الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

الحالة «الداعشية» فى المنـــــــــــــــــطقة العربية وتابعه«إسرائيل»

الحالة «الداعشية» فى المنـــــــــــــــــطقة العربية وتابعه«إسرائيل»
الحالة «الداعشية» فى المنـــــــــــــــــطقة العربية وتابعه«إسرائيل»




 ترجمة - إسلام عبدالكريم وأميرة يونس
تحقيق ـ عمر علم الدين

رغم الاستقرار النسبى فى مصر عامة وفى سيناء خاصة، والذى يزداد يوما تلو الآخر، ومع الضربات الموجهة للارهاب فى سيناء، إلا أنه من وقت لآخر تخرج أجهزة استخبارات اسرائيلية ومواقع قريبة منها وبعض الدول المعادية لمصر لبث الشائعات، وعرقلة مسيرة وركب أرض الكنانة نحو التقدم الاقتصادي.
وكان آخر تلك الشائعات ما أثارته «أمان» اكتشاف شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلى «الهيئة المختصة فى تعقب ومتابعة نشاطات أى تنظيمات إرهابية أو استخباراتية ضد إسرائيل»، أن تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف داعش أصبح يشكل تهديدا قويا على دولة إسرائيل، كما أعربت عن خشيتها من وصوله إلى الحدود مع مصر، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلى قام بتكليف هيئة قائمة بداخله لمتابعة وجمع ملعومات استخبارية عن نشاطات «داعش».
حيث رأى موقع «ديبكا» المقرب من الدوائر الاستخباراتية الإسرائيلية، أنه فى الوقت الذى تسحب فيه القوات الإسرائيلية قواتها من المناطق المحيطة بقطاع غزة، ترتفع فيه وتيرة الاشتباكات بين الجيش المصرى والعناصر الإرهابية التابعة لتنظيم داعش والقاعدة على حدود القطاع.
وأضاف الموقع إن ما يحققه الجيش المصرى فى سيناء ضد عناصر القاعدة هو «إنجازات كبيرة»، تصب فى صالحه وصالحها هى الأخرى - بحد زعم التقريرـ، مضيفا إن إسرائيل تصمد تجاه إدخال المزيد من القوات المصرية إلى سيناء، وبأعداد كبيرة وتسليح متطور بما يشمل دبابات ومروحيات ومقاتلات، بكم يقارب فرقة ونصف الفرقة، واصفا أن ما يحدث من زيادة القوات المصرية فى سيناء حاليا ما هو إلا بداية، مؤكدا أن الحرب التى يقودها الجيش المصرى فى سيناء سيكون لها عواقب على الحرب ضد داعش فى سوريا، خاصة فى منطقة الحدود بالجولان.
وأوضح ديبكا أن القوات المصرية وسعت من عملياتها العسكرية ضد عناصر الإرهابية، ووسعت من نطاق الحزام الأمنى المفروض على الحدود مع القطاع، مشيرا إلى أن الأمن المصرى طور هجماته على ثلاث مناطق مركزية بشمال سيناء تمثلت فى «رفح ـ العريش ـ الشيخ زويد»، وقامت خلال الأيام الماضية بقتل سبعة من رجال «أنصار بيت المقدس».
وفى أعقاب تطور الهجمات أجرى العقيد ايتى فيروف، قائد وحدة غزة، جولة تفقدية لأول مرة للمستوطنات المحيطة بالقطاع فى محاولة لتهدئة المستوطنين، ورأى التقرير أن تلك الجولة للضابط البارز تشير إلى عدم وجود تهديدات حقيقة من جانب تلك التنظيمات الإرهابية فى سيناء على إسرائيل.
وأوضح الموقع أن ما حدث يدل على أنه كان من مصلحة إسرائيل عدم سقوط حركة حماس خلال العملية العسكرية الأخيرة، والمعروفة باسم «الجرف الصامد»، حيث كان سيؤدى سقوطهم إلى صعود السلفيين أو القاعدة لحكم القطاع، وأن الأمر صب فى مصلحة الجيش المصرى والإسرائيلى معا.
