الخميس 25 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«السيسى والصباح» اتفقا على: وقف إمدادات السلاح والمال للميليشيات المتطرفة بـ «ليبيا»

«السيسى والصباح» اتفقا على: وقف إمدادات السلاح والمال للميليشيات المتطرفة بـ «ليبيا»
«السيسى والصباح» اتفقا على: وقف إمدادات السلاح والمال للميليشيات المتطرفة بـ «ليبيا»




كتب ــ أحمد إمبابى وأحمد سند

وصل الرئيس عبدالفتاح السيسى مطار القاهرة الدولى فى تمام الرابعة من عصر أمس ليغادر بعدها استراحة الرئاسة فى تمام الرابعة والربع..
وكان السيسى قد عقد أمس بالكويت جلسة مباحثات مع الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت الشقيقة، بحضور وفدى البلدين.
وفى بداية الجلسة، قلّد الأمير الرئيس قلادة «مبارك الكبير»، وهى أعلى وسام فى دولة الكويت، تقديراً واعتزازاً بمواقف الرئيس والمكانة التى يحظى بها فى قلوب الشعب الكويتى.
وصرح السفير علاء يوسف المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، بأن المحادثات شهدت بحث سبل تعزيز العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين والارتقاء بها إلى آفاق أرحب تلبى طموحات الشعبين.
وقد أكد الشيخ صباح الأحمد دعم ومساندة دولة الكويت لمصر ووقوفها بجانبها من أجل اجتياز المرحلة الانتقالية التى تمر بها ودفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية، سواء من خلال صندوق التنمية التابع للحكومة الكويتية أو من القطاع الخاص المتطلع لزيادة استثماراته فى مصر.
وأعرب كذلك عن تقديره لنجاح الرئيس فى إعادة الأمن والاستقرار إلى مصر، مشيداً بالتقدم المُحرز فى تنفيذ خارطة الطريق، ومؤكداً ثقته فى قدرة الرئيس على قيادة مصر نحو استعادة دورها الريادى على المستويين الإقليمى والدولى لما تمثله من أهمية كبيرة للأمة العربية وفى الدفاع عن قضاياها.
وأضاف المتحدث الرسمى أن الرئيس أعرب عن تقديره لحفاوة الاستقبال، مثمناً المواقف الداعمة والمساندة التى أبدتها دولة الكويت، قيادة وشعباً، إزاء مصر منذ ثورة 30 يونيو، ومشيداً بالجهود المخلصة للأمير صباح الأحمد، والتى لن تنساها مصر.
وأكد الرئيس متانة العلاقات بين البلدين، وحرص مصر الدائم على أمن واستقرار الكويت ووجه الدعوة إلى أمير دولة الكويت لحضور المؤتمر الاقتصادى الذى تنظمه مصر فى شهر مارس المقبل.
وقد قَبلَ الشيخ صباح الأحمد الدعوة ووعد بمشاركة كبيرة من جانب دولة الكويت.
كما أشاد الرئيس بما حققته دولة الكويت، بقيادة الأمير خلال رئاستها الحالية للقمة العربية، لاسيما على صعيد تهدئة الأجواء وتعزيز التضامن بين الدول العربية ونبذ الانقسام فيما بينها، معرباً عن تطلعه لاستمرار تلك الجهود خلال الفترة القادمة.
وذكر السفير علاء يوسف أن المباحثات تناولت كذلك عدداً من الملفات الإقليمية، كان أبرزها الوضع فى ليبيا وسبل تحقيق الوفاق الوطنى فى هذا البلد الشقيق والحفاظ على سيادته ووحدة أراضيه، حيث اتفق الجانبان على أهمية دعم المؤسسات الشرعية فى ليبيا، ووقف إمدادات السلاح والمال إلى الميليشيات المتطرفة.
وفى ختام المباحثات أقام أمير دولة الكويت مأدبة عشاء على شرف الرئيس، حضرها الوفدان، بالإضافة إلى كبار الشخصيات الكويتية وسفراء الدول المعتمدين لدى الكويت.
وكان الرئيس قد استقبل فى مقر إقامته الشيخ جابر المبارك الحمد الصباح، رئيس مجلس الوزراء الكويتى، وحضر معه الشيخ محمد الخالد الحمد الصباح وزير الداخلية، حيث تم بحث سبل تطوير العلاقات الثنائية فى جميع المجالات.
وأيضا استقبل الرئيس، الشيخ على ثنيان الغانم، رئيس غرفة التجارة والصناعة ومعه أعضاء الغرفة الذين أعربوا عن ترحيبهم العميق بالرئيس فى أول زيارة لدولة الكويت.
كما شددوا على المحبة التى يكنها الشعب الكويتى لأشقائه المصريين ومواقفهم القومية على مر التاريخ.
وأضاف على الغانم أن كل تلك المواقف المصرية التى لا يمكن إنكارها تجعل مساهمة رجال الأعمال الكويتيين أمراً واجباً فى عملية التنمية والمشروعات الجارى تنفيذها فى مصر، منوهاً إلى متابعتهم للخطوات الايجابية الجارى إنجازها فى مصر على مستوى الاستقرار السياسى والأمنى، ومؤكداً أن أمير الكويت أعطى تعليمات واضحة لكل المؤسسات الاقتصادية الكويتية بمساندة مصر فى المرحلة الراهنة.
