الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

«مصر» و«دول الخليج» العربى قوة تظهر على الساحة فى مواجهة «قوى الظلام»

«مصر» و«دول الخليج» العربى قوة تظهر على الساحة فى مواجهة «قوى الظلام»
«مصر» و«دول الخليج» العربى قوة تظهر على الساحة فى مواجهة «قوى الظلام»




الكويت ـ عماد خضر


لم تُرد زيارة الرئيس عبد الفتاح السيسى لدولة لكويت، والتى خُتمت فعالياتها أول أمس وحظيت باهتمام رسمى وشعبى ملحوظ، أن تُختتم كمثيلاتها من الزيارات بل أبت إلا أن تترك بصمتها فى عمق العلاقات «العربية – العربية» بعد أن أجمع عدد من المؤرخين والمسئولين التنفيذيين والمحللين السياسيين الكويتيين والخليجيين على تَعدد محاور تميز هذه الزيارة، لافتين إلى أنها تأتى معلنة عن تحالف «جديد – قديم» بين مصر ومنظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية، خاصة مع مجيئها فى ظل ظروف إقليمية وعربية متذبذبة.
وذكر المؤرخون أن الزيارة تميزت وأتضحت بقوة فى الدولة المضيفة نفسها عبر الاهتمام الرسمى والشعبى الواضحين من قبل دولة الكويت لها، منوهين إلى أنها تعد المرة الأولى التى يحرص نصف نواب البرلمان الكويتى على لقاء زعيم دولة، حيث كانت العادة تقتصر على اللقاء المشترك على رئيس مجلس الأمة الكويتى فقط، مشيرين إلى أن الاهتمام الرسمى والشعبى لزيارة الرئيس أعطى رسالة واضحة للقوى المحلية المعارضة لثورة 30 يونيو بأن نظام الرئيس السيسى يحظى بالدعم الكبير من القيادة الكويتية وقيادات دولة مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
فيما أشاد محافظ «الفروانية الكويتية» الشيخ فيصل الحمود الصباح أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى للكويت ناجحة بكل المقاييس وكانت على مستوى الزعماء وجرت فيها مباحثات ثنائية على مستوى قائدين حكيمين، ومستوى وفدى البلدين، موضحا أن المرحلة المقبلة ستشهد المزيد من الإزدهار والتطور فى العلاقات المشتركة بين البلدين العربيين الشقيقين.
رباط الدم
وأكدت أستاذة التاريخ المعاصر فى كلية الآداب بجامعة الكويت ومدير مركز الدراسات التاريخية ومتحف الآثار فى الجامعة الشيخة، الدكتورة ميمونة الخليفة الصباح، أن العلاقات «المصرية – الكويتية» تاريخية وتزداد متانة وقوة عبر التاريخ، مؤكدةً أن الكويت قيادة وحكومةً وشعباَ ترحب بزيارة الرئيس المصرى عبدالفتاح السيسى لها.
ودعت الشيخة ميمونة الخليفة منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية إلى ضرورة دعم عملية التنمية ومكافحة الإرهاب فى جمهورية مصر العربية لتأكيد الاستقرار فى هذه الدولة المحورية والذى يدعم استقرار دول الخليج، لافتةً إلى أن الفرص التنموية فى مصر كثيرة وجميع محاولات تفعيلها سيصُب فى المصلحة المشتركة لمصر والدول المستثمِرة.
وأشارت أستاذة التاريخ المعاصر فى كلية الآداب بجامعة الكويت إلى أن دولة الكويت تحت قيادة الأمير المفدى، الشيخ صُباح الأحمد الجابر الصُباح، تقف إلى جوار الشقيقة الكبرى مصر قلباً وقالباً، خاصة خلال المرحلة الحالية حتى يترسخ الأمن وتتأصل عملية التنمية فيها، مؤكدةً أن خطوات الرئيس عبدالفتاح السيسى لدعم محاور التنمية فى مصر مدروسة وموفقة، وأكبر دليل على ذلك مشروع محور قناة السويس الجديدة وما سيطرحه هذا المشروع من آفاق جديدة للاستثمار والتنمية محلياً وإقليمياً وتوفير فرص عمل فضلا عن توفير العملات الصعبة لأرض الكنانة.
وقالت الشيخة ميمونة إن مصر والكويت «رفيقا» كفاح على مر التاريخ، حيث اختلط الدم الكويتى بالدم المصرى على مر الحروب ولا يمكن أن ينسى التاريخ أو المواطن العربى هذه الأُخوة والشراكة التى نبعت من وحدة الهدف والمصير وتوجتها دماء ذكية خضبت تراب الوطن العربى الأصيل هنا وهناك.
