة التهديد بالاعتقال والسجن طوال الوقت، حتى ضاق بها الأمر وشنقت نفسها فى منزل عائلتها بالقاهرة يوم 14 نوفمبر الماضى.
كانت هناك حالات انتحارية أخرى قبل زينب المهدي، حيث شنق رجل نفسه فى لوحة إعلانات بوسط القاهرة فى سبتمبر الماضى لعدم قدرته على إطعام أسرته، وأعقبه بشهرين آخر قام بشنق نفسه من نافذة منزله لأسباب اقتصادية أيضا، ما أثار غضبًا واسع النطاق عبر وسائل الإعلام الاجتماعية.
وأوردت الصحيفة أن الأطباء النفسيين المصريين أكدوا أن حالات الصدمة النفسية والاكتئاب والقلق زادت منذ اندلاع ثورة 25 يناير 2011، حيث قالت فرح شاش، مسئولة بمركز النديم للعلاج والتأهيل النفسى لضحايا العنف: «بدأنا نرى المشاكل التى لم نشهدها من قبل إلا بين اللاجئين الفارين من الحرب»، منوهة إلى أن معظم الحالات لنشطاء ومحتجين شاركوا فى الثورة وكانوا على خط المواجهة فى الاضطرابات على مدى السنوات الأربع الماضية.
ونقلت الصحيفة عن سارة محمد، الناشطة البالغة من العمر 22 عاما وصديقة زينب المهدي، أنه لا يوجد أحد عاش كل هذه الأجواء المضطربة إلا وفكر فى الانتحار، مضيفة: إن الواقع يشير إلى أن معظم النشطاء فكروا فى الانتحار بعد الأحداث التى شهدتها البلاد فى الأونة الأخيرة، لعدم تحملهم كل ما حدث.
ولفتت سارة محمد إلى أنها ذهبت إلى طبيب نفسى بعد مشاهدتها الاشتباكات العنيفة، وبالأخص خلال عام 2011، لكنها توقفت عن الذهاب للطبيب بعد ذلك، وبعد انتحار زينب المهدى، فكرت جديا فى الذهاب لطبيب نفسى مرة أخرى، متابعة: «لا أريد أن أعرف شيئا بعد الآن، بدأت أتحول للعدوانية».
وتؤكد الصحيفة أن العديد من الناشطين المنحدرين من خلفيات تميل للاسلاميين يخشون من أن يتم القبض عليهم لمشاركتهم فى الاحتجاجات لو سعوا للحصول على مساعدة الطب النفسى، مشيرة إلى أنه وبشكل عام تظل الصحة النفسية فى مصر أحد التابوهات الاجتماعية والثقافية، وينظر إلى الحصول على الدعم النفسى على أنه شكل من أشكال الضعف.
إلى ذلك تابينت آراء علماء النفس حول ما نشرته صحيفة «جلوبال بوست» الأمريكية، حيث ذكرت الصحيفة أن الإضطرابات السياسية التى شهدتها مصر خلال الـ 4 سنوات الماضية أثرت على الصحة النفسية للمصرين، فضلا عن زيادة عدد حالات اضطرابات ما بعد الصدمة وقضايا الصحة العقلية والمشكلات الأخرى المتعلقة بالصحة النفسية، والذى ذكرته الصحيفة فى إحدى مقالاتها.
فيما اتفق عدد من أساتذة علم النفس مع ما ذكرته الصحيفة، مؤكدين أن المجتمع المصرى شهد بعد ثورتى 25 يناير و30 يونيو تعرضاً لحالة من الانفلات الأمنى الذى ساعد فى حدوث الهلع والرعب وانتشار عقار الترامادول الذى ساعد فى الاكتئاب النفسى المدمر للمجتمع، وأيضا الضغوط الإقتصادية التى دمرته نفسيا، علاوة على فشل الإعلام المصرى فى التعامل مع القضايا المهمة، وتناول موضوعات الشذوذ الجنسى والدجل والشعوذة والجن.
بينما اختلف عدد من الأطباء النفسيين مع الصحيفة الأمريكية بخصوص ما نشرته، مؤكدين أن الإعلام الغربى يتعامل مع الأمور السياسية على أنها أزمات كبرى لزعزعة أمن الوطن.
بداية رفض الدكتور يحيى الرخاوي، أستاذ علم النفس، أن تكون مصادرنا صحيفة أمريكية، لكون أن تلك الأخبار لابد وأن تؤخذ على أنها أخبار صحفية، وليست إحصاءات علمية، رافضا ترجمة الأحوال السياسية خصوصا فى الظروف الحالية على أنها اضطرابات نفسية أولا بأول، خاصة حينما تكون مستنبطة من مصادر أمريكية تريد أن تختزل حركية الشعوب إلى أعراض وأمراض نفسية هربا من مواجهة الغضب الحقيقى نتيجة  التحيز وخيبة السياسات الأمريكية خاصة، والغربية عامة.
