الثلاثاء 16 أبريل 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد

وسائل الإعلام الأمريكية تتجنب رسوم «شارلى إيبدو»

وسائل الإعلام الأمريكية تتجنب رسوم «شارلى إيبدو»
وسائل الإعلام الأمريكية تتجنب رسوم «شارلى إيبدو»




ترجمة - وسام النحراوى


اعتبرت صحيفة «نيويورك تايمز» الأمريكية أن الهجوم على جريدة «شارلى إيبدو» الفرنسية كان الأكثر عنفا ودموية فى تاريخ المؤسسات الصحفية ووسائل الإعلام بسبب «السخرية من الإسلام»، مشيرة إلى أن الهجمات التى طالت مؤسسات صحفية نشرت مواد مسيئة للإسلام شملت اغتيال صحفيين وكتاب إلا أنها توسعت فى السنوات الأخيرة لتشمل المدونين وصناع المواد المصورة التى يتم نشرها على الإنترنت، مؤكدة أن تلك الهجمات نفذها أشخاص ينتمون لجميع الأديان.
ورصدت الصحيفة الامريكية عددا من الهجمات المماثلة التى طالت صحفيين فى السنوات الماضية بين عامى 1989 وحتى 2012:
ففى شهر فبراير من العام 1989، أصدر آية الله الخميني، المرشد الأعلى فى إيران وقتها أمرا بإعدام سلمان رشدي، مؤلف كتاب آيات شيطانية، واتهمه بالكفر والخروج عن الإسلام مما دفع رشدى بالهروب والاختباء، فضلا عن استهداف بعض ناشرى الكتب المترجمة.
وفى شهر يونيو عام 1992، تم اغتيال الصحفى المصرى فرج فودة على يد منتمين لجماعات إسلامية متشددة بسبب معارضة فودة الصريحة للتطرف الديني.
فى نوفمبر من العام 2004، قتل صانع الأفلام الهولندى «ثيو فان جوخ» فى أحد شوارع أمستردام على يد هولندى مغربى الأصل بسبب أعمال جوخ التى اعتبرها معادية للإسلام.
فى سبتمبر 2005، تلقت جريدة «يولاندس بوستن» الكندية عددا كبيرا من تهديدات بالقتل فى حق رسامى كاريكاتير عقب نشرها رسومات مسيئة للرسول محمد (ص)، ودفعت عددا من الجرائد إلى إعادة نشر الرسوم.
وفى شهر سبتمبر من العام 2006، ذبح رئيس تحرير جريدة «الوفاق» السودانية محمد طه محمد أحمد بعد خطفه على يد رجل مقنع، بعد أن تسبب فى إغضاب الإسلاميين لنشره مقالا عن الرسول محمد (ص).
وفى سبتمبر 2012، تسبب فيلم أمريكى عن الرسول محمد (ص) فى إشعال عدة التظاهرات ضد سفارات الولايات المتحدة الأمريكية فى عدد من الدول حول العالم، ويعتقد أن هذا الفيلم من الأسباب الرئيسة التى أدت إلى الهجوم على المجمع الدبلوماسى فى بنغازى بليبيا فى العام نفسه، الذى راح ضحيته أربعة أمريكيين بينهم السفير.
فى سياق متصل، سلطت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية الضوء على أربعة من رسامى الكاريكاتير المشهورين بفرنسا الذين لقوا حتفهم إثر الهجوم المسلح على مقر مجلة «شارلى إيبدو» الفرنسية موضحة أن أحدهم سبق أن هاجم القرآن.
وذكرت الصحيفة البريطانية أن القتلى «ستيفان شاربونير» و«جورج ولنسكي» و«برنار فيرلهاك» و«وجان كابوت» كانوا من كبار رسامى الكاريكاتير المحبوبين بفرنسا، مشيرة إلى أن رئيس تحرير المجلة الأسبوعية المعروف باسم شارب لقى حتفه خلال الهجوم.