وفى السياق ذاته كشفت القناة الثانية بالتليفزيون الإسرائيلى أن الجيش الإسرائيلى ألقى القبض على ثلاثة شبان فلسطينيين فى خلية تابعة لتنظيم الدولة الإسلامية فى العراق والشام وداعش بمنطقة الخليل، كانوا يخططون لهجمات إرهابية ضد تل أبيب، موضحة أن المحكمة الإسرائيلية سمحت بنشر تفاصيل اعتقال الشبان الفلسطينيين.
وقال بيان صادر عن الشاباك نقلته إذاعة الجيش الإسرائيلى إن المعتقلين هم أحمد وضاح صالح شحادة، 22 عامًا، ومحمد فياض عبد القادر زرو، 21 عامًا، وقصى إبراهيم ذيب، 23 عامًا، من سكان مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية الفلسطينية، مؤكدة أن الشبان الثلاثة كانوا يخططون لتنفيذ هجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية.
وأضاف البيان: النيابة العامة العسكرية قدمت لوائح اتهام بحقهم تمهيدا لمحاكمة الشبان الثلاثة، وأنهم اعترفوا بعدة اتهامات وجهت لهم، من بينها التخطيط لارتكاب عمليات ضد جنود إسرائيليين، بالإضافة إلى تصنيع أسلحة واستعمالها.
ولفتت الإذاعة العبرية إلى أن تصريحات وزير الدفاع الإسرائيلى موشيه يعالون أثبتت أن أعداد عرب إسرائيل الذين انضموا لتنظيم داعش لا يتجاوز العشرات.
ومن جانبها نفت حركة حماس أى وجود لـتنظيم داعش فى قطاع غزة، وفى المقابل تشن السلطة الفلسطينية حملات أمنية ضد من يظن أنهم يحملون فكرا متطرفا.
وعلى صعيد متصل كشفت شعبة الاستخبارات العسكرية بالجيش الإسرائيلى «أمان» الهيئة المختصة فى تعقب ومتابعة نشاطات أى تنظيمات إرهابية أو استخباراتية ضد إسرائيل، أن تنظيم الدولة الإسلامية المتطرف داعش أصبح يشكل تهديدا قويا على دولة إسرائيل، كما أعربت عن خشيتها من وصوله إلى الحدود مع مصر، مؤكدة أن الجيش الإسرائيلى قام بتكليف هيئة قائمة بداخله لمتابعة وجمع معلومات استخبارية عن نشاطات داعش.
ونقلت القناة الثانية الإسرائيلية عن مصادر أمنية إسرائيلية أن شعبة الاستخبارات بدأت فى إبريل الماضى بتعقب نشاطات داعش بعد أن لاحظت نشاطًا مقلقا له حول عمليات ينوى تنفيذها فى شبه جزيرة سيناء عبر شبكات التواصل الاجتماعي، لافتة إلى أن تصريحات مسئولين إسرائيليين فى السابق أشارت إلى أن التنظيم المتطرف لا يشكل خطرا قويا على إسرائيل وأن حربه ضد المسلمين فقط وأن إسرائيل ليست فى خريطته الحالية.
وأضافت المصادر الأمنية إن التنظيم أصبح قويا فى سيناء وأنه يجب الاستعداد لذلك من قبل إسرائيل، فى حين أن الدوائر الأمنية الإسرائيلية أجرت تعديلات فى السيناريوهات المتوقعة من داعش نحو إسرائيل، إذ إن شعبة الاستخبارات لديها مشكلة كبيرة فى المصادر الاستخبارية التى قامت بزرعها فى ساحات تابعة لداعش.