وأضاف: حتى لو أخذنا الخبر على علاته، فإنه لا يدل على شىء، لأنه لم يميز بين‏ ‏محاولات‏ ‏الانتحار‏، ومحاولات الانتحار الكامل ‏الذى ‏يودى ‏بحياة ‏من‏ ‏يقو‏م‏ ‏به‏، فلا نستطيع مساءلته بداهة، فضلا‏ عن‏ أن‏ الشعب‏ ‏المصرى ليس معتاداً على ما يسمى ‏باستطلاعات‏ ‏الرأى‏، مضيفا: حتى دفاتر أقسام البوليس لا تقول شيئا حقيقيا يمكن الاعتماد عليه، ليس فقط للأسباب سالفة الذكر، وإنما أيضا لأن محررى المحاضر يفضلون صياغة مثل هذه المحاولات تحت ‏بند‏ ‏القضاء‏ ‏والقدر‏ ‏حتى ‏لا‏ ‏يجلبوا‏ ‏لأنفسهم‏ ‏وجع‏ ‏الدماغ‏.
ولفت إلى أنه رغم خبرته كطبيب نفسى فإن الانتحار الفعلى ومحاولات‏ ‏الانتحار‏ فى مصر كانت ومازالت‏ ‏ضئيلة‏ ‏مقارنة‏ ‏بأماكن‏ ‏أخرى ‏فى ‏العالم‏ ‏أكثر‏ ‏تحضرا‏، وأقل‏ ‏تدينا‏ ‏فى ‏نفس‏ ‏الوقت‏، ولم يختلف الأمر كثيرا مؤخرا، وربما يرجع ذلك جزئيا إلى الموقف الدينى من الانتحار، لافتا إلى أن مصر شعب متدين مسيحيين ومسلمين.
وتابع: ‏لاحظت‏ ‏أن‏ ‏الأخبار الإعلامية السطحية تحاول‏ ‏أن‏ تغزو‏ ظاهرة‏ ‏الانتحار‏ ‏إلى ‏صعوبة‏ ‏الحياة‏، من‏ ‏الناحية‏ ‏الاقتصادية‏ ‏أساسا، ثم تنتقل فورا إلى مسئولية الدولة عن ذلك، وكل‏ ‏هذا‏ ‏قد‏ ‏يكون‏ ‏صادقا‏ ‏من‏ ‏جانب‏، لكن‏ ‏أن‏ ‏نقدمه‏ ‏للناس‏ ‏هكذا‏ ‏على أنه علم وإحصاء فهو‏ ‏أمر‏ ‏غير‏ ‏علمى ‏وغير‏ ‏مسئول‏، فالانتحار‏ ‏مثلا‏ ‏أكثر‏ تواترا ‏فى ‏الدول‏ ‏الغنية فعلا‏ ‏مثل‏ «‏السويد‏ ـ النرويج ـ انجلترا‏ ـ أمريكا»‏، وهم فى رواج اقتصادى يحسدون عليه، بل‏ ‏هو أكثر‏ ‏وأكثر‏ ‏فى ‏اليابان لأسباب تتعلق بالثقافة اليابانية وليست الحالة الاقتصادية‏.‏
وأوضح أستاذ علم النفس أن الانتحار‏ ‏لإنسان‏ ‏يعيش‏ ‏تحت‏ خط الفقر‏ أى تحت‏ مستوى الحياة‏ هو‏ ‏تحصيل‏ حاصل‏، متسائلا: لماذا‏ ‏ينتحر‏ ‏إنسان‏ ‏ميت‏ ‏فعلا؟، فالانتحار‏ ‏نوع‏ ‏من‏ ‏الاحتجاج‏، ونحن‏ ‏ليس‏ ‏مسموحا‏ ‏لنا‏ ‏أصلا بالاحتجاج‏ ‏حتى ‏بالانتحار، مستشهدا بـ«النكتة» الشهيرة «‏أن‏ ‏واحدا‏ ‏كان‏ ‏يتكلم‏ ‏مع‏ ‏آخر عن‏ ‏مشاكله‏ ‏التى ‏لا‏ ‏تُحل‏، فسأله‏ ‏صديقه‏، وماذا‏ ‏فعلت؟‏، ‏فأجاب‏: ‏انتحرت‏ فدهش‏ ‏صديقه‏! ‏وقال‏ ‏له‏ ‏لكنك‏ ‏مازلت‏ ‏تعيش‏ ‏وتتكلم‏ ‏معى، فصاح‏ ‏فيه‏: ‏وهيّا‏ ‏دى ‏عيشة‏ يا‏ ‏مغفل‏!، ورغم‏ ‏سخافة‏ ‏النكتة‏ ‏إلا‏ ‏أنها‏ ‏تشير‏ ‏إلى ‏معنى ‏أردت‏ ‏أن‏ ‏أوضحه‏.‏
وقال: إن التفسير النفسى الشائع‏ ‏للانتحار‏ ‏هو‏ ‏نتاج عدم‏ ‏جدوى ‏الحياة‏، قائلا: «أنا‏ ‏ضد‏ ‏هذا‏ ‏التفسير‏، لأن‏ ‏لحظة‏ ‏الانتحار‏ ‏العدمية‏ ‏فى ‏الظاهر‏ ‏هى ‏إعلان‏ ‏شديد‏ ‏القوة‏ ‏لإراة‏ ‏الرفض‏، وعدم‏ ‏القدرة‏ ‏على ‏الاستمرار‏ ‏بشروط‏ ‏الحياة‏ ‏الضاغطة‏، وليس‏ ‏عدم‏ ‏قدرة‏ ‏على ‏الحياة»‏.‏