وأوضحت «ديلى ميل» أن شارب سبق أن هاجم القرآن الكريم فى أحد تصريحاته والتى قال فيها «أفضل الموت واقفا بدلا من العيش راكعا على ركبتي، أنا أعيش بموجب القانون الفرنسى وليس القانون القرآني»، وهو ما كان سببا فى قتله حيث نادى الملثمون على أسماء الأربعة رسامين قبيل إطلاق النار عليهم داخل المجلة مع الهتاف «انتقمنا للنبي».
وكنتيجة لما حدث للمجلة الفرنسية، شهدت العاصمة البريطانية لندن إجراءات أمنية مكثفة، حيث حذر الأمن فى بريطانيا بعض المجلات الساخرة والمسيئة بشكل دائم للإسلام، من إمكانية أن تكون أهدافا لعمليات إرهابية.
وذكرت صحيفة «التليجراف» البريطانية أن الشرطة البريطانية كثفت تواجدها أمام العديد من المناطق الحيوية فى العاصمة لندن، تحسبا لأى عمليات إرهابية قد تشنها التنظيمات المختلفة بداخل البلاد، وجاءت على رأس تلك المواقع البرلمان والقصور الرئاسية وغيرها من المبانى الحيوية فى العاصمة البريطانية.
وأخبرت الشرطة البريطانية بعض الصحف التى لم تذكر اسمها الصحيفة البريطانية لدواع أمنية، بقفل كافة الأبواب المؤدية لها، وإبلاغ الشرطة فى حال شعورهم بأى خطورة.
فى السياق نفسه، أشارت صحيفة «الجارديان» البريطانية أن  المجلة الفرنسية تمتلك تاريخا واسعا  من الجدل ومن نشر الصور المسيئة للدين الإسلامى وللنبى محمد، والتى كان أبرزها فى عام 2011، عندما وضعت الصحيفة كاريكاتيرا ساخرا عن النبى فى صفحتها الرئيسية وهو يحذر أتباعه من تعرضهم لآلاف الجلدات إذا لم يضحكوا، معنونين الرسم الساخر باسم «شريعة إبدو».
وأغضب هذا الكاريكاتير عددا من المسلمين مما أدى إلى إحراق الجريدة وتدمير مكتبها فى باريس، بالإضافة إلى تعرض موقعها الإلكترونى للاختراق، وتلقى عدد من المحررين العاملين بها لتهديدات بالقتل، إلى وضع أحد محرريها «ستيفن شاربونير» تحت حماية الشرطة خوفا على حياته.
وأشارت الصحيفة البريطانية إلى أن «شارلى إبدو» لم تعتبر من عملية إحراقها فبعد هذا الهجوم بـ6 أيام قامت بنشر كاريكاتير آخر لشخص ملتحٍ وهو يقبل أحد رسامى الصحيفة معلقة عليه بالقول «الحب أقوى من الكراهية».
وأوضحت الصحيفة، أنها نشرت منذ أقل من عام صورة عارية للنبى محمد على غلافها، مما دفع الحكومة الفرنسية لمناشدة محررى الصحيفة بعدم نشر هذا الرسم كى لا تزيد حالة الكراهية ضدهم لدى المسلمين.
كما انتقد وزير الخارجية الفرنسى لوران فابيوس، أداء الصحيفة واصفا ما تقوم به بأنها تضع مزيدا من البنزين على النار وهو ليس بالفعل الذكي، مما دفع جيرارد بيراد المحرر بالصحيفة بالرد على وزير الخارجية بأنهم يحترمون القانون الفرنسى ولا يخترقونه بعملهم هذا.
ولفتت الجارديان، إلى أن شارلى إبدو لا تهاجم الدين الإسلامى فقط، مشيرة إلى أنها تقوم بكسر كل التابوهات الدينية، فيما تجنبت معظم وسائل الإعلام الأمريكية الرائدة نشر الرسوم الساخرة التى يظهر فيها النبى محمد ، بعدما قتل مسلحون يعتقد أنهم إسلاميون فى باريس 12 شخصا فى مقر الصحيفة الفرنسية الساخرة شارلى إيبدو.