كما أكد تقرير شعبة الاستخبارات أنهم تتبعوا داعش فى عدة مناطق، وتبين سريعا أن متابعة التنظيم استخباريا يستدعى أدوات غير مألوفة لأنه يتوزع فى عدة مناطق ودول وأنه لا ينشط فى ساحة محدودة، فى الوقت الذى تخشى الاستخبارات العسكرية من وصول مقاتلى التنظيم على مناطق قريبة للحدود الإسرائيلية، وفقا لمعلومات حصلت عليها مصادر إسرائيلية، معربة عن قلقها من تقليد داعش فى الضفة الغربية فى ظل الأوضاع السياسية الراهنة وما وصفته بعدم رضى الفلسطينيين عن سياسة القيادة الحالية.
ومن جانبه قال اللواء حمدى بخيت، الخبير العسكري، إنه لا يوجد دواعش فى مصر، وإن كان هناك من يعلن غير ذلك فهو غير صحيح، منوها إلى أن تنظيم داعش صناعة أمريكية، لجأت إليه الولايات المتحدة بعد فشل مخطط ثورات الربيع العربى التى كانت تهدف إلى تقسيم الدول العربية ونشر الفتن وزعزعة أمن واستقرار البلاد.
وأضاف بخيت: أمريكا عملت على إثارة الشعوب ضد حكامهم، حتى يتمكن الإسلاميون من السيطرة على الحكم، ولكن ثورة 30 يونيو هزمت المخطط، مضيفا: إن داعش لا تستطيع أن تدخل مصر، علاوة على أن العناصر الإرهابية الموجودة فى سيناء تم ضربها فى مقتل من الخلال العمليات التى يقوم بها الجيش المصرى هناك.
ووافقه الرأى اللواء أحمد عبد الحليم، واصفا داعش بأنها انتاج وإخراج أمريكى متكامل فى التسليح والتدريب والعتاد، مشيرا إلى أن التنظيم لا يوجد له عناصر اساسية فى سيناء، وأن عمليات الجيش فى المنطقة قاربت على الانتهاء من الأوكار الإرهابية، رافضا ما تروجه الجهات الاسرائيلة بأنها سمحت للجيش المصرى بدخول سيناء، قائلا: تطهير سيناء كان سيحدث مهما كان رأى الجانب الاسرائيلى وانما تم اعلامهم كما نصت المعاهدة فقط.
وأشار عبد الحليم إلى أن اسرائيل تقوم بحرب دعائية واعلامية ضد مصر، ويجب علينا أن نأخذ معلوماتنا من الأجهزة المصرية فقط، مشيرا: فما يتم نشره يهدف فى الرعيل الأول إلى بث الشائعات، وعلى الجميع أن يعلم أن الحكومة والمخابرات الأمريكية من ابتدعتا القاعدة والعناصر المستخدمة والمؤهلة لذلك، بما فيها رحيل روسيا من أفغانستان، منوها إلى أن الإدارة الأمريكية ومخابراتها وراء ابتدع عصابات دولة الخلافة وجميع المنتمين إليها غير متعلمين ولا يفقهون أى شيء فى الدين.
ويرى اللواء كمال عامر، مدير المخابرات الحربية الأسبق، أن المستهدف من الحديث غير المتوقف عن داعش وتسريب تسجيلات  وغيرها، هو الدخول فى الحرب النفسية لإشغال الناس وتوقف الإنتاج وإثارة البلبلة والقلق.
وتابع عامر: إن الحرب النفسية قد تدفعهم إلى استغلال بعض المرتزقة فى الإعلان على أنهم مشروع دواعش يعيشون فى مصر ـ وهذا غير صحيح بالمرة ـ، معتبرا أن الحرب النفسية تدار من عدة دول كارهة لمصر، وتتعارض مصالحها مع المصلحة الأولى «أمريكا» وغيرها، مشيرا إلى أن عملية سيناء الكبرى مستمرة لحين القضاء والتخلص من الإرهاب.