ونوه إلى أن ‏التفسيرات‏ ‏الأخرى ‏فقد‏ ‏يكون‏ ‏الانتحار‏ ‏نوعا من النكوص الذى يصل إلى الانجذاب نحو الرحم، ونحن نعرف أن الاساطير تقابل بين القبر والرحم، منوها إلى انه قد يوجد نوع من الانتحار يشير إلى العجز عن إطلاق طاقه العدوان مصدر الغضب والظلم، فترتد إلى الذات، وكأن الانتحار بذلك هو «قتل مرتد» إن صح التعبير، علاوة على أنه قد يكون نوعا من العقاب وكأن المنتحر يحرم الآخرين من وجوده لأنهم لا يستأهلون أن يستمر معهم وهو يقاسى هكذا، فقد يكون أيا من ذلك، ولكنه‏ ‏أبدا‏ ‏ليس‏ ‏بهذه‏ ‏السطحية‏ السياسية المستوردة.
وشدد أستاذ علم النفس على أن ‏المسألة‏ ينبغى أن تؤخذ من جانب الإعلام بجدية أكبر من مجرد النقل من مصادر أجنبية، فيكون موقف الإعلام المصرى موقفا نقديا، وليس تبريرا لمعلومات تفتقر إلى العلم والموضوعية وإلى المصداقية جميعا.
ومن جانبه قالت الدكتورة ثريا عبدالجواد إن الاعلام الغربى يحاول أن يتهتم على مصر منذ بداية ثورة 25 يناير وأنه يحاول جاهدا أن يظلل على ما حدث ويصفه بالمأساة والسلوك النفسى للمصريين نحو مواقفهم تجاه الثورات التى قامت بها مصر فى السنوات الاخيرة، مستنكرة من موقف الغرب واتهام المصريين بجميع الأشياء اللعينة والسلبية فى سلوكهم بعد الثوارت.
وأوضحت عبد الجواد أن حالات العنف تتزايد فى جميع المجتمعات وليس المجتمع المصرى فقط دون غيره من المجتمعات الاخرى، لافتة إلى أن الإعلام الغربى دائما ما يبحث عن التهويل، والبحث فى النقاط السلبية فى مصر والعمل ليل نهار على رصدها لكونها بنيت على توابع أحداث الثورات.
ولفتت إلى أنه لا يوجد دراسة علمية تؤكد أن الإضطرابات السياسية فى مصر أثرت على الصحة النفسية للمصريين، لافتة إلى أن تلك المنشورات التى تنشرها الصحف الامريكية ما هى إلا مواقف سياسية من الأمريكان تجاه مايحدث فى أرض الكنانة.
فيما أكد الدكتور جمال فيروز، أستاذ علم النفس، أن ما نشرته صحيفة جلوبال بوست الامريكية بخصوص أن «الاضطرابات فى مصر تضر بالصحة النفسية» صحيح تماما، حيث إن الثورات المصرية كانت لها تبعيات وأن هذه التبعيات اعتمدت على محورين أساسين هما الانفلات الأمنى الذى أذاع الهلع والخوف فى المجتمع وخاصة بين السيدات والفتيات، وأيضا زيادة انتعاش تجارة المخدرات وترويج عقار الترامادول الذى أدى إلى زيادة الحالات النفسية والمرضية والشد العصبى لدى متناوليه، مشددا على ضرورة إنهاء تلك الصور السيئة.
