الجمعة 19 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

شبح الحرب الشاملة يهدد السودان




خيم شبح الحرب الشاملة على العلاقات بين دولتى السودان وجنوب السودان بعد أن احتلت قوات الجيش الشعبى الجنوبى منطقة «هجليج» الواقعة فى ولاية جنوب كردفان التابعة للسودان.
 
وقرر البرلمان السودانى فى جلسة طارئة أمس إعلان التعبئة العامة فى البلاد، ووقف التفاوض مع دولة الجنوب، وسحب وفد الخرطوم من مفاوضات أديس أبابا فوراً، كما أعلنت حكومة الخرطوم احتفاظها بحق رد العدوان والمحافظة على سلامة أراضيها.
 
كان الفريق أول عبدالرحيم محمد حسين وزير الدفاع السودانى فى رده على طلب إحاطة عاجل قدمه رئيس البرلمان أحمد إبراهيم الطاهر أكد قدرة القوات المسلحة على السيطرة على الأوضاع والمحافظة على استقرار البلاد ومكتسبات الأمة السودانية.
 
وكانت قوات الجيش الشعبى التابع لدولة جنوب السودان شنت عدواناً جديداً على مناطق من ولاية جنوب كردفان، أبرزها منطقة هجليج صباح ظهر الثلاثاء مستعينة بأعداد من قوات المرتزقة ومجموعات من المتمردين عبر عدد من المحاور.
 
وأوضح بيان لوزارة الإعلام السودانية أن القوات المسلحة والقوات النظامية تصدت للقوات المعتدية حيث دارت معارك داخل الأراضى السودانية.
 
ودعت حكومة السودان الأمم المتحدة إلى التدخل لحل الأزمة الناشبة مع جنوب السودان، كما توعدت بالرد على الهجمات التى قالت إن قوات جنوب السودان شنتها فى ولاية جنوب كردفان بكل الطرق والوسائل المشروعة.
 
وأكد سفير السودان لدى الأمم المتحدة دفع الله الحاج على عثمان فى تصريح خاص أنه على المجتمع الدولى التحرك إذا أراد تجنب الحرب، مضيفاً: لقد تقدمنا بشكوى إلى مجلس الأمن مطالبين بإرسال رسالة قوية إلى حكومة الجنوب لسحب قواتها فوراً وبدون شروط وأن تتحمل حكومة الجنوب المسئولية كاملة تجاه أى خسائر تحدث فى أوساط المدنيين العزل الذين تمت مهاجمتهم وترويعهم، مشدداً على ضرورة محاسبتها.
 
وأشار إلى أن بلاده أوضحت لمجلس الأمن أنه إذا لم تجد استجابة سريعة وانسحاباً لجميع قوات الجنوب فإنها سترد بشدة.. مؤكداً عزم بلاده إنجاح المفاوضات التى يقوم بها الوسطاء الأفارقة برئاسة ثامو إمبيكى، داعياً الجنوب إلى احترام تلك المساعي.
 
وأكد القائد بالجيش الشعبى جيمس فلواك أن قواته دخلت منطقة «هجليج» النفطية بولاية جنوب كردفان وتقدمت حوالى 30 كيلومتراً شمال المنطقة، فيما قال العقيد الصوارمى خالد سعد الناطق الرسمى باسم القوات المسلحة السودانية، فى بيان إن الاعتداء على هجليج يأتى تماشياً ومواصلة لمواقف رئيس دولة جنوب السودان العدوان الراغبة فى إطالة أمد الحرب بين السودان ودولة جنوب السودان بما يؤدى لقطيعة تدوم، وذلك فى اتهام مباشر لرئيس جنوب السودان بالوقوف خلف التصعيد.
 
وتأتى هذه المعارك قبل يوم واحد من جولة مفاوضات كان ينتظر التئامها فى أديس أبابا لبحث التصعيد الأمنى الأخير بعد زيارة الوسيط الإفريقى ثامبو امبيكى لعاصمتى البلدين واجتماعه بالرئيسين سلفاكير وعمر البشير.
 
على الصعيد الإنسانى أكد السودان أن المقترح الدولى المشترك بين الأمم المتحدة والحكومة وجامعة الدول العربية الذى يتعلق بتسيير الإغاثة إلى منطقتى النيل الأزرق وجنوب كردفان، سيعرض على اللجنة العليا للعون الإنسانى برئاسة النائب الأول للرئيس على عثمان محمد طه فى اجتماع سيعقد خلال الأيام المقبلة لإبداء رأيها حول المقترح والانتقال إلى مرحلة مناقشة التفاصيل مع الشركاء الدوليين بعد قبول الحكومة للمبادئ الأساسية للمقترح.
 
وأكد مفوض العام للعون الإنسانى فى السودان سليمان عبدالرحمن أمس استقرار الأوضاع الإنسانية بولايتى النيل الأزرق وجنوب كردفان وعودة أكثر من ثمانية آلاف مواطن كانوا قد فروا من منطقة تلودى التى يبلغ عدد سكانها 10 آلاف مواطن عقب الأحداث الأخيرة.
 
كما أكد عودة التيار الكهربائى بعد أن قصف المتمردون محطات التوليد واستمرار الخدمات الطبية والصحية وانسياب الحركة فى سوق «تلودى» وقال: إن المفوضية أرسلت 20 شاحنة محملة بالغذاء والدواء إلى ولاية جنوب كردفان بجانب مبادرة برنامج الغذاء العالمى بتوفير الغداء لمدة 60 يوماً وإعانة المتأثرين، مضيفاً أن تأخر الرد على المبادرة الثلاثية لن يؤثر على عمليات التدخل الإنسانى التى تسيطر عليها المفوضية بشكل كامل.