وأكد اللواء سمير بدوى، الخبير العسكرى، أن العمليات فى سيناء على وشك الانتهاء، مؤكدا أن داعش تنظيم أخذ اكبر من حجمه بكثير، لافتا إلى أن دولا مثل إسرائيل وغيرها من أصحاب المصالح أذاعوا شائعات وإثاروا البلبلة لزعزة الأمن والاستقرار الداخلي، ناهيك عن بعض الدول الأخرى التى تتربص بأرض الكنانة وتتصيد لها.
ومن جانبه أوضح العميد عادل العمدة، المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية، أن التنظيم الدموى يموله امريكا لتحقيق مخططاتها فى الشرق الأوسط الجديد، خاصة بعد فشل أمريكا من تمكين الإخوان فى المنطقة وسقوطهم كانت تغرى الجميع باعادة إنتاج دولة الخلافة المزعومة، واتجهت واشنطن لخطة المجاهدين القديمة لتحل محل الإخوان فى جميع الدول العربية، وهى خطة بديلة فقد كان بداية داعش فى العراق باسم التوحيد والجهاد، ثم تنظيم القاعدة فى بلاد الرافدين، وقد اتحدت مع القاعدة بعد سقوط الإخوان، وهذا التوقيت كان بداية الترويج للدولة الاسلامية.
وتابع العمدة: إن التسليح يصل لداعش رغم وجود الأقمار الصناعية، بل يلقى السلاح لداعش من قبل الأمريكان أمام العالم أجمع، لتخرج التصريحات لتقول إن الأسلحة كانت للعراق وتم إلقاؤها بالخطأ، ولو حاولنا أن نصدق التصريحات الكاذبة فكان أحرى بها أن تقوم بتدمير السلاح ما دام كان قد وصل بالخطأ وهذا ما لم يحدث فى الأساس.
وأوضح المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية أن وجود داعش فى المنطقة يضمن عدم استقرارها، ووجود امريكا فى المنطقة يستنزف مصادر الدول العربية من «بترول» وغيره، فى الوقت الذى يقنعون فيه تنظيم داعش بأنهم الفئة التى تصلح فى إقامة الدولة الإسلامية بداية من الحدود الغربية لمصر حتى بلاد المغرب العرب.
وتابع: إنه لا يوجد دواعش فى سيناء وإن كان هناك أحد فلا يوجد سوى محبين ومؤيدين فقط لها، منوها إلى أنه من مصلحة إسرئيل وجود داعش وحماس فحماس تنظم التدخل من وقت لآخر، وضرب حماس واشعال الحرب يهدف إلى عودة الحديث بعد ذلك عن اعادة الاعمار وليس ازالة الاحتلال خاصة مع ما تقوم به حماس من استهداف لاسرائيل بصواريخ عديمة التأثير والرد عليها بحروب يذهب فيها آلاف القتلى والمصابين، الأمر الذى يضمن ويستبعد من خلاله زعزعة الأمن المصرى من المتعاطفين مع الأشقاء الفلسطين.
بينما أكد العمدة أن داعش لا تمثل أى خطورة على اسرائيل بل بالعكس لم نر خلال الفترة الماضية اى تصريح او تحرك يهدد اسرائيل.
وقال اللواء ناصر سالم، الخبير الاستراتيجى، إن داعش موجود كفكرة تسعى كل الكيانات الصغيرة للانضمام اليها حتى يعملوا تحت تنظيم اكبر، مشيرا إلى أن امريكا وحلفاءها يهدفون من وراء التنظيم تدمير البنية التحتية فى سوريا والعراق وتمكين حلفائهم من إزالة الحكم القائم وتوليه من يريدون، مشيرا إلى أن ما يحدث مسرحية هزلية يعلمها العالم أجمع إلا أنه يقف امامها صامتا.
وفى السياق ذاته وتحت عنوان «ملخص عام الشرق الأوسط» كتب الدكتور مردخاى كيدر، المحاضر فى الشعبة العربية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية، والباحث فى مركز «بيجن – السادات» للدراسات الاستراتيجية مقالا بموقع نيوز وان العبرى، طالب خلاله أنه يجب على العالم أن يستيقظ ويفهم المشكلة الحقيقية له ويعرف جيدا أنه إذا سقطت دولة إسرائيل أمام التنظيمات الإسلامية المتطرفة، فإن سقوط أوروبا بأكملها لن يكون سوى مسألة وقت ليس طويلا أبدا.
وأوضح كيدر أن عام 2014 شهد مسيرة لتدهور الدول العربية الكبيرة والمؤثرة فى المنطقة مع استمرار فقدانها لمكانتها الدولية الرفيعة، مقابل صعود دول أخرى لم تكن على الساحة، ضاربا مثالا بسوريا التى مرت بحرب دموية أهلية وشهدت تفككا كبيرا على الصعيدين السياسى والعسكرى، إذ أصبح الأسد يسيطر على ربع مساحة البلاد، بما فى ذلك دمشق والجزء الشمالى من حلب، ومنطقة جبال الأنصارية الواقعة شمال غرب سوريا والتى يطلق عليها «معقل العلويين»
ويقول البروفيسور الإسرائيلى كيدر إن هذه الأمور من شأنها أن تدفع الأكراد فى الشمال ذات يوم للإعلان عن دولتهم، مثل اخوانهم فى العراق، الذين يتخذون من جبل الدروز فى الجنوب حكما ذاتيا لأنفسهم، ناهيك أن الحلبيين سيستغلون الفرصة لينفضوا عن انفسهم فى وجه الدمشقيين الذين يمقتونهم، لافتا إلى أن العناصر الإرهابية التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش يسيطرون على نحو 30% من مساحة سوريا.
وينتقل كيدر ليتحدث عن مستقبل العراق غير المؤكد من وجهة نظره، إذ أن النظام السياسى استقر نسبيا بعد إن استطاع الشعب العراقى تغيير رئيس وزرائه دون نزاعات دموية من جهة، بينما من ناحية أخرى فإنه لا يمكن وقف مقاتلى العناصر المتطرفة التابعة لتنظيم الدولة الإسلامية داعش، خاصة بعد أن فرض سيطرته على ثلث أراضى العراق بما فى ذلك مدينة الموصل ثانى أكبر مدينة فى العراق والمركز الرئيسى لصناعة وتصدير النفط.
كما أن التنظيم الإرهابى مازال يهدد ضواحى بغداد بعد أن استولى على مدينة الرمادى المحصنة الموجودة جنوب غرب ما يسمى بالمثلث السنى العراقي، ناهيك أن بعض المناطق فى العراق أعلنت فى ديسمبر 2014 عن أنهم أصبحوا ولايات مستقلة، يأتى ذلك بسبب ضعف الحكومة المركزية فى العراق، حسب البروفيسور الإسرائيلى.
وحذر كيدر من أن استمرار العراق فى هذا الاتجاه يمكن أن يحولها إلى دولة اتحادية  تتكون من وحدات مستقلة تحكم نفسها ذاتيا، وهو تقريبا ما سيمثل الوضع فى عدد من بلدان الشرق الأوسط الأخرى فى المستقبل، على حد زعمه.
وفيما يخص اليمن فأكد كيدر أنها أصبحت مقسمة مكانيا ومذهبيا بين الحكومة والعناصر المسلحة المناهضة لمؤسسات الدولة والتى تسببت فى انزلاق البلاد وعلى رأسهم تنظيم القاعدة السنى،  والحوثيين الشيعيين الذين سيطروا على العاصمة صنعاء بالكامل فى ديسمبر الماضى بمساعدات إيرانية بالمال والسلاح ويأتى الدعم الإيرانى فى الاساس للحوثيين من أجل السيطرة على مضيق  باب المندب المدخل الجنوبى للشحن الدولى لشرق آسيا والذى يشق طريقه عبر المحيط الهندى إلى البحر الأحمر وقناة السويس ومنها للبحر المتوسط وأوروبا، وهو أهم منفذ رئيسى يربط الشرق بالغرب.