ولفت إلى أن المحور الثانى تمثل فى الضغوط الاقتصادية التى شهدها المجتمع المصرى خلال ثورة 25 يناير والتى أودت بحياة الكثير من الأطباء والمهندسين وغيرهم من الطبقات التى كان من المتوقع خدمتهم، وتخفيف الضغوط الاقتصادية عنهم ورفع العبء عن كاهلهم، لافتا إلى أن تلك التوابع قامت بدور المدمر النفسى للمجتمع المصرى.
وأضاف فيروز أن نسب الانتحار التى شهدتها مصر فى الـ4 سنوات الماضية ليس لها علاقة بانفجار الثورات أو الضغوط السياسية، مؤكدا أن ظاهرة الانتحار لم تختف قط من القاهرة عبر الأزمان، متابعا أن انتشار ظاهرة الانتحار فى مصر سببها الحقيقى الاعلام والقنوات الفضائية التى أصبحت تعمل ليل نهار على التشجيع على الانتحار.
واستنكر أستاذ علم النفس من تركيز الإعلام على عدد من القضايا المتمثلة فى بعض المصائب والكوارث والتى تثير فى النفس بعض الإضطرابات، والتى يعتبرها الإعلاميون أنها «سبق إعلامي»، وهى فى الحقيقة مشاكل اجتماعية يجب معالجتها بطريقة اعلامية وعلمية سليمة.
ولفت فيبوز إلى أن غياب السياسة العليا الاعلامية وراء تزايد جهل الإعلام فى تناوله للموضوعات الاجتماعية والدليل على ذلك أننا مازلنا نعانى من الجهل الثقافى فى المجتمع المصرى سواء جهل الاعلاميين أو المشاهدين، حيث إن الإعلاميين أصبحوا غير مهتمين سوى بقضايا الجن والشعوذة والشذوذ الجنسي، علاوة على الإهتمام بالاعلانات لتوفير الأموال الطائلة وتحقيق المصالح الشخصية دون النفع العام أو إفادة المشاهد، ناهيك عن سيطرة بعض الدجالين عبر إعلان الشيخ الروحانى وجلب الحبيب وغيرها من الاعلانات الهابطة التى تضلل المتلقى للرسالة الاعلامية.
وشدد أستاذ علم النفس على وجد دور رقابى داخل الاعلام لمناقشة القضايا ومعالجتها بطريقة علمية تقضى على الجهل الذى نعانى منه بسبب فكر التضليل الإعلامى الذى يواجهه الشعب، مطالبا بأن لا يلهث الاعلام وراء «السبق الإعلامي» ويترك الجمهور داخل جله الوعيى الذى يعانى منه بسبب المذيعين الخاليين من المعلومات الثقافية التى قد تضيف جديدا للمشاهد.
وأضاف الدكتور شاهين رسلان، أستاذ واستشارى الصحة النفسية، أن الثورات المصرية أثرت على الصحة النفسية وأبرزت أسوء مافى داخل الشعب العربى والمصرى بالأخص، لأن الإنفلات الأمنى كان له دور كبير فى الخوف والألم والهلع الذى أثر على المجتمع، قائلا: «إحنا كمصريين الحاجة الحلوة تفرقنا والسيئة تجمعنا».
ولفت إلى أن الثورة خلقت حالة من الخوف والتوتر لدى الأشخاص التى انقلب حالها رأسا على عقب، وأصبحت لا تفكر سوى فى الماديات، لافتا إلى أن الإخوان كانوا عنصرا رئيسيا فى خلق أسوأ حالة من الحالات النفسية لدى المجتمع المصري، ولم يقتصر الأمر على الإخوان فقط ولكنه شمل جميع من كان له يد فى خراب الدولة وعدم الاستقرار أو الانفلات الأمنى.
وطالب أستاذ واستشارى الصحة النفسية المواطنين بضرورة وجود حالتين من الضبط لديه، الأول  الضبط الخارجي: ويتمثل فى القوانين والتشريعات التى تقرها الدولة، والداخلى: يتمثل فى الضمير الذى أصبح غير موجود، معربا عن استيائه من تشويش الخطاب الدينى المتفشى فى الفترات الأخيرة، ودور علماء الأزهر الذى بدأ مؤخرا فى البناء من جديد.
وأشار رسلان إلى أن انتشار ظاهرة الانتحار يرجع إلى الضغوط السياسية التى أثرت فى النفسية الداخلية للشخص، حيث أصبح الأشخاص الآن يحاربون الكراهية والطموحات والفشل فى كل شىء، الأمور التى عكست بدورها دفعه إلى أن يكون من الانتحاريين الذين فقدوا معنى الحياة ولذاتها وأصبحوا أكثر عرضة لـ«غسيل المخ».