أضاف المتحدث الرسمى أن أعضاء الغرفة قد أعربوا عن تطلعهم لزيادة استثماراتهم فى مصر، مع توفير التشريعات اللازمة التى تشجع المستثمرين على ضخ المزيد من الاستثمارات فى مختلف قطاعات الاقتصاد المصرى.
كما أكد رئيس وأعضاء غرفة التجارة والصناعة اعتزامهم المشاركة فى المؤتمر الاقتصادى المزمع عقده فى مارس 2015 بشرم الشيخ، معربين عن تطلعهم لطرح الحكومة المصرية لمشروعات محددة بحيث يمكن مشاركة المستثمرين الكويتيين فيها.
كما أشار رئيس الغرفة إلى وجود بعض المشكلات التى تواجه عدداً من الاستثمارات الكويتية فى مصر، معرباً عن أملهم فى وضع آلية لحل تلك المشكلات، فضلاً عن إيجاد آلية لربط مجتمع الأعمال فى البلدين.
وذكر السفير علاء يوسف، أن الرئيس أكد من جانبه اهتمام مصر بتوفير مناخ جاذب للاستثمار، منوهاً إلى توجه الحكومة نحو إصدار بعض التشريعات ذات الصلة فى الفترة القريبة القادمة، ولاسيما قانون الاستثمار الموحد، ووضع آلية «الشباك الواحد» للقضاء على البيروقراطية، مع تأكيده على الاهتمام بالتوصل إلى تفاهم لتسوية جميع مشكلات الاستثمارات الكويتية.
وكان الرئيس عبدالفتاح السيسى، قد استهل نشاطه فى اليوم الثانى لزيارته لدولة الكويت، باستقبال رئيسة وأعضاء مجلس أمناء المبادرة الكويتية لمساندة الشعب المصرى، الذين أطلعوه على أهداف مبادرتهم فى دعم مسيرة التنمية الاجتماعية لمصر، بالتعاون مع بعض الجمعيات والمؤسسات الخيرية، عرفاناً وتقديراً للشعب المصرى ووقفته التاريخية مع الشعب الكويتى منذ نشأة دولته، وكذا تقديراً للدور القومى الذى تلعبه مصر فى حياة الشعوب العربية.
وأوضح أعضاء المبادرة أنها تنقسم إلى مراحل بدأت أولها بتوفير أكبر قدر من المواد الغذائية للأسر المصرية المستحقة بالتعاون مع بنك الطعام المصرى، ثم تطور العمل ليشمل المساهمة فى إعادة تأهيل عدد من القرى المصرية الأكثر احتياجاً، حيث كانت البداية فى قرية المخزن، وسيتلوها ثلاث قرى هى العيساوية والدويرة وعباسة.
واستقبل الرئيس بعد ذلك وفداً من مجلس العلاقات الكويتية - المصرية برئاسة الشيخ محمد جاسم الصقر، وهو مجلس جديد يضم عدداً من الشخصيات الكويتية والمصرية البارزة فى المجالات الاقتصادية والاستثمار.
كما عقد الرئيس لقاء مع رؤساء تحرير الصحف الكويتية وأدلى بحديث للتليفزيون الكويتى، حيث وجه سيادته التحية والتقدير للشعب الكويتى الشقيق ولقيادته الحكيمة التى تستحق بجدارة لقب «القائد الإنسان»، كما شكر الأشقاء على حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة، وهو ما يعكس متانة العلاقات بين البلدين، وأكد الرئيس أن أمن الخليج جزء لا يتجزأ من الأمن القومى المصرى، مبدياً استعداد مصر لحماية أمن الكويت والخليج فى مواجهة أى مخاطر، مشدداً على أن أمن الخليج خط أحمر لمصر.
وأجرى كذلك لقاء مع الإعلاميين المصريين الذين يقومون بتغطية زيارته لدولة الكويت، حيث أكد أهمية الدور الذى يقوم به الإعلام فى المرحلة الحالية ولا سيما فى دعم الاصطفاف الوطنى والحفاظ على ثوابت الدولة، وبناء الثقة واستعادة الأمل بين المواطنين، كما أكد أهمية المواصلة فى تجديد الخطاب الدينى، مشيداً بما يمثله الأزهر الشريف من رمز للإسلام المعتدل. كما استعرض نتائج زيارة دولة الكويت الشقيقة والجهود المبذولة لدعم التضامن العربى ووحدة الصف فى مواجهة التحديات المختلفة التى تواجه الأمة العربية.
وأشار إلى وجود تطابق تام فى وجهات النظر مع الجانب الكويتى الذى أبدى استعداداً لضخ مزيد من الاستثمارات فى مصر مع توفير التشريعات اللازمة لجذب المستثمرين، كما تناول عدداً من الملفات الداخلية، مشيراً إلى الخطوات الجارى اتخاذها لمواصلة عملية التنمية ومواجهة التحديات المختلفة وتوفير الاحتياجات الأساسية للمواطنين.
عقب ذلك، توجه الرئيس إلى المطار الأميرى بالكويت، وبرفقته الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أمير دولة الكويت عائداً  إلى القاهرة.