وأضاف المحاضر فى الشعبة العربية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية كيدر إن انفلات أجزاء كبيرة من اليمن عن قبضة الحكومة المركزية، هو الأمر الذى شجع إيران على الدخول بشكل فاضح فى النزاعات اليمنية وتجرأت بشكل كبير دفعها إلى نقل شحنة أسلحة كبيرة إلى قيادات الحراك الجنوبى المطالب بالانفصال عن الشمال بالتنسيق مع جماعة التمرد الحوثي، موضحا أن الشحنة شملت بنادق هجومية من طراز AK47، وقذائف صاروخية، الى جانب أسلحة أخرى لتحل محل الاسلحة القديمة التى اعتاد المتمردون على استخدامها.
وعلى الصعيد الليبى يقول كيدر إن البلاد تغرق فى مستنقع من الدم والنار والدموع، وخلال الـ4 سنوات الماضية مع الآمال التى عقدتها الشعوب العربية فى بداية الربيع العربى لقى أكثر من 100 ألف شخص ليبى مصرعهم، معظمهم كانوا ضحايا للمشاحنات القبلية والميليشيات الليبية المسلحة، لافتا إلى أن هذه الأحداث كانت بمثابة سكب الوقود على النار لزيادة العنف فى البلاد والمساعدة على تقسيمها جغرافيا أيضا.
وأوضح المحاضر فى الشعبة العربية بجامعة بار إيلان الإسرائيلية أن مرور تلك السنوات مع زيادة وتيرة العنف فى البلاد، فكانت ليبيا من أوائل الدول التى تم تقسيمها جغرافيا، وبات يحكمها ائتلافان الاول فى طرابلس والتى تقع غرب ليبيا والأخرى بنغازى فى الشرق، مؤكدا أن عدم وجود حكومة مركزية فاعلة فتح الأبواب لهذا التقسيم كما فتح الباب على مصراعيه لدخول الجماعات الإسلامية المتطرفة وبناء قواعد عسكرية بعضها لتنظيم القاعدة والآخر للتنظيم الإرهابى فى الشام والعراق  داعش.
وذكر الكاتب تحت عنوان جانبى مساحة الدولة الإسلامية تعادل ثلاث مرات دولة إسرائيل أن داعش هى الحدث الأعظم بالنسبة لإسرائيل والشرق الأوسط فى عام 2014 ، وأنها حازت على اهتمام بالغ من الصحافة الإسرائيلية فاق  تنظيم القاعدة فى بلاد مابين النهرين الذى اعتبر لسنوات طويلة أهم وأخطر تنظيم إرهابى فى منطقة الشرق الأوسط والعالم كله، معتبرا أن تنظيم الدولة الإسلامية يشكل الآن تهديدات للأنظمة السياسية سواء بصورة مباشرة للاحتلال وإقامة حكومة بديلة، كما أنه مصدر للأفكار الجهادية التى بات ينشرها عبر مواقع التواصل الاجتماعى التى أصبحت مصدر التكتيك للحروب والانتفاضات فى جميع أنحاء العالم.
ورصد الباحث الإسرائيلى كيدر الإنجازات التى حققتها الدولة الإسلامية داعش خلال 2014 ليضع استيلاءها على ثلث الأراضى السورية وثلث الأراضى العراقية على رأس إنجازاتها، المناطق التى تتميز بكثافة سكانية قليلة وفى نفس الوقت غنية بالنفط، واعتبر أن ثانى إنجازاتها هو استيلاؤها على النفط العراقى وتصديره إلى أوروبا عبر تركيا التى تقدم لها الدعم اللوجيستى، ناهيك عن المساعدات التى تلقاها التنظيم من دولة قطر التى أجبرت على إيقاف دعمها لتلك الجماعات مؤخرا بعد تعهدها أمام المملكة العربية السعودية وخادم الحرمين بعدم التدخل فى الشئون الداخلية للبلدان العربية الشقيقة والتخلى عن دعم أى تنظيمات تضر بالأنظمة السياسية لها.