نصف أعضاء البرلمان
وأوضح المحلل السياسى والأكاديمي، الدكتور عايد المناع، أن زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسى متميزة ومتفردة بدليل حفاوة الاستقبال للرئيس ووفده المرافق له، وحِرص نصف أعضاء مجلس الأمة الكويتى على لقاء وزيارة زعيم الدولة المصرية، وهو الأمر الذى لأول مرة يحدث فى دولة الكويت، إذ كانت اللقاءات السابقة والزيارات الوافدة تقتصر على استقبال رئيس مجلس الأمة بالضيف والوفد المصاحب له، لافتاً إلى أن الاهتمام الرسمى والشعبى لزيارة الكويت أعطى رسالة واضحة للقوى المحلية المعارضة لثورة 30 يونيو بأن نظام الرئيس السيسى يحظى بدعم كبير من القيادة الكويتية وغيرها من قيادات منظومة دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.
من جهته قال رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية «كوجر» الدكتور طارق آل شيخان، إن زيارة الرئيس السيسى تحمل رسالتين، الأولى: اعتراف دول الخليج العربية بخيار الشعب المصرى وحقه فى اختيار من يمثله، حيث حملت هذه الرسالة مغزى الاعتراف الشعبى والحكومى الخليجى العربى بخيار الشعب المصري، مشيراً إلى أن الرسالة الثانية من الزيارة موجهة للعالم بظهور تحالف «جديد – قديم» على ساحة الشرق الأوسط هو التحالف «المصرى – الخليجى العربي» فى ظل الأوضاع المزرية التى يعيشها الوطن العربى أجمع.
وأضاف رئيس مجلس العلاقات الخليجية الدولية «كوجر» أن اشكال هذا التحالف الجديد تأخذ 3 أبعاد الأول منها سياسى، والثانى اقتصادى، والثالث والأخير عسكرى، منوها إلى أن البعد السياسى تمثل فى هذه الزيارة من خلال التنسيق السياسى بين مصر والدول الخليجية العربية ومحاولة إزالة أية خلافات «عربية – عربية» من خلال المصالحة «المصرية – القطرية»، لافتا إلى أن البعد الاقتصادى جاء لأنه لا يمكن تشكيل قوة سياسية من دون قوة اقتصادية وقد تبين هذا البعد فى دعم التعاون الاقتصادى بين مصر ودول الخليج العربية، حيث تقبل مصر على ازدهار اقتصادى كبير جداً وتحظى بالعديد من الفرص الاستثمارية فيها وسيصب الاستثمار الخليجى فى صالح الاقتصاد مصر وشعبها.
وتابع آل شيخان: إن البعد الثالث العسكرى فى هذا الزيارة يتمثل فى التوجه نحو القيادة الخليجية المشتركة الذى ستتم بدعم وتنسيق عسكرى «مصرى – خليجى عربي»، لافتاً إلى أن هذا التحالف المصرى الخليجى العربى يمثل رسالة مفادها أنه على الجميع احترام حق الشعب المصرى فى اختيار رئيسه ورسالة أخرى مفادها ظهور قوة أخرى فى منطقة الشرق الأوسط فى مواجهة قوى الظلام التى تريد تشتيت الدول العربي، قائلا: «بلا شك فإن المستقبل مشرق فى ظل مصر السيسى».
ومن ناحية أخرى أعلن وكيل وزارة الخارجية الكويتية، خالد الجارالله، عن مشاركة دولة الكويت فى المؤتمر الاقتصادى والاستثمارى على المستويين الرسمى والخاص، ممثلاً فى القطاع الخاص الكويتى، والذى سيُعقد فى مصر خلال الفترة المقبلة.
وأوضح وكيل وزارة الخارجية الكويتية أن هذا الإعلان الذى استبقه الرئيس السيسى بلقاء مع رئيس مجلس الوزراء الكويتي، الشيخ جابر المبارك الصباح، ورئيس مجلس الأمة الكويتي، مرزوق الغانم، بالإضافة إلى لقاء موسع مع رجال الأعمال الكويتيين على رأسهم رئيس مجلس إدارة غرفة التجارة والصناعة، على ثنيان الغانم،  ورئيس اتحاد الصناعات الكويتية، حسين الخرافي، ورجلا الأعمال، جواد بوخمسين، وعبدالعزيز سعود البابطين، وغيرهم، والذى أكد خلاله على ترحيب مصر بالاستثمارات الكويتية لمزيد من توطيد العلاقات الثنائية بين البلدين وتحقيقاً للمصلحة المشتركة، لافتاً إلى أن مصر بصدد إقرار مجموعة من القوانين لتسهيل جذب الاستثمار الخارجي، ما كان له أثر طيب وخلف انطباعاً جيداً لدى رجال الأعمال والمستثمرين الكويتيين على حد قولهم.