وتابع الباحث: رصد إنجازات داعش ليؤكد أن التنظيم استطاع من خلال بث أفلام الرعب التى توثق قطع رءوس المعارضين والمشاهد التى نشرت لها تعبر عن عدم رحمتها بالسجناء والاغتصابات الوحشية ضد النساء وتجويع عشرات الآلاف من اليزيديين الذين اعتبرتهم كفاراً أثبت أنه تنظيم لديه قدرات على العالم كله أن يتعامل معها بحذر وخوف شديدين.
وفيما يخص المملكة الأردنية الهاشمية أوضح كيدر أن الأردن لا تزال تمثل من وجهة نظر إسرائيل نوعا من الحماية من رياح الجهاد الشرقية القادمة من العراق - داعش -، وربما فى المستقبل من إيران أيضا، وعلى الرغم من أن الأردن، أنشئت هى أيضا كالعراق والشام من قبل الاستعمار الأوروبى، وأن اسم التنظيم يدل على نواياه بالتسلل للأردن ايضا حيث إنها تقع ضمن دول الشام.
وأضاف: إن تنظيم داعش لديه نوايا حقيقية فى اقتحام الأردن ويظهر ذلك من خلال توسيع التنظيم من مساحة سيطرته فى العراق باتجاه الغرب، وصولا إلى الحدود بين العراق والأردن، واحتلال المدينة الحدودية طرابيل، الأمر الذى يدفع الدوائر الاستخباراتية فى إسرائيل لتأكيد أن الأردن لن تكون الهدف النهائى لداعش وإنما نقطة انطلاق يستمر من خلالها فى الجهاد ضد الكيانات غير الشرعية بالنسبة لها وعلى رأسها  الكيان الصهيونى.
وينتقل الكاتب ليستفيض فى الحديث عن تونس وأنها  ستكون ساحة الحرب القادمة بين جيوش الغرب من جهة والتنظيمات الإسلامية وعلى رأسها تنظيم داعش، لافتا إلى أن حكم السبسى لن يطول وأن هناك معلومات مؤكدة بشأن مبايعة بعض الفصائل المسلحة فى تونس مثل كتيبة عقبة بن نافع لتنظيم داعش.
وأضاف إن  التدخل الأوروبى سيكون سريعا هذه المرة نظرا للقرب الجغرافى بين تونس وأوروبا، لافتا إلى أن كتيبة عقبة بن نافع هى مجموعة من المجاهدين بمنطقة الحدود بين تونس وليبيا تنشط منذ عامين، وفى كل مرة تهاجم عربات قوات الأمن التونسى وتسقط منهم الكثير من القتل،. وأنها تعرف الكتيبة بأجندتها الجهادية منذ بداية عملها، وكذلك بقدرتها على تجنيد مقاتلين، وامتلاك أسلحة متنوعة، وفرض سيطرته على مناطق واسعة.
ولفت كيدر إلى أن تصريحات وزير الداخلية التونسى السابق لطفى بن جدو أن تنظيم القاعدة نقل تعليمات لعناصره بشمال إفريقيا بتصفية كل من يحاول نقل أفكار داعش للمنطقة التى ظلت حتى اليوم تابعة دون منافس للقاعدة، قائلا: إن هذه التصريحات تثبت مدى رغبة تنظيم داعش التوجه نحو تونس فى ظل الحديث الذى يدور حول اندلاع صراع كهذا على التونسية، من المتوقع أن يؤدى إلى مقتل الآلاف كما يجرى فى سوريا، ليس فقط بالمناطق الحدودية التونسية، وفى الشرق مع ليبيا والغرب مع الجزائر، بل أيضًا فى الأحياء الفقيرة بضواحى المدن التى يغلب على سكانها الطابع  